You are currently viewing عباس الدوري وشرح لسيرته العطرة

عباس الدوري وشرح لسيرته العطرة

يعتبر العباس بن محمد بن حاتم الدوري البغدادي من أهم رواة الحديث النبوي الشريف وكان أحد الأثبات المنصفين الذين قدموا الكثير فى حياتهم للدين الإسلامي خلال مسيرتهم الدينية حيث روي عباس الدوري الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة فى كثير من أمور الدنيا والدين وأفاد بعلمه الكثير من تلاميذه الذين أخذوا عنه العلم والأدب في الحديث وحسن الطباع وعُرفت عنه الكثير من الصفات الحميدة كالصدق والأمانه فيما ينقل من حديث أو قول أو فعل للنبي صلى الله عليه وسلم والإخلاص للدين وحب خدمته، فيعتبر عباس الدوري هو أحد أئمة أهل الحديث وصاحب كبار الأئمة أمثال أحمد بن حنبل ويحي بن معين واستفاد بعلمهم وأضاف له، وخلال هذه المقالة سنعرض لكم بعض المعلومات عن حياة عباس الدوري وعلمه و أقوال العلماء فيه وإنجازاته العظيمة للدين الإسلامي.

عباس الدوري

عباس الدوري هو الإمام المحدث الناقد والثقة العباس بن محمد بن حاتم الدوري البغدادي، كنيته أبو الفضل، مولي أبي هاشم وهو من أصل خراساني أحد أئمة أهل الحديث، ونسبه  الخوارزمي نسبة لخوارزم والدوري نسبة للدور والبغدادي نسبة لبغداد العراقية، ونسب عباس الدوري لهذه البلاد يرجع لأنه قد عاش فيها، فتقلبت حياته بين خوارزم والدور وبغداد فلُقب حيث عاش.

 مولده ونشأته

ولد عباس الدوري في بغداد بالعراق عام 185 من الهجرة، نشأ في بيئة دينية، فحفظ القرأن الكرين وتعلم الحديث منذ صغره وكان شغوفاً بالعلم الديني وخاصة علم الحديث والفقه فتعلم الفقه أيضاً واجتهد في تعلمه ولم يكن ذا طابعاً تقليدياً في تعليمه بل كان شغوفاً بالعلم والبحث والاجتهاد في رواية الأحاديث النبوية الشريفة ورافق أبو بكر الصاغاني منذ حداثته فتعلما سوياً بل اجتهدا في تعلم صحيح الدين الإسلامي وذلك على يد الكثير من أئمة وفقهاء الدين في الفقه والحديث، فقد كانت بغداد في هذا الوقت منارة للعلوم الدينية وفيها تنافس العلماء على تقديم الخدمات الجليلة للدين الإسلامي وأثر كل ذلك في شخصية عباس الدوري الدينيهفى نشأته وتعليمه.

علم عباس الدوري

تعلم عباس الدوري الحديث واجتهد في تعلمه وأبدع في روايته، وسمع خلال مسيرته التعليميه للعديد من العلماء والفقهاء و استفاد عباس الدوري خلال تعلمه ببغداد من كافة العلماء الذي سمعهم وأضاف إلى علمهم لأنه كان مجتهداً في طلب العلم وحب المعرفة، وروي الحديث منذ أن كان صاحب سبعة عشر عاما فكان من حفظته وأهله، ولم يكن تعليمه مقتصراً على الحديث النبوي الشريف بل درس الفقه أيضاً وكان حكيماً محنكاً منذ حداثته فكان علمه محل حديث العلماء والفقهاء من بعده وكان أيضاً محل تقدير واحترام لما طلب من علم وحَصَّل من معرفة وفقه.

أقوال العلماء فيه

كانت مسيرته الدينية جديرة بالثناء فقد قدره الفقهاء من بعده وأثنوا عليه ثناءاً شديداً ومنهم من فضله على غيره من الأئمة والفقهاء في عصره أو بعده ومن بعض أقوال العلماء عنه:

  • قال إسماعيل الصفار أنه سمع عباس الدوري يقول : ” كتب لي أحمد بن حنبل ويحيى بن معين إلى أبي داود الطيالسى كتابا، فقالا فيه : إن هذ الفتي يطلب الحديث ولم يقولوا: من أهل الحديث.
  • فقلت أنه كان مبتدئا لم يتجاوز سبعة عشر عاماً وصار صاحب حديث ، ثم صار من حفاظ الحديث في زمنه “
  • وقال عنه الأصم : ” لم أر من هو أحسن حديثاً في مشايخي من عباس الدوري “
  • وقد قال عنه أبو حاتم الرازي : ” صدوق “
  • وقال عنه أبو يعلى الخليلي : ” عباس الدوري متفق عليه “
  • وقال عنه أحمد بن شعيب النسائي : ” عباس الدوري ثقة “
  • وقد قال عنه ابن أبي حاتم الرازي : ” عباس الدوري صدوق “
  • وقال عنه ابن حجر العسقلاني : ” عباس الدوري ثقة حافظ “
  • وقال عنه الخطيب البغدادي : ” هو ثقة ثبت حافظ “
  • وقد قال عنه الدارقطني : ” ثقة “
  • وقال عنه الذهبي : ” عباس ثقة حافظ “
  • وقال عنه مسلمة بن القاسم الأندلسي : ” هو ثقة “

إنجازاته في خدمة الإسلام

أضاف عباس الدوري للحديث الكثير، إذ روي العديد من الأحاديث النبوية الصحيحه والتى أفاد بها رواة الأحاديث من بعده، فحصل على رتبة ثقة حافظ وهى الرتبة الأكثر ثقة فى رواية الأحاديث النبوية ولا يحصل على هذه الرتبة إلا من برع فى رواية الحديث و اجتهد وصدق فيه، ولذلك فقد كان عباس الدورى مثالاً لمن أفادوا دين الإسلام بعلمهم وحكمتهم وخاصةً علم الحديث الذي يتطلب هذه البراعة والإتقان لنقل كلام النبي كما قيل بلا شائبة أو كذب، وكان من ضمن الأحاديث الذي رواها: ” حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا أزهر السمان، عن ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر : أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال : اللهم بارك لنا في شامنا و في يمننا فقالوا : وفي نجدنا يا رسول الله؟ فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم : هناك الزلازل والفتن أو قال: يطلع منها قرن الشيطان.

بعض شيوخه

تعلم على يد الكثير من فقهاء الدين الإسلامي واستفاد من خبرات الكثير من رواة الحديث النبوي الشريف، إذ أضاف ارتباطه بعلمائهِ الكثير من الحكمة والثقافة الدينية التي قلما امتلكها أحد، ورغم ذلك فقد كان مثالاً للتواضع وحب العلم وطلبه، ومن أكثر الشيوخ التي أثرت في شخصية عباس الدوري هم:

  • أحمد بن أشكاب الحضرمي
  • أحمد بن الحجاج الشيباني
  • احمد بن جميل المروزي
  • إبراهيم بن زياد البغدادي
  • إسحاق بن إبراهيم الهروي

قد يهمك أيضا: الإمام الزهري التابعي (علمه – ثناء العلماء عليه – انجازاته )

بعض تلاميذه

تعلم على يده الكثير من أئمة الدين ورواة الأحاديث النبوية الشريفة، إذ فادهم عباس الدوري بعلمه وحكمته ونباهته وشخصيته العلمية والدينية المبجلة، فأفادهم في الفقه وعلم الحديث والكثير من علوم الدين، ومن أكثر من استفاد بعلمه:

  • عبد الأعلى بن واصل الأسدي
  • أحمد بن محمد القطان
  • أحمد بن حمدون النيسابوري
  • احمد بن عثمان الأدمي
  • أحمد بن عمر الشافعي
  • أحمد بن محمد الخزاز

ولم تقتصر إفادته لهم على العلوم الدينية فقط، بل أفادهم أيضاً بحسن طباعه وأخذ عنه الكثير من تلاميذه حسن الطباع والإخلاص في القول والعمل وحب نصرة الدين الإسلامي بنقل كل ما قيل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحدث عنه أيضاً  أصحاب السنن الأربعة الترمذي، النسائي، محمد بن ماجة، أبو داود وهذا إن دل فإنما يدل على صدقة وثقة العلماء به واستفادتهم بخبراته في علم الحديث.

قد يهمك أيضا: ابان بن عثمان (علمه – حياته – انجازاته – مرضه ووفاته)

وفاته

توفي في صفر سنة إحدى وسبعين ومائتين ودفن ببغداد وما زال مدفنه هناك إلى يومنا هذا

قد يهمك أيضا: عروة بن الزبير (علمه – مواقف من حياته – انجازاته – وفاته)

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

مصدر 5

المصدر 6

طبقات الحفاظ للسيوطي

تاريخ بغداد للخطيب البغدادي

سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي

اترك تعليقاً