أبو مسعود البجلي وإنجازاته في خدمة الإسلام - موقع الدكتور علي الربيعي الرسمي

لقد جاء على امتنا الإسلامية الكثير من الأئمة والعلماء والمحدثين الذين ملأوا حياتنا وحياة المسلمين كافة بنور العلم، فقدموا الكثير من الإنجازات التي خدموا بها دين الإسلام وأعلوا بها كلمة الحق فكانوا خيرة من خلق الله عز وجل، فأوصي الرسول أنهم هم ورثة الأنبياء فالأنبياء ورثوا العلم لا المال، وبذلك يكون هؤلاء العلماء هم من النعم التي أنعم اله بها علينا وعلي المسلمين كافة، ويعتبر أبو مسعود البجلي واحداً من هؤلاء العلماء والمحدثين الذين قدروا العلم فقدرهم وسنتناول خلال هذه المقالة شخصيته بشئ من التفصيل.

أبو مسعود البجلي

هو الإمام الحافظ، المحدث، المسند، أبو مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان البجلي ، الرازي ثم النيسابوري .، كان واحداً من أبرز الأئمة والفقهاء والمفسرين والمحدثين الذين جمعوا بين العلوم الدينية كافه، ولذلك فقد كان من العلماء الذين كان لهم السبق وكان من خيرة من خطبوا في الناس وفسروا القرآن الكريم وروي أيضاً الكثير من الحديث النبوي الشريف.

مولده ونشأته

ولد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، ونشأ نشأة دينية خالصة، فحفظ القرآن الكريم منذ حداثته وارتبط ارتباطاً وثيقاً بالمشايخ والعلماء الذين عاصروه، وكان منذ حداثته يكتب الحديث النبوي الشريف عن شيوخه الذين عاصروه فاستفاد منهم وأخذ عنهم علماً غزيراً، وظهر هذا العلم الذي أخذه عن مشايخه فيما قدمه من علم لتلاميذه وفيما رواه من حديث نبوي شريف صحيح يعكس مدي نضجه وتبيانه فكان أبو مسعود البجلي واحداً من المحدثين الثقات الذين قدموا الكثير من العلم في خدمة الدين الإسلامي فلم يبخلوا في تقديمه، وإن دل هذا كله إنما يدل علي أن نشأته كانت نشأة إسلامية خالصة، كما توضح نشأته في نيسابور مدي اختلاطه بالعلماء والمشايخ فيها حيث كانت نيسابور واحدة من البلاد الرائدة حينها في خدمة الدين الإسلامي فقدمت كثيراً من العلماء للدين الإسلامي، وتظهر نشأته مدي اختلاطه بهم وأخذه عنهم للعلم.

علم أبو مسعود البجلي

كان أبو مسعود البجلي واحداً من العلماء الذين طلبوا العلم في حداثتهم وأحبه فأحبه العلم، فنهل أبو مسعود من العلوم الدينية منذ حداثته بداية لحفظه وتدبره للقرآن الكريم علي يد من نشأ علي يديهم وأخذ عنهم العلم في نيسابور فتنوع ما أخذه من علم وجمع في عقليته الكثير من العلوم الدينية بدايةً من التفسير الذي برع فيه ومروراً بالفقه حيث سمع أبو مسعود عن كثير من الفقهاء وحضر خطبهم وجلساتهم وأخذ عنهم علماً غزيراً، كما أخذ في الحديث عنهم أكثر وأكثر فكان من أكثر المحدثين فطنة وعلماً إلي يومنا هذا.

إنجازاته في خدمة الإسلام

لأبي مسعود الجبلي الكثير من الإنجازات في خدمة الدين الإسلامي، فأكثر إنجازاته أهمية هي أنه روي الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة فكان بذلك إحدي حلقات سلسلة رواية الحديث النبوي الشريف وتضاف إلي إنجازاته أيضاً أنه كان معلماً جليلاً فأنشأ جيلاً من المحدثين والفقهاء الذين أخذوا عنه العلم ليخدموا به دين الإسلام بعد ذلك.

أقوال العلماء فيه

قال فيه يحيى بن منده : لقد كان أبو مسعود البجلي ثقة وكان تاجرا كثير الكتب وكان ايضاً عارفا بالحديث

بعض شيوخه

كان أبو مسعود البجلي ممن يحبون مجالسة الشيوخ وأخذ العلم عنهم فأبحر في بحر العلم يستنبط علومه، وكان لأساتذته فضلاً عظيماً عليه في تعلمه هذا العلوم، فكان أبوه منذ حداثته يحب أن يعلمه الحديث ولذلك فقد أجلسه مع كثير من أئمة وفقهاء الإسلام حينها، فأخذ عنهم الكثير من العلم بداية من علم الفقه حتي التفسير والحديث فكان ممن يسمع العم فينصت له ويتدبره، ومن أبرز هؤلاء العلماء الذين ساهموا في تكوين شخصية أبو مسعود البجلي:

أبي سعيد بن عبد الوهاب الرازي
أبي عمرو بن حمدان
حسينك بن علي التميمي
أبي طاهر بن خزيمة

قد يهمك أيضا: سالم بن عبدالله بن عمر (علمه – انجازاته في خدمة الإسلام)

بعض تلاميذه

وكما تعلم أبو مسعود البجلي علي يد الكثير من الفقهاء وكتب عن كثير من هؤلاء المحدثين، فقد ساهم هو الأخر أيضاً في تكوين جيلاً من المحدثين الذين تتسلموا راية الحديث النبوي الشريف عنه، كما كتبوا عنه في الفقه وسائر العلوم حتي كانوا من أكبر فقهاء عصرهم وأكثرهم علماً وأدباً وكان أبو مسعود له الفضل في ذلك ولا يقتصر ما أخذوه عن أبي مسعود علي العلم الغزير الذين أنعمهم به فقط، بل أخذوا عنه أيضاً الكثير من الصفات الحميدة كالصدق والإخلاص وحب العلم، ومن أبرز تلاميذه الذين أخذوا عنه العلم ورووا عنه الحديث النبوي الشريف: