You are currently viewing يحيى بن سعيد أحد كبار فقهاء المسلمين

يحيى بن سعيد أحد كبار فقهاء المسلمين

في هذه المقالة سوف نتحدث عن أحد العلماء وفقهاء الأسلام الذين أثروا بشكل كبير في الحفاظ على موروثات الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو أحد التابعين ورواة الأحاديث ومن علماء الفتوى والفقهاء الأجلاء، له من الفضل الكثير حيث أفاد التابعين من بعده الذين نشروا علمه وفقهه، هو العالم الجليل يحيى بن سعيد الأنصاري مفتي المدينة وأحد العلماء العظماء.

وفي السطور التالية سوف نتحدث عن نشأته ومولده وأنجازاته في الأسلام .

يحيى بن سعيد ونشأته

هو يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وكنيته يحيى بن سعيد بن قيس بن فهد الأنصاري.

ولد قبل عام 70 هجرياً في خلافة الخليفة عبد الله بن الزبير،ولد في المدينة المنورة ، وسمع من الكثيرين منهم الأمام أنس بن مالك وعدداً كبيراً من الصحابة.

كان مفتي وقاضي المدينة المنورة، وبالرغم من صغر سنه إلا أنه روى عنه الكثيرين لأنه تعلم على يد الفقهاء السبعة وهم القاسم بن محمد بن أبي بكر وعروة بن الزبير وسليمان بن يسار وسعيد بن المسيب.

وكان عالم جليل في زمانه فقد كان أحد رواة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وكان قاضي المدينة المكرمة، كان له مجلسه للفتي في أمور الدين والدنيا وقد قال حماد بن زيد كان يقول في مجلسه ((يارب سلم سلم في الأفتاء في أي مسألة)).

مما ورد من روايته في الحديث ما قاله الإمام مسلم في صحيحه حيث قال : ((أخبرنا الليث عن يحيى بن سعيد عن سعد بن إبراهيم عن نافع بن جبير عن عروة بن المغيرة عن أبيه المغيرة بن شعبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه خرج لحاجته فاتبعه المغيرة بأدواةٍ فيها ماء ، فصب عليه حين فرغ من حاجته فتوضأ ومسح على الخفين)).

سيرته

روى أيضاً عن الكثيرين من تابعين الصحابة مثل جعفر بن سعيد الأنصاري وسعيد المقبري وغيرهم وكان لنشأته دور كبير في تأسيس أخلاقياته فقد كان من العباد الورعين أصحاب التقوى، وكان يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، وكان من أصحاب الثقة في رواياتهم للحديث.

وكان كثير الترحال فكان يقول: إنه رحل إلى الشام مع الصحابي الجليل أنس بن مالك وكان معه فرس صفراء سمينةن فنفرت وأصيب فخذها فذبحها وأخذ فخذها، ما أحله الله منها ووزعه على الرفاق.

وفي رواية أخرى قال يحيى بن سعيد أن أنس بن مالك كان يصلي ركعتين عند كل أذان.

وقال مالك بن أنس عن أنس بن مالك: لقد قدم أنس بن مالك إلى المدينة وكانت تعجبه، وقال ابن السمرقندي: كان يعجبه صلاة عمر بن عبد العزيز ثم خرج من المدينة وافداً على الوليد بن عبد الملك بالشام وخرج معه بأربعين رجلاً من ضمنهم يحيى بن سعيد الأنصاري.

وقد روى يحيى بن سعيد: أنه رأى أنس بن مالك يصلي على حماره وهو متوجه إلى المشرق عند أرتفاع الشمس.

قضائه

قال محمد بن عمر : لما تولى الوليد بن يزيد بن عبد الملك الخلافة ولى على المدينة يوسف بن محمد بن يونس الثقفي فولى القضاء إلى سعد بن إبراهيم ثم عزله فولى من بعده يحيى بن سعيد الأنصاري، ثم ذهب إلى الكوفة إلى أبي جعفر بالهاشمية فولاه أبي جعفر قضائه بالهاشمية.

تتلمذ على يد

تتلمذ على يد الفقهاء السبعة وكان ملازماً للإمام أنس بن مالك رحمة الله عليه في رحلاته فتعلم الكثير وأستمد علمه وفقهه منهم، ومن هؤلاء.

  1. أنس بن مالك.
  2. سعيد بن المسيب.
  3. القاسم بن محمد بن أبي بكر.
  4. عروة بن الزبير.

وغيرهم الكثيرون.

تتلمذ على يده

بالرغم من صغر سنه إلا أنه روى عنه الكثيرون وتتلمذ على يده الكثيرون، ومنهم.

  1. هشام بن عروة.
  2. حميد الطويل.
  3. وأيوب السختياني.
  4. عبيد الله بن عمر بن الخطاب.

وغيرهم الكثيرون.

انجازاته في خدمة الإسلام

كان ليحيى بن سعيد مجلس يفتي فيه لأمور الناس ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر فقد كان إمام ثقة روى عن الكثير من الصحابة والتابعين وكان من الفقهاء كما كان قاضي المدينة المنورة ويحكم بالعدل في الكثير من المسائل.

كان يقول يحيى بن سعيد: (( أهل العلم أهل وسعة، وما برح المفتون يختلفون ، فيحلل هذا ويحرم هذا، وإن المسألة لترد على أحدهم كالجبل، فإذا فتح الله لها باباها عندهم، قال: ما أهون هذه)).

وكان يحفظ أكثر من ثلاثمائة حديث وقال الذهبي ستمائة أو سبعمائة، حيث قال يزيد بن هارون ليحيى بن سعيد كم تحفظ؟ فقال يحيى بن سعيد: ((ستمائة، سبعمائة)).

وكان يحيى بن سعيد الأنصاري تابعي من رواة الأحاديث الثقة، حيث روى له الجماعة، عالم فقه مسلم وقاضي ومفتي المدينة.

له من الأحاديث 600 أو 700 حديث.

وقد كان كثير التقشف متواضع فقد أقدمه أبو جعفر المنصور إلى العراق وولاه القضاء هناك لكنه ظل كما هو لم يتغير بشخصه شيءفكان متواضعاً متقشفاً زاهداً الدنيا ، فقد قال مالك بن أنس في ذلك: ((ما خرج من أحداً إلى العراق إلا تغير غير يحيى بن سعيد)).

مؤلفات يحيى بن سعيد

لم يكن له مؤلفات لان روى عنه الكثير من التابعين وعلماء الأحاديث الثقة.

قد يهمك أيضا: ابو سلمه بن عبد الرحمن بن عوف

أقوال العلماء والسلف في يحيى بن سعيد

  • قال عنه أبو حاتم الرازي: (( ثقة )) ، ومره أخرى قال عنه: (( يحيى يوازي الزهري )).
  • مدحه الإمام أحمد بن حنبل فقال عنه: (( أثبت الناس)) ومره أخرى ذكره فقال: (( ما كان أضبطه وشدة تفقده)).
  • كما قال أبو حاتم بن حبان البستي: ((ذكره في الثقات)).
  • وقال أبو زرعة الرازي : ((ثقة )).
  • وقال أحمد بن شعيب النسائي عنه أيضاً: ((ثقة ثبت )) ومرة أخرى قال : ((ثقة مأمون)).
  • مدحه أبو الحجر العسقلاني فقال : ((ثقة ثبت )).
  • قال عنه الذهبي : ((الإمام الحافظ الحجة )).
  • قال عنه أيضاً أحمد بن صالح الجبلي : ((مدني تابعي ثقة وكان له فقه )).
  • ومدحه جرير بن عبد الحميد الضبي : (( ما رأيت شيخاً أنبل منه )).
  • قال عنه سفيان الثوري: (( كان يحيى بن سعيد أجل عند أهل المدينة من الزهري)) ومرة أخرى قال : (( حفاظ الناس أربعة وذكره منهم )).
  • مدحه سفيان بن عيينه بطريقة غير مباشرة حيث قال : ((كان محدثوا المدينة أربعة وهم، أبن شهاب ويحيى بن سعيد وابن جريج، يجيئون بالحديث على أكمل وجه)).
  • وقال عبيد الله بن أبي حبيبة : (( أمام من أئمة المسلمين)).
  • قال محمد بن سعد كاتب الواقدي: (( ثقة و كثير الحديث وحجه ثبت )).
  • مدحه هشام بن عروة القرشي فقال: ((الثقة العدل الرضي الأمين )).
  • قال يحيى بن أيوب المصري : (( كان يحدثني بالحديث كأنه ينثر علي اللؤلؤ))
  • قال عنه يحيى بن سعيد القطان كان يعظمه: فقال: ((لا يقدم عليه من الحجازين أحد )).

قد يهمك أيضا: سالم بن عبدالله بن عمر (علمه – انجازاته في خدمة الإسلام)

وفاة يحيى بن سعيد

مات بالهاشمية بالعراق عام 143 هجرياً.

قد يهمك أيضا: القاسم بن محمد ( علمه – مواقف من حياته – انجازاته في الإسلام)

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

مصدر 5

المصدر 6

اترك تعليقاً