يعتبر أبو طاهر الدمشقي واحداً من هؤلاء الذين تعلموا العلم وعلموه وحدثوا عن بعضهم الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، كما كان أبو طاهر الدمشقي واحداً من المحدثين الثقات الذين ألموا بالعلوم الدينية عامة وبعلم الحديث خاصة، وسنتناول خلال هذه المقالة شخصيته بشئ من التفصيل.
أبو طاهر الدمشقي
هو الشيخ الجليل والثقة محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي الدمشقي كان يكني بأبي طاهر، ولقد كان أيضاً واحداً من أهل بيت حديث وعدالة، وصدق وسنة فكان واحداً ممن تدبروا العلوم وأبحروا في بحرها، فقد كان أبو طاهر الدمشقي ممن يسمع العلم فيتدبره.
مولده ونشأته
ولد أبو طاهر الدمشقي عام 433 ه، ونشأ نشأة دينية خالصة فقد اهتم أبوه أن يعتني به وأن يقوم بتنشئته علي صحيح الدين الإسلامي وتعاليمه السامية، فتعلم العلم صغيراً فحفظ القرآن الكريم وبدأ في رواية الحديث النبوي الشريف منذ حداثته فقد كان أول سماعه للحديث النبوي الشريف وغيره من علوم الدين كالفقه والتفسير في سنة تسع وثلاثين وأربعمائة و قد كان حينها له ست سنين فقط لا غير.
علم أبو طاهر الدمشقي
تعلم أبو طاهر الدمشقي علوم الدين كافة، فبداية من حفظ القرآن الكريم درس أبو طاهر الدمشقي أيضاً التفسير فتدبر معانيه وعرف مقاصده كما جالس أبو طاهر الدمشقي علماء الفقه فسمع من الفقهاء كثيراً وألم بعلوم الفقه، أما في علم الحديث فلقد كان أبو طاهر الدمشقي متدبراً سامعاً متقناً، كما كان أيضاً واحداً من أكثر التلاميذ سمعاً وتدبراً للحديث النبوي الشريف فكان أبو طاهر الدمشقي واحداً من طلاب الإسلام الذين أحبوا الإلمام بكل علومه فارتبط بالكثير من مشايخه وعلماؤه الذين علموه العلم الديني بكافة علومه المختلفه، كما أخذ أبو طاهر الدمشقي عن شيوخه الكثير من الصفات الحميدة الذي امتاز بها كالصبر والدقة وحب العلم والكثير من الصفات الحميدة الأخر، فأحبه شيوخه ولم يبخلوا عليه بالعلم بل زادوه منه.
إنجازاته في خدمة الإسلام
لأبي طاهر الدمشقي الكثير من الإنجازات في خدمة الدين الإسلامي والمسلمين، إذ قدم للدين الإسلامي الكثير من الخدمات الجليلة بدايةً من حلقات الخطابة والجلسات العلمية والدينية الذي كان يعقدها في المساجد وبذلك فقد علم الكثير من التلاميذ أصول الدين الإسلامي والكثير من العلوم كالفقه والتفسير فكانت له حلقة مستمرة من العلم يلتف فيها التلاميذ ليأخذوا عنه علم الحديث النبوي الشريف والكثير من العلوم الدينية والعقائدية.
أما علم الحديث النبوي الشريف فقد كان هو العلم الذي أبدع في تعلمه أشد الإبداع، فقد سمع أبو طاهر من كثير من المحدثين وكتب عنهم الحديث ومن ثم فقد رواه علي غيره فكان واحداً ممن ساهموا في خلود الحديث النبوي الشريف وبقاؤه مأخوذاً به إلي يومنا هذا، فكان واحداً من المحدثين الثقات الذين أُخذ عنهم الحديث علي مدار حياته وحتي بعد وفاته فقد ظل الحديث النبوي الذي رواه مذكوراً، وبالرغم من ذلك فلم يعد لأبو طاهر الدمشقي مصنفات موجودة إلي يومنا هذا أو اندثرت حيث تقول بعض المصادر أنه كان من أصحاب المصنفات.
أقوال العلماء فيه
لقد كان جديراً بالثناء، ومن بعض ما قيل فيه من العلماء:
- قال عنه ابن عساكر الدمشقي : لقد كان أبو طاهر الدمشقي ثقة، وكان عدالة ومن أهل بيت الحديث
- وقال فيه محمد بن صابر البخاري : لقد كان أبو طاهر الدمشقي ثقة صدوق.
بعض شيوخه
كان واحداً من طلاب الإسلام الذين أحبوا الإلمام بكل علومه فارتبط بالكثير من مشايخه وعلماؤه الذين علموه العلم الديني بكافة علومه المختلفه، كما أخذ عن شيوخه الكثير من الصفات الحميدة الذي امتاز بها كالصبر والدقة وحب العلم والكثير من الصفات الحميدة الأخري، ومن أهم هؤلاء العلماء الذين ساهموا في تكوين شخصيته الدينية:
- أبا القاسم الحنائي
- أبا الحسين محمد بن العفيف عبد الرحمن بن أبي نصر
- محمد بن عبد الواحد الدارمي
- أبا علي الأهوازي
- محمد بن عبد السلام بن سعدان
- الحسن بن علي بن شواش
قد يهمك أيضا: سعيد بن المسيب ( نسبه – طلبه للعلم -انجازاته – وفاته)
بعض تلاميذه
تعلم الكثير من الأئمة والمشايخ علي يده فأنشأ جيلاً من المحدثين والأئمة والفقهاء ومن أبرز هؤلاء الذين تعلموا العلم علي يديه وأخذوا عنه الحديث النبوي الشريف فرووه:
- الصائن بن عساكر
- الخضر بن شبل الحارثي
- أبو طاهر بن الحصني
- الخضر بن طاوس
- الفضل بن البانياسي
- أبو المعالي بن صابر
قد يهمك أيضا: الإمام الزهري التابعي (علمه – ثناء العلماء عليه – انجازاته )
وفاة أبو طاهر الدمشقي
مات في الثالث من جمادى الآخرة عام عشر وخمسمائة وقد توفي عن عمر يناهز سبع وسبعون سنة وقد توفي تاركاً خلفه إرثاً إسلامياً عظيماً مما رواه من أحاديث نبوية شريفة فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
قد يهمك أيضا: عروة بن الزبير (علمه – مواقف من حياته – انجازاته – وفاته)
المصادر:
