You are currently viewing أبو عبد الله الحاكم النيسابوري كبير المحدثين

أبو عبد الله الحاكم النيسابوري كبير المحدثين

أبو عبد الله الحاكم النيسابوري هو محمد بن عبد الله بن حمدون بن نعيم بن الحكم الضبي النيسابوري، الشهير بالحاكم النيسابوري، فهو من كبار المحدثين وأيضا من أصحاب الصحاح، ومن أهم كتبه المستدرك علي الصحيحين، لذلك سوف نتعرف على قصة حياة أبو عبد الله الحاكم النيسابوري وغزارة علمه.

أبو عبد الله الحاكم النيسابوري

لقد ولد أبو عبد الله في عام 311 هجريا في مدينة نيسابور، وقد ذهب إلى العراق في عام 341 هجريا وحج وقد تجول في بلاد خراسان وما وراء النهر، وفي عام 359 هجرية قد ولي القضاء في مدينة نيسابور.

وقد لقب بالحاكم لتوليه القضاء أكثر من مره، ثم اعتزل من هذا المنصب لكي يتفرغ في للعلم والتصنيف، وتولى السفارة بين ملوك بني بويه وبين السامانيين فأحسن العمل في السفارة.

شيوخه

تعلم القراءة عن أحمد بن إسماعيل الصرام وأبي بكر محمد بن العباس بن الإمام، وأبي هيس بكار بن محمد وأبي علي النقار.

وتفقه على يد أبي سهل الصعلوكي، وبرع في فنون الحديث وكان جيد في الفقه الشافعي وتعلم من علي بن عبد الله الحكيمي و محمد بن القاسم العتكي والصحابي الحسن بن عرة.

تلاميذه

  • أبو الفتح بن أبي الفوارس.
  • أبو العلاء الواسطي.
  • محمد بن أحمد بن يعقوب.
  • أبو ذر الهروي.
  • أبو يعلى الخليلي.

غزارة علم أبو عبد الله الحاكم النيسابوري

تلقى أبو عبد الله علمه منذ كان عمره لا يتجاوز 13 عام، تلقى العلم بسبب رحلاته الكثيرة فقد ذهب إلى الحجاز واستفاد من كبار علماء الدين هناك ومن معارفهم، كما أنه رحل إلى بلاد ما وراء النهر، وظل يسافر ويسعى لتلقي العلم الغزير، ليصبح بعد ذلك من أكبر علماء المسلمين.

كما أن علمه زاد ورفع شأنه في العالم الإسلامي، وأصبح لديه شهرة واسعة فهو يملك علوم غزيرة في كافة المجالات وفي مختلف العلوم.

فقد قال عنه الحافظ ابن كثير في كتاب البداية والنهاية: فهو كان من أهل العلم والحفظ والحديث، كما أنه كان من أهل الدين والأمانة والصيانة والضبط والتجرد والورع.

مؤلفاته ومصنفاته

اشتهر أبو عبد الله الحاكم النيسابوري في التصنيف الكتب الكثيرة ومنها:

  • تاريخ نيسابور.
  • المستدرك على الصحيحين: هو كتاب جمع فيه مؤلفه الأحاديث التي استدركها على الصحيحين، وهو من أشهر الكتب المستدركة.
  • الإكليل.
  • معرفة علوم الحديث وكمية أجناسه.
  • تراجم الشيوخ.
  • فضائل الشافعي.
  • المدخل في أصول الحديث.

تصنيفه للصحابة

قام الحاكم النيسابوري بتصنيف الصحابة إلى اثني عشرة درجة:

  • قوم بإسلامهم مع الخلفاء الأربعة.
  • الصحابة الذين أسلموا قبل تشاور أهل مكة في دار الندوة.
  • مهاجرين الحبشة.
  • أصحاب العقبة الأولى.
  • أصحاب العقبة الثانية وهؤلاء أكثرهم من الأنصار.
  • أول المهاجرين الذين رحلوا إلى النبي صلي الله عليه وسلم بقباء قبل أن يدخل المدينة.
  • أهل بدر.
  • الذين سافروا بين بدر والحديبية.
  • أهل بيعة الرضوان في الحديبية.
  • من هاجر بين الحديبية وفتح مكة مثل: خالد بن الوليد وعمرو بن العاص.
  • القوم الذين أسلموا بعد فتح مكة.
  • الأطفال الذين رأوا النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح في حجة الوداع.

إنجازاته في خدمة الإسلام

أبو عبد الله قدم الكثير للإسلام والمسلمين، فهو لديه قدرة كبيرة على حفظ الأحاديث كما أنه تتلمذ على يد كبار العلماء، كما تتلمذ على يده من أصبحوا فيما بعد كبار علماء أفادوا المسلمين، كما أنه يمتلك عقل حكيم.

بجانب أنه فقيه وبسبب عقله الحكيم لقب أبو عبد الله بالحاكم بسبب توليه لمنصب القاضي لأكثر من مرة، لكنه بعد مرور سنوات عديدة اعتزل هذا المنصب لكي يتفرغ للعلم، كما أنه تعين في السفارة بين الملوك وكان بين السامانيين وقد أحسن بالفعل في السفارة.

قد يهمك أيضا: خارجه بن زيد ( علمه وفضله – انجازاته – ثناء العلماء عليه )

أقوال علماء المسلمين عنه

  • قال أبو حازم عمر بن أحمد العبدي الحافظ: لقد سمع الحاكم أبا عبد الله إمام أهل الحديث في عصره يقول: شربت ماء زمزم، وسألت الله أن يرزقني حسن التصنيف.
  • قال أبو حازم: أقمت عند أبي عبد الله العصمي ما يقرب من ثلاث سنين، ولم أر في جملة مشايخنا أتقن منه ولا أكثر تنقيرا، كما أنه كان إذا أشكل عليه شيء، أمرني أن أكتب إلى الحاكم أبي عبد الله، فإذا ورد جواب كتابه، حكم به وقطع بقوله.
  • كما قال ابن طاهر: لقد سألت سعد بن علي الحافظ عن أربعة تعاصروا: أيهم أحفظ ؟ قال: من ؟ قلت: الدار قطني، وعبد الغني، وابن مندة، والحاكم، فقال: أما الدار قطني فأعلمهم بالعلل، وأما عبد الغني فأعلمهم بالأنساب، وأما ابن مندة فأكثرهم حديثا مع معرفة تامة، وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفا.
  • وقال أيضا الذهبي رحمه الله في (العبر في خبر من غبر): النيسابوري، الحافظ الكبير قرأ القراءات على جماعة، وبرع في معرفة الحديث وفنونه، وصنف التصانيف الكثيرة، وانتهت إليه رئاسة الفن بخراسان، لا بل في الدنيا.
  • وقال ابن الجزري في كتابه القيم (غاية النهاية في طبقات القراء): كان إماماً ثقة صدوقاً إلا أن في مستدركه أحاديث ضعيفة.
  • وقال عمر كحالة في معجم المؤلفين: محدث، حافظ و مؤرخ.

اتهام أبو عبد الله الحاكم النيسابوري بالتشيع ودفاع العلماء عنه

لقد اتهم الناس الحاكم بالتشيع لحبه لآل بيت النبي صلي الله عليه وسلم، وأيضا محاولة الدفاع عنه والعمل علي تصحيح بعض الأحاديث التي ترتبط بهم وكان هذا إتهام باطل ليس له أي أساس من الصحة وقد رد علي هذا الاتهام الكثير من العلماء منهم.

حيث قال الإمام عن ذلك: أنه يذهب إلي تقديم علي من غير أن تقوم بالطعن في واحد من الصحابة رضي الله عنهم، فقد نظرنا فإذا الرجل محدث لا يختلف في ذلك، وهذه هي العقيدة بعيدة على محدث فإن التشيع فيها ناد، وإن وجد في عدد أفراد قليلة جدًا.

ومن ثم أخذنا نظره عن المشايخ الذي تعلم منهم وكانت لهم بهم خصوصية فوجدناهم من كبار أهل السنة والدين، ومن المتصلبة في عقيدة أبي الحسن الأشعري الشيخ أبي بكر بن إسحاق الصبغي، والأستاذ أبي بكر بن فورك، والأستاذ أبي سهل الصعلوكي.

فمن يجلس معهم حيث يتم النقاش في أمور الدين والبحث ويتكلم معهم في أصول الديانات، حين تلقى نظره علي تراجم أهل السنه في تاريخه، نرى أنه يعطيهم حقهم في الثناء والإعظام، والدليل علي ذلك النظر إلى ترجمة أبي سهل الصعلوكي، وأبي بكر بن إسحاق.

كان في كتابه لا يظهر فيها شيء من الغمز على عقائدهم، وكان لا يوجد أي مؤرخ في كتابته لا يخلو من الغمز في العقائد ممن يحيد عنها سنه الله في المؤرخين، و عادته في النقلة ولا حول ولا قوة إلا بحبله المتين.

كما رأينا الحافظ الثبت أبو القاسم بن عساكر أثبته في عدد من الأشعريين الذين كانوا يبدعون في أل التشيع يبرؤن إلي الله منهم، فحصل لنا الخوف فيما ألقى به هذا الرجل على الجملة.

قد يهمك أيضا: سعيد بن المسيب ( نسبه – طلبه للعلم -انجازاته – وفاته)

وفاته

لقد توفي في نيسابور في 3 من صفر عام 405 هجرية، 2 أغسطس 1014 م، كان عمره أربع وثمانين سنة.

قد قال الذهبي: روى أبو موسى المديني: أن الحاكم دخل الحمام، فاغتسل، وخرجـ وقال: آه.

وقبضت روحه وهو متزر لم يلبس قميصه بعد، تم دفنه بعد العصر يوم الأربعاء، وصلى عليه القاضي أبو بكر الحيري.

قال الحسن بن أشعث القرشي: لقد رأيت الحاكم في المنام على فرس في هيئة حسنة وهو يقول: النجاة، فقلت له: أيها الحاكم ! في ماذا ؟ قال: في كتابة الحديث.

قد يهمك أيضا: ابو سلمه بن عبد الرحمن بن عوف

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

اترك تعليقاً