You are currently viewing ما هو الحفظ الاستدلالي وما صفاته الشيخ الدكتور علي الربيعي ؟
الحفظ_الاستدلالي_ما_هو_وما_صفاته؟

ما هو الحفظ الاستدلالي وما صفاته الشيخ الدكتور علي الربيعي ؟

عند الإجابة عن سؤال ما هو الحفظ الاستدلالي ، نجيبكم بأنه هو نوع من أنواع الحفظ الذي إستخدموه العلماء القدماء وأتقنوه وبرعوا فيه فمنهم من حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب ومنهم من حفظ الكتب والمجلدات  والأحاديث النبوية الشريفة ومنهم من حفظ العلوم الشرعية بأنواعها، وكان هذا الحفظ متداول بشكل كبير في العصور القديمة بسبب صفاء الذهن وإخلاص النية للحفظ وعدم إنشغال هؤلاء العلماء بوتيرة الحياة والمشكلات الموجودة في عصرنا الحالي، فبسبب الضغوطات الموجودة في عصرنا الحالي وتوالي الأحداث وسيطرة التكنولوجيا على عقول الأجيال أصبح النسيان يجد طريقة لعقول أطفالنا وشبابنا على عكس العصور القديمة وإنشغال جيل هذا العصر بالعلم وشغفه به،

وعدم السعي وراء متطلبات الحياة فجعل ذلك من ذاكرتهم منظمة متقنة قادرة على التخزين والأستذكار والتفكر بشكل أعمق، لذلك فأن من العوامل الأساسية للأستذكار والتذكر هو صفاء الذهن، فالعقل البشري فائق الذكاء قادر على التكيف والتخزين بشكل كبير جداً، ولاكن يجب إعطاءه القدرة على التأمل والتفكر بشكل إبداعي.

في هذا المقال سوف نتحدث عن ما هو الحفظ الاستدلالي بالتفصيل مع ذكر صفاته وكيف برع القدماء فيه.

ما هو الحفظ الاستدلالي الشيخ علي الربيعي

الحفظ الاستدلالي هو الحفظ المتقن الدائم بصفة مستمرة ولا يحتوي على أخطاء أو مشكلات الحفظ، هو حفظ من السهل جدا إسترجاعه وإستخدامه على الدوام، على عكس تماماً الحفظ التدريبي المتقن الذي تسمعه وتحفظه بدون أخطاء ولكنه معرض للنسيان بعد عدة أيام.

وذلك لأنه معد للأستخدام لفترة زمنية معينة ومعد للأستخدام لنقاط زمنية محددة يحددها الشخص الحافظ إذا كان يحفظ من أجل حدث يطلب الحفظ، فالعقل لديه محددات زمنية لكل نوع من أنواع الحفظ على حسب رغبة الشخص، حيث يقوم بفلترة المعلومات داخل الذاكرة ووضع أولويات الحفظ وما الظرف الذي تحفظ من أجله ولماذا تحفظه والهدف من حفظه فعلى حسب مدخلاتك للعقل يقوم بالتخزين، فمجرد ما ينتهي الظرف الذي تحفظ من أجله يمر عليه جهاز النسيان ويقوم بتخزينه في الذاكرة المكدسة.

ومن هنا يبقى في الذاكرة ما هو حفظاً استدلالياً المعد للأستخدام بصفة مستمرة ويكون غير قابل للنسيان ومخزن بالذاكرة المؤرشفة.

وما يجعل الحفظ حفظاً استدلالياً هي النوايا والمقاصد التي يقصدها الشخص من الحفظ، فيكون للحفظ الأستدلالي تصنيفاً مختلفاً عن الحفظ التدريبي المعد للإستخدام لحدث معين، وتلك العملية تعمل بصفة تلقائية لأن العقل البشري فائق الذكاء وقادر على التمييز بصورة كبيرة.

صفات الحفظ الإستدلالي الشيخ علي الربيعي

  • الاصطفاء والأنتقاء

من الممكن أنتقاء مواضيع وصفحات للحفظ في صفوة حفظ محببة للنفس والكثيرة الأستخدام، فذلك يجعلها حاضرة للإستحضار مدى الحياة بدون عناء التذكر ومعده للإستخدام وقت الحاجة إليها بدون أي مراجعة سابقة ولا تتعرض لجهاز النسيان مهما طالت مدتها.

  • الرغبة الجامحة في إستخدام هذا الحفظ لمدى الحياة

لثبات الحفظ يجب أن يكون لديك الحب والشغف إتجاه هذا الحفظ حتى يكون يكون دائم معك ولا تستطيع نسيانه، ويكون محفوظاً ليس لمجرد التجربة أو من أجل الفضول، فيجب أن يكون محبب للنفس ورغبتك لحفظه أن يكون دائماً معك لمدى الحياة، فتستخدمه بصفة عشوائية أو منظمة.

  • الضبط والأتقان في هذا الحفظ بنسبة مئة بالمئة

الحفظ الاستدلالي لا يوجد به إحتمالية الخطأ فهو لا يقبل أي أخطاء، ولا يوجد به أي أخطاء سواء من ناحية التشكيل ولا الحروف ولا الكلمات، فهو حفظ منتقى خال تماماً من أي شوائب أو أخطاء أو عيوب، وقد تتحدث به أمام الأخرين جهرياً بتدفق وبثقة وبدون تردد أو أي شك.

  • خلو هذا الحفظ تماماً من الشك والتردد

وذلك معناه أن تثق في ما حفظته بكل جرأة وقوة ويكون خالي تماماً من الشك الداخلي والتردد، حيث أن الأختلاف بين الحفظ المتقن والغير المتقن هو الخوف من إستخدامه حيث إنه يصبح غير متقن بخوفك من إستخدامه مهما كانت درجة حفظك وإتقانك له فالخوف يؤدي إلى الوقوع بالخطأ، أما الحفظ الاستدلالي فإنك تنطلق به بسلاسه مثل السهم بدون توقف أو تردد.

  • خلو هذا الحفظ من الأخطاء الجلية والخفية

مثل خلوه من عيوب اللفظ التي تخل بالقراءة أو تغيير في المعنى أو حتى التقابل في نفس المعنى فهو يحفظ كما هو.

  • خلو هذا الحفظ من عيوب الحفظ

والتي تشمل التعتعه والتأتأه والتوقف عن الكلام والتلعثم أثناء الأستخدام والتوقف للأستنكار. فعدم الأنسيابية والتدفق معناه إنه حفظاً غير متقناً فهذا ليس حفظاً استدلالياً، فلابد أن يكون حفظاً أنسيابياً خالياً من التفكير والتوقف تستطيع سرده في أي وقت حتى وأنت في حالة سرحان وفي حالة شرود ذهني تستطيع النطق به وينزلق لسانك به دون توفق.

  • الجاهزية لسرده في أي وقت

فالنخبة المحببة من الحافظين غالباً مايكونون جاهزين للسرد بدون أي تخطيط مسبق.

  • الثقة الكاملة في بقائه بالذاكرة الدائمة

يجب أن تكون ثقتك كاملة في بقاء هذا المحفوظ في الذاكرة الدائمة.

  • لا يقربه النسيان حتى لو تأخرت في معاهدته

أي يبقي هذا الحفظ محفوظاً دائماً لا يقربه جهاز النسيان مهما مر من وقت وزمن يبقي في الذاكرة المؤرشفة.

هذا النوع من الحفظ الاستدلالي تميز فيه الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم التابعين لهم ومن ثم تابعين التابعين، كانوا يحفظون القرآن الكريم حفظاً استدلالياً خالياً من الأخطاء ومعدا للإستخدام.

في هذا المقال قد تكلمنا عن معنى الحفظ الاستدلالي وصفاته نرجو من الله تعالى أن نكون أفادناكم.

قد يهمك أيضا: رحلة التدوين ، من المحبرة إلى المطبعة

اترك تعليقاً