زكريا الساجي وأهم أقوال العلماء فيه - موقع الدكتور علي الربيعي الرسمي

يعتبر زكريا الساجي واحداً من أبرز العلماء والمحدثين الذين عملوا على تقديم خدمات جليلة لعلم الفقه والحديث النبوي الشريف والتفسير، وخلال هذه المقالة سنعرض جزءاً من حياة زكريا الساجي وعلمة وأبرز الأعمال التي قدمها للإسلام.

زكريا الساجي

هو زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن بن بحر بن عيد بن عبد الرحمن بن الأبيض بن الديلم بن باسل بن ضبة، ويشتهر بزكريا بن يحيى الساجي، ويكني بأبي يحيى، ونسبه البصري نسبة للبصرة، وينسب أيضاً بالضبي، وكانت هذه هي المعلومات التي تتحدث في اسمه ونسبه كافة.

مولده ونشأته

ولد زكريا الساجي في البصرة ونشأ نشأة دينية على الفقه والعقيدة والحديث، وحفظ القرآن الكريم والكثير من الأحاديث النبوية الشريفة و ارتبط منذ حداثته بأهل السنة والجماعة واحترم علماؤه واراؤهم في الفقه والحديث والتفسير، ونهل من العلوم الدينية كالفقه والحديث والتفسير وغيره من العلوم، وحفظ الكتب الدينية وخاصة كتب الحديث النبوي الشريف حفظاً فكانت نشأته نشأة قائمة على حفظ وتدبر صحيح الدين والالتزام بتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم السامية والتي كانت سائدة في مجتمعه الإسلامي حيث نشأ وعاش، وكذلك فإن زكريا الساجي كان واحداً ممن تدبروا العلم واحترموه منذ نشأتهم.

كذلك كان زكريا الساجي متدبراً في كافة علوم الأدب واللغة ونشأ على ذلك منذ حداثته ونشأته في بيت والده، إذ تخبر مصنفاته قارئيها عن مدي براعته في علوم اللغة كالنحو والصرف والإنشاء وقد استخدم علمه باللغة لتصنيف الكتب التي لا زال منها ما هوء مقروء ويعبر عن علمه الغزير ونباهته الشديدة.

علم زكريا الساجي

تعلم زكريا الساجي العلم منذ صغره، وتبحر في بحر العلم، إذ أبدع زكريا الساجي في طلب كافة العلوم كعلم الحديث وهو أكثر العلوم الذي درسها، فقد روي زكريا الساجي العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، بالإضافة الي ذلك فقد تعلم زكريا الساجي الفقه وتفقه فيه وتعلم التفسير أيضاً، فكان من شروط العالم الديني أن يكون متكاملاً مبدعاً فيما يقدم من علم وأدب وقد كان زكريا الساجي واحداً من هؤلاء الذين قدموا العلم وتعلموه بتدبر وابداع واجتهاد لذلك فإنه قد حصل على رتبة ثقة ثبت إمام وهى الرتبة التي تمنح لمن أبدع في رواية الحديث بدقة و تبيان.

ورغم ما كان فيه زكريا الساجي من علم حصل منه علي ثناء شديد من الكثير من الأئمة والفقهاء في وقته إلا أن بعض العلماء اختلفوا علي ما قدمه من علم، فقد ضعفه بعضهم، ولكن بالرغم من ذلك إلا أنه قد حاز علي إعجاب وثناء الغالبية العظمي من الفقهاء والمحدثين الذين عاصروه أو قرأوا عنه المصنفات بعد وفاته.

أقوال العلماء فيه

كان ما قدمه زكريا الساجي جديراً بالاهتمام والثناء، ولذلك فقد كرمه العلماء والفقهاء وأثنوا عليه ثناءاً شديداً فقال فيه الكثير من الفقهاء الكثير من كلمات الشكر والثناء وشهد له الكثير بالثقة والدقة فيما نقل وقيل عنه أيضاً أنه كان من الأثبات الذين قدموا للدين كثيراً بمؤلفاته وبما نقل من حديث نبوي شريف، ومن بعض العلماء والفقهاء الذين أثنوا على زكريا الساجي وعلمه:

فقال عنه ابن حجر العسقلاني : ” لقد كان زكريا الساجي ثقة فقيه، وما ضعف زكريا الساجي هذا أحد قط طوال مسيرته الدينية “
وقال عنه مسلمة بن القاسم الأندلسي : ” لقد كان زكريا الساجي ثقة “
وقال عنه ابن أبي حاتم الرازي : ” لقد كان زكريا الساجي ثقة يعرف الحديث والفقه وله الكثير من المؤلفات الحسان في علم الرجال واختلاف العلماء على الامور الدينية “
وقال فيه الذهبي : ” لقد كان زكريا الساجي من الثقات الأئمة الأثبات، وله أكثر من كتاب في العلل الدينية يدل على تبحره فى بحر العلم وإمامته فى الدين والأدب، ومرة قال فيه: لقد كان زكريا الساجي أحد الأثبات والمنصفين والذي ما علمت فيه جرحا أصلا “
وقال عنه الدارقطني : ” لقد كان زكريا الساجي ثقة صدوق “
وقال عنه جلال الدين السيوطي : ” إن زكريا الساجي هو الإمام الحافظ محدث البصرة “
وقال فيه خليل بن أيبك الصفدي : ” إن زكريا الساجي واحداً من الأئمة الثقات الذي يُعتمد عليهم فى النقل والرواية “
وقال عنه تقي الدين بن قاضي شهبة : ” إن زكريا الساجي أحد الأئمة الثقات الذي يعتمد عليهم فى النقل ورواية الحديث النبوي الشريف “
وقال عنه خير الدين الزركلي : ” لقد كان زكريا الساجي واحداً من الحفاظ الثقات، بل كان هو محدث البصرة في وقته وفي كل الأوقات “
ولكن أبو الحسن بن القطان الفاسي قال فيه: ” إن زكريا الساجي مختلف فيه في الحديث، وقيل أن وثقه قوم وضعفه قوم آخرون “

إنجازاته في خدمة الإسلام

أنجز زكريا الساجي العديد من الإنجازات في الإسلام وفى علم الحديث على وجه الخصوص، فقدم ما قدمه القليل من الأئمة من قبله، فتميز بإنجازات عدة أبرزها في ما روي من حديث نبوي شريف، فحدث عن الكثير من المحدثين و روي الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، وكان له العديد من المؤلفات التي أثرت في شخصية الأئمة من بعده و أفادت أيضاً من أخذ عنه من علم، إذ تعتبر مؤلفاته واحدة من المؤلفات الذي أخذ عنها الكثير من الأئمة والفقهاء والذي منهم أبو الحسن الأشعري، إذ كان يصدقه فيما يكتب.

بالإضافة إلى ذلك يعتبر زكريا الساجي هو محدث البصرة وعالمها وواحداً من أبرز من قدموا للدين الإسلامي في البصرة فكان الساجي أيضاً من أهم من رووا الحديث النبوي الشريف وكان ثقة صدوقاً وعالماً جليلاً كما رآه الأغلبية من العلماء والفقهاء الذين عاصروه، كما كان من إنجازاته أيضاً أنه أنشأ جيلاً من المحدثين الذين اهتموا برواية صحيح الحديث النبوي الشريف كما أخذوا عنه الكثير من الصفات الحميدة كالزهد والتقشف وحب العلم وحب الاطلاع في الأمور الدينية وإيمانه بأن العلم بحر واسع لا نهاية له.

بعض مؤلفاته

ألف مقالة السلف في الصفات وأخذها عنه أبو الحسن الأشعري، واعتمد عليها أبو الحسن في عدة تآليف بعد ذلك، وتعتبر هذه هي أبرز المؤلفات التي ألفها زكريا الساجي والموجود إلي يومنا هذا.

بعض شيوخه

تعلم على يد الكثير من الأئمة والفقهاء ونقل العلم والحديث عن كثير من الفقهاء والعلماء واستفاد من خبرات هؤلاء الشيوخ والفقهاء أجل استفادة، فأخذ منهم الخلق الحميد وأخذ منهم أيضاً الكثير من العلم والفقه والحكمة، وكان الساجى مؤمناً بقيمة الشيخ والمعلم فقدر علماؤه أجل تقدير ونهل من علومهم ولازمهم في العلم وسأل وتدبر ولم يمل العلم أو الحديث مع فقهاؤه، ومن أبرز هؤلاء العلماء والفقهاء الذي روي عنهم وأخذ منهم :

محمد بن أبي الشوارب
عبد الواحد بن غياث
طالوت بن عباد
عبد الأعلى بن حماد النرسي
أبو الربيع الزهراني
عبيد الله بن معاذ العنبري

قد يهمك أيضا: عروة بن الزبير (علمه – مواقف من حياته – انجازاته – وفاته)

بعض تلاميذه

أفاد الساجى الكثير من تلاميذه أجل إفادة حيث قدم العديد من المؤلفات التي تعلم منها العديد من تلاميذه بالإضافة إلي أنه كان هناك الكثير من تلاميذه يلازمونه فقدم لهم الكثير من العلم وعلمهم الكثير من الخصال الأدبية والأخلاقية الحميدة، فكان متصفاً بالصفات الحميده وعُرفت عنه كل هذه الخصال كمعلماً و استفاد الكثير من تلاميذه بملازمتهم له، ومن أبرز هؤلاء التلاميذ الذين تأثروا واستفادوا بعلمه هم: