You are currently viewing الفقيه شريح القاضي ( علمه – سيرته – خدمته للإسلام)

الفقيه شريح القاضي ( علمه – سيرته – خدمته للإسلام)

تعرف معنا على الفقيه شريح القاضي ، والعالم، والفقيه، الذي ظل ينشر علمه وعدله في كل أنحاء الكوفة لمدة ستين عاماً وكان عدله أساساً لشهرته، وكان قد دخل الاسلام من البداية بسبب أن الأسلام دين عدل وبسبب أنه أعجب بأيات العدل في القرآن والحديث النبوي فظل يقضي بين الناس ما تبقى من حياته.

وكان له شريح هو القاضي الذي ذكر في القصة الشهيرة بين الإمام على والرجل من أليهودي الذي سرق درع الأمام علي وحُكم في النهاية بالدرع للنصراني من قبل شريح.

من هو الفقيه شريح القاضي ؟

هو الفقيه اليمني أبو أميه، وأسمه الكامل هو: شريح بن الحارس بن قيس بن جحم الكندي، وكان قاضياً للكوفة في العراق.

كما كان يعمل كمؤرخ وقاضي شرعي، وقد كان يدعي: شريح أبن شراحيل أو بن شرحبيل، وقال أبن عباس عن شريح هو بن شرحبيل.

ومن المعتقد أنه من أبناء الفرس الذين كانوا باليمن واستقروا واستوطنوا الأراضي اليمنية وعاشوا فيها وتزوجوا وتناسلوا وأصبحوا يدخلون في التركيب الأساسي من في تركيبة اليمن السكانية، ولكن الاعتقاد السائد أنه من قبيلة كندة.

وتعرض للظلم كثيرا عندما كان صغيراً، لذا كان يكره الظلم وأصبح أعدل قضاة  العرب.

ومن ضمن الظلم الذي تعرض له، هو أن أمه ورثت عنوة حيث ورثها عمه بالقوة بعد وفاة والده حسب عادات الجاهلية.

وقد أسلم الفقيه شريح القاضي في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وغادر اليمن بعد وفاة النبي في عهد خليفة المسلمين أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

عن أسماعيل بن عامر قال: جاءت امرأة إلى أمير المؤمنين الأمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهة ورضي الله عنه، تشكوا اليه زوجها الذي طلقها، وقالت يا أمير المؤمنين إني قد حضت في شهرين ثلاث حيض

فقال على بن أبي طالب لشريح: اقض بينهما فقال له يا أمير المؤمنين وأنت هنا، فقال علي اقض بينهما،  فقال شريح بن شرحبيل إن جاءت من بطن أهلها ممن يرجى دينه وأمانته، فليشهد أنها حاضت ثلاث حيض، تطهر عند كل قرء، وتصلي، وإلا فلا يجوز لها.

فقال الأمام علي بن أبي طالب، قالون وهي تعني كما يقولها الرومان: أحسنت.

مولده

ولد قبل الهجرة بثلاثين عاما أو بإثنان وثلاثين عاما على أرجح الاقوال في سنة مولده.

تتلمذ على يده

  • قيس بن أبي حازم
  • محمد بن سيرين
  • أبراهيم بن يزيد النخعي
  • عامر الشعبي

قصة تأخره عن المدينة

كان أسلامه قبل وفاة النبي بخمس سنوات، لكن كلما عزم على زيارته أنشغل حتى أنقضت الخمس سنوات وصعدت روح النبي إلى خالقها ولم يره.

فقرر أن يجمع آيات القرآن الخاصة بالعدل، ويعمل بها.

سبب أسلامه

أرسل النبي علي بن أبي طالب إلى أهل حضرموت فأسلموا،

فأتى شريح إلى على بن أبي طالب كرم الله وجهة وسأله بماذا يأمر دينك، فأجابه علي بن أبي طالب بقوله تعالى:

بقوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [16:90]

فعندها برقت عينان شرحبيل لسماعه مقولة العدل فسأل سيدنا علي بن أبي طالب بماذا يأمر دينك أيضا ؟

قال له الأمام علي ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾

ثم سأل شرحبيل أمامنا على بن أبي طالب للمرة الثالثة، بماذا يدعوا دينك ؟

فرد عليه الأمام علي بالأية التالية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾

عندما سمع هذا شريح قام بسؤاله ماذا يقول نبيك ؟

رد عليه علي بن أبي طالب قائلاً فأجابه قائلاً سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله أولهم إمام عادل.

هنا فرح وأستبشر شريح وقال دين يدعوا للعدل وأسلم، وطلب من علي بن أبي طالب أن يعلمه سورة من القرآن، وكان على قد سمع ما حدث به وما حدث بأمه فأختار له سورة النساء التي تتحدث عن العدل مع ضعفاء القوم.

وبعد إسلامه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم قال له يا رسول الله لدي أهل بيتي في اليمن وهم ذوي عدد قال جيء بهم فذهب شريح إلى أهله وجاء بهم.

وقد كان يحدث عن كبار رجال الصحابة.

كان يصفه أبن سيرين بأنه من أكثر اربعة أشخاص في الكوفة لديهم علم وفقه، وكان علم القضاء لدية ليس له مثيل وكان أعلم الناس بالقضاء فكان غزير علم القضاء والتاريخ والفقه والحديث، وقد كان يسميه امير المؤمنين علي بأنه أقضى العرب.

إنجازاته في خدمه الأسلام

أخرج أحاديث عن سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعن سيدنا عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وهو نادر الحديث.

ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنهما أمر القضاء في الكوفة فظل قاضياً للكوفة 60 سنة وقضى بالبصرة سنة وفي عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان إلى دمشق وكان يعمل قاضياً فيها أيضاً.

أقوال الفقيه شريح القاضي

من أعظم أقواله عندما سئل من من أنت قال أنا ممن أنعم الله عليهم بنعمه الأسلام.

قال القاضي شريح لم ما شددت لهواتي على خصم وما لقنت أحد الخصوم حجته أبداً.

ومن أعظم ما قال شريح على الأطلاق: إذا أصبت بمصيبة أحمد الله تعالى 4 مرات، أحمده لأول مرة لأنها لم تكن مصيبة أعظم، وأحمده لأنها ام تكن في ديني، وأحمده لأنه رزقني الصبر عليها ونحملها، وأحمده لأنه وفقني في أن أسترجع لما أرجوا من الثواب.

من ضمن ما قال كان موقفا طريفا جدا في القضاء حيث جاءته امرأتان ومعهما أبنة هره، فتقول هذه.

أقوال العلماء عنه

لنبدأ بقول سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه له، فقد قال له عمر بن الخطاب إذا أتاك أمر في كتاب الله تعالى يقصد القرآن فاقض به، فإذا لم يكن في كتابه وكان في سنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام فأقض به، فإن لم يكن من كتاب الله أو من سنة نبي الله، فأقضي بما قضى أأمه الهدى، فإن لم تجد مرادك فيهما فأمامك حلين الأول أن تجتهد رأيك في أمرك، أو الحل الثاني أن تؤامرني وأرى أن مؤامرتك لي هي الحل الأمثل لك.

قول بن سيرين عنه: قال بن سيرين إن بالكوفة هناك أربعة رجال ممن أعدهم بأهل العلم وذكر منهم شريح.

قال عنهم الشعبي أن شريح أعلمهم بعلم القضاء ويوازيه عبيدة في علم القضاء.

وقال له علي أنت أقضى العرب.

وقد قال عنه منصور : إن شريح إذا لبس ملابس الأحرام كأنه حية صماء.

قال عنه المغيرة: كان لشريح بيت يذهب الية كل يوم جمعة لا أحد يعلم ماذا يفعل فيه.

وقد كان يصفه أبن سيرين بأنه من أكثر اربعة أشخاص في الكوفة لديهم علم وفقه

وكان علم القضاء لدية ليس له مثيل وكان أعلم الناس بالقضاء فكان غزير علم القضاء والتاريخ والفقه والحديث

كان يسميه امير المؤمنين علي بأنه أقضى العرب.

قد يهمك أيضا: سعيد بن المسيب ( نسبه – طلبه للعلم -انجازاته – وفاته)

رواه حدثوا عنه

حدث عنه قيس بن أبي حازم، وتميم بن سلمه، وأبراهيم النخعي، ومرة الطيب، وأبن سيرين، والشعبي وغيرهم من العلماء الأجلاء، رضي الله عنهم وأرضاهم جميعا ووثقه يحيى أبن معين.

قد يهمك أيضا: خارجه بن زيد ( علمه وفضله – انجازاته – ثناء العلماء عليه )

وفاة الفقيه شريح القاضي

مات شريح في عام الثمانين للهجرة، بعد أن عاش مائة وثماني سنين، قال فيه نعيم والمدائني والهيثم.

وقالوا أنه قد قام بالتخلي عن عمله في القضاء قبل أن يموت بعام واحدة، رحم الله شيخنا القاضي شرحبيل أبو أميه وغفر لنا وله.

قد يهمك أيضا: ابو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أحد فقهاء المدينة

المصادر

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

اترك تعليقاً