You are currently viewing أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك المروزي مولى بني حنطلة

أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك المروزي مولى بني حنطلة

أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك هو إمام كبير وفقيه فهو من الأئمة المشهورة في الإسلام، لذلك علينا التحدث عن حياته وسيرته بالتفصيل لنتعرف من خلال هذا المقال من هو عبد الله بن المبارك المروزي.

سيرة أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك

عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي المروزي، هو من أهم الفقهاء في العالم الإسلامي، أمه هي أم عبد الله بن المبارك خوارزمية، بينما والده كان تركيا وكان مولى لرجل من تجار بني حنظلة، وكنيته هي أبو عبد الرحمن، قد ولد عبد الله بن المبارك عام 118 هجرية.

بينما والده المبارك بن واضح كان يعمل أجيرا في بستان وقد جاء في يوم صاحب البستان وقال له: أريد رمانا حلو، فذهب إلى بعض الأشجار وأحضر له رمانا، لكن عندما كسره وجده حامضا فغضب عليه كثيرا، وقال له: أطلب رمانا حلو فتحضر لي الحامض؟ فمضى مرة أخرى ليحضر له رمانا حلو وقد قطع من شجرة أخرى ليجدها هي أيضا حامضة.

فقال له الرجل أنت ما تعرف الحلو من الحامض؟، فرد عليه لا، فقال له كيف ذلك؟ فقال له لأني لم أكل منه شيئا حتى أعرفه، فقال له الرجل ولم لم تأكل؟، فرد عليه المبارك لأنك ما أذنت لي بالأكل منه، تعجب الرجل كثيرا وسأل عن ذلك وبالفعل وجده صادقا، فزاد قدر المبارك في عينه.

رحلته في طلب العلم

لقد كان عبد الله بن المبارك يسعى لطلب العلم منذ كان عمره 20 عام، فقد خرج إلى الحرمين ثم إلى الشام ثم أتجه إلى مصر والجزيرة، وأيضا العراق وخراسان، فقد قال عبد الله بن المبارك ذات مرة: لقد حملت العلم عن 4 آلاف شيخ، وقد رويت عن آلف شيخ في سير الأعلام النبلاء.

شيوخ أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك

لقد سمع عبد الله بن المبارك من:

  • سليمان التيمي.
  • عاصم الأحوال.
  • حميد الطويل.
  • الجريري.
  • هشام بن عروة.

تلاميذه

  • معمر بن راشد.
  • أبو إسحاق الفزاري.
  • سفيان الثوري.
  • ابن مهدي.
  • ابن وهب.
  • بقية بن الوليد.

 عقيدة أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك

لقد قال أحمد بن يونس على عقيدة عبد الله بن المبارك : قال قد سمعت ابن المبارك قرأ جزء من القرآن الكريم ثم قال: من زعم أن هذا مخلوق فقد كفر بالله العظيم.

كما قال رجل عن عبد الله بن المبارك: يا أبا عبد الرحمن قد خفت الله تعالى من كثرة ما أدعو على الجهمية فقال عبد الله: لا تخف فإنهم يزعمون أن إلهك الذي في السماء ليس بشيء.

إنجازاته في الإسلام

لقد قد عبد الله الكثير للإسلام والمسلمين، فقد حرص دائما على قضاء حوائج الناس، فقد قال سلمة بن سليمان عنه: أنه رجل جاء إلى عبد الله وسأله أن يقضى دينه، كتب له إلى وكيل له، فلما ورد عليه الكتاب، رد الوكيل وقال: كم الدين الذي سألته قضائه؟ فقال الرجل: 700 درهم، بينما كتب عبد الله أن يعطيه 7 آلاف درهم، فراجعه الوكيل قال له: أن النقود قد فنيت فرد عليه عبد الله إذا كانت النقوم أو الغلات قد فنيت فالعمر أيضا قد فنى.

كما أنه كان يمتلك بركات ويساعد الفقراء وقدم علمه وحياته للناس وخدمة الفقراء، فقد قال على بن الحسن بن شقيق: قد سمعت ابن المبارك أن سأله رجل عن قرحة قد خرجت في ركبته من فترة لا تقل من 7 سنوات، وحاول علاجها بكل أنواع العلاج لكنها لم تطيب، فقال له عبد الله أذهب واحفر بئرا في مكان بحاجة إلى ماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين، ويمسك عنك الدم، وبالفعل فعل الرجل ذلك فبرأ.

كما أنه بن المبارك كان يكثر من الجلوس في منزله، فقد قيل له ألا تستوحش؟ فرد كيف أستوحش وأنا مع نبي الله صلى الله عليه وسلم  وأصحابه.

أما عن جهاده فقد جاهد عبد الله بن المبارك للإسلام، فقد قال عبدة بن سليمان المروزي عنه: كنا في سرية أنا وابن المبارك في بلاد الروم، وقد صادفنا العدو، فلما التقى الصفان فخرج رجل من العدو فدعا إلى البراز، فخرج إليه رجل فقام بقتله ثم رجل أخر فقام أيضا بقتله، ثم الأخر فقتله ثم دعا للبراز مرة أخرى، فخرج إليه رجل وظل يطارده ساعة فطعته وقتله فازدحم الناس عليه فوجدته عبد الله بن المبارك.

طلبه للعلم

لقد قال أشعث بن شعبة: لقد قدم الخليفة هارون الرشيد الرقة، فانجفل الناس حول بن المبارك وتقطعت النعال وقد ارتفع الغبرة، فأتت أم ولد لأمير المؤمنين من برج من قصر الخشب، فقالت ما هذا؟ فردوا عليها: عالم من أهل خراسان قدم، فقالت: هذا والله الملك، لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشرط وأعوان.

غزارة علمه

لقد تحدث حبان بن موسى عن علمه وقال: أن بن المبارك قد عوتب على أنه يفرق من المال في البلدان لكن بلده لا، فقال: إني أعرف مكان قوم لهم فضل وصدق، طلبوا الحديث فأحسنوا طلبه وذلك لحاجة الناس إليهم واحتاجوا، فإن تركناهم ضاع علمهم وإن أعناهم بثوا العلم لأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأني لا أعلم أن بعد النبوة أفضل من بث العلم.

لقد كان ابن المبارك رجل علم وخبرة كبيرة في مجاله علم الحديث، ويقال أنه ما أحد رأى مثله في حفظ الأحاديث، كما أنه كان ينشر علمه في كل مكان على وجه الأرض وكان ينصح الناس وتتلمذ على يده الكثير الذين أصبحوا علماء من بعده.

قد يهمك أيضا: سليمان بن يسار (علمه – انجازاته – مواقف من حياته)

أقوال العلماء عنه

لقد قال عبد الله بن يزيد بن عثمان الحمصي عنه: لقد قال لي الأوزاعي أن رأيت عبد الله بم المبارك فقلت لا، فقال: لو رأيته لقرت عينك.

كما قال عبيد بن جناد: حيث قال لي عطاء بن مسلم: يا عبيد رأيت عبد الله بن المبارك فقلت نعم، فقال ما رأيت مثله ولا ترى مثله.

كما قال عبد الرحمن بن مهدي عنه: ما رأت عيناي مثل أربعة، وما رأيت أحفظ للحديث من الثوري، وما رأيت أشد تقشفا من شعبة، ولا أعقل من مالك، ولا أنصح الأمة من ابن المبارك.

لقد قال محمد بن المعتمر بن سليمان: فقلت لأبي يا أبت من فقيه العرب؟ فقال: سفيان الثوري ولما مات سفيان قلت لأبي من فقيه العرب؟ قال لي عبد الله بن المبارك.

قد يهمك أيضا: عروة بن الزبير (علمه – مواقف من حياته – انجازاته – وفاته)

وفاة أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك

لقد توفي عبد الله بن المبارك المروزي في 10 رمضان في عام 181 هجرية، فكان منصرفا من الغزو فكان يجاهد في سبيل الله، لكنه توفي وقد دفن بهيت هي قرية بالقرب من نهر الفرات، وكان عمره 63 عام، لقد كان عبد الله بن المبارك من فقهاء الأمة فهو كان عالم كبير وكان له تأثير كبير على المسلمين، فكان لا يرد محتاج ولا فقير عن حاجاتهم بل كان يعطيهم الأكثر مما يحتاجون، كما أنه كان يغرس علمه في كل مكان يذهب إليه ليتعلم منه المسلمين في كل مكان.
قد يهمك أيضا: ابان بن عثمان (علمه – حياته – انجازاته – مرضه ووفاته)

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

اترك تعليقاً