You are currently viewing ابن أبي خيثمة ونبذه عن أهم انجازاته في خدمة الإسلام

ابن أبي خيثمة ونبذه عن أهم انجازاته في خدمة الإسلام

يعتبر ابن أبي خيثمة واحداً من أمهر المحدثين الذين مروا على التاريخ الإسلامي في علم الحديث، إذ أفاد ابن أبي خيثمة العلم الديني وخاصة علم الحديث أجل إفادة، فقد كان واحداً من العلماء الذين تزدان بهم الحضارة العربية الإسلامية في علم الحديث، وخلال هذه المقالة سنتطرق إلى حياة  أبو بكر ابن أبي خيثمة فسنعرض لكم معلومات عن مولده ونشأته و نسبه وأقوال العلماء فيه.

ابن أبي خيثمة

هو المحدث والفقيه أحمد بن زهير بن حرب بن شداد الحَرَشِي وينادي بأبي بكر ابن أبي خيثمة، وقد كان أبوه مولى بني الحريش بن كعب بن عامر بن صعصعة، وكان اسم جده: أشتال، فعُرِّب: شداد ولذلك فقد كان يقال له في أوقات كثيرة أحمد بن زهير بن شداد فقد كان أبو خيثمة يكنى أيضاً بابنه أحمد كما أوضح أحمد بن حنبل فى حديثه عن كنيته وكنية ابن أبي خيثمة حين أوضح أن كانت كنيته هي زهيرَ بنَ حرب أما أبا خيثمة، فقد قال ” كنا عند أبي معاوية، فاستملي لنا أبو خيثمة، و قد كانت كنيته أبو محمد، أو أبو أحمد وكانت هذه هي أسماء ابن أبي خيثمة ونسبة وكنيته وقد كان أصله من بلدة ” نسا ” وهي بلدة موجودة بخراسان سابقاً، وهي الآن مدينة أثرية كبيرة في جمهورية تركمانستان.

 مولده ونشأته

نشأ أبو بكر بن أبي خيثمة في بيت علمي ديني فقد كان أبوه أبو خيثمة من العلماء والأئمة ورواة الحديث النبوي الشريف، و قد كان عمّه زاهر بن حرب  أيضاً كاتباً لوالي مكة المكرمة وكانت كل هذه العوامل مؤثرة فيه وفي شخصيته، فسمع أبوه من صغره ورعاه في مراحله المختلفة وأفاده أجل إفادة، كما انتقى له أمهر الشيوخ وأكثرهم حفظاً وأدباً ودلّه على الأئمة ولازمه  في رفقة عدد كبير من أمهر الفقهاء والمحدّثين وقتها والذين أفادوا الدين الإسلامي إفادة عظيمة مثل أحمد بن حنبل فسمع وكتب عنهم منذ نشأته واستفاد منهم أجل إفادة، وكانت نشأته الدينية على يد أكبر الفقهاء والمحدثين أمثال أحمد بن حنبل وهو رابع الأئمة الأربعة عاملاً مهماً في حياته الدينية وظهر ذلك بوضوح فيما قدمه من إرث كبير ومهم للحضارة الإسلامية في علم الحديث.

علم ابن أبي خيثمة

سعي ابن أبي خيثمة للعلم وتعلمه منذ صغره فتعلم الفقه وحفظ القرآن الكريم منذ حداثته، واتجه بعد ذلك لدراسة الحديث النبوي الشريف فسمع للكثير من العلماء والمشايخ فيه، ولم يقتصره علمه على الحديث والفقه فقط بل كتب أيضاً في التاريخ وفى كثير من الأمور الأخلاقية والتي تعلمها من شيوخه وعلماؤه كما كان رفيقًا لابن معين في مجالِسِه فكان ابن معين أيضاً من أبرز المحدثين والطالبين للعلم الديني حينذاك، وجرت بين كلاً منه وابن المعين مذاكراتٌ ومحاوراتٌ علميةٌ عديدة وكثيرة جداً، حفظها غيرُ واحدٍ من أصحاب ابن معين كان ابن أبي خيثمة يحضرها معهم، وقد نقل طرفًا منها وتأثر بها ابن أبي خيثمة واستفاد بها أجل إفادة فساهم ذلك هو الأخر في تكوين شخصيته الدينية والإبداعية في الدين الإسلامي، وظهر هنا رونق الحوار العلمي وفائدته الجليلة التي قدمها لكلاً منهم.

وكان يكتب علمه الديني وهو برفقة كلاً من والده وابن المعين وجعل ذلك أيضاً من والده مرجعاً ومصححاً ومدققاً له،  ويقول ابن أبي خيثمة خرجنا يوماً ما في سنة تسع عشرة ومائتين إلى مكة المكرمة، فقلت لأبي: أكتب عن أي من الفقهاء؟ قال: لا تكتب عن أبي مصعب، واكتب عمن شئت من غيره من الفقهاء، وهذا يحتمل أن يكون أمراً خاصًّا بابن أبي خيثمة وحده، ويحتمل أن يكون أبوه معه فيه مشاركاً، وهو في كل الأحوال يبين اهتمام أبي خيثمة بابنه واصطحابه معه في طلب العلم والفقه، وحرصه عليه في كتابته وعلمه وفقهه، وكان وقتذاك شابًّا فاستفاد من خبرات والده، وهذه المواقف تبين مدي اهتمام ابن أبي خيثمة بالعلم والفقه، فهو المحدث ابن المحدث والفقيه والذي استنبط منه علماً وأدباً كثيراً فزرع فيه حب العلم والأدب منذ حداثته و عاونه في الوصول لصحيح الحديث وقدم له دعماً علمياً كبيراً.

أقوال العلماء فيه

لقد كانت انجازاته محل تقدير واهتمام من قبل الكثير من الفقهاء والعلماء الذين عاصروه أو أتوا بعده زمناً، ولذلك فقد أشاد به وبإنجازاته الكثير من الفقهاء والعلماء والمحدثين ومن بعض الذين أشادوا به ووصفوه بالثقة وأثنوا عليه:

  • قال عنه الخطيب البغدادي: ” لقد أخذ ابن أبي خيثمة علم الحديث عن أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، و أخذ علم النسب عن مصعب بن عبد الله الزبيري، والأدب عن محمد بن سلام الجمحي وأيام الناس عن أبي الحسن المدائني وقال: ” لا أعرف فوائد أغزر من كتاب التاريخ الذي ألفه ابن أبي خيثمة، وأضاف لقد كان ابن أبي خيثمة ثقة صدوق، وكان أيضاً عالما حافظا متقنا بصيرا بأيام الناس، وبرع أيضاُ في راوية الأدب.
  • وقال الدارقطني: لقد كان ابن ابي خيثمة ثقة مأمون
  • وقال الذهبي عنه: لقد كان ابن ابي خيثمة هو الحافظ الحجة الإمام

إنجازاته في خدمة الإسلام

قدم للإسلام الكثير من العلم والفقه إذ روي الحديث النبوي الشريف عن كثير من الأئمة والفقهاء والمحدثين وعلم هو الأخر العديد من تلاميذه علم الحديث فكون جيلاً من المحدثين ثقة صادقين فيما يقولون أو ينقلون بالإضافة إلى ذلك فقد قدم العديد من المؤلفات التي مازالت تفيد الأمة الإسلامية إلى يومنا هذا، ومن الأمور الحسنة أن معظم مؤلفاته لا زالت موجودة إلي يومنا هذا تقرأ من قبل الكثيرين الذين يتدبرون علوم الدين والتاريخ واللغه، إذ ألف في كل هذه الأقسام العديد من التصانيف التي كانت من أهم إنجازاته في الإسلام.

مؤلفات ابن أبي خيثمة

  • التاريخ
  • أخبار الشعراء
  • الإعراب
  • المتيَّمين

بعض شيوخه

تعلم على يد الكثير من العلماء والفقهاء والمحدثين وروي عن الكثير من الشيوخ والأئمة فاستفد منهم وتشرف بعلمهم، وساهمت علومهم في تكوين شخصيته وتعلم منهم الإخلاص في نقل الحديث والدقة فيما ينقلون ويقولون، وكان أول من تعلم على يديه هو أبوه ومن ثم تعلم علي يد الكثير من الأئمة، وكان من بين من تعلم على يديهم:

  • قطبة بن العلاء
  • هوذة بن خليفة
  • أبا سلمة التبوذكي
  • أبا غسان النهدي
  • عفان، ومحمد بن سابق
  • أحمد بن يونس

قد يهمك أيضا: الإمام الزهري التابعي (علمه – ثناء العلماء عليه – انجازاته )

بعض تلاميذه

استفاد الكثير من علمه فكان هو المعلم الذي قدم لهم علماً وفقهاً وأدباً، ومن بين من تعلم علي يديه أو روي عنه الحديث:

  • يحيى بن صاعد
  • ومحمد بن أحمد الحكيمي
  • أبو سهل بن زياد
  • وعلي بن محمد بن عبيد
  • ومحمد بن مخلد
  • إسماعيل بن محمد الصفار

قد يهمك أيضا: ابان بن عثمان (علمه – حياته – انجازاته – مرضه ووفاته)

وفاته

توفي – رحمه الله رحمة واسعة – يوم السبت، في جمادى الأولى، سنة تسع وسبعين ومائتين وكما ذكر الفرغاني ” كانت وفاته سكتة ”

قد يهمك أيضا: عروة بن الزبير (علمه – مواقف من حياته – انجازاته – وفاته)

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

مصدر 5

تاريخ بغداد

مقدمة محقق كتاب التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة

التاريخ الكبير

تذكرة الحفاظ – شمس الدين أبو عبد الله محمد

سير أعلام النبلاء – شمس الدين أبو عبد الله محمد

اترك تعليقاً