You are currently viewing شعبة بن الحجاج ونبذه عن غزارة علمه

شعبة بن الحجاج ونبذه عن غزارة علمه

في هذا المقال سوف نتحدث عن إمام من أئمة الأسلام الذين جاهدوا لنشر علمهم وحافظوا على السنة النبوية ورواية الأحاديث، ولولا فضل هؤلاء العلماء الفقهاء ماأتى الينا موروثات الصحابة والتابعين من السنة النبوية والحديث، هو الأمام شعبة بن الحجاج أمير المؤمنين في الحديث في زمانه، فهو أحد علماء الأسلام المشهورين الذين جاهدوا للحصول على العلم ونشره، وسوف نتناول في هذه المقالة تفاصيل حياته ونشأته وأنجازاته لنشر العلم والأسلام.

شعبة بن الحجاج

ولد شعبة بن الحجاج بمدينة واسط بالعراق عام 83 هجرياً وكانت كنيته أبو بسطام، ثم ذهب إلى مدينة البصرة ومكث بها، وكان شاعراً أديباً، ثم ترك الشعر وتوجه إلى الحديث.

رأى شعبة الأمام الحسن البصري و محمد بن سيرين، وروى شعبة عن أنس بن سيرين وسلمة بن كهيل وإسماعيل بن رجاء وجامع بن شداد وجبلة بن سحيم وغيرهم كثيرون.

كان شعبة من محبي العلم والصابريين على تلقيه فقد قال شعبة لشعيب بن حرب: ذهبت إلى عمرو بن دينار أكثر من خمسمائة مره ولم أسمع منه إلا مائة حديث.

وأيضاً قال: ما سمعت من رجل عدد حديث إلا ذهبت إليه أكثر من عدد ما سمعت منه.

كان شعبة من الزهاد الورعين الذين يخافون على الحديث من التدنيس والتحريف.

قال أبو داود الطيالسى أنه سمع شعبة بن الحجاج يقول: كل حديث ليس به حدثنا وأخبرنا فهو خلُ وبقلُ.

كما ذكر الشافعي : كان شعبة يأتي بالرجل الغير أهلاً للحديث فيقول له لا تحدث وإلا أستعديت عليك السلطان.

كما قال حماد بن زيد : رأيت شعبة بن الحجاج قد لبب أبان بن أبي عياش وقال له: أستعدي عليك إلى السلطان، فإنك تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : فبصر بي، فقال : يا أبا إسماعيل، قال شعبة: فأتيته، فمازلت أطلب إليه حتى خلصته.

سيرته

كان شعبة أول من تكلم عن الرجال في الأسلام ثم بعده تحدث يحيى بن سعيد القطان ثم من بعده أحمد بن حنبل ويحيى بن معين.

أيضاً قال وكيع بن الجراح : إني لأرجو أن يرفع الله لشعبة بن الحجاج درجات بالجنة ، بذبه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كان شعبة كثير الصلاة والصيام فقد ظل يتعبد بورع وخشوع حتى جف الجلد عن عظمه وكان سخي النفس، فقد مدح الكثيرين عبادته فقال عنها.

قال عنه أبو قطن عمرو بن الهيثم: ما رأيت شعبة يركع إلا ظننته أنه نسى( أي نسى نفسه في الركوع من شدة الخشوع) وما قعد بين سجدتين إلا ظننت إنه نسى.

كما قال أبو بحر البكراوي: ما رأيت أحداً أعبد لله من شعبة.

أيضاً قال عمرو بن هارون: كان شعبة يصوم الدهر كله فلا ترى عليه ذلك وكان سفيان الثوري يصوم ثلاثة أيام بالشهر وترى عليه ذلك.

كما قال أبو زيد الهروي: رأيت شعبة بن الحجاج يصلي حتى رمت قدماه.

أما عن زهد شعبة فقد كان منأكثر الناس تقشفاً فقد كان زاهد عن الدنيا لم يأخذ منها شيئاً لنفسه فقد وهبه المهدي ألف جريب (مقدار معين من الأرض) بالبصرة فلم يجد شعبة ما يطيب له نفسه فتركها.

فقد ترك شعبة الدنيا وما فيها فذهد عن الشعر وأقتطع نفسه لرواية الحديث، فلم يأكل من كسب يده قط.

تتلمذ على يد

سمع شعبة بن الحجاج عن الكثيرين فقد كان صابوراً في تلقي العلم يسعى لطلبه بأجتهاد، ممن سمع منهم.

  1. قتادة بن دعامة.
  2. أيوب السختياني.
  3. حميد بن هلال.
  4. طلحة بن مصرف.

وغيرهم كثيرين.

تتلمذ على يده

تتلمذ على يد شعبة الكثيرين من رواة الأحاديث فقد كان سخياً في إعطاء علمه لتلاميذه فلم يبخل بعلمه عن أحد، ومن تلاميذه.

  1. أبن أسحاق.
  2. سفيان الثوري.
  3. الأصمعي.
  4. هاروون الرشيد.

وغيرهم الكثيرون.

انجازاته في خدمة الأسلام

كان شعبة بن الحجاج من أشد العلماء في التحري عن الحديث ومعرفة المغلوط منه والمدسوس على لسان الصحابة والرسول صلى الله عليه وسلم، فقد كان شعبة بن الحجاج أمام الجرح والتعديل.

ولعل ماجعل شعبة يتخذ هذا المنهج هو أن أبوه كان من علماءالحديث وأمه كانت تحثه على ذلك وأخواته تكفلوا بمعيشته حتى يتفرغ للحديث.

فقد كان شعبة من أشد الناس عداءاً للذين يقولون أحاديث مغلوطه على لسان النبي الكريم والصحابة الكرام، ما من رأى رجلاً يتحدث عن الرسول بالكذب حتى يستعدي عليه السلطان.

وكان أول من تحدث عن الرجال في الأسلام ومدح رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كان من أكثر المحدثين للحديث أتقاناً وتحرياً، وكان سبباً في نشأة علم التقصي عن رواة الأحاديث وهذا العلم الشريف كان سبباً في معرفة الأحاديث المغلوطة والأحاديث الصحيحة. وكان شعبة سبباً في نشأة مدرسة الجرح والتعديل بالعراق بل في العالم كله وأتخاذ هذا العلم منهج يتبع على مختلف العصور.

فهو أول من فتش عن الرجال وذب عن السنة، لذا قال عنه أبو نعيم الأصبهاني: الإمام المشهور، والعلم المنشور، في المناقب مذكور، له التقشف والتعبد، والتكشف عن الأخبار والتشدد، أمير المؤمنين في الرواية والتحديث، وزين المحدثين في القديم والحديث، أكثر عنايته بتصحيح الأثار والتبري من تحمل الأوزار، المثبت الحجاج: أبو بسطام شعبة بن الحجاج، كان للفقر عانقاً، وبضمان الله تعالى واثقاً.

انجازاته ومؤلفاته

كان شعبة أكثر الناس ميلاً للحق فقد كان لا يحابي أحداً على أحد وكان أيضاً مناصراً للفقراء عطوف عليهم يساعدهم فأذا مر عليه محتاج لا يكف عن النظر إليه حتى يعطيه.

كان شعبة أمير المؤمنين في الحديث، كان غيوراً على الحديث من كثرة تحريه عنه، حيث قال أحمد بن حنبل عن شعبة: كان شعبة أمةً وحده في الحديث، وقال عنه حماد بن زيد: إذا خالفني شعبة في شيء تركته كما قال حماد أيضاً قال الشختياني: الأن يقدم عليكم رجلٌ من أهل واسط يقال له شعبة، وهو فارسٌ في الحديث، فإذا قدم خذوا عنه، فلما قدم أخذنا منه.

قال أيضاً أبو داوود الطيالسي: سمعت من شعبة سبعة آلاف حديث كما سمع غندر عنه أيضاً سبعة آلاف حديث.

قال عنه الشافعي أيضاً لولا شعبة لما عرف الحديث بالعراق.

أما بالنسبة لمؤلفاته فقبل وفاته أمر شعبة أبنه سعد بغسل كتبه خوفاً من أن تقع في أيدي أحد ينقص أو يزيد فيها.

قد يهمك أيضا: ابان بن عثمان (علمه – حياته – انجازاته – مرضه ووفاته)

أقوال العلماء والسلف في شعبة بن الحجاج

  • قال عنه يحيى بن معين إمام المتقين.
  • كما قال سلم بن قتيبه، أتيت سفيان الثوري فقال: ماذا فعل أستاذنا شعبة؟
  • وأيضاً قال عن شعبة يزيد بن زريع: شعبة من أصدق الناس في الحديث.
  • وأيضاً مدح عبد الله بن أدريس شعبة فقال: ماجعلت بينك وبين الرجال أحداً غير شعبة وسفيان الثوري.
  • كما قال سلمان بن المغيرة: شعبة سيد المحدثين.
  • وقال أيضاً محمد بن عبدالله القرشي عن حماد بن زيد حيث قال: أنه إذا تحدث عن شعبة بن الحجاج قال: جدثنا الضخم عن الضخام: شعبة الخير أبو بسطام.
  • وأيضاً قال سفيان بن عيينه سمعت شعبة يقول: من طلب الحديث أفلس بعت طاسة أمي بسبعة دنانير.
  • كما قال أبو بكر بن منجوية: كان شعبة من سادات أهل زمانه، حفظاً وإتقاناً وورعاً وفضلاً، وهو أول من فتش في العراق عن أمر المحدثين، وجانب الضعفاء والمتروكين، وصار علما يقتدى به، حتى صار على نهجه التابعين والعراق بأكملها.
  • وقال أيضاً عبد الرحمن النسائي أن أمناء الله على علم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة وهما شعبة بن الحجام ومالك بن أنس ويحيى بن سعيد القطان.

وغيرهم كثيرون مما مدحوا شعبة على كثرة تحريه وإتقانه والبحث والتنقيب عن الأحاديث الصحيحة.

قد يهمك أيضا: الإمام الزهري التابعي (علمه – ثناء العلماء عليه – انجازاته )

وفاة شعبة بن الحجاج

توفي الإمام الحافظ شعبة بن الحجاج بعد خدمة الأمة الأسلامية في التحري والتقصي عن الأحاديث المغلوطة والمدسوسة عام 160 هجرياً عن عمر ثمان وسبعون سنة بالبصرة.

وبعد موته رؤي له منامات صالحة كثيرة.

رحمة الله على أمام المسلمين في الحديث.

قد يهمك أيضا: القاسم بن محمد ( علمه – مواقف من حياته – انجازاته في الإسلام)

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

البخاري: التاريخ الكبير

ابن حبان: الثقات

الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد،

أبو نعيم الأصفهاني: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء

ابن خلكان: وفيات الأعيان

الذهبي: سير أعلام النبلاء

ابن حجر: تهذيب التهذيب

اترك تعليقاً