You are currently viewing سليمان بن يسار (علمه – انجازاته – مواقف من حياته)

سليمان بن يسار (علمه – انجازاته – مواقف من حياته)

سليمان بن يسار هو أبو أيوب سليمان بن يسار مولى أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث ولد سنة 34 من الهجرة في مدينه رسول الله صلي الله عليه وسلم، وهو احد رواة الحديث النبوي، وواحد من فقهاء المدينة السبعة في زمانه.

علم سليمان بن يسار الغزير رضى الله عنه

ولد رضى الله عنه سنة 34 هـ في خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه، وكان أبوه يسار من سبي فارس أي من أسرى معركة فارس، وهو مولى لأم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضى الله عنها، وقيل أن سليمان نفسه كان لها عبدًا ثم كاتبها ثم أصبح كاتبها .

نبغ سليمان في تلقي العلم في المدينة، حتى صار أحد فقهاء المدينة السبعة من التابعين.

وقد ولاّه عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه سوق المدينة المنورة حين كان عمر واليًا للمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك خليفة المسلمين في ذلك العهد.

ورعه وخشيته وتقواه

كان رضى الله عنه كثير القرب من ربه فقد كان رضى الله عنه كثير الصيام حتي قيل عنه انه كان يصوم الدهر كنايه عن كثرة صيامه رضى الله عنه، وكان أخوه عطاء يصوم يوما ويفطر يومًا.

مواقف من حياته رضى الله عنه (قصته مع الأعرابيه)

وذات مرة خرج سليمان بن يسار من المدينة ومعه رفيق له حتى نزلوا بالأبواء مكان قريب من المدينه، فقام رفيقه فأخذ السفرة وانطلق إلى السوق يبتاع لهم وقعد سليمان في الخيمة ينتظره.

فقد كان رضى الله عنه من أروع وأجمل الناس وجها، فبصرت به أعرابية من قمة الجبل، وهي في خيمتها فلما رأت حسنه وجماله انحدرت وعليها البرقع والقفازان، فجاءت بين يديه فأسفرت عن وجه لها كأنه فلقة قمر، فقالت: أَهبتني؟ فظن أنها تريد طعامًا، فقام إلى فضل السفرة ليعطيها، فقالت: لست أريد هذا إنما أريد ما يكون من الرجل إلى أهله.

فقال: جهزك إليَّ إبليس، أي أغواكي إبليس ثم وضع رأسه بين كُميه، فأخذ في النحيب فلم يزل يبكي هذا رجل يخاف الله .

فلما رأت ذلك سدلت البرقع على وجهها إي ارجعت الخمار وغطت به وجهها ورجعت إلى خيمتها، فجاء رفيقه وقد ابتاع لهم ما يرفقهم، فلما رآه وقد انتفخت عيناه من البكاء وانقطع حلقه قال: ما يبكيك قال: خير، ذكرت صبيتي (أي تذكرت أبنائي)، قال: لا إن لك قصة، إنما عهدك بصبيتك منذ ثلاث أو نحوها، أي (انك لم تفارقهم منذ فتره كبيره) فلم يزل به رفيقه حتى أخبره بشأن الأعرابية، فوضع السفرة وجعل يبكي بكاء شديدًا، فقال له سليمان: أنت ما يبكيك قال: أنا أحق بالبكاء منك، رفيقه من يتكل روئيته لسيدنا ونبينا يوسف عليه السلام

فقال له سليمان فلما، قال: لأني أخشى لو كنت مكانك ما صبرت عنها، قال: فما زالا يبكيان، قال: فلما انتهى سليمان إلى مكة وطاف وسعى، أتى الحجر، واحتبى بثوبه فنعس، فإذا رجل وسيم جميل له شارة حسنة ورائحة طيبة، فقال له سليمان: من أنت رحمك الله؟ قال: أنا يوسف بن يعقوب، قال: يوسف الصديق؟ قال: نعم، قلت: إن في شأنك وشأن امرأة العزيز شأنًا عجيبًا، فقال له يوسف: شأنك وشأن صاحبة الأبواء أعجب لأنه ظل بيكي بكائا كثيرااا من شده خوفه لله

ثناء العلماء علي سليمان بن يسار

كان سليمان بن يسار نابغا في الدين فاعجب به الكثير من الناس لعلمه الكثير وأثناء عليه الكثير من الناس من العامه  ومن العلماء ومن العلماء الذين اثنوا عليه سعيد بن المثيب فقد كان سعيد بن المسيب سيد الفقهاء في عصره إذا سأله أحد، يقول له: اذهب إلى سليمان بن يسار فإنه أعلم من بقي اليوم، وأيضا وقال الإمام مالك عنه: كان سليمان بن يسار من علماء الناس بعد سعيد بن المسيب، وكان كثيرًا ما يوافق سعيدًا في احكامه في الدين، وكان سعيد لا يجترئ عليه في حكمه لمكانته وعلمه.

إنجازات سليمان بن يسار في الأسلام

كما وقد أثنى عدد كبير من العلماء والفقهاء والمؤرخين على سليمان بن يسار، لغزارة علمه، وتفقهه في أمور دينه، ودوره الكبير في خدمة الإسلام، فقال عنه الإمام الزهري: كان سليمان بن يسار من أفاضل العلماء.

وقال عنه أبو الزناد كان ممن أدركت من فقهاء المدينة وعلمائهم فذكر منهم سليمان.

وقال ابن معين عنه أنه تابعي ثقه أي يأخذ منه ولا يرد، وقال أبو زرعة: ثقة مأمون فاضل عابد، وقال النسائي: أحد الأئمة.

وقال ابن سعد: كان ثقة، عالما، رفيعا، فقيها، كثير الحديث.

كل هؤلاء العلماء حكموا عليه في عمله الذي قدمه للأسلام ولعمره الذي كلفه لخدمة دين الله فكان رضى الله عنه كثير الحديث فروي عن الكثير من الصحابه وساهم في نشر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي الناس.

قد يهمك ايضا: عطاء ابن ابي رباح أحد اعظم علماء الاسلام

وفاته رضى الله عنه

بعد حياة طويلة كانت حافلة بالعطاء والجد والجهد في خدمة الإسلام وخدمة حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم وقرآنه  الله ، توفي سليمان بن يسار سنة 107هـ، وقيل سنة 103هـ، وهو ابن 73 سنة فرحمه الله رحمة واسعه، وجزاه عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وجمعنا الله به في الفردوس الأعلى من الجنة، مع النبيِّين والصِّدِّيقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا

وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله رب العالمين.

قد يهمك ايضا: متى وُلد البخاري

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مصدر 4

مصدر 5

This Post Has 43 Comments

اترك تعليقاً