You are currently viewing أبو حاتم الرازي ونبذه عن سيرته العطره

أبو حاتم الرازي ونبذه عن سيرته العطره

يعتبر أبو حاتم الرازي واحداً من الذين قدموا للإسلام الكثير بل يعتبر أنه من ضمن المحدثين الذين تبينوا قبل رواية حديث وحصل على ثقة الفقهاء واتصف بالأمانة والتقي فكان من أبرز المحدثين شهرة وبراعة وأمانه، فحصل على ثناء العلماء الكبار منهم والصغار وخلال هذه المقالة سنعرض لكم بعض المعلومات عن حياة أبو حاتم الرازي وعلمه وبعض ما قدم للإسلام.

أبو حاتم الرازي ونسبه

هو المحدث وعالم الجرح والتعديل محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران، الحنظلي الغطفاني يكنى بأبي حاتم، ويقال له الرازي نسبة إلى بلدته الري بزيادة حرف الزاي لكن أصله من أصبهان، ولهذا السبب فقد ترجم له أبو نعيم الأصفهاني في كتابه أخبار أصبهان وأثني فيه عليه لأنه من أصله.

ويقال له أيضاً: الغطفاني أو الحنظلي، وحنظلة من غطفان، فقد قال ابنه عبد الرحمن في نسبه أنهم  من موالي تميم بن حنظلة الغطفاني من غطفان وقيل عنه أيضاً أنه منسوب إلى درب بالري يقال له: درب حنظلة ونُسب إلى هذه البلاد لحبه لهما وولاءه الشديد لهما.

فكان ينسب العالم أو الفقيه إلى بلده الأم أو التي ولد فيها أو البلد الذي يُنسب لها أصلاً أو بلد أخري له يملك لها المحبة والولاء ويعتبر نسب أبو حاتم الرازي مثالاً واضحاً على ذلك، وقد كان كل ذلك توضيحاً لنسبه

مولده ونشأته

ولد أبو حاتم الرازي سنة 195 ه بمدينة الري ونشأ نشأة دينية فحفظ القرآن الكريم صغيراً ونهل من العلوم الدينية كالفقه وغيره من العلوم، وحفظ الكتب الدينية حفظاً فكانت نشأته نشأة قائمة على حفظ صحيح الدين والالتزام بتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم السامية والتي كانت سائدة في مجتمعه الإسلامي.

وبعد ذلك أمضي أبو حاتم الرازي في دراسة الحديث النبوي الشريف وكتابته وروايته منذ أن كان عمره أربعة عشر عاماً وتنقل منذ ذاك الوقت بين الكوفة وبغداد والبصرة ودمشق وحمص ومصر لينهل من علوم هذه البلاد ويستفاد بعلومها الدينية والتي شاعت فيها في ذاك الوقت.

حيث كانت هذه البلاد هي منارة للعلوم الدينة والإسلامية، فقد كانت نشأته في مجمل القول هي نشأة التزم فيها بكل ما هو من تعاليم الدين ومحاسنه وبعد عن كل ما يشين أو يضر.

علم أبو حاتم الرازي

تعلم  الحديث النبوي الشريف ورواه وكان تعلمه للحديث تعلماً قائماً على الإخلاص والمحبة للدين الاسلامي فأخذ من العلم الديني ما أخذ القليل من العلماء في ذاك الوقت ولذلك فقد كان مميزاً صالحاً في طلب العلم ورواية الحديث.

وبدأت مسيرته العلمية منذ حداثته فنُقل عنه أنه كان يقول عن علمه: أول سنة خرجت فيها لطلب الحديث أقمت سبع سنين فعددت ما مشيت على قدمي وتبينت أنها كانت زيادة على ألف فرسخ و تركت العدد بعد ذلك، وخرجت من البحرين إلى مصر ماشيا، ثم إلى الرملة.

ثم إلى دمشق ومنها إلى أنطاكية وبعد ذلك إلى طرسوس ثم عدت بعد ذلك إلى حمص ومنها إلى الرقة ثم إلي العراق راكباً بعد ذلك وقد كان كل ذلك وأنا ابن عشرين سنة، وقال: ظللت بالبصرة سنة أربع عشرة أي ومائتين فبعت ثيابي حتى انتهت، وجعت يومين لقلة الطعام فأخبرت رفيقي فقال: معي دينار وأعطاني نصفه، وخرجنا مرة من البحر وقد فرغ زادنا فمشينا ثلاثة أيام على أقدامنا لا نأكل شيئا، وهذا إن دل فإنما يدل على زهده وتقشفه في طلب العلم.

أقوال العلماء فيه

نظراً للإنجازات العديدة والإفادات الجليلة والموروثات الأدبية والعلمية الثمينة كالكتب والمؤلفات التي قدمها  للإسلام في علم الحديث والفقه.

فقد حصل على إشادة وثناء كبير من كافة فقهاء وعلماء الفقه والحديث الذين عاصروه أو أتوا من بعده، ولذلك فقد حصل على رتبة ثقة حافظ وهى الرتبة التي تمنح في الحديث لمن لديهم إنجاز ملموس وإبداع في رواية الحديث النبوي الشريف أو قدم بتميز وإبداع مالم يقدمه غيره للدين والعلوم الدينية، بالإضافة إلى ذلك، فقد قال فيه العلماء والفقهاء الكثير من كلمات المحبة و الثناء، ومن بعضا ما قيل في أبو حاتم الرازي من الفقهاء الذين عاصروه:

قال عنه أبو بكر الخلال: ” أبو حاتم الرازي إمام في الحديث والبلاغة ”

وقال عنه ابن خراش: ” لقد كان أبو حاتم الرازي من أهل الأمانة والمعرفة والعلم ”

قال عنه النسائي: ” إن أبو حاتم الرازي ثقة صدوق ”

وقال عنه أبو نعيم: ” لقد كان أبو حاتم الرازي إماماً في الفهم والحفظ ”

وقال عنه اللالكائي: إن أبو حاتم الرازي كان إماماً عالماً بالحديث النبوي الشريف وكان حافظاً ثبتاً متقناً

قال ابن أبي حاتم في أبوه : سمعت موسى بن إسحاق القاضي يقول: ما رأيت في حياتي قط أحفظ من والدك، قلت له أما رأيت أبا زرعة؟ فقال لا، و قال: لقد سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: إن أبا زرعة وأبا حاتم كانا إماما خراسان ودعا لهما وقال: إن بقاؤهما صلاح للإسلام والمسلمين.

أقوال أخرى

وقال الخطيب فيه: ” لقد كان أبو حاتم الرازي أحد الأئمة الأثبات الحفاظ المعروفين بالعلم والمذكورين بالفضل طوال مسيرتهم الدينية ”

وقد قال ابن أبي حاتم: سمعت يوماً ما أبي يقول: قلت على باب أبي الوليد الطيالسي: من ذكر علي حديثاً غريباً مسنداً صحيحاً فلم أسمع به فله عليّ درهم يتصدق به وقد كان مراده في ذلك أن يستخرج منها ما ليس عنده، وبالرغم من ذلك فلم يتهيأ لأحد منهم أن يغرب عليّه حديثاً لم يعرف به

وقال أحمد بن سلمة النيسابوري فيه: ما رأيت في حياتي بعد محمد بن يحي واسحاق أحفظ للحديث النبوي الشريف ولا أعلم بمعانيه من أبي حاتم

وقال عثمان بن خرزاذ: ” أحفظ من رأيت في حياتي أربعة: هم محمد بن المنهال الضرير وإبراهيم بن عرعرة وأبو حاتم وأبو زرعه

وقد قال الحافظ ابن حجر فيه : أذكر موقف من مواقف أبو حاتم الرازي يدل على حفظ عظيم فإن الذهلي شهد له مشايخه وأهل عصره أنه نهل في معرفة حديث الزهري ومع ذلك فقد أغرب عليه أبو حاتم فقال أبو حاتم أنه قد قدم محمد بن يحيى النيسابوري الري فألقيت عليه ثلاثة عشر حديثا من أحاديث الزهري فلم يعرف منها إلا ثلاثة أحاديث فقط

وقال عنه أيضاً في كتابه تقريب التهذيب : ” إن أبو حاتم الرازي أحد الحفاظ المتقنين الذي تزدان بهم الحضارة الإسلامية في علم الحديث ”

وقال عنه ابن كثير في كتابه البداية والنهاية: ” إن أبو حاتم الرازي أحد الأئمة الحفاظ الأثبات العالمين بعلل الحديث النبوي الشريف والجرح والتعديل ”

كما قال الذهبي في كتاب العبر عنه : حافظ المشرق، وقال: ” لقد كان أبو حاتم الرازي بارع في الحفظ وواسع الرحلة من أوعية العلم، وأضاف أنه كان جاريا في مضمار أبي زرعة الرازي والبخاري ، وقال في تذكرة الحفاظ: أنه أحد الأعلام والمحدثين ”

وقال عنه ابن ناصر الدين: ” كان في مضمار البخاري وأبي زرعة جاريا, وكان أيضاً عالماً في حديث المعاني، و كان في الحفظ غالبا، وأثنى عليه كثير من المحدثين ”

إنجازاته في خدمة الإسلام

قدم أبو حاتم الرازي للإسلام كثيراً وأنجز في الإسلام ما أنجزه القليل من العلماء فتميز به عن معظمهم، إذ روي العديد من الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة، وتبين في صحة الأحاديث.

وعلم الكثير من الفقهاء العلم فأسس جيل من التلاميذ يعتمد عليهم في رواية الأحاديث ونقلها بدقة وإخلاص، ويعتبر من أعظم ما قدم أبو حاتم الرازي أيضاً هو إرثاً ثميناً من الكتب الدينية التي ألفها خلال مسيرته الدينية في بلدان عدة كما ذكرنا، فأخذ من ثقافة هذه البلاد الدينية وخرج بهذه المكتبة العظيمة من العلوم الدينية كالحديث و التفسير.

مؤلفات أبو حاتم الرازي

ترك موروثاً كبيراً من الكتب الأدبية في علم الفقه والحديث، إذ أبدع أبو حاتم الرازي في كتابة العديد من المؤلفات الذي أفاد بها المجتهدين في دراسة الحديث والفقه، وقدم بعض الكتب في تفسير القرآن الكريم أيضاً، وقد كان من ضمن الكتب التي قدمها أبو حاتم الرازي خلال مسيرته الدينية:

  • ” الزهد “، ويوجد هذا الكتاب في المكتبة الظاهرية بدمشق مخطوطُا ضمن المجموعة رقم ثمانية وعشرون
  • ” طبقات التابعين “
  • ” الضعفاء والكذابون والمتركون من أصحاب الحديث ” واشترك معه أبو زرعة معه في تأليفه ، ويوجد في معهد المخطوطات بالقاهرة بمصر حاملاً رقم 719 فهرس قسم التاريخ
  • ” الجامع في الفقه “
  • ” تفسير القرآن “
  • ” الزينة “

بعض شيوخه

تعلم على يد الكثير من علماء الحديث وأثر كلاً منهم في شخصيته الدينية والدعوية، واستنبط من علماؤه علماً كثيراً وتعلم منهم أيضاً حفظ الحديث وفهمه بدقة ونقله بأمانة وإخلاص.

فكان احترام العلم عنده من احترام شيوخه وعلمائه الذين درسوا له و علموه العلم والأدب والإخلاص والأمانة في النقل، ومن أبرز العلماء والشيوخ الذين ساهموا فى تكوين شخصية أبي حاتم الرازي الدينية هم:

  • عفان بن مسلم
  • أبي نعيم عبيد الله بن موسى
  • آدم بن أبي إياس
  • سعيد بن أبي مريم
  • عثمان بن الهيثم
  • محمد بن عبد الله الأنصاري

قد يهمك أيضا: عروة بن الزبير (علمه – مواقف من حياته – انجازاته – وفاته)

بعض تلاميذه

استفاد الكثير من علم أبو حاتم الرازي وحفظه ومؤلفاته، ونقل عنه الكثير من الأئمة والمحدثين العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، فكان تأثير أبي حاتم الرازي فيهم تأثيراً عظيماً ينم عن علم وثقافة دينية كبيره، ولم يقتصر تأثيره على تلاميذه على العلم فقط، بل امتد هذا التأثير ليشمل تأثرهم بأخلاقه وطباعه وأسلوبه في التعليم والأدب، ومن بعض من تأثروا بأبي حاتم الرازي ونقلوا عنه الأحاديث:

  • عبدة بن سليمان المروزي
  • يونس بن عبد الأعلى
  • محمد بن هارون الروياني
  • ابن أبي الدنيا
  • الربيع بن سليمان المرادي
  • أبو عوانة الإسفراييني

قد يهمك أيضا: ابان بن عثمان (علمه – حياته – انجازاته – مرضه ووفاته)

وفاته

توفي أبو حاتم الرازي في شعبان سنة 277 هـ عن عمر يناهز اثنتان وثمانون سنة بمدينة الري حيث ولد، وقيل أيضاً أنه توفي سنة 279 ه وترك خلفه علماً يُنتفع به إلى يومنا هذا.

قد يهمك أيضا: الإمام الزهري التابعي (علمه – ثناء العلماء عليه – انجازاته )

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

مصدر 5

المصدر 6

مصدر 7

سير أعلام النبلاء ،للذهبي ص:3298

الخلاصة للخزرجي

طبقات الشافعية وتذكرة الحفاظ

اترك تعليقاً