يعتبر أبو أحمد بن عدي واحداً من أجل العلماء والمفكرين إذ قدم للدين الإسلامي الكثير من العلم والأدب فأبدع في تقديمة وخلال هذه المقالة سنعرض لكم نبذة عن حياته وعلمه ونشأته وقول العلماء في أعماله الجليلة وبعض الإنجازات التي قدمها للدين الاسلامي.
ابو احمد بن عدي
هو الإمام والمحدث وصاحب التصانيف عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن مبارك، كما نسبه الذهبي في (تذكرة الحفاظ)، و قيل أن اسم أبيه عدي في (التذكرة)،والكثير من المصنفات الأخري التي تتحدث في سيرة العلماء، كان يكني بأبي أحمد، و هو من “جرجان” فنسب إليها فكان يقال له: الجرجاني؛ و اشتهر بابن عدي، وبابن القطان.
مولده ونشأته
ولد أبو أحمد بن عدي بجرجان سنة 890 ونشأ أبو أحمد بن عدي نشأة دينية خالصة بدأ سماع الحديث صغيراً فرحل في طلبه ما بين سمرقند والإسكندرية المصرية ، وقد كانت أول رحلاته في طلب العلم سنة سبع وتسعين ومائتين و كان عمره وقتها عشرون سنة فقط، كما تربي منذ حداثته علي كلمة العلم والدين فأحب العلوم وشغف بها ولازم العلماء والمحدثين فكتب عنهم العلم والحديث، ولم تقتصر دراسته على علم الحديث فقط منذ نشأته بل امتدت لتشمل كافة العلوم الدينية حيث حفظ القرآن الكريم وتدبر تفسيره وأخذ عن مشايخه الكثير من الفقه والتوحيد فكان طالباً إسلامياً شاملاً، لكنه أحب الحديث بشغف خالص فتخصص في روايته حيث سمع من كثير من المحدثين وروي عنهم الكثير من الأحاديث بعدما حفظها إذ كان معروف عنه الحفظ والتدبر والنباهة وظهر كل ذلك في أعماله الجليلة والعظيمة التي قدمها للدين الإسلامي.
علم ابو احمد بن عدي
كان أبو أحمد بن عدي واحداً من أكثر العلماء في الدين شمولاً ، إذ جمع في علمه الكثير من الصفات التي قل أن يتحلي بها أحدهم، حيث تعلم أبو أحمد بن عدي الكثير من العلم منذ نشأته فتعلم الحديث وحفظ الكثير منه علي مدار حياته كما تعلم أبو أحمد بن عدي التفسير فعرف حق كلمة القرآن الكريم وتدبر معانيها بدقة وإخلاص، وبرع أبو أحمد بن عدي في دراسة الفقه فكان فقيهاً عظيماً وكانت له الكثير من الجلسات الذي كان يعقدها وكان يعلم فيها تلاميذه الكثير من القيم، ولم تقتصر شخصية أبو أحمد بن عدي علي كونها شخصية علمية بل كان معروف عنه أيضاً حسن الخلق والإخلاص في طلب العلم والاجتهاد في طلبه فكان نعم عالماً وفقيهاً وإماماً ومحدثاً.
أقوال العلماء فيه
كانت إنجازات أبو أحمد بن عدي جديرة بالثناء والإخلاص فيه، فقد قال فيه العلماء الكثير من كلمات المحبة والثناء نظراً لما قدمه من إنجازات حقيقية للدين الإسلامي عامة ولعلم الحديث خاصة، ومن بعض هؤلاء العلماء الذين أثنوا عليه وقالوا فيه كلماتهم:
- قال فيه حمزة السهمي : لقد كان ابن عدي حافظا متقنا ، فلم يكن أحد مثله في زمانه، فقد تفرد برواية الكثير من الأحاديث ووهب منها لابنيه أبي زرعة وعدي فتفردا عنها به
- وقال عنه أبو يعلى الخليلي : لقد كان أبو أحمد متفرداً بحفظا وجلالة نادرة، فحين سألت عبد الله بن محمد الحافظ عنه، فقال : إن زر قميص ابن عدي أكثر حفظاً من عبد الباقي بن قانع
- وقال فيه الخليلي : لقد سمعت أحمد بن أبي مسلم الحافظ يقول يوماً ما : إني لم أر في حياتي أحداً مثل أبي أحمد بن عدي في الحفظ فكيف فوقه في الحفظ؟! وكان أحمد هذا قد لقي أبا أحمد الحاكم والطبراني، وقال لي يوماً : لقد كان حفظ هؤلاء تكلفاً، و كان حفظ ابن عدي حقيقياً مخلصاً حيث زاد معجمه على ألف شيخ ومحدث.
- وقد قال عنه أبو الوليد الباجي : إن ابن عدي حافظاً لا بأس به.
إنجازاته في خدمة الإسلام
قدم أبو أحمد الحاكم العديد من الإنجازات في خدمة الدين الإسلامي إذ تعتبر روايته للحديث النبوي الشريف هي أعظم ما قدمه من إنجاز مهم فعلمه بالمتن والسند قد خدم الحديث النبوي الشريف وكان معياراً لصحة ما ينقل من حديث، بالإضافة إلي ذلك فقد قدم أبو أحمد الحاكم العديد من المصنفات والمؤلفات الثمينة والتى لازالت تفيد كل مجتهد في طلب العلم الديني عامةً وعلم الحديث خاصة لما فيها من أصول ومعايير سليمة، كما قدم أبو أحمد الحاكم للإسلام أيضاً الكثير من العلماء والفقهاء والمحدثين الذين خدموا هم أيضاً صحيح الدين لما قدموه من علم غزير، حيث تعلم منه طلابه عدم نقل الحديث إلا الصحيح منه، فكان نعم محدثاً وإماماً ومعلماً.
كان أبو أحمد بن عدي واحداً من أكثر رواة الحديث النبوي الشريف إخلاصاً للحديث وحباً له، إذ كان من محدثي الثقة فحظي بإعجاب وحب شديد من العلماء كافة إذ روي أحمد بن عدي الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة وقطع الشك باليقين في الكثير من الأحاديث النبوية الأخري، كما كان أحمد بن عدي من أصحاب الأدب والتصانيف فقدم الكثير من المؤلفات التي لازالت تفيد الإسلام والمسلمين إلي يومنا هذا، فقد كان أحمد بن عدي ممن قل أن يجود الزمان بمثلهم فكان مثالاً لرجل العلم والدين المخلص لكليهما وظهر ذلك واضحاً فيما قدمه للإسلام من علم جليل وأدب عظيم، فصنع لنفسه اسماً بين المحدثين وكتاب التصانيف وكانت هذه هي أبرز إنجازاته المهمة بل العظيمة والذي قدمها للدين الإسلامي فأفاد بها المجتهدين في طلب العلم والمسلمين كافة.
مؤلفات ابو احمد بن عدي
ترك أبو أحمد بن عدي إرثاً كبيراً من المؤلفات في كافة العلوم الدينية وخاصة علم الحديث، فكان أحمد بن عدي من أصحاب التصانيف، كما كتب أبو أحمد بن عدي أيضاً في الفقه وكافة العلوم الدينية ومن بعض مؤلفاته العظيمة والجليلة الذي تركها في الدين والحديث:
- الكامل في ضعفاء الرجال
- التراجم الساقطة من الكامل
- من روى عنهم البخاري في الصحيح
بعض شيوخه
تعلم أبو أحمد بن عدي علي يد الكثير من المحدثين فأخذ عنهم العلم والفقه كما كتب عنهم الحديث منذ صغره، ولازمهم أحمد بن عدي خلال مرحلة تعلمه العلم وما بعدها وأخذ عنهم الكثير من الصفات الحسنة التي امتاز بها وهي حب العلم والإخلاص في طلبه وحب الدين والإخلاص له والتدبر في الحديث ورواية الأحاديث الصحيحة والموثوق منها، ومن بعض هؤلاء الذين أثروا في شخصية أحمد بن عدي الدينية وتكوينها:
- محمد بن عثمان بن أبي سويد
- ومحمد بن يحيى المروزي
- أبي خليفة الجمحي
- الحسن بن سفيان
- أبي عبد الرحمن النسائي
- وعمران بن مجاشع
قد يهمك أيضا: سعيد بن المسيب ( نسبه – طلبه للعلم -انجازاته – وفاته)
بعض تلاميذه
وكما تعلم أحمد بن عدي علي يد الكثير من العلماء والفقهاء، فقد علم الكثير من المحدثين أيضاً وأثر في تكوينهم الديني فجعل منهم الفقهاء والأدباء والمحدثين إذ روي الكثير من تلاميذه عنه الحديث وكما لازم هو شيوخه وعلماؤه فقد لازمه تلاميذه وكتبوا عنه كثيراً، وأخذوا عنه العلم والكثير من الصفات الحميدة كالصدق والإخلاص والحكمة وحب العلم، ومن بعض هؤلاء الذين أخذوا عنه العلم والمعرفة والتدين:
- أحمد بن محمد الماليني
- حمزة بن يوسف السهمي
- أحمد بن محمد الخراساني
- أحمد بن علي الدامغاني
- عبد الملك بن أحمد الإستراباذي
- محمد بن يحيى الكرماني
قد يهمك أيضا: ابو سلمه بن عبد الرحمن بن عوف
وفاته
توفي الإمام الحافظ أبو أحمد بن عدي – رحمه الله – في شهر جمادى الآخرة سنة خمس وستين وثلاثمائة في “جرجان ” حيث ولد وعاش، تاركاً خلفه إرثاً إسلامياً جليلاً قل من قدمه من أمثاله.
قد يهمك أيضا: سالم بن عبدالله بن عمر (علمه – انجازاته في خدمة الإسلام)
المصادر:
سير أعلام النبلاء
