أبو سعيد يحيى بن قيس الأنصاري هو عالم مسلم كما أنه قاضي ومفتي في المدينة المنورة، وكان أحد رواة الحديث النبوي الثقات وقد روى له الجماعة، لذلك سوف نتحدث عن سيرته وحياته بالتفصيل.
سيرة أبو سعيد يحيى بن قيس الأنصاري
يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، ويقال أنه يحيى بن سعيد بن قيس بن فهد الأنصاري، جده هو قيس بن عمرو بن سهل، قد ولد يحيى في المدينة المنورة وقت خلافة عبد الله بن الزبير وقيل عام 70 هجرية، كما أنه قد سمع وتعلم على يد عدد من الصحابة وأيضا أنس بن مالك، وقد أصبح قاضي ومفتي في المدينة في عصره، وقد لقب بتلميذ الفقهاء السبعة.
قد روى عنه بعض التابعين ذلك رغم صغر سنه ومن أهم التابعين الذين روى عنه هم:
- أيوب السختياني.
- عبيد الله بن عمر بن الخطاب.
- هشام بن عروة.
- حميد الطويل.
وكان دائما مجلسه يفتي فيه ويتحدث فيه، فكان دائما يبدأ مجلسه بقول اللهم سلم سلم، وكان الحجاج في عصره لا يستفتون إلا عند يحيى بن سعيد و مالك بن أنس، وعبيد الله بن عمر بن الخطاب، فقد قال العجلي كان يحيى رجل صالح وفقيها ثقة الحديث، وقد قال سفيان بن عيينة أن محدثو الحجاز كانوا يحيى بن سعيد وابن جريج وابن شهاب الزهري.
كما قيل أن لم يكن في المدينة أعلم من يحيى بن سعيد الأنصاري وابن شهاب وأبي الزناد وأيضا بكير بن عبد الله بن الأشج، فقد قال سفيان الثوري أن حفاظ الناس أربعة وهم: عاصم الأحول ويحيى بن سعيد الأنصاري وعبد الملك بن أبي سليمان، إسماعيل بن أبي خالد.
كما كان يحيى بن قيس الأنصاري يحفظ ما يقرب من 300 حديث وقد ذكر الذهبي أنه قد حفظ ما يقرب من 700 حديث، بينما قد سأل يزيد بن هارون يحيى بن قيس كم حفظت؟ فقال له ستمائة أو سبعمائة، كما انه كان يرتحل لطلب الحديث وذهب مع أنس بن مالك إلى الشام، وارتحل إلى إفريقيا بمركبين ميراث له، وقد استقبله الناس لأنه كان شخصية مشهورة، وقد سمع حديث القاضي عبيد الله بن زحر، لذلك أصبح يحيى قاضيا على الحيرة، ثم لقيه يزيد بن هارون وروى عنه حوالي 170 حديث نبوي.
إنجازاته في الإسلام
يحيى بن قيس الأنصاري لقد تعلم وتتلمذ على يد عدد كبير من الصحابة من بينهم أنس بن مالك، ودق أصبح قاضي ومفتي المدينة في عصره، وقد لقب أيضا بأنه تلميذ الفقهاء السبعة، كما أنه قد روى عنه عدد كبير من التابعين، ذلك رغم صغر سنه وهذا يدل على أنه كان معجزة في العلم للإسلام والمسلمين.
غزارة علم أبو سعيد يحيى بن قيس الأنصاري
يحيى بن قيس الأنصاري كان يعتقد البعض أنه يحفظ ما يقرب من 300 حديث، لكن عند سؤاله أجاب عليهم أنه يحفظ ما يقرب من 700 حديث نبوي شريف، فهو كان ثقة كثير الحديث، كما أنه كان مدني تابعي وفقيه وقد عين في أعمال القضاء فهو كان رجل صالح، تحدث عنه عدد كبير من التابعين ومن علماء الإسلام يشيدون به وبعلمه الغزير الذي أفاد الإسلام والمسلمين.
أساتذة يحيى الأنصاري
- القاسم بن محمد بن أبي بكر.
- سليمان بن يسار.
- عروة بن الزبير.
- سعيد بن المسيب.
أقوال أهل العلم عنه
- فقد قال محمد بن عمر عنه: أنه كان ثقة كثير الحديث حجة ثبتا.
- كما قال عنه أبو مسلم صالح قد حدثني أبي أن يحيى بن قيس الأنصاري مدني تابعي ثقة كثير الحديث.
- كما قال ابن البلخي: أنه كان فقيه وولي في القضاء وكان رجل صالح.
- قال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: أن يحيى بن قيس الأنصاري أنه فقيه مدني.
- قال ابن عيينة: أن ابن شهاب وابن جريج ويحيى ابن سعيد يجيئون بالحديث على وجهه، وكانت كنيته أبو سعيد.
- كما قال عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي: أن ابو سعيد يحيى بن قيس الأنصاري هو قاضي من المدينة ثقة مأمون.
- قال جرير بن عبد الحميد: لقد سألت يحيى بن سعيد الأنصاري ولم ارى شيخ أنبل منه وقلت له من أدركت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن التابعين في أبو بكر وعمر وعثمان وعلى فقد قال أدركت من أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم والتابعين فلم يختلفوا في أبو بكر وعمر وفضلهما لكن الاختلاف كان في عثمان وعلي.
رحلاته
فقد قيل أنه ذهب إلى الشام مع أنس بن مالك وفي رواية أخرى أنه صحب أنس بن مالك ومعه فرس له شقراء سمينة، فاندقت فذبحها وقسمها في الرفاق، وهناك رواية أخرى أن يحيى بن قيس الأنصاري قد سافر مع أنس بن مالك إلى الوليد بن عبد الملك، وكان أنس يصلى عند كل آذان ركعتين.
أما عن مالك بن أنس أنه قد ذهب من العراق إلى المدينة فكانت تعجبه، بينما قال ابن السمر قندي كان يحب صلاة عمر بن عبد العزيز ثم قال أنه خرج من المدينة ذاهبا إلى الوليد بن عبد الملك، زاد ابن السمر قندي يقول أنه بالشام قد خرج ومعه 40 رجل من الأنصار ومنهم يحيى بن سعيد وغيره.
أما عن يحيى بن قيس الأنصار فإنه رأى أنس بن مالك يومئذ بالجابية فقال يحيى رأيت أنس بن مالك وهو يصلي على حمار، وكان متجه إلى المشرق وذلك كان مع ارتفاع درجة حرارة الشمس.
وقد قال أبو سعيد يحيى بن قيس الانصاري أنه قد ذهب إلى مصر وكيلا لوالد أبي دجانة الأنصاري وذلك لطلب الميراث من بيت محمد بن مسلمة بن مخلد، ثم ذهب من مصر إلى إفريقيا.
قضائه
فقد قال محمد بن عمر عندما استخلف الوليد بن يزيد بن عبد الملك قد استعمل على المدينة يوسف بن محمد بن يونس الثقفين فقد استقضي سعد بن إبراهيم لكنه تم عزله من على المدينة، وقد استقضى يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري، ثم ذهب يحيى بن سعيد إلى الكوفة على أبي جعفر، كما أنه استقضاه بالهاشمية.
كما قال أبو بكر الخطيب قد ولي يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري القضاء بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد طلبه المنصور بالعراق وولي قاضي بالهاشمية، وقد ذكر من أهل العلم أنه قد ولي القضاء بمدينة السلام، لكنه ليس مثبت لكنه قد ولي بالفعل قاضي بالهاشمية، وذلك قبل أن يتم بناء بغداد.
رواية الأحاديث النبوية
فقد روي عن عدد كبير من علماء الحديث وهم كالآتي:
- أنس بن مالك.
- بشير بن نهيك.
- بشير بن يسار.
- إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.
- ثعلبة بن أبي مالك القرضي.
قد يهمك أيضا: ابان بن عثمان (علمه – حياته – انجازاته – مرضه ووفاته)
ولقد روى عنه عدد كبير من علماء المسلمين وهم كالآتي:
- أبان بن يزيد العطار.
- إبراهيم بن صرمة الأنصاري.
- إبراهيم بن طهمان.
- إبراهيم بن أدهم.
- الأبيض بن الأغر بن الصباح المنقري.
قد يهمك أيضا: الإمام الزهري التابعي (علمه – ثناء العلماء عليه – انجازاته )
وفاة أبو سعيد يحيى بن قيس الأنصاري
هناك اختلافات كثيرة حول تاريخ وفاته، فهناك ما يقرب من 4 اقوال عن عام الوفاة ومكان الوفاة أيضا فكان قولان أنه قد توفي في عام 143 هجرية، ومن قال ذلك ابن شجاع ومحمد بن عمر ويحيى القطان وابن أبي حاتم وأبو سعيد بن يونس وأبو عيسى وابن نمير.
لكن هناك من يقول أنه قد توفي عام 144 هجرية ومن بينهم عمرو بن علي ويحيى بن بكير، لكن هناك من يقول أنه قد توفي في عام 166 هجرية لكن لم نعلم من هو.
أما بالنسبة لمكان الوفاة فقد قال ابن أبو حاتم أنه قد توفي بالهاشمية ودفن هناك، لكن يقول أبو سعيد بن يونس أنه قد توفي العراق ودفن هناك، حتى الآن لم نعلم المكان الحقيقي لوفاته أو تاريخ الوفاة.
قد يهمك أيضا: سليمان بن يسار (علمه – انجازاته – مواقف من حياته)
المصادر:
