You are currently viewing أبو بكر بن السني وإنجازاته في علم الحديث

أبو بكر بن السني وإنجازاته في علم الحديث

يعتبر  أبو بكر بن السني واحداً من العلماء الأجلاء والمحدثين المخلصين الذين جاؤوا لينيروا طريق المسلمين بالعلم والمعرفة وليقوموا بإحياء الحديث النبوي الشريف وإعلاء كلمته فكانوا من نعم الله علي الإسلام والمسلمين، وخلال هذه المقالة سنتعرف علي شخصية أبو بكر بن السني وحياته ونشأته وبعض خدماته الجليلة للدين الإسلامي عامةً وعلم الحديث خاصة.

أبو بكر بن السني ونسبه

هو العالم والمحدث وصاحب التصانيف أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط الهاشمي الجعفري المشهور بابن السني ومن المعروف عنه أنه هو الذي قام باختصار سنن النسائي وقد سماه المجتبى، والأرجح عند الكثير من العلماء أن من تولى ذلك هو النسائي نفسه وقد كان ذلك تحقيقًا لرغبة أمير الرملة عندما قام النسائي بإهداء سننه الكبرى إليه فكان المجتبى لأنه أهداها إليه في تجريد الصحيح منها.

 مولده ونشأته

ولد ابن السني في عام 280 هـ/ 894، ويعد واحداً من رواة النسائي ، وقد كان  ابن السني كثير الترحال منذ نشأته، فرحل إلى مصر والحجاز والشام والعراق كما نشأ  أبو بكر بن السني في بيئة إسلامية تحب العلم وتجله وتحترمه فحفظ القرآن الكريم صغيراً وسعي في طلب الحديث منذ حداثته فجالس الكثير من الفقهاء وسمع للكثير من الخطباء فكان واحداً من محبي العلم ومريديه.

كما أحب كافة علوم الدين ورغب في دراستها منذ صغره كعلم الفقه الذي أحبه حباً جماً فحضر مجالس الفقه وشغف بها ودرس الحديث كما أحب دراسة تفسير القرآن الكريم وتدبر آياته ومعانيه فكان طالباً إسلامياً شاملاً، وساهمت نشأته الدينية في تكوين شخصيته الإسلامية.

وظهر ذلك واضحاً فيما قدمه من أعمال جليلة في خدمة العلم والدين وتعلم أبو بكر ابن السني أيضاً منذ صغره علوم اللغة العربية وبرع في تعلمها.

علمه

تعلم ابن السني العلم صغيراً وأعطاه ذلك فرصة كبيرة لتعلم الكثير من العلوم وإتقانها وظهر ذلك جلياً فيما قدمه من أعمال جليلة وهامة للدين الإسلامي الحنيف، إذ تعلم ابن السني الكثير من العلوم الدينية والحياتية بدايةً بعلم الحديث الذي تعلمه صغيراً فكتب عن كثير من المحدثين والذين كانوا يروون الحديث بإخلاص ودقة ويتبينون في أصله وسنده ومتنه فإذا صح رواه ابن السني عنهم وهذا يبين مدي إخلاصه وحبه للحديث.

وبالإضافة إلي ذلك فقد درس ابن السني التفسير والفقه إذ حضر الكثير من الجلسات والخطب للعديد من مشايخ عصره واستفاد بذلك أجل إفاده وكان ممن يهتمون بالعلم ويجلونه، وإضافة لذلك فقد درس ابن السني الطب النبوي وعرف ماهيته ونواحيه فأبدع فيه كصناعة مع رواية الحديث النبوي الشريف وتعلمه للفقه والتفسير فألف أيضاً كتاباً في الطب النبوي لازال يفيد الكثير من طالبيه إلي يومنا هذا.

كما درس ابن السني اللغة وتدبرها وعرف قواعدها نحواً وبلاغة فألف مصنفاته دقيقة خالية من الأخطاء وهذا كله إن دل فإنما يدل علي أن شخصية ابن السني كانت شخصية متفردة ومميزة علمياً لأبعد الحدود وإنجازاته خير شاهد علي ما قدمه من علم ومصنفات هامة وجليلة.

أقوال العلماء في أبو بكر بن السني

  • قال الحافظ عبد الغني الأزدي : لقد كان حمزة الكناني يرفع بابن السني فقال يحيى بن عبد الوهاب بن منده : لقد حدثنا أبو القاسم عمي، سمعت روح بن محمد الرازي سبط أبي بكر بن السني يقول سمعت عمي علي بن أحمد بن محمد بن إسحاق يقول : ” لقد كان أبي رحمة الله عليه يكتب الأحاديث النبوية الشريفة، فوضع القلم في أنبوبة الحبر، ورفع يديه إلي لسماء يدعو الله عز وجل فمات حينها، وحين سئل عن تاريخ وفاته قال : لقد مات في آخر عام أربع وستين وثلاثمائة.
  • وقال عنه الذهبي في كتابه ” سير أعلام النبلاء ” : ” إن أبا بكر بن السني هو الذي اختصر سنن النسائي – رحمه الله – ، وسماه ” المجتنى “واقتصر فيه على رواية المختصر، وقد سمعناه عاليا من طريقه .

إنجازاته في خدمة الإسلام

لابن السني الكثير من الإنجازات الجليلة والرفيعة في خدمة الدين الإسلامي فقد كان ابن السني واحداً من أكثر المحدثين دقة وجعله هذا يقدم للدين الإسلامي العديد من روايات الحديث النبوي الشريف فكان ممن ساهموا في بقاء الحديث النبوي الشريف وكان ممن يعملون علي إحياء كلمته،.

كان واحدا من أمهر المحدثين الذين نقلوا الحديث النبوي الشريف على مدار حياته كما كان من المعلمين الذين كونوا جيلاً من المحدثين الذين رفعوا راية الحديث النبوي الشريف من بعده حيث نقل إليهم علمه بالحديث النبوي الشريف وعلمه بالسند والمتون فساهموا في سلسلة ‏الحديث النبوي الشريف متصلة الحلقات، فكما أخذ أبو بكر ابن السني الحديث النبوي عن شيوخه نقله لتلاميذه يستفيدون به ويفيدوا الأمة الإسلامية بأكملها، وبفضله فإن الحديث النبوي الشريف لا يزال منطوقاً إلى يومنا هذا، ‏كما كان أبو بكر بن السني أيضا واحدا من الفقهاء الذين يصعدون المنابر ليخطبون في الناس ويعلمونهم أمور دينهم ودنياهم وكان من أكثر الناس صدقا في روايته أو في خطبته لذلك فقد كانا محبوباً مسموعاً من الناس وكثيرا ما حصل على الثناء.

كما كان ابن السني من أصحاب المصنفات فترك العديد من الكتب والمصنفات التي لا زالت تفيد الإسلام والمسلمين إلي يومنا هذا فقدم ابن السني كتب في الحديث والتفسير والفقه كما قدم كتاباً في الطب فكان واحداً من هؤلاء الذين يعتمد عليهم وواحداً ممن خدموا الدين الإسلامي بعلمهم الغزير وثقافتهم الواسعة وظهر ذلك فيما قدموه من علم جليل وكل هذه الانجازات قد صنعت شخصية أبو بكر بن السني.

مؤلفات أبو بكر بن السني

كان أبو بكر السني واحداً من أصحاب المصنفات إذ ترك العديد من المؤلفات والكتب التي أفادت المسلمين والدارسين والمجتهدين في الدين علي مر الأزمن، وأبدع في تأليفها فكان نعم العالم والمحدث والمؤلف وصاحب التصانيف والمؤلفات، ومن أهم الكتب والمصنفات الذي تركها أبو بكر بن السني في خدمة العلم والدين ورواية الحديث:

  • الصراط المستقيم
  • فضائل الأعمال
  • عمل اليوم والليلة
  • الطب النبوي
  • القناعة

بعض شيوخه

تعلم أبو بكر بن السني علي يد الكثير من الأئمة والفقهاء وتعلم علي يديهم العلم ونقل الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة فكان من أكبر المحدثين شهرة وعلماً ومن أكثرهم إخلاصاً وحباً للحديث النبوي الشريف وروايتة كما أخذ من الفقهاء الكثير من الصفات الحميدة، ومن أشهر هؤلاء العلماء والشيوخ الذي تعلم منهم وروي عنهم الحديث:

  • محمد بن محمد بن الباغندي
  • أبي عبد الرحمن النسائي
  • عمر بن أبي غيلان البغدادي
  • عبد الله بن زيدان البجلي
  • جماهر بن محمد الزملكاني
  • أبي يعقوب إسحاق المنجنيقي

قد يهمك أيضا: سعيد بن المسيب ( نسبه – طلبه للعلم -انجازاته – وفاته)

بعض تلاميذه

لقد كان أبو بكر ابن السني نعم المعلم والمحدث والفقيه إذ تعلم علي يديه الكثير من المحدثين والفقهاء فأخذوا عنه العلم وافر وحب العلم والإخلاص في طلبه، فبالإضافة إلي روايتهم للحديث عنه فإنه كان أيضاً ممن علموا الفقه والتفسير وأبدعوا في تدريس كافة العلوم الإنسانية والعلوم الأخري كالطب مثلاً، فله كتاب في الطب النبوي، كما اخذ عنه تلاميذه الكثير من الصات الحسنه والذي كان يشتهر بها في حياته كالصدق والأمانه وحب الغير والتخلق بأخلاق الدين الإسلامي الحنيف، ومن أبرز من تعلم علي يد أبي بكر بن السني أو روي عنه الحديث النبوي الشريف:

  • أبو علي أحمد بن عبد الله الأصبهاني
  • أبو الحسن محمد بن علي العلوي
  • علي بن عمر الأسداباذي
  • القاضي أبو نصر الكسار

قد يهمك أيضا: سالم بن عبدالله بن عمر (علمه – انجازاته في خدمة الإسلام)

وفاته

توفي أبو بكر بن السني رحمة الله عليه في عام 974 هجرياً تاركاً خلفه الكثير من الإنجازات الدينية الهامه والذي تركها للدين الإسلامي.

قد يهمك أيضا: عروة بن الزبير (علمه – مواقف من حياته – انجازاته – وفاته)

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

مصدر 5

المصدر 6

المكتبة الاسلامية

موسوعة الجياش

سير أعلام النبلاء

اترك تعليقاً