يعتبر ابن حبان واحدا من أبرز الذين قدموا للدين الإسلامي وعلم الحديث كثيراً وخلال هذه المقالة سنقدم لكم نبذة عن حياته وما قدمه للدين الإسلامي على مدار حياته.
ابن حبان
هو أبو الحاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سهيد ويقال له أيضاً ً: هو ابن معبد بن مرّة بن سعد بن يزيد بن مرة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم بن مر بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، التميمي الدارمي البُستي
والتَّميمي ينسب إلى تميم وهو جد القبيلة العربية المشهورة، وهو تميم بن مُر.
والذي ينسب إلى عدنان، فهو أصله عربي وأفغاني في مولده وبلده
مولده ونشأته
وُلد في مدينة بُست وهي من أكبر المدن وتقع بين مدينة هراة و مدينة غزنة وهما من بلاد كابل والتي هي عاصمة أفغانستان حالياً ولكن لم يحدد عام مولده، ولكن يؤخذ من أقوال العلماء أن ابن حبان وُلِدَ بين عام (270هـ — 279هـ) ونشأ نشأة دينية اخلاقية في مدينة بست وأمضي فيها حداثته، حيث حفظ القرآن الكريم صغيراً و درس الفقه واجتهد في دراسته منذ صغره، درس ايضاً التفسير وعشق دراسة التاريخ فاجتهد فيه أيضاً.
ولازم معلميه واستفاد منهم أجل إفادة حيث أخذ منهم العلم الديني والدنيوي وأخذ منهم أيضاً الكثير من الخصال والصفات الحميدة، فلم يكن معروف عنه الغرور أو الكبر، بل كان مثالا للمسلم الصالح و طالب العلم المجتهد الذي أحب الإبحار في بحر العلوم والأدب، وحين درس الحديث كان يَعيب على المحدِّثين الذين كانوا يهتمون بالإسناد فقط دون الاهتمام بالمتون، وكان أيضاً يعيب على العلماء والمحدثين الذين كانوا يهتمون بالمتون فقط دون الاهتمام بطرق الأحاديث وقد كان يهاجم كل هذه النماذج حفاظاً على ما ينقل من حديث ورغبةً في نقل حديث صحيح خال من التحريف.
علم ابن حبان
تعلم العلم فاجتهد في تعلمه، اذ تعلم ابن حبان الكثير من العلوم الدينية والدنيوية منذ حداثته، فتعلم من العلوم الدينية الحديث والفقه والتفسير، وتعلم أيضا بجانب ذلك الطب والنجوم والتاريخ فكان بحراً في العلوم، وكان فذاً مبدعاً في استيعاب الكثير من العلوم مختلفة العلاقة في عقل واحد، بالإضافة إلى ذلك فقد برع أيضاً في علوم اللغة العربية، فعرف أسرارها، ومجازها وحقيقتها، ونحوها وبلاغتها وأدبها وقد مكنه ذلك من استنباط الأحكام الشرعية من نصوص القرآن والسنة النبوية الشريفة مما يكشِف عن مدى تعمُّقه في الإبحار في بحر الحلم، واداركه لفوائده العظيمة، ولم يقتصر علمه على ذلك بل نضج أيضاً في علم الكلام فتأثرت به عقليته، وتلوَّن به فكره فأصبح من المجددين والمؤثرين فيه إضافة إلى ابداعه في علوم الطب والنجوم.
أقوال العلماء فيه
- قال فيه أبو سعد عبد الرحمن الإدريسي: ” لقد كان ابن حبان من فقهاء الناس المشهورين في الأمصار والأقطار، فقد كان عالما بالنجوم والطب وفنون العلوم، بالإضافة إلى ذلك فقد ألّف المسند الصحيح، والتاريخ، والكتب المشهورة في كل الفنون “
- وقال عنه عبد الله بن محمد الأستراباذي: “لقد كان ابن حبان من فقهاء الدين، وحفّاظ الآثار، فقد كان عالماً بالنجوم وبالطب وبكافة العلوم
- وقال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء: “إن ابن حبان هو الإمام العلامة الحافظ المجود شيخ خراسان وهو صاحب الكتب المعروفة “
- قال عنه الذهبي أيضاً في كتابه ميزان الاعتدال: “لقد كان ابن حبان واحداً من أئمة زمانه، وطلب العلم على رأس الثلاثمائة، وكتب بمصر والشام والحجاز والعراق و خراسان وعين مدة كقاضي قضاء سمرقند، وكان عارفاً بالكلام والنجوم والطب وكان رأساً فى الحديث النبوي الشريف “
- وقال عنه ياقوت الحموي: ” لقد كان ابن حبان مكثرا من الرحلة والحديث والشيوخ، وكان أيضاً عالما بالأسانيد والمتون، فقد أخرج من علوم الحديث ما عجز غيره عن اخراجه، ومن يتأمّل مؤلفاته تأمّل منصف فسيعلم أن هذا الرجل كان بحرا في العلوم والفنون.
- وقال ابن حجر العسقلاني: ” لقد كان ابن حبان واحداً من أئمة زمان، وطلب دراسة الحديث في مطلع سنة ثلاث مئة “، وقال فيه أيضا: “لقد كان ابن حبان عارفا بالفقه والكلام والطب والنجوم “، ووصفه بأنه كان صاحب فنون، وحفظ واسع، وذكاء مفرط.
- وقال عنه الحاكم ” لقد كان أبو حاتم القاضي والمعروف بابن حبان من أوعية العلم في اللغة والفقه والوعظ والحديث، و كان أيضاً من عقلاء الرجال وأخرج في التصانيف ما لم يخرجه أحد قبله “
وقيل فيه أيضا
- وقال عنه جمال الدين الإسنوي: ” لقد كان ابن حبان من أوعية العلم حديثاً ولغة، ووعظاً وفقهاً، و لقد كان من عقلاء الرجال “
- وقال فيه صلاح الدين الصفدي: ” لقد كان ابن حبان من فقهاء الدين، ولقد كان أيضاً عالما بالطب وفنون العلم والنجوم و كان من حفاظ الآثار.
- وقال ابن العماد الحنبلي عنه: ” هو العالم الحبر، والعلّامة البحر، فلقد كان حافظا ثبتا، وكان أيضاً إماما حجة، ويعتبر أحد أوعية العلم في الفقه واللغة والوعظ والحديث وغير ذلك حتى النجوم والطب والكلام “
- وقال عنه ابن الأثير: ” هو إمام عصره، فله تصانيف لم يسبق إليها “
- وقال ابن كثير فيه: “إن ابن حبان هو أحد الحفاظ الكبار المجتهدين المصنفين “
- وقال فيه الخطيب البغدادي: ” لقد كان ثقة نبيلاً فاضلاً “
إنجازاته في خدمة الإسلام
روي ابن حبان الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة.
وترك إرثاً عظيماً من المؤلفات التى لازالت تفيد الأمة الاسلامية إلى يومنا هذا
مؤلفات ابن حبان
- صحيح ابن حبان
- كتاب الثقات
- تاريخ الصحابة الذين روي عنهم الأخبار
- روضة العقلاء ونزهة الفضلاء
- المجروحين
- مشاهير علماء الأمصار
- السيرة النبوية وأخبار الخلفاء
بعض شيوخه
أثر الكثير من العلماء والفقهاء والمشايخ في شخصيته الدينية كما روي هو عنهم الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة فأبدع في روايته، ومن بعض هؤلاء الذين أثروا فى شخصيته الدينية:
- أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمود بن سليمان
- أحمد بن عمير بن جوصاء الحافظ الدمشقي
- علي بن سعيد العسكري
- محمد بن أبي المعافى بن سليمان الصيداوي
- جعفر بن أحمد بن عاصم الأنصاري الدمشقي
- أحمد بن داود بن محسن بن هلال المصيصي
قد يهمك أيضا: سعيد بن المسيب ( نسبه – طلبه للعلم -انجازاته – وفاته)
بعض تلاميذه
تعلم الكثير من الفقهاء والمحدثين على يده، إذ أخذ الكثير منهم علماً وافراً منه وأخذوا عنه أيضاً الكثير من الصفات والخصال الحميدة فكان خير معلماً ومربياً، كذلك روي بعضهم عنه الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة ومن بعض الذين رووا عنه أو تعلموا علي يديه:
- أبو عمر محمد بن أحمد بن سليمان بن غيثة النوقاتي
- الدارقطني
- أبو معاذ عبد الرحمن بن محمد بن رزق الله
- أبو علي منصور بن عبد الله بن خالد بن أحمد الذهلي الخالدي الهرو
- غنجار البخاري
- أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن هارون الزوزني
قد يهمك أيضا: ابو سلمه بن عبد الرحمن بن عوف
وفاته
توفي ابن حبان بسجستان وهي منطقة بمدينة بست في ليلة الجمعة.
وذلك في شوال سنة 354هـ تاركاً خلفه الكثير من الإنجازات في خدمة العلم والإسلام
قد يهمك أيضا: سالم بن عبدالله بن عمر (علمه – انجازاته في خدمة الإسلام)
المصادر:
مجلة الوعي الإسلامي: صحيح ابن حبان
مفكرة الإسلام: محنة الإمام ابن حبان