You are currently viewing أبو يعلى الحنبلي ونبذه عن سيرته ونشأته

أبو يعلى الحنبلي ونبذه عن سيرته ونشأته

هو محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد بن الفراء، وهو القاضي أبو يعلى البغدادي الحنبلي، ولقبه هو ابن الفراء، وهو يعد من أفضل الفقهاء الحنابلة في العصر العباسي الثاني، ولد في سنة 380 هجرية وتوفي في عام 458 هجرية، لذلك نعرفكم بحياة أبو يعلى الحنبلي بالتفصيل.

أبو يعلى الحنبلي

كان ابو يعلي مفتي ويلقي الدروس في الكثير من الأماكن وكان يلقب بالإمام في الفقه، وكان من أهم ما يميزه في العراق هو علمه الواسع في أصول الفقة والتفسير وعلوم القرآن الكريم، وكان أبوه من أعيان الحنفية فتعلم منه الكثير، ومات والده وهو في سن العشر سنوات.

وتعلم أبو يعلى من الكثير من العلماء مثل أبي عبد الله بن حامد شيخ الحنابلة ولازم جواره لمدة عشر سنوات وتعلم منه الكثير من العلوم، وتعلم أيضا في مكة ودمشق من عبد الرحمن بن أبي نصر، وجمع كتاب إبطال التأويل الصفات.

وكانت الناس تهاجمه بسبب هذا الكتاب وكان يخرج في الناس ويقول القرآن كلام الله، وأخبار الصفات تمر كما جاءت، كما أنه تولى القضاء بدار الخلافة وأيضا تولي قضاء الحران وحلوان، وكان يتصف بالاجتهاد في العبادة وكان يلازم التصنيف، وكان ذو هيبة كبيرة وكان لديه معرفة واسعة في علم الحديث.

وكما تفقه علي يده أبو الحسن البغدادي وأبو جعفر الهاشمي، وأبو الغنائم بن الغباري، وأبو علي بن البناء وأبو الوفاء بن القواس، وأبو الحسن النهري وابن عقيل، وأبو الخطاب الكوذاني وأبو يعلي الكيال.

تتلمذ على يد

لقد تعلم أبو يعلى الكثير من العلوم من العلماء الكبار منهم:

  • علي بن عمر الحربي
  • إسماعيل بن سويد
  • أبا القاسم بن حبابة
  • عيسى بن الوزير
  • ابن أخي ميمي.

تلاميذه

لقد تتلمذ على يده الكثير من الشباب من بينهم:

  • الخطيب البغدادي.
  • أبو الخطاب الكلوذاني.
  • أبو الوفاء بن عقيل.
  • أبو غالب بن البناء، وأخوه يحيى بن البناء.

انجازاته في خدمة الإسلام

كان يحضر له الكثير من الناس في المجالس والدروس التي يعلم فيها العلم، وكان يعقد الدروس بعد صلاة الجمعة بجامع المنصور وكان يجلس على كرسي عبد الله بن إمامنا أحمد رضي الله عنه، وكان يجلس الناس فوق بعضهم من شدة حبهم لحضور دروسه وكان يكثر الزحام به في صلاة الجمعة بالتحديد.

أقوال علماء المسلمين عنه

  • قال الذهبي عنه: هو الإمام العلامة الكبير، شيخ الحنابلة، القاضي أبو يعلى، محمد بن الحسين بن محمد بن أحمد البغدادي الحنبلي ابن الفرَاء، صاحب التعليقة الكبرى، والتصانيف المفيدة في المذهب.
  • قال الزركلي: أنه كان عالم عصره في الأصول والفروع وأنواع الفنون من أهل بغداد، وارتفعت مكانته عند القادر والقائم العباسيين، وولاة القائم قضاء دارِ الخلافة والحريم، وحران، وحلوان، وكان قد أمتنع وشرط ألا يحضر أيام المواكب، ولا يخرج في الاستقبالات، ولا يقصد دار السلطان، فقبل القائم شرطة.
  • قال أبو الحسن المحملي: ما تحضرنا أحد من الحنابلة أعقل من أبي يعلى بن الفراء.
  • قال صاحب الطبقات عنه الكثير من الأقوال ومنها: كان عالم زمانه، وفريد عصره، وقريع دهره، وكان له في الأصول والفروع القدم العالي، كما أنه قد شوهد له من الحال ما يغني عن المقال، ولا سيما مذهب إمامنا أبي عبدالله أحمد بن حنبل، واختِلاف الرِّوايات عنه وممَّا صح لديه منه.
    ومع معرفته بالقرآن وعلومه، والحديث، والفتاوى، والجدل، وغير ذلك من العلوم، مع الزهد والورع، والعفّة والقناعة، وانقِطاعه عن الدنيا وأهلها، وانشغاله بسطر العلم وبثه إذاعته ونشره.
    وكان وصيه رجلا يعرف بالحربي، يسكن بدار القزِ، فنقل الوالد السعيد من باب الطاق إلى شارع دار القز، وفيه مسجد يصلي فيه الشيخ صالح يعرف بابن مفرحة القارئ، يقرأ القرآن، ويلقن من يقرأ عليه العبارات من الخرقي، فلقن الوالد السعيد ما جرت عادته بتلقينه من العبادات.
    وقال أيضا صاحب الطبقات عنه: ومعلوم ما خص الله سبحانه هذا الوالد من النعم الدينية والرتب السامية العلية، وكونه إمام وقته، وفريد دهره، وقريع عصره، لا يعرف في شرق الأرض وغربها شخص يتقدم في علم مذهبه عليه، أو يصاف في ذلك إليه، هذا مع تقدمه في هذه البلد على فقهاء زمانه بقراءته للقرآن بالقراءات العشر، وكثرة سماعه للحديث، وعلو إسناده في المرويات.

تقسيم أبو يعلى الحنبلي ليومه

كان يقسم يومه إلى ثلاث أقسام وهم: قسم للنوم وقسم للصلاة وقسم لتصنيف الحلال والحرام.

وكان يتصف بأنه مهما كان ما ينزل عليه من شدائد دائما مبتسما وكان دائما يحافظ على عاداته وتقاليده وكان لايخرج عنها أبدا، وقال عنه الناس أنه لم يخرج عن المألوف أبدا، وكان يتسم أيضا بالسكينة والوقار وكان مبتسما في الكثير من الأوقات وذو عقل كبير.

غزارة علم أبو يعلى الحنبلي

كان أبو يعلي الحنبلي يملك الكثير من العلم في كافة المجالات، في علم الحديث والفقه، فهو عالم جليل في علم الحديث والفقه وتفسير القرآن الكريم، فهو من أهم الفقهاء في العصر العباسي وهو من أهم فقهاء الحنابلة  لذلك تم إعطائه لقب الحنبلي.

وكان يتمتع أبو يعلى بأنه لديه الكثير من المعرفة في كل العلوم وكان يترك أبواب الشيطان، وكان لا يقبل من أحد أن يعطيه شيء ولم يشك لمرة واحدة في ديانته، ولقد تتلمذ على يد عدد كبير من العلماء المسلمين وهذا ما جعله يزيد من إمكانياته العلمية، كما تتلمذ على يده عدد كبير من الشباب الذين أصبحوا هم أيضا كبار علماء المسلمين فيما بعد.

قد يهمك أيضا: سليمان بن يسار (علمه – انجازاته – مواقف من حياته)

مؤلفاته

ألف أبو يعلى الكثير من الكتب لغزارة علمه وله العديد من المؤلفات والمختصرات ومنها:

  • أحكام القرآن.
  • مسائل الإيمان.
  • المعتمد ومختصره.
  • المقتبس.
  • عيون المسائل.
  • الرد على الكرامية.
  • الرد على السالمية والمجسمة.

قد يهمك أيضا: ابو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أحد فقهاء المدينة

وفاته

لقد توفي أبو يعلى في يوم الاثنين وقت العشاء وتوفي يوم التاسع عشر من رمضان عام 458 هجرية، ودفن في نفس اليوم وهو عن عمر ثمان وسبعين سنة، وقام بتغسيله الشريف أبو جعفر.

وكانت وصيته أن يتم تكفينه في ثلاث أثواب، ولا يدخل معه القبر غير ما كان حاضر في تغسيله، وكان في جنازته عدد كبير من الناس وتوقفت الأسواق عن العمل في هذا اليوم.

وحضر جنازته كلا من القاضي أبو عبد الله الدامغاني وجماعته من الفقهاء، والكثير من القضاه وحضر ايضا نقيب الهاشميين أبو الفوارس طراد وجميع قيادات الدولة، وأبو منصور بن يوسف، وحضر أيضا ابنه أبو القاسم عبيد الله وكان عمره في هذا الوقت خمس عشرة عاما.

وكان لديه ثلاث من الابناء هما: عبيد الله و أبا الحسن وأبا حازم.

قد يهمك أيضا: خارجه بن زيد ( علمه وفضله – انجازاته – ثناء العلماء عليه )

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

اترك تعليقاً