You are currently viewing جمال الدين القاسمي ونبذه عن سيرته الطيبة

جمال الدين القاسمي ونبذه عن سيرته الطيبة

جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم الحلاق القاسمي ولد عام 1283 هجرية، ويعتبر من أهم رواد النهضة الدينية الحديثة ببلاد الشام، كما يعد جمال الدين القاسمي من أهم رجال الدين في الإسلام في القرن الرابع عشر الهجري، ولديه الكثير من المؤلفات التي انتفع بها الكثير من بعدها من طلاب العلم والعلماء، لذلك سوف نتعرف بالتفصيل عن جمال الدين القاسمي .

جمال الدين القاسمي

هو أبو الفرج محمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم صالح بن إسماعيل بن أبي بكر القاسمي الكيلاني الحسني الدمشقي، هو يعتبر من أحفاد الشيخ عبد القادر الجيلاني ومن سلالة الحسن السبط، والده هو الشيخ محمد سعيد القاسمي من أهم شيوخ العلم في دمشق.

كما يمتلك جمال الدين القاسمي عزيمة كبيرة وقوة من أجل طلب العلم وأيضا مطالعة الكتب، كما كان حريص على أوقاته ويقوم باستغلاله بطريقة صحيحة، فلا يضيع منه شيئا لذلك حافظ عليه وقد مكنه ذلك من الاطلاع على كمية كبيرة من الكتب، وكان يقول دائما يقول( المكسال شيخ شبابه، لأن دقيقة البطالة أطول من ساعة العمل).

مذهبه وعقيدته

لقد نشأ جمال  الدين القاسمي على المذهب الفقهي الشافعي وكان يتعبد الله، وكان يدعو القاسمي إلى الاجتهاد والابتعاد عن التقليد الأعمى.

قال الشيخ محمد بن سامي منياوي في رسالته: جهود ومنهج الشيخ جمال الدين القاسمي رحمه الله في الدعوة إلى الله تعالى، وأن آراء القاسمي كانت تميل إلى الشافعي وتنصره في الكثير من الأوقات إذا كان يملك الدليل.

وقال الشيخ منياوي عنه كان في أخر حياته قد بدأ في الاجتهاد في الفقه والبحث عن الأدلة، وأن عقيدته كانت أهل الأثر وذلك ظاهر في الكثير من المؤلفات، ظهر ذلك في تفسير” قوله تعالى: أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ : [الملك: 16].

شيوخه

لقد تعلم القاسمي الكثير من العلوم من المشايخ منهم:

  • الشيخ سليم العطار الذي قرأ عليه ابن عقيل و جمع الجوامع وحضر له دروس عن صحيح البخاري.
  • الشيخ بكري العطار
  • الشيخ محمد الخاني
  •  أبيه الشيخ محمد سعيد القاسمي.
  • وكان يذهب إلى دروس الشيخ عبد الرزاق البيطار الذي كان يعبر من المجددين المذهب في بلاد الشام وقد تعلم الناس منه الكثير، ولكن جميع أساتذة يقولون عنه أنه شخص ذكي ويتوقعون له مستقبل مشرق وجيد، وكان يتوقعون له أنه سوف يحقق النهضة في العالم.

تلاميذه

لقد تعلم منه الكثيرون الذين كانوا يرون فيه انه أحد أركان العلم في دمشق ومنهم:

  • الشيخ محمد جميل الشطي
  • الشيخ محمد بهجة البيطار
  • والشيخ عز الدين علم الدين
  • الشيخ حامد التقي
  • توفيق البزرة
  • احمد قشلان
  • محمود العطار
  • جودة المارديني.

رحلاته حول العالم

جعلته الدولة السورية يتنقل بين القرى والبلدات حتي يلقي علي الناس الدروس وظل يفعل هذا لمدة أربع سنوات، وبعد ذلك زار المدينة المنورة والمسجد الأقصى في القدس وذهب إلى مصر مرتين.

كما أنه انتقل إلى العديد من الدول العربية الأخرى، وعندما عاد إلى سوريا أتهم وهو ومجموعة من الأشخاص بعمل مذهب جديد يسمى مذهب الجمالي، وتم سجنه عام 1313 هجريا بحادثة تسمي بحادثة المجاهدين ومن ثم ثبتت براءته بعد فترة بسيطة.

كان القاسمي يلقي الدروس وكان يذهب إلى مسجده جامع السنانية في دمشق القديمة حيث يلقي الدروس على الناس في التفسير والعلوم الشريعة.

صفات جمال الدين القاسمي

لقد اتصف القاسمي بأنه من العلماء الأذكياء وكان لسانه فصيح جدا كما كان محب لأخواته، وكان يحرص علي أن يستفيد منه الناس بأكبر قدر ممكن من المعلومات وكان لا يتعب من الكلام في الأمور الدينية

وكان يحث في تلاميذه أنهم يجب عليهم أن يعتمدوا على أنفسهم والابتعاد عن الظلم والظالمين وعدم الوقوف بجانب الطغاة، وكان يستشهد بقول ابن تيمية أنه عرض عليه الحاكم منصب قاضى عسكر براتب كبير فرفض ذلك العرض خوفا من أن يكون عبد لهذا المنصب.

ومن صفاته أيضا عفة اللسان وسعة صدره الكبيرة وكان بشوش الوجه مبتسما دائما، وقد كتب عنه ولده ظافر القاسمي وقال لقد كان القاسمي عفيف اللسان والقلم، لم يتعرض بالأذى لأحد من خصومه، سواء أن كان ذلك في دروسه الخاصة أو العامة، أو في مجالسه وندواته.

وكانت له طريقته في مناقشة خصومه، لم يعرف أهدأ منها ولا أجمل من صبره، وكثيراً ما قصده بعض المتقدمين في داره، لا مستفيداً ولا مستوضحاً ولا مناقشاً  بل محرجاً، فكان يستقبلهم بصدره الواسع وعلمه العميق، فلا يخرج المقتحم من داره إلا وقد أفحم وامتلأ إعجاباً وتقديراً.

وكان القاسمي إماما وخطيب في دمشق وكان يلقي الكثير من الدروس في اليوم الواحد لعامة الناس والخاصة، وكان يأمر بالمعروف والابتعاد عن المنكر وكان يدعو الناس إلى الاصلاح وينصح الناس ويذكرهم بدينهم، وكان يحب النقاش والحوار مع الناس.

ويقف أمام البدع والباطل والخرافات، وكان لا يحب الانحرافات واضلال الناس عن الدين، ويحب المشاركة الاجتماعية، ولقبه محمد رشيد رضا بعلامة الشام.

غزارة علم جمال الدين القاسمي

اشتهر جمال الدين القاسمي بعلمه في الكثير من المجلات والصحف وله الكثير من المصنفات التي تتناول الدين من جميع جوانبه، العقيدة والحديث والتفسير والفقه والتاريخ والأخلاق وقد وصلت عدد مصنفاته المائة وعشر مصنف، وذلك بسبب سفره الكثير إلى عدة دول عربية وإسلامية.

مؤلفاته

ومن أهم كتبه كتاب محاسن التأويل ويتكون من اثنا عشر مجلدا في تفسير القرآن.

ومن كتبه أيضا دلائل التوحيد و ديوان خطب و الفتوى في الإسلام و شرح لقطة العجلان، و نقد النصائح الكافية و إرشاد الخلق إلى العمل بالبرق و مذاهب الأعراب وفلاسفة الإسلام في الجن.

ومن كتبه أيضا شرف الأسباط وتنبيه الطالب إلى معرفة الفرض والواجب و جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب و اصلاح المساجد من البدع والعوائد.

إنجازاته في خدمة الإسلام

جمال الدين القاسمي قدم الكثير للإسلام والمسلمين، فكان يمتلك القاسمي علم غزير وهذا ما استخدمه لينير عقول الناس ويمدهم بالعلم في كافة مجالات الدين الإسلامي، فهو كان يدرس في مدارس كثيرة ليتعلم منه عدد كبير من الأشخاص والشباب، فهو عالم كبير في الفقه والحديث وأيضا التاريخ.

منهج جمال الدين القاسمي في التأليف

كان يعتمد جمال الدين القاسمي في تصنيفاته على الجمع والنقل وكان يعتمد علي أسلوب سليم حتي يصل الي الناس الفكرة سريعا بسهولة، وكان يتناول كل أبواب عصره في العلوم الدينية.

وظهر هذا في كتبه كلها وخصوصا كتابه في مصطلح الحديث وكان ظاهرا دعوته الاصلاحية التي قضي يدافع عنها وينشرها ويدعو إليها.

قد يهمك أيضا: ابان بن عثمان (علمه – حياته – انجازاته – مرضه ووفاته)

أقوال علماء المسلمين عنه

في وقت ظهور القاسمي كان الأمة الإسلامية تتعرض لضغط كبير جدا حيث وقعت معظم بلاد الشام تحت الاحتلال الصليبي، ولذلك في هذا الوقت بدأ يظهر عدم اهتمام بالعلم والعلماء لأن الناس كانت منشغلة في الأحداث التي في بلادهم.

لكن كل هذا لم يمنع الناس من الثناء على الإمام القاسمي حيث قالوا:

  • قال عنه أمير البيان شكيب أرسلان: وإني لأوصي جميع الناشئة الإسلامية التي تريد أن تفهم الشرع فهمًا ترتاح إليه ضمائرها، وتنعقد عليه خناصرها، ألاَّ تقدم شيئًا على قراءة تصانيف المرحوم الشيخ جمال القاسمي.
  • قال عنه الشيخ محمد رشيد رضا: هو علامة الشام، ونادرة الأيام، والمجدد لعلوم الإسلام، محيي السنة بالعلم والعمل، والتعليم والتهذيب والتأليف، وأحد حلقات الاتصال بين هدي السلف.

قد يهمك أيضا: عروة بن الزبير (علمه – مواقف من حياته – انجازاته – وفاته)

وفاة جمال الدين القاسمي

توفي القاسمي عام ألف وثلاثمائة واثنين وثلاثين هجرية، ودفن في دمشق وقد رزق بثلاثة من أبناء وأربعة من البنات، ولقد ورث الكثير إلي تلاميذة وأخواته منهم: رشيد رضا ومحمود الألوسي أخوه صلاح الدين القاسمي و خير الدين الزركلي وجرجي الحداد وآخرين.

قد يهمك أيضا: سليمان بن يسار (علمه – انجازاته – مواقف من حياته)

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

مصدر 5

تفسير القاسمي

اترك تعليقاً