You are currently viewing ابراهيم الحربي ونبذه عنه وأهم أقوال العلماء فيه

ابراهيم الحربي ونبذه عنه وأهم أقوال العلماء فيه

يعتبر ابراهيم الحربي واحداً من أهم فقهاء الدين الإسلامى الذين أضافوا الكثير لعلم الفقه والحديث، كما كانت مؤلفاته مصدراً للكثير من القضايا الدينية فى كافة الأزمان، كما كان أيضاً ممن رووا الحديث النبوي الشريف إذ أخذ عنه الكثير من رواة الأحاديث، وخلال هذا المقال سنعرض بعض المعلومات على شخصية إبراهيم الحربي والتى تعد أحد أهم الشخصيات الدينية وخاصة في رواية الحديث.

ابراهيم الحربي

هو الشيخ، الإمام، الحافظ، العلامة، شيخ الإسلام إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير بن عبد الله بن ديسم، يشتهر بإبراهيم بن إسحاق الحربي ويكني بأبى إسحاق أصله من مرو في الأردن لكنه اشتهر وعاش بمدينة بغداد بالعراق ونسب إلى محلة الحربية فقيل له الحربي وحين سُئل عن سبب تسميته بالحربي فقال صحبت يوماً ما قومًا من الكرخ على الحديث، وعندهم ما جاز قنطرة العتيقة فهو من محلة الحربية وينسب أيضاً للبغدادي نسبة لبغداد بالعراق  وينسب أيضاً بالمرزوي.

 مولده ونشأته

ولد إبراهيم الحربي في عام مائة وثمانية وتسعون من الهجرة ووافق ذلك عام ثمانمائة وخمسة عشر من الميلاد، نشأ وعاش واشتهر ببغداد ونشأ على العلم، حفظ القرآن منذ صغره ودرس الفقه والحديث على يد الكثير من علماء الدين ببغداد، كان منذ صغره ناشئاً على الحديث عارفاً به وبأحكام الدين متصفاً بحسن الأدب والأخلاق والزهد، نشأ على علم هوذة بن خليفة وهو أكبر شيخ استفاد منه طوال مسيرته الدينيه، ودرس كافة علوم الدين وأتقن دراستها، تأثر منذ نعومة أظافره بكبار علماء بغداد والتى كانت منارة للدين آنذاك وأخذ الكثير من علمهم حتى أصبح مخضرماً في علوم الدين منذ صغره.

علم ابراهيم الحربي

تعلم إبراهيم الحربي علم الحديث فسمع من العديد من فقهاء الدين والعقيدة أمثال أبي نعيم وعمرو بن مرزوق ، وعبد الله بن صالح العجلي وتفقه على يد الإمام أحمد ابن حنبل الفقيه والمحدِّث ، ورابع الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة وتأثر به تأثراً شديداً واستفاد بعلمه أقصي استفاده حيث أخذ منه العلم الكثير والحفظ القوى ورصانة الحديث، وكان ابراهيم الحربي زاهداً متقشفاً وهو ما اتصف به منذ صغره وتعددت المواقف الدالة على ذلك ودرس العلوم الدينية منذ نعومة أظافره فأصبح العلامة إبراهيم الحربي،  وشهد له أبو بكر الخطيب بأنه كان عارفاً بالفقه وإماماً في العلم وكان من أفضل من رووا الحديث النبوي الشريف وشهد له أبو العباس ثعلب أيضاً بأنه كان عارفاً باللغة والنحو وكافة العلوم الدينية والأدبية وهو ما جعل منه فقيهاً عالماً بأمور الدين والعلم.

أقوال العلماء فيه

كان علم إبراهيم الحربي وأدبه وصفاته الحميده محل تقدير وتكريم، لذا فقد قدره العلماء والفقهاء أجل تقدير، فتناقل العلماء من بعده أقواله الحكيمة والبليغة وأثنوا عليه بكثرة فقالوا عنه:

  • روى المخلص، عن أبيه ، قال : ” كان إسماعيل القاضي يحب أن يلتقي إبراهيم الحربي ، فالتقيا يوماً ما ودرسا سوياً ، فلما افترقا ، سأل أحدهم إبراهيم عن إسماعيل ، فقال : إسماعيل القاضي جبل نفخ فيه الروح وقيل إسماعيل هو الآخر عن إبراهيم: ما رأيت قط مثل إبراهيم “
  • وقال أبو عبد الرحمن السلمي : ” سألت الدارقطني يوماً ما عن إبراهيم فقال : كان إبراهيم الحربي يقاس بأحمد بن حنبل في علمه وزهده “
  • وقال أبو الحسن الدارقطني أيضاً: ” إبراهيم الحربي إمام بارع في كل علم، صدوق “
  • وقال الحاكم : سمعت يوماً ما محمد بن صالح القاضي يقول : ” لا نعلم أن بغداد أخرجت مثل إبراهيم الحربي في الزهد والحديث والفقه والأدب “
  • ووصفه القفطي بأنه : ” مثالاً للبساطة والزهد، عالم بالمذاهب، حافظاً للحديث وبصيراً به “
  • ووصفه الذهبي بالإمام الحافظ العارف بالعلوم واللغة.
  • وقال الحسين الحافظ فى ابراهيم الحربي : ” لا ترى عيناك مثل إبراهيم ، فهو إمام الدنيا، لقد جالست ورأيت علماء كثيرون فما رأيت رجلاً أكمل من إبراهيم الحربي “
  • وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل فيه: كان أبي يقول لي: ” اذهب إلى إبراهيم ليلقي عليك الفرائض “

إنجازاته في خدمة الإسلام

أفاد إبراهيم الحربي الإسلام بعلمه أجل إفاده حيث قام برواية العديد من الأحاديث النبوية الشريفة بالإضافة إلى مؤلفاته العديده والتى تبلغ أربعة عشر مؤلفاً والتى أهمها رسالة فى أن القرآن غير مخلوق، وإكرام الضيف، وغريب الحديث، والمناسك، واتباع الأموات وناقش خلال هذه المؤلفات العديد من القضايا التى تمس الدين الإسلامى والتى أفادت فقهاء الدين من بعده فى أمور عده، كما اختيرت الأحاديث التى رواها ضمن الأحاديث الصحيحة التى يؤخذ بها فحصل على رتبة إمام حافظ والتى يحصل عليها من نقل الحديث ورواه نقلاً سليماً، وكانت هذه هي أغلب إنجازات ابراهيم الحربي العظيمة في خدمة الدين الاسلامي.

مقطتفات من حياته

كان ابراهيم الحربي معلماً فى الزهد فقد حدث عنه بعض الفقهاء أنَّه أقام ما يقرب من ثلاثين سنة يحيا على رغيف خبز واحد في اليوم والليله، إن جاءته امرأته به، وإلا بقي إلى الليلة التالية بلا طعام، وبعد ذلك زهد في الرغيف الواحد وأصبح يأكل نصف رغيف فقط لليوم والليلة، وحدثوا عنه أنه قال : “لي ستة وعشرون سنة أري بعينٍ واحدة وما أخبرت أهلي قط بذهاب عيني الأخرى.

وقيل أيضاً أن رجل من أصحاب أمير المؤمنين جاء إلى إبراهيم بعشرة آلاف درهم من عند المعتضد قائلاً: يقول أمير المؤمنين وزع هذا المال على مستحقه فرد ابراهيم المال ورفض قبوله رفضاً تاماً، فعاد إليه مرة أخري بألف درهم وقال له إن أمير المؤمنين يسألك أن توزعها علي جيرانك. فرد عليه قائلاً: عافاك الله، لم نشغل أنفسنا فى جمع هذا المال، فلا نشغلها بتفريقه، قُلْ لأمير المؤمنين: مالك ومالنا، اتركنا وإلا تحولنا من جوارك.

 مؤلفات ابراهيم الحربي

  • رسالة في أن القرآن غير مخلوق
  • إكرام الضيف
  • غريب الحديث
  • القضاة والشهود

بعض شيوخه

  • أحمد بن حنبل
  • فضل بن عمرو بن حماد بن زهير بن درهم
  • مثنى بن معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان
  • بشر بن الحكم بن حبيب بن مهران

قد يهمك أيضا: سالم بن عبدالله بن عمر (علمه – انجازاته في خدمة الإسلام)

بعض تلاميذه

  • أحمد بن إسحاق الصبغي
  • أحمد بن عبد الله الأصبهاني
  • أحمد بن كامل القاضي
  • أحمد بن محمد العنزي

قد يهمك أيضا: القاسم بن محمد ( علمه – مواقف من حياته – انجازاته في الإسلام)

وفاته

توفي أبو إبراهيم الحلبي رحمة الله عليه سنة خمس وثمانين ومائتين ودفن ببغداد ومازال قبره هناك في مكانه يتبرك به، وقال المسعودي عن وفاته – رحمه الله – : كانت وفاة المحدث الفقيه إبراهيم الحلبي في الجانب الغربي من بغداد، وكان عالماً، صدوقاً، جواداً، عفيفاً، عابداً، زاهداً، فصيحاً، ناسكاً، وكان مع كل ذلك ظريف الطبع ضاحك ولم يكن متكبراً ولا متجبراً ، وكان يمزح مع أصدقاءه بالحسن من المدح، وكان شيخ البغداديين في حياته ومسندهم في الحديث.

قد يهمك أيضا: الإمام الزهري التابعي (علمه – ثناء العلماء عليه – انجازاته )

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

مصدر 5

المصدر 6

مصدر 7

كتاب سير اعلام النبلاء

مجلة البحوث الاسلاميه

ترجمة ابراهيم بن اسحاق الحلبي

اترك تعليقاً