You are currently viewing عروة بن الزبير (علمه – مواقف من حياته – انجازاته – وفاته)

عروة بن الزبير (علمه – مواقف من حياته – انجازاته – وفاته)

عروة بن الزبير هو أبو عبدالله عُروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العُزَّى بن كلاب القرشيّ المدني الفقيه الحافظ، هو أحد فقهاء المدينة السبعة، أبوه الزبير بن العوام أحد الصحابة العشرة المشهود لهم بالجنة، جدته صفية بنت عبد المطلب أم أبيه الزبير وعمة النبي – صلى الله عليه وسلم.

نسب أمه رضى الله عنه

أمه ذات الناطقين أسماء بنت أبى بكر الصديق – رضي الله عنها – ومن أخوته عبدالله بن الزبير، ومصعب بن الزبير ولكنه أخو عُروة من أبيه، فإنه لم يكن من أم عروة وعبدالله رضى الله عنهم أجمعين.

مولد عروة بن الزبير

ولد عروة بن الزبير في سنة تسع وعشرين (29هـ)، وتوفى سنة 93هـ، في قرية يقال لها فُرْع وهى من ناحية الرَّبذة، بينها وبين المدينة أربع ليالٍ، وهى ذات نخيل ومياه.

طلبه للعلم وتفوقه رحمه الله

نشأ عروة في المدينة، وأدرك عددًا كبيرًا من الصحابة الذين عاصروا النبي محمد، فتفقّه عروة على أيديهم.

كما لازم خالته أم المؤمنين عائشة، وروى عنها أحاديثها، وظل إلى جوارها حتى قبل وفاتها بثلاث سنين، حتى صار من فقهاء المدينة المنورة المعدودين.

حيث قال أبو الزناد عبد الله بن ذكوان: «كان من أدركت من فقهاء المدينة ممن ينتهي إلى قولهم سبعة سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وخارجة بن زيد بن ثابت، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وسليمان بن يسار»،

بل وكان بعض أصحاب النبي محمد يسألونه. وقد كان عروة يستهدف طلب العلم منذ صغره، ولا يشغله عن ذلك شاغل، فقد روى أبو الزناد أيضًا أنه: «اجتمع في الحجر مصعب وعبد الله وعروة بنو الزبير، وابن عمر، فقالوا: تمنوا، فقال عبد الله: أما أنا، فأتمنى الخلافة، وقال عروة: أتمنى أن يؤخذ عني العلم، وقال مصعب: أما أنا، فأتمنى إمرة العراق، والجمع بين عائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين. وأما ابن عمر فقال: أتمنى المغفرة. فنالوا ما تمنوا، ولعل ابن عمر قد غفر له»

مواقف من حياته في طلب العلم

كان رضى الله عنه يجتهد في طلب العمل فلم يكل ولم يمل بل كان يسعى دائما إلي تحصيل العلم وطلبه من منابعه وكما أنه كان يحث علي طلب العلم.

وكان يحب الفقه منذ أن كان صغيرا فعن هشام بن عروة أن أباه أحرق كتبًا له فيها فقه، ثم قال: لوددت أني كنت فديتها بأهلي ومالي.

وقال عروة: “كنا نقول لا يُتَّخذُ كتابًا مع كتاب الله فمحوتُ كتبي، فوالله لوددت أن كتبي عندي، إن كتاب الله قد استمرت مريرته.
وكان يحرص على تعليم أولاده، ويحذرهم من التهاون فيه، فكان يقول لهم: يا بَنِيَّ، هلُمُّوا فتعلَّموا، فإن أزهد الناس في عالم أهله.

ومن مناقبه رضي الله عنه أنه كان يقرأ ربع القرآن كلَّ يوم نظرًا في المصحف، ويقوم به الليل، فما تركه إلا ليلة قُطِعَتْ رِجله، ثم عاودَه من الليلة المقبلة.

وقد كان رحمه الله كثير الصيام والعبادة وقراءة القران والصلاة ، ولقد كان العلم والتعليم هدفًا وأمنيةً له، حرص عليها ودعا الله بها، فرزقه الله إياها.

انجازاته رحمه الله في خدمة الإسلام وماذا ترك

كان رحمه الله فقيهًا، وعالِمًا، وحافظًا، وثابتًا، وحجة في الدين، وعالـمًا بالسِّيَر المختلفة، وهو أول من صنف المغازي، وكان من فقهاء المدينة المعدودين.

ولقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسألونه فيجيب، وكان أروى الناس للشعر.
كان عروة بن الزبير محل تقدير كبير من أهل عصره؛ لما كان عليه من علم وعمل وتقوى وإيمان، فكانوا يكثرون من الثناء عليه، وذكر مآثره.

كما كان لفضله وعلمه أحدَ فقهاء المدينة السبعة، ومثَّل عروة أحد أهم مصادر الرواية والتاريخ في عهده، وكما أنه رحمه الله عاصر الكثير من صحابة النبي محمد.

وروى عنهم حتى عُدّ من المكثرين من رواية الحديث النبوي بين معاصريه وشارك في نشر حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم، كان عروة واسع المعرفة، محيطا بالسير والمغازي، حتى إنه أول من ألف في هذا الفن فرضى الله عنه وعن الصحابة والتابعين اجمعين

قد يهمك أيضا: ابان بن عثمان (علمه – حياته – انجازاته – مرضه ووفاته)

صبر عروة بن الزبير علي البلاء وزهده في الدنيا 

أصيب عُروة بالأكلة  وهو مرض خطير في رجله وهو بالشام عند الوليد بن عبدالملك، فقطعت رجله، والوليد مشغول عنه بمن يحدثه، فلم يتحرك عروة، ولم يشعر الوليد بن عبد الملك أنها قطعت حتى كويت فوجد رائحة الكي.

ولم يترك عُروة ورده من القران تلك الليلة، حتى قدم إلي المدينة فقال: ” اللهم إنه كان لي أطراف أربعة فأخذت واحدًا وأبقيت لي ثلاثة، فلكَ الحمد، وأيم الله لئن أخذت لقد أبقيت، ولئن ابتليت لطالما عافيت.

وعاش عروة بعد قطع رجله ثماني سنين، ويذكر العتبي أن المسجد الحرام جمع بين عبدالملك بن مروان وعبد الله بن الزبير وأخويه عُروة ومصعب أيام تألفهم بعهد معاوية بن أبى سفيان، فقال بعضهم: هلم فلنتمنه، فقال عبدالله: مُنيتي أن أملك الحرمين وأنال الخلافة، وقال مصعب: مُنيتي أن أملك العراقيين وأجمع بين عقليتي قريش سكينة بنت الحسين وعائشة بنت طلحة، وقال عبدالملك بن مروان: مُنيتي أن أملك الأرض كلها وأخلف معاوية، فقال عروة: لست في شيء مما أنتم فيه، فمُنيتي الزهد في الدنيا والفوز بالجنة في الآخرة، وأن أكون ممن يُروْى عنى هذا العلم، قال: فصرف الدهر من صرفه إلى أن بلغ كل واحد منهم إلى أمله، وكان عبدالملك لذلك يقول: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى عروة بن الزبير.

قد يهمك أيضا: سليمان بن يسار (علمه – انجازاته – مواقف من حياته)

وفاة عروة بن الزبير رحمه الله

اختلفت المصادر في سنة وفاة عروة بن الزبير رحمه الله، فقيل توفي في سنة 93 هـ أو في سنة 90 هـ أو في سنة 91 هـ أو في سنة 92 هـ أو في سنة 94 هـ أو  في سنة 95 هـ أو في سنة 100 هـ أو 101 .

إلا أن  القول الراجح أن وفاته كانت سنة 94 هـ، وهي السنة التي سماها الواقدي سنة الفقهاء، وذلك بسبب وفاة عدد كثير من الفقهاء فيها وهم سعيد بن جبير وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعلي زين العابدين فيها، أما عن مكان وفاته، فقيل أنه توفي في بيت له بمجاح في ناحية الفرع من نواحي مكة، ودفن هناك.

قد يهمك أيضا: ابو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أحد فقهاء المدينة

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مصدر 4

This Post Has 30 Comments

اترك تعليقاً