أبو محمد الأزدي هو العالم في الفيزياء والطب أبو محمد عبد الله الذي يشتهر باسم ابن الذهبي، فهو يعتبر أحد أهم الشخصيات التاريخية، التي كان لها تأثير كبير بعلمه في عصره، وسنعرض لكم في هذا المقال بعض المعلومات عن حياته، وعن الذي قدمه للعلم.
أبو محمد الأزدي
هو العالم أبو محمد عبد الله بن محمد الأزدي الصحاري.
والصحاري: نسبة المدينة التي ولد ونشأ فيها والتي تسمى صحار.
مولده ونشأته
قد تمت ولادة العالم الطبيب ابن الذهبي في بلدة صحار في عمان، ويذكر في كتب التاريخ أنه، ولد في القرن الرابع عشر من الهجرة، الموافق للقرن العاشر من الميلاد.
ولقد نشأ هذا العالم في بيت فضل وخير، وساعدته نشأته على طلب العلم، وقد عاش في بلدة صحار، وكان يفتخر كثيرا ببلده عمان، وقد ذكر هذا في مؤلفه المعروف (الماء) حيث كان يبين رغبته الدائمة في عودته الى موطنه، وانهاء غربته، كان هذا العالم الفيزيائي يعرف عند العرب بعلمه الكثير في مجال الطب والفيزياء.
علم أبو محمد الأزدي
كان العالم الأزدي طالب للعلم منذ الصغر، حيث بدأ بأخذ العلم في مدينته على يد العلماء فيها وبعد ذلك قام بالذهاب إلى البصرة، حيث كانت معقلٍا للطلاب الذين يبحثون عن العلم، والدراسة فقام فيها الأزدي بدراسة العديد من المصنفات، للإمام الجليل العماني الخليل بن أحمد الفراهيدي وانتفع من نهجه اللغوي، حيث قام بتنفيذه بعد ذلك في مصنفه المعروف (الماء) فقد كان يشبه مؤلف الخليل بن أحمد الفراهيدي، من حيث النهج المتبع فقد قال ذلك العالم الكبير الدكتور هادي حمودي، في تحقيقه لهذا الكتاب أن الخليل بن أحمد يؤثر بشكل كبير على العالم أبو محمد الازدي، ودليل ذلك أنه يتبع اسمه دائماً بالتجليل والدعاء له بالرحمة والمغفرة.
وقد جلس الأزدي في البصرة لفترة طويلة من الوقت، وبعدها استمر في رحلاته من طلب العلم، حيث كانت العراق في وقتها تحيى في تقدم ثقافي، وحضاري وتطوى ظاهر للحضارة الإسلامية فيها، لهذا السبب كانت هي مقصد معظم علماء هذا الزمان ومن بينهم شيوخ وعلماء عمان، وقد اشتهر الإمام ابن الذهبي بحبه الكبير للعلم واجتهاده فيه، ولهذا كان يكثر من رحلاته العلمية، و من مجالس العلم المعروفة في حينها في جميع أنحاء العالم، غير مبالي بمتاعب السفر والتنقل راغبًا بذلك اكتساب العلم، ومرافقة العلماء، فبدأ رحلته من بلده الأم صحار، مرورًا بالبصرة حتى استقر بالحي الذي كان يجتمع فيه علماء عمان ويطلق عليه اسم حي الأزديين، وبعد ذلك ذهب إلى بغداد، ثم إلى فارس وبعدها للشام ثم القدس، وأيضاً أقام في الأندلس فترة من الزمن ليأخذ من علمائها ويسمع منهم.
شيوخه
لقد اشتهر الإمام الأزدي ابن الذهبي في سماعه وأخذه العلم على يد الكثير من علماء زمانه واستفاد منهم في مجالات متعددة منها الفيزياء والطب والنبات فقد سمع من كلًا من:
- الشيخ ابن سينا.
- العالم الفارسي المشهور بأبي الريحان البيروني.
- الشيخ الخليل بن أحمد الفراهيدي.
قد يهمك أيضا: سليمان بن يسار (علمه – انجازاته – مواقف من حياته)
إنجازاته في خدمة الإسلام
عند ذكر إنجازات العالم أبو محمد الأزدي التي تتعلق بالعلم، فلا يمكن أن نتجاهل مصنفه المعروف، وهو كتاب “الماء ” فإنه يعد معجمًا في الطب واللغة، فهو كتاب حقق المستوى الأول في مجاله، وقد دل هذا الكتاب على أن مؤلفه عالم كبير، متقنًا بعلمه، فقد استفاد به العلم واستفادت البشرية من هذا الكتاب حتى يومنا هذا، في مجال الطب وغيره فهو مؤلف يجمع جميع المعلومات عن مجالاته، فقد قال الدكتور هاني حسن حمودي الذي كان يحقق في هذا الكتاب (أنه كان لا يظن أن شخصًا يستطيع أن يكتب مصنفًا يجمع بين المعاني اللغوية والطبية في مؤلف واحد، في هذا الزمان بأية لغة قبل أن وجد كتاب الماء.
قد يهمك أيضا: ابو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أحد فقهاء المدينة
وفاة أبو محمد الأزدي
لقد استقر العالم ابن الذهبي في أواخر حياته في مدينة “فالنسيا” في الأندلس قديمًا، حتى توفى فيها طيب الله ثراه، وتم دفنه في عام 1064 ميلادي، وقد أورد ذلك صاعد الأندلسي في كتابه، أن العالم الأزدي قد مات في “بلنسيه” في شهر جمادى الآخرة من عام 1064 ميلادي.
وفي نهاية هذا المقال فقد ذكرنا لكم بعض المعلومات البسيطة عن الإمام العالم الطبيب الفيزيائي أبو محمد الأزدي ابن الذهبي، وكيف كانت رحلته العلمية وبدايته في طلب العلم و ما الكتاب الذي ألفه.
قد يهمك أيضا: خارجه بن زيد ( علمه وفضله – انجازاته – ثناء العلماء عليه )
المصادر: