جابر بن زيد الازدي هو تلميذ بن عباس، والإمام راوي الاحاديث النبوية، وفقيه أهل البصرة، وعالمهم، التابعي الجليل الشعثاء الأزدي، الذي ينتسب إلى مذهب أهل السنة، وكذلك هو برئ من كل الاتهامات والادعاءات الباطلة الموجهة له بادعاء البعض إتباعه لمذهب الإباضية.
من هو جابر بن زيد الازدي
أسمه الكامل هو: أبو الشعثاء جابر بن زيد الازدي اليحمدي.
ولد في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام 21 للهجرة.
ولد في منطقة تسمى الجوف في عمان، ويقال احياناً أن هذه المنطقة تقع في البصرة.
كان يشتهر بكونه حريص أشد الحرص على طلب العلم، وكان يذكر له أنه كثير الترحال والسفر، حيث كان يتكلف في سبيل طلب العلم متاعب وكلفة السفر من بلد لبلد لكي ينال حظاً من علم أهل البلاد التي كان يزورها.
كما أشتهر بالزهد والانصراف عن الدنيا ومشاغلها
إنجازاته في خدمة الأسلام
ترتب على عيشة وسط أزمه عاتية تضرب الأمة الإسلامية عقب مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وعقب موقعة صفين، أنه قام بكل ما في جهده لإعادة هذه الأمه إلى مسارها الصحيح.
حارب فكرة الدولة الأموية التي كان يعتبرها بدعه.
كانت له دعوة إلى إقامة دولة قائمة على الشورى، وليست ملك تتوارثه العائلة مثل الدولة الأموية.
غزارة علم جابر بن زيد الازدي
قال أحدهم عنه عند وفاته: لقد مات في هذا اليوم رجل هو أعلم أهل الأرض.
كان فقيهاً، بالإضافة لكونه عالما بالقرآن الكريم وتفسيره.
وكان مفتياً أيضاً، وقد شهد له عمر بن الخطاب بأنه مؤهل ليقوم بالإفتاء، كما شهد له بأنه فقيهاً جيداً.
فقد كان مفتياً ممتازاً وكان بمثابة قبله لجميع أهل البصرة ممن يبحثون عن فتوى.
كما كان بارعاً أيضاً في علم الحديث، وتم توثيقه باتفاق.
قيل عنه اعلم اهل العراق مرة، واعلم اهل البصرة مرة.
أقوال عن جابر بن زيد الازدي
قال عنه أستاذه ومعلمه عبد الله بن عباس: لو ذهب أهل البصرة إلى الأشعث جابر بن زيد، لأوسعهم من عطائه لهم من علم القرآن الكريم.
قال اياس بن معاوية: عندما أدركت البصرة كان عندهم مفتي ذا أصول عمانية، يقصد الأشعث بن زيد.
كما قيل فيه أيضاً من قبل الإمام الذهبي:
قال بن سيرين: هو مسلم عند الدينار والدرهم.
تتلمذ على يد
من الجدير بالذكر كونه قد تلقى العلم على يد صحابة رسول الله الأجلاء، ومنهم الآتي ذكر أسمائهم:
- عبد الله بن عباس بن عبد المطلب.
- عبد الله بن عمر.
- أنس بن مالك الأنصاري.
- أم المؤمنين السيدة عائشة.
- أبو هريرة.
- جابر بن عبد الله.
تتلمذ على يده
- عامر بن شراحيل الشعبي.
- شعبة بن حجاج.
- عمرو بن دينار الجمحي.
- إسماعيل بن ثوبان الأسدي.
- جامع بن شداد المحاربي.
- سالم بن أبي جعد الأشجعي.
قصة جابر بن زيد الازدي وطائفة الإباضية
إن طائفة الإباضية التي ينسبون اليها جابر باستمرار هي طائفة بدأت وانتشرت من البصرة حيث يقيم جابر، وكذلك كان من المنتمين للطائفة هم أشخاص من قبيلته، وعلى هذا الأساس من غير المستبعد بالطبع أن يكونوا جالسوه، وتعلموا منه فهو كان صاحب مكانة بالإضافة لصلة القرابة، التي كانت بينهم، وربما قام الإباضية بنسب جابر إلى طائفتهم من أجل هذا السبب، رغم كونه برئ منهم.
وهناك أيضاً من هم من الإباضية أشخاص يدعون أن جابر هو مؤسس طائفة الإباضية.
ولكن المؤرخون القدماء من أهل طائفة الإباضية قد ذكروا ما يبين براءته من هذا الطائفة، حيث قاموا بذكر مؤسس الإباضية الحقيقي وهو محمد ابن اباض.
ولكن من ينسبونه لهم، بل ويقولون عنه المؤسس لهذه الطائفة هم المؤرخون الحديثون، حيث أنهم يقومون بإعطاء محمد بن أباض دوراً ثانوياً.
في ذات مرة سمع جابر بن زيد الازدي ما قيل عنه من الإباضية، فما كان منه إلا أن نفى ذلك بنفسه على الفور، ونفى ما قيل عنه من أمر أنتسابه لهم، أو المساهمة في تأسيس مذهبهم بأي شكل من الأشكال.
قد يهمك أيضا: عروة بن الزبير (علمه – مواقف من حياته – انجازاته – وفاته)
روايته للحديث
روى الحديث عن الأشخاص الآتي ذكر أسمائهم:
- أبو هريرة.
- عبد الله بن عباس.
- أنس بن مالك الأنصاري.
بالإضافة لعدد من خيرة الصحابة.
قد يهمك أيضا: ابان بن عثمان (علمه – حياته – انجازاته – مرضه ووفاته)
وفاة جابر بن زيد الازدي
وقد توفي الأشعث بن جابر بن زيد التابعي سنة ٩٣ بحسب التقويم الهجري.
هناك أراء شاذة تقول أنه توفي عام 103 للهجرة، وهي اراء ضعيفة جدا وقليل من يذكرها.
قال قتادة عنه يوم وفاته: اليوم مات أعلم جميع العرب.
قد يهمك أيضا: الإمام الزهري التابعي (علمه – ثناء العلماء عليه – انجازاته )
المصادر:
