يعتبر أبو محمد طاهر بن سهل الاسفرائيني واحداً من هؤلاء المحدثين الذين رووا الحديث النبوي الشريف فأفادوا به غيرهم من المسلمين وأفادوا أيضاً المجتهدين في طلب العلم، وخلال هذه المقالة سنتناول شخصيته بشئ من التفصيل.
أبو محمد طاهر بن سهل الاسفرائيني
هو الإمام والمحدث طاهر بن سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد واشتهر بطاهر بن أبي الفرج الإسفرايني، ويكني بأبي محمد، عاش في دمشق ونشأ فيها وكان ضعيف الحديث بإجماع بعض العلماء.
مولده ونشأته
ولد الإمام والمحدث طاهر بن سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد في دمشق وعاش فيها فكانت نشأته نشأة دينية خالصة حيث اهتم بطلب العلم منذ نعومة أظافره فنهل من العلوم الدينية والدنيوية كثيراً فأبدع في طلبها، فبداية من حفظه للقرآن الكريم وتدبر آياته ومعانيه، درس أيضاً التفسير ففهم مقاصده وأدركها، كما درس طاهر بن سهل أيضاً الفقه فجالس الكثير من فقهاء عصره وأخذ عنهم العلم، وبذلك فإن نشأته كانت نشأة دينية خالصة علي أخلاق الدين السامية والتي علت به وبشخصه فكان طالباً إسلامياً شاملاً وذلك لحبه الشديد وشغفه بالعلوم والذي ظهرت فيما بعد فيما قدمه من انجازات جليلة للدين الإسلامي.
علم أبو محمد طاهر بن سهل الاسفرائيني
كان طاهر بن سهل ممن تعلموا العلم فأحسنوا تعلمه وأتقنوه، إذ جمع الكثير من علوم الدين فكان حافظاً للقرآن الكريم، وبالإضافة إلي ذلك فقد كان ملماً بتفسير القرآن ومعرفة مقاصده السامية ومعانية، كان طاهر بن سهل أيضاً علي دراية بالفقه فقد جالس الكثير من الفقهاء الذين عاصروه وأخذ منهم علماً جماً، أما علم الحديث فقد كان هو العلم الذي أخذ فيه طاهر بن سهل الكثير من الخبرة، إذ كتب عن كثير من شيوخه الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة ورددها على مدار حياته فكان واحداً ممن جمعوا بين العلوم الدينية .
إنجازاته في خدمة الإسلام
لأبي محمد الكثير من الإنجازات في خدمة الدين الإسلامي والذي يتمثل أهمها فيما رواه من حديث نبوي شريف لا يزال يتردد إلي يومنا هذا، إذ سمع منه الكثير من تلاميذه وكتبوا عنه الحديث النبوي الشريف ورددوه علي مدي أزمنة عديدة كما أخذوا عنه الكثير من الصفات الحميدة كالصدق والإخلاص وحب العلم، كما كان أبو محمد أيضاً واحداً ممن خطبوا في الناس فكان إماماً صادقاً وأفاد الكثير من المسلمون بعلمه على مدار حياته، وتضاف إلي إنجازاته أيضاً أنه كان معلماً وشيخاً للعديد من الفقهاء.
فهو بمثابة المعلم الذي ربي أجيالاً تهتم برواية الحديث النبوي الشريف وتدرك مدي أهميته في الإسلام ومدي فائدته وقدسيته لدي المسلمين فكان ممن حملوا كتاب الله وسنة نبيه وحفظها ونقلها إلي غيره من كثير من الأئمة والفقهاء، كما كان أبو محمد طاهر بن سهل واحداً من أصحاب المصنفات إذ قدم العديد من المصنفات على مدار حياته والتي تحدثت في كافة أمور الدين والدنيا، كما قدمت مصنفاته حلولاً عديده للكثير من القضايا الإسلامية والتي عملت علي بقاء الحديث النبوي الشريف، كما تحدث أيضاً في كثير من الأمور الدينية ووضعت بعض كتبه تصنيفاً للصادقين الذين كانوا من محدثي الثقة والكاذبين أو الخالطين الذين لم يوفقوا في رواية الحديث النبوي الشريف، لذلك فقد كانت إنجازات أبو محمد طاهر بن سهل الاسفرائيني واحداً من المنجزين في خدمة الدين الإسلامي.
قد يهمك أيضا: عروة بن الزبير (علمه – مواقف من حياته – انجازاته – وفاته)
بعض شيوخه
استفاد أبو محمد طاهر بن سهل من شيوخه أجل استفادة، إذ أخذ عنهم علم وافر وبلاغة كبيره فكان واحداً من التلاميذ السامعين المتقنين للسمع، فسمع من كثير من شيوخه على مدار حياته وقد جعله ذلك في مكانة علمية مرموقه، إذ كان طاهر بن سهل لا يتكبر علي طلب العلم بل كان مخضرماً محباً للعلم وفنونه، ومن أبرز هؤلاء العلماء الذين أثروا في شخصية طاهر بن سهل أو روي عنهم الحديث النبوي الشريف:
- أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي
- محمد بن مكي بن عثمان بن عبد الله
- حسين بن محمد بن إبراهيم بن الحسين
قد يهمك أيضا: سليمان بن يسار (علمه – انجازاته – مواقف من حياته)
كتب أبو محمد طاهر بن سهل الاسفرائيني
التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين
بعض تلاميذه
لقد علم طاهر بن سهل من كثير من الأئمة والفقهاء الذين عاصروه، فأخذوا عنه الحديث النبوي الشريف، كما أخذ منه تلاميذه الكثير من الصفات الحميدة كحب العلم والإخلاص في طلبه والإبحار في بحره والكثير من الصفات الشخصية الحسنة كحسن الطباع وغيرها من الصفات، ومن أبرز هؤلاء العلماء الذين أخذوا عنه العلم أو رووا عنه الحديث النبوي الشريف:
- اسماعيل بن علي بن إبراهيم بن أبي القاسم
- محمد بن كامل بن أحمد بن أسد
- ابن عساكر الدمشقي
- عبد الصمد بن محمد الأنصاري
- محمد بن علي بن الصابوني
قد يهمك أيضا: ابو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أحد فقهاء المدينة
المصادر:
