يعتبر أبو إسحاق المستملي واحداً من حلقات العلماء الذين كونوا سلسلة الحديث النبوي الشريف ورووه ليظل باقياً إلى يومنا هذا، فيعتبر أبو اسحاق المستملي واحداً من أبرز العلماء والفقهاء والمحدثين الذين قدموا الكثير للدين الإسلامي خلال حياتهم، وخلال هذه المقالة سنتعرف علي شخصيته وحياته وبعض مما قدم للإسلام من إنجازات.
ابو اسحاق المستملي
هو الإمام والمحدث إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن داود، كان مشهوراً ب إبراهيم بن أحمد المستملي ويكني بأبي إسحاق المستملي بضم الميم وسكون السين وفتح التاء وذلك نسبة إلى الاستملاء، فقد كان مستمليًا على أبي بكر عبد الله بن محمد بن علي الطرخاني، وقد كان ينسب بالبلخي نسبة لمدينة بلخ حيث عاش، كان من الأئمة والمحدثين العظام والذين قل أن يجود الزمان بمثلهم ومحدثاً حافظاً متقناً بارعاً فحصل علي رتبة ثقة.
مولده ونشأته
ولد ابراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن داود والشهير بأبي اسحاق المستملي عام 376 ببلخ وهي إحدي مدن أفغانستان ونشأ نشأة دينية سليمة حيث برع في تعلم الحديث النبوي الشريف فكتب عن كثير من المحدثين كما حضر دروس الفقه فتعلمه، حيث تعلم أبو اسحاق المستملي علي يد الكثير من الفقهاء والمحدثين واستفاد منهم فائدة عظيمة، إذ أخذ منهم علماً وفيراً فأبحر في بحر العلم وتعلم منهم الحديث والفقه والتفسير، وكان أبو إسحاق المستملي محباً لشيوخه ملازماً لهم فتعلم منهم الكثير من الآداب في طلب العلم.
بالإضافة إلي تعلم العلم نفسه فكان ممن أخلصوا للعلم وقدروه، فكان أبو اسحاق المستملي منذ نشأته محباً للعم وراغباً فيه وظهر ذلك فيما روي من حديث نبوي شريف بدأ في كتابته منذ حداثته، كما حفظ أبو اسحاق المستملي القرآن الكريم صغيراً وقد أعطاه ذلك فرصة لتدبر معانيه وأحكامه طوال حياته ونقل الأحاديث النبوية الشريفة فكانت نعم النشأة الدينية الخالصة، وكانت بلخ أيضاً وأفغانستان عامة في ذاك الوقت منارة للعلوم الدينية وهي المدينة العظمي بخراسان، ويقال أيضاً: أنها كانت وسط خراسان، وهو راوي «الصحيح» عن الفَرَبْريّ عن البُخارِيّ
علم ابو اسحاق المستملي
لقد كان أبو اسحاق المستملي من أبرز من تعلموا العلم فأحسنوا تعلمه إذ كتب الحديث النبوي الشريف عن كثير من الأئمة والفقهاء منذ حداثته فقد بدأ سماع الحديث الصحيح في سنة أربع عشرة وثلاثمائة، فأخذ كثير من الأحاديث النبوية الشريفة عن الفقهاء الذين سمعهم فأحسن السمع والكتابة عنهم وتعلم أبو اسحاق المستملي التفسير أيضاً فجالس الكثير من مفسري القرآن الكريم وسمع لهم في خطب عديدة، وبالإضافة إلي ذلك فقد تعلم أبو إسحاق المستملي الفقه وجالس الكثير من فقهاء عصره فكانمن الذين درسوا العلم الديني وألموا بكافة علوم الدين الإسلامي وكتب في الرجال والحديث فكان من العلماء الأجلاء والمحدثين الحفاظ.
أقوال العلماء فيه
قال الكثير من العلماء في شخصية أبو إسحاق المستملي الكثير من الأقاويل فبعضهم مدحه وأثني عليه وبلغ بأنه كان حافظاً متقناً، والبعض الأخر قال أنه كان مجهول الحال فلم تعرف ماهيته، وبالرغم من كل ما قيل في شخصية أبو إسحاق المستملي فقد كان واحداً ممن اعتمد عليهم في نقل الحديث النبوي الشريف وكان أيضاً ثناء العلماء عليه والإعتراف بفضله في الحديث ونقله وروايته هو الغالب، ومن بعض ما قيل في شخصية أبو اسحاق المستملي:
- قال فيه أبو الوليد الباجي: ” لقد كان المحدث أبو إسحاق المُسْتَمْلِيّ ثقة مشهوراً “
- وقال أبو ذر الهروي عنه: ” لقد كان أبو إسحاق المستملي من الثقات المتقنين بمدينة بلخ، حيث طوف وسمع
- وقال عنه أبو بكر الإسماعيلي : ” إن شخصية أبو إسحاق المستملي مجهولة بالنسبة لي “
- وقد قال عبد الحي بن العماد الحنبلي فيه : ” لقد خرج أبو إسحاق المستملي لنفسه معجما، وحدث بصحيح البخاري مرات عديدة فقد كان ثقة صاحب حديث وكان من المتقنين في رواية الحديث النبوي الشريف “
إنجازاته في خدمة الإسلام
لأبي إسحاق المستملي العديد من الإنجازات في خدمة الدين الإسلامي حيث أخرج لنفسه معجماً في الحديث كما قال عنه أبو ذر وكانت هذه هي كبري إنجازاته في خدمة الإسلام، وبالإضافة إلي ذلك فقد روي أبو إسحاق المستملي الكثير من الأحاديث النبوية الصحيحة والتي لا تزال تذكر حتي يومنا هذا، فكان أكبر إنجازاً لأبي إسحاق المستملي في الإسلام أيضاً أنه ساهم في إحياء وبقاء الحديث النبوي الشريف قائماً مذكوراً متردداً إلي يومنا هذا، وبالإضافة إلي ذلك فقد كان له من الخدمات الجليلة في الدين مالا يعد ولا يحصي.
وخاصة في التدريس فقد علم الكثير من تلاميذه علم الحديث وكما روي هو عن غيره فقد روي الكثير من تلاميذه عنه وقد ساهم ذلك أيضاً علي بقاء الحديث النبوي الشريف قائماً مذكوراً إلي يومنا هذا فكان من الشيوخ والعلماء الذي أنعم الله علي الإسلام والمسلمين بهم، وبالإضافه إلى ذلك فقد كان أبو إسحاق المستملي واحداً من أصحاب المصنفات حيث تقول مصادر عدة أنه كتب الكثير من التصانيف في علم الرجال وعلم الحديث ولكن وبالرغم من ذلك إلى أن هذه التصانيف بأكملها اندثرت ولم تعد معلومة إلى يومنا هذا، ولكن هذا لم يقلل ابدا من شأن أبو إسحاق المستملي خيس وظلت أعماله و إنجازاته في الإسلام خالدة إلى يومنا هذا وسيرته الحسنة باقية في ما رواه من حديث نبوي شريف.
بعض شيوخه
تعلم أبو اسحاق المستملي علي يد الكثير من الفقهاء والمحدثين واستفاد منهم فائدة عظيمة، إذ أخذ منهم علماً وفيراً فأبحر في بحر العلم وتعلم منهم الحديث والفقه والتفسير، وكان أبو إسحاق المستملي محباً لشيوخه ملازماً لهم فتعلم منهم الكثير من الآداب في طلب العلم بالإضافة إلي تعلم العلم نفسه فكان ممن أخلصوا للعلم وقدروه، ومن أبرز المشايخ والعلماء الذين ساهموا في تكوين شخصية أبو إسحاق المستملي الدينية أو روي عنهم الحديث النبوي الشريف:
- أحمد بن محمد بن أحمد بن سهل بن عبد الرحمن الحداد
- محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح بن محمد الترمذي
- محمد بن عقيل بن الأزهر بن عقيل
- يحيى بن أحمد بن موسى
- حسن بن عبد العزيز بن الوزير بن ضابيء الجروي
- علي بن حسن بن شقيق بن دينار بن مشعب
والكثير من آخرون تعلموا العلم علي يديه ورووا عنه الحديث النبوي الشريف.
قد يهمك أيضا: ابو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أحد فقهاء المدينة
بعض تلاميذه
وكما تعلم أبو إسحاق المستملي علي يد الكثير من الأئمة والعلماء والفقهاء فإنه قد أثر كذلك في الكثير من تلاميذه فعلمهم العلم النافع وهو العلم الديني وعرفهم بالحديث وآدابه فرووا عنه الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة وساهموا في اكتمال حلقة رواية الحديث النبوي الشريف ليظل حياً حتي وإن ماتوا، ومن بعض هؤلاء الذين تأثروا بشخصية أبو إسحاق المستملي الدينية وأخذوا عنها حق العلم والمعرفة أو رووا عنه الحديث النبوي الشريف:
- عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة
- محمد بن عبد الله بن سليمان
- عبد الله بن أحمد بن محمد الحافظ
- عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن مسافر
- عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن أسيد
قد يهمك أيضا: خارجه بن زيد ( علمه وفضله – انجازاته – ثناء العلماء عليه )
وفاة ابو اسحاق المستملي
توفي أبو إسحاق المستملي سنة ست وسبعين وثلاثمائة وترك علمه يستفاد به إلي يومنا هذا ولازال اسمه يذكر حتي الأن في علم الحديث وروايته، كما لازال اسمه يذكر في علم الرجال إلي يومنا هذا فمات رحمة الله عليه وبقي علمه.
قد يهمك أيضا: سعيد بن المسيب ( نسبه – طلبه للعلم -انجازاته – وفاته)
المصادر:
سير إعلام النبلاء
