You are currently viewing ابن حجر العسقلاني ونبذه عن غزارة علمه

ابن حجر العسقلاني ونبذه عن غزارة علمه

هو الإمام الجليل المحدث الفقيه  شهاب الدين الحافظ ابن حجر العسقلاني، عالم مسلم، أمير المؤمنين في الحديث، له فضل كبير ولديه علمٌ وفير، كما أنه أديب وشاعر، فسوف نعرض لكم اليوم في هذا المقال، من هو، وكيف كانت حياته، وكيف بدأ علمه بالتفصيل.

ابن حجر العسقلاني

الإمام شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد الكناني العسقلاني الأصل المصري الشافعي المذهب.

الكناني: نسبة إلى قبيلة عربية تدعى كنانة، فقد أكد ذلك مجموعة من أصحاب التراجم الذين أرخوا عنه هو ووالده ومنهم الشيخ شمس الدين السخاوي، وتقي الدين المقريزي، وابن تغري بردي، والإمام بدر الدين الشوكاني،

وأكدها الحافظ ابن حجر نفسه في ترجمته لوالده، وعم والده.

أما العسقلاني: فهي نسبة إلى بلدة عسقلان في مسقط رأس أجداده وأصلهم، وهي تقع في ساحل الشام في فلسطين المحتلة.

أما الشافعي: فهي نسبة إلى مذهبه.

لقبه وما كني به

لقب بعددٍ من الألقاب منها، أمير المؤمنين في الحديث، وشيخ الإسلام، والحافظ، وشهاب الدين.

وكنيته: أبو الفضل وأطلق عليه والده هذه الكنية إقتدائًا بقاضي مكة في هذا الوقت، أبو الفضل محمد ابن أحمد بن عبد العزيز العقيلي، كما اطلق عليه شيخه العراقي والإمام العلاء ابن المحلى أبو العباس، واكتنى أيضًا بأبو جعفر.

واختلف العلماء في أن ابن حجر لقبًا أو اسمًا، فقد ذكر الإمام السخاوي أنه (اختلف هل هو اسم او لقب فقيل هو لقب لاحمد الاعلى في نسبه وقيل بل هو اسم لوالده المشار إليه).

مولده

ولد الحافظ ابن حجر في شهر شعبان من عام 773 من الهجرة، وهو مصري المولد والنشأة والوفاة،

ولم يتفق المترجمون على يوم ولادته فقال الإمام السخاوي، وابن تغري بردي: أنه في الثاني والعشرين من شهر شعبان، وقال السيوطي وابن العماد الحنبلي: أنه كان في اليوم الثاني عشر من نفس الشهر.

نشأته

لقد نشأ الحافظ ابن حجر في بيت عرف عنه العلم والأدب، فكان جده “قطب الدين محمد بن محمد بن علي” طالبا للعلم أيضًا في أخذ العلم من الشيوخ في عصره، واستطاع أن يأخذ إجازات منهم، كما كان  أبيه من أكبر علماء الفقه في الإسكندرية في المذهب الشافعي، و كان والده “نور الدين علي حارصًا على التعلم أيضًا، كما كان له شقية أكبر منه وأخًا من أبيه يسعون للعلم، وكانوا قراء وكتاب، وقال ابن حجر عن أخته،  فقد انتفعت  بها وآدابها مع صغر سنها،

وقد نشأ الإمام الحافظ يتيم الأب والأم، فقد انتقل والده إلى الرفيق الأعلى في شهر رجب من عام 777 من الهجرة، وكان عمره حينها أربعة سنوات،  كما توفت والدته من قبل أبيه، ولكن قبل أن يتوفى والده قد أوصى عليه اثنين م من كانت تجمعه معهم علاقة ود ومحبه وصحبه، وهما زكي الدين الخروبي وهو أحد أكبر التجار في حينها، وشمس الدين ابن القطان وهو أحد فقهاء المذهب الشافعي، فنشأ الإمام ابن حجر في رعاية الخروبي، حيث قام على تربيته ورعايته خير قيام، فجعله ينشأ في عفة وعلم حيث أدخله الكتاب في سن الخمس سنوات، وكان الإمام حجر يمتلك الذكاء والنباهة وسرعة الحفظ، حتى يقال أنه حفظ سورة مريم في يوم واحد، وبعده إنتقل الخروبي إلى الرفيق الأعلى في عام 787 من الهجرة، ذهبت وصاية ابن حجر إلى شمس الدين ابن القطان في عمر 14 سنة فتعلم على يده أصول الفقه، وعلوم اللغة، وعلوم الحساب لان ابن القطان كان عالما وفقيها، ومن هنا بدأ ابن حجر في طلب العلم واستكمال رحلته العلمية.

علم ابن حجر العسقلاني

بدأ الإمام في طلب العلم في سن صغير، حيث بدأ في حفظ القرآن من الخامسة من عمره، وتعلم الفقه وعلوم اللغة في سن الرابعة عشر من عمره، وقرأ علي شمس الدين ابن القطان شيئا من كتاب “الحاوي الصغير” فأجاز له، ثم في عام 790 من الهجرة أتم الإمام السابعة عشر من عمره، فقام بقراءة القرآن بالتجويد على الشيخ شهاب الخيوطي، وسمع صحيح البخاري من مجموعة من العلماء في عصره، كما درس التاريخ واستمر في تلقي العلم، فتعلم فنون الأدب، حتى قال فيه أقرانه أنه (لا يكاد يسمع شعرا إلا ويستحضر من أين أخذ ناظمه) ونافس الأدباء في زمانه، وقام بنظم الشعر.

و مدح النبي صلى الله عليه وسلم في مقاطع شعرية، ثم قام بالإطلاع على علوم الحديث، فأحبها وأقبل عليها وسمعها، وبدأ بالإهتمام بها، وطالب بها في عام 793 من الهجرة، و قال عن ذلك (رفع الحجاب، وفتح الباب، وأقبل العزم المصمم على التحصيل, ووفق للهداية إلى سواء السبيل) فبدأ في أخذ الحديث من علماء وقته والتقى بالحافظ العراقي، فرافقه مدة عشرة سنوات، ونهل من علمه وقرأ عليه “الألفية” وشرحها، كما سمع عليه “النكت على ابن الصلاح” وايضا غير ذلك من المصنفات الكبيرة، وسمع أيضاً على مسندي مصر، فوقع له سماع متصل عالٍ في عدد من الأحاديث، كما ألف الكثير من المصنفات والمؤلفات القيمة التي ينتفع بها الى وقتنا هذا.

إنجازاته في خدمة الإسلام

إن للإمام الحافظ ابن حجر فضل كبير على كثير من الناس، وعلينا حتى يومنا هذا، حيث تعلم على يده العديد من طلاب العلم وأخذوا من علمه وانتفعوا به، كما قام بتأليف العديد من المصنفات القيمة، والمليئة بالعلم الذي ينتفع به في الدنيا والآخرة، فزاع صيته وعرف اسمه في البلاد، فقد قال الشيخ السخاوي (انتشرت مصنفات وهو في حياته وتهاداها الملوك وكتبها الأكابر) وقال السخاوي أيضًا أن مؤلفاته قد قربت من 270 مؤلف, وأورد الإمام السيوطي أنها قربت من 200 مؤلف، وقد اشتملت كتبه على علوم القرآن وعلوم الحديث في أصول الفقه والتاريخ والأدب، وغير ذلك من العلوم.

كما قام الإمام ابن حجر بتولى مهام ووظائف كثيرة منها الإملاء، فقد بدأ في مجالس الإملاء في سنة 808 من الهجر، ومنها أيضًا الإفتاء، فقد تولاه في دار العدل، ومنها أيضًا القضاء فأصبح من أهم قضاة الشافعية، وقام أيضًا بالتدريس وعمل به، وقد إعتنى به عناية شديدة، فكان يقضي معظم وقته فيه، وقد قام بالتدريس في أهم المدارس في العالم الإسلامي في عصره، ومنها مدرسة الشيخونية، والمحمودية والفخرية و جمال الدين الأستادار، وأيضًا عمل في الخطابة، والوعظ، وكان خطيبًا بالجامع الأزهر في مصر وغير ذلك من الجوامع.

مؤلفات ابن حجر العسقلاني

لقد قام بتأليف الكثير من المصنفات النافعة نذكر منها ما يلي:

  • الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة.
  • النكت على كتاب ابن الصلاح.
  • تقريب التهذيب.
  • التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير.
  • الإصابة في تمييز الصحابة.

بعض أقوال العلماء فيه

لقد مدح الإمام الحافظ ابن حجر كثير من مشايخه ومن أخذوا العلم منه وكبار العلماء في عصره ونذكر من بعض أقوالهم ما يلي:

  • قد قال عنه الشيخ الحافظ العراقي: ( الشيخ العالم والكامل الفاضل، الإمام المحدث، المفيد المجيد الحافظ المتقن، الضابط، الثقة المأمون، شهاب الدين أحمد أبو الفضل)
  • وقال (فجمع الرواة والشيخ، وميز بين الناسخ والمنسوخ، وجمع الموافقات والأبدال، وميز بين الثقات والضعفاء من الرجال وأفرط بجد حثيث، حتى انخرط في سلك أهل الحديث وحصل في الزمن اليسير على علم غزير).
  • كما قال عنه تلميذه الإمام السخاوي في كتاب الجواهر والدرر( فأما ثناء الأئمة عليه فعلم أن حصر ذلك لا يستطاع، وهو في مجموعة كلمة إجتماع)
  • وقال في كتاب الضوء اللامع (شهد له القدماء بالحفظ والثقة والأمانة والمعرفة التامة ، والذهن الوقاد، والذكاء المفرط، وسعة العلم في فنون شتى)
  • وشهد له الشيخ العراقي بأنه (أعلم أصحابه في الحديث كما قال عنه الحافظ السيوطي (فريد زمانه وحامل لواء السنة في أوانه، ذهبي هذا العصر، ونضاره وجوهره، الذي ثبت به على كثير من الأعصار فخاره، إمام هذا الفن للمبتدئين، المقدم عساكر المحدثين، وعمدة الوجود في التصحيح، وأعظم الشهود والحكام في بابي التعديل والتجريح)
  • وقال عنه أيضاً في كتاب طبقات الحافظ (شيخ الإسلام وإمام الحفاظ في زمانه وحافظ الديار المصرية وحافظ الدنيا مطلقا، قاضي القضاه،شهاب الدين أبو الفضل)
  • وقال عنه الإمام الشوكاني في كتاب البدر الطالع (الحافظ الكبير الشهير الإمام المنفرد بمعرفة الحديث، وعلله في الأزمنة المتأخرة)
  • وقال (وتصدى لنشر الحديث وقصر نفسه عليه مطالعة وقراءة، وتصنيفًا وتفرد بذلك و شهد له بالحفظ والإتقان القريب والبعيد و العدو والصديق حتى صار إطلاق لفظ الحافظ عليه كلمة اجتماع ورحل الطلبة إليه في الأقطار وطارت مؤلفاته في حياته و انتشرت فى البلاد وتكاتبت الملوك من قطر إلى قطر في شأنها).

بعض شيوخه

سمع ابن حجر العلم وأخذه من شيوخ كثيرنذكر منهم ما يلي:

  • الشهاب ابن الفقيه على الخيوطي.
  • الفيروز آبادي.
  • صدر الدين ابن عبد الرازق السقطي المقرئ.
  • سراج الدين البلقيني.
  • ابن القطان المصري.

قد يهمك أيضا: عروة بن الزبير (علمه – مواقف من حياته – انجازاته – وفاته)

تلاميذه

ان الإمام ابن حجر له الكثير من التلاميذ من اشهرهم ما يلي:

  • شمس الدين السخاوي.
  • برهان الدين البقاعي.
  • زكريا الأنصاري.
  • الكمال بن الهمام.
  • التقي بن فهد المكي.

قد يهمك أيضا: ابان بن عثمان (علمه – حياته – انجازاته – مرضه ووفاته)

وفاة ابن حجر العسقلاني

إنتقل الإمام ابن حجر العسقلاني إلى الرفيق الأعلى في ليلة السبت في شهر ذي الحجة من سنة 852 من الهجرة.

وخاتمة هذا المقال فقد قدمنا لكم بعض المعلومات عن حياة الشيخ الإمام العلامة الحبر الفهامة، شيخ الإسلام وأئمة المحدثين كما ذكره أقرانه، وكيف بدأ رحلته العلمية، وتأليفه الكتب حتى وفاته والله أعلم.

قد يهمك أيضا: سليمان بن يسار (علمه – انجازاته – مواقف من حياته)

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

مصدر 5

المصدر 6

مصدر 7

مصدر 8

مصدر 9

مصدر 10

مصدر 11

اترك تعليقاً