You are currently viewing أبو نعيم الأصبهاني وغزارة علمه

أبو نعيم الأصبهاني وغزارة علمه

أبو نعيم الأصبهاني هو الحافظ الرحالة شيخ المحدثين في وقته، صاحب طبقات الأصفياء، وحلية الأولياء، كان يقول عنه أهل الحديث في زمانه (بقى الحافظ أبو نعيم أربعة عشر سنة بلا نظير، لا يوجد غربًا، ولا شرقًا، أعلى في الإسناد منه، ولا أعلى في الحفظ منه)، وسوف نتعرف معكم اليوم في هذا المقال على هذه الشخصية الجليلة بالتفصيل.

أبو نعيم الأصبهاني

هو أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن مهران بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني، أول جد أسلم من جدوده هو مهران، كان مولى لعبد الله بن معاوية بن جعفر بن أبي طالب.

نسبته وكنيته

لقد اشتهر بالأصبهاني، نسبة إلى أصبهان، وكنيته الذي عرف بها أبو نعيم.

نشأته ومولده

لقد ولد أبو نعيم في شهر رجب من العام 336 من الهجرة الموافق 948 ميلادي.

نشأ في مدينة أصبهان في  بيت علم وفضل فظهر ذلك عليه، فمنذ أن كان صغيراً جعله أباه يتلقى العلم على يد عدد كبير من المشايخ والمحدثين في وقته، فإن والده كان يحب العلم ويهتم به، وكان محدثًا وعالمًا، قال عنه الذهبي (الحافظ الإمام ) وقال أيضاً أنه (أنه كان صدوقًا عالمًا، بكر بولده وجعله يسمع من الكبار).

علم أبو نعيم الأصبهاني

استجاز له والده جماعة من كبار العلماء فأجاز له في الشام خيثمة بن سليمان بن حيدرة، وفي نيسابور أبو العباس الأصم، وفي واسط عبد الله بن عمر بن شوذب، وفي بغداد أبو سهل بن زياد القطان وجعفر بن محمد بن نصير الخلدي وغيرهم.

وكانت أصبهان التي نشأ فيها مركزًا للعلم تجمع فيها الكثير من العلماء سواء كانوا يعيشون فيها أو قاموا برحلات لها، فقد قال ياقوت الحموي (وقد خرج من أصبهان من العلماء والأئمة في كل فن ما لم يخرج من مدينة من المدن وعلى الخصوص علو الإسناد، فإن أعمار أهلها تطول ولهم في ذلك عناية وافرة بسماع الحديث وبها من الحفاظ خلق لا يحصون).

وقال الإمام الذهبي أن كثير من المشايخ أجازو لأبي نعيم الأصبهاني في عام 342 من الهجرة وكان عمره حينها ست سنوات.

سمع وأخذ العلم من أبي محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس في سنة 344 من الهجرة، وأيضاً من القاضي أبو أحمد العسال، وأحمد بن بندار الشعار، وأحمد بن معبد السمسار، وعبد الله بن الحسن بن بندار المدني، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف التيمي، والحسن بن سعيد بن جعفر العبدان المطوعي، وغيرهم.

إنجازاته في خدمة الإسلام

لقد طلب العلم في سن صغير وسمع من عدد كبير من الشيوخ في جميع البلدان التي رحل إليها، وبارك الله له في عمره فاستطاع أن يجمع الحديث حتى ارتفعت مرتبته في العلم وحفظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فأصبح عالمًا ومحدثًا وحافظًا متيقنًا من علمه يأخذ عنه طلاب العلم من بعده.

ساعده علمه في تأليف عدد كبير من الكتب القيمة المليئة بالعلم، والتي قرب عددها على المائة كتاب و التي تعد مرجعًا علميًا للباحثين.

استطاع أن يكون عاليًا في أسانيده حيث اختص من رواية عن أقوام قدماء فمكنه ذلك من إلحاق الصغار بالكبار.

كان لكبر عدد من سمع منهم ومن سمعوا منه أثرًا كبيرًا في نشر العلم.

رحلاته في طلب العلم

ذهب إلى كثير من البلاد لينهل من علم شيوخها منها نيسابور، والكوفة، والبصرة، وبغداد، ومكة، والأندلس.

مكانته وأقوال العلماء فيه

  • قال أبو محمد السمرقندي، سمعت أبا بكر الخطيب البغدادي يقول،(لم أر أحدًا أطلق عليه اسم الحفظ غير رجلين، أبو نعيم الأصبهاني، وأبو حازم العبدوي).
  • قال ابن المفضل الحافظ: (جمع شيخنا أبو طاهر السلفي أخبار أبي نعيم وذكر من حدثه عنه، وهم نحو ثمانين، وقال: لم يصنف مثل كتابه حلية الأولياء، سمعناه من أبي المظفر القاساني عنه سوى فوت يسير).
  • قال أحمد بن محمد بن مردويه 🙁 كان أبو نعيم في وقته مرحولًا إليه ولم يكن في أفق من الآفاق أسند ولا أحفظ منه، كان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده، فكان كل يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر، فإذا قام إلى داره ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزء، وكان لا يضجر لم يكن له غداء سوى التصنيف والتسميع)
  • وقال ابن خلكان: (كان من الأعلام المحدثين وأكابر الحفاظ الثقات وأخذ عن الأفاضل وأخذوا عنه وانتفعوا به).
  • قال ابن نقطة:(رزق من علو الإسناد ما لم يجتمع عند غيره وصنف كتبًا حسنة وحديثة بالمشرق والمغرب، وكان ثقة في الحديث عالمًا فاهمًا).
  • وقال شيخ الإسلام بن تيمية:(هو أكبر حافظ للحديث ومن أكثرهم تصنيفًا وممن انتفع الناس بتصانيفه، وهو ممن أجل أن يقال له ثقة، فإن درجته فوق ذلك)
  • وقال عنه الذهبي:(وكان حافظٍا مبرزًا عالي الإسناد، تفرد في الدنيا بشيئ كثير من العوالي وهاجر إلى لقية الحفاظ).
  • وقال ابن كثير:(هو الحافظ الكبير ذو التصانيف المفيدة الكثيرة الشهيرة منها، حلية الأولياء، في مجلدات كثيرة دلت على اتساع روايته وكثرة مشايخه وقوة اطلاعه على مخارج الحديث وشعب طرقه).
  • وقال ابن النجار، هو تاج المحدثين وأحد أعلام الدين.

بعض شيوخه

أخذ أبو نعيم الأصبهاني العلم من شيوخ كثر، ومن أشهر من قابلهم من هؤلاء الشيوخ هم:

  • سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي.
  • محمد بن إبراهيم بن زادان.
  • محمد بن المظفر البزاز البغدادي.
  • أبو الحسين الناقد البغدادي
  • أبو الشيخ بن حيان الأصفهاني.

بعض تلاميذه

كذلك قد تلقى العلم على يده عدد كبير من التلاميذ، فقد ذكر أن الذهبي جمع أخبار أبو نعيم، وسمى ما يقرب من الثمانين إسمًا، هذا العدد ما حدث رجلًا واحدًا فيدل هذا على كثرة تلاميذه فتذكر منهم ما يلي:

  • الخطيب البغدادي، صاحب كتاب تاريخ بغداد.
  • الحسن بن مهرة الأصبهاني.
  • أبو علي الحداد وأخوه حمد.
  • هبة الله بن محمد الشيرازي.
  • القاضي أبو علي الوحش.

مؤلفات أبو نعيم الأصبهاني

قد ألف أبو نعيم الأصفهاني عدد كبير من الكتب تبلغ المائة كتاب نذكر منها ما يلي:

  • المسند المستخرج على صحيح مسلم.
  • مجلس من أمالي أبي نعيم الأصفهاني
  • الإمامة والرد على الرافضة.
  • أربعون حديثًا من الجزء الرابع من كتاب الطب
  • تسمية ما انتهى إلينا من الرواه عن سعيد بن منصور.
  • الأربعون على مذهب المتحققين من الصوفية
  • منتخب من حديث يونس بن عبيد.

قد يهمك أيضا: القاسم بن محمد ( علمه – مواقف من حياته – انجازاته في الإسلام)

وفاة أبو نعيم الأصبهاني

لقد اختلف المترجمون في تاريخ وفاة أبو نعيم الأصفهاني على عدة أقوال.

  • قال بعض من ترجم له: أنه طيب الله ثراه قد توفى في يوم الإثنين عشرين من شهر محرم لعام 443 من الهجرة.
  • وقالت أراء أخرى أن تاريخ وفاته هو الثامن والعشرين من شهر محرم لنفس العام.
  • وأخرين قالوا كان في الحادي والعشرين، أو الثامن عشر من نفس الشهر.

قد يهمك أيضا: الإمام الزهري التابعي (علمه – ثناء العلماء عليه – انجازاته )

مدفنه

  • قال ياقوت الحموي: أنه دفن في مردبان.
  • وقال الخوانساري الأصبهاني: (وقبره الآن معروف بمحلة درب الشيخ أبي مسعود، من محلات أصبهان).

وفي خاتمة هذا المقال فقد قدمنا لكم ترجمة المحدث العلامة أبو نعيم الأصبهاني، ونبذة بسيطة عن حياته، ونشأته ومؤلفاته ورحلة علمه وبعض من أخذ العلم منهم، وبعض من أخذوا العلم عنه ونرجوا أن نكون أفدنا كل من يبحث عن ترجمته.

قد يهمك أيضا: ابان بن عثمان (علمه – حياته – انجازاته – مرضه ووفاته)

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

اترك تعليقاً