You are currently viewing هناد بن السري أهم رواة الحديث في عصره

هناد بن السري أهم رواة الحديث في عصره

في هذه المقالة سوف نتحدث عن أهم رواة الحديث في عصره، وهو صاحب كتاب الزهد، كان من العباد الصالحين الزهاد في الدنيا، أثنى عليه جميع العلماء في عصره فهو مصنف من الثقات والأعلام في عصره، وهو الإمام هناد بن السري .

وسوف نتحدث في السطور التالية عن مولده ونشأته وانجازاته في خدمة الأسلام ووفاته.

هناد بن السري ونشأته

هو أبو السري هناد بن السري بن مصعب بن أبي بكر شبر بن صعفوق بن عمرو بن حاجب بن زرارة بن عدس التميمي الدارمي الكوفي، وكنيته أبو السري، ولد بالكوفة عام 152 هجرياً، وهو يسمى براهب الكوفة لانه لم يتزوج قط بل خصص حياته للعلم والتعبد فكان من طلاب العلم وكان أغلب وقته للعبادة فكان يقيم الليل، وكان عالم بالسنن والفرائض.

يعتبر هناد بن السري أهم رواة وحفاظ الحديث في عصره، اخذ علمه من العديد من الشيوخ المشهورين في عصره أمثال يحيى بن معين وعبد الله بن المبارك فجعله ذلك يتبحر في العلوم الشرعية فأصبح مرجعاً للحديث وروى عنه الجماعة ولكن لم يروي عنه البخاري في صحيحه لكن ذكره وروى عنه في كتابه (( خلق أفعال العباد)).

وتلمذ على يده الكثير من التلاميذ المشهورين في عصره ، مما يعكس مكانته العلمية عند الجميع وذاع صيته في البلاد فأصبح منبراً للعلم يسعى الجميع للتتلمذ على يده، ولاكن كان ما يشتهر به هذا الرجل بوجه خاص هو زهده وخشوعه في العباده، فقال عنه أحمد بن سلمه: ((أنه كان كثير البكاء)) وأيضاً حكى عنه فقال:(( فرغ يوماً من القراءة، فتوضأ وجاء إلى المسجد فصلى حتى أنتهى ثم ذهب إلى منزله فتوضأ وجاء فصلى بنا الظهر، ثم قام ليصلي العصر ويقرأ القرآن ويرفع صوته بالقراءة ويبكي ثم صلى بنا العصر، ثم أخذ يقرأ في المصحف حتى صلى بنا المغرب)).

وقال عنه النيسابوري لجيرانه: ((أن ما رأه هو عبادته بالنهار طوال السبعين عام فكيف هي عبادته بالليل)) وذلك إشارة لطول قيامه بالليل وتهجده.

كان يلقب براهب الكوفة وذلك لعدم زواجه طوال عمره فقد كان يخشى أن يلهيه الزواج عن العلم والعبادة، وكانت العبادة أحب إليه من أمور الدنيا كلها.

تتلمذ على يد

تتلمذ على يد الكثيرين من شيوخ الأسلام المشهورين والمصنفين من الثقات، مما جعله يتبحر في العلوم الشرعية، وجعله ذلك ملماً بالسنة النبوية والفرائض، ومن هؤلاء الشيوخ.

  1. إسماعيل بن عياش.
  2. عبد الله بن المبارك.
  3. يحيى بن معين.
  4. مروان بن معاوية الفزاري.

وغيرهم الكثيرين من الأئمة المشهورين في عصره.

تتلمذ على يده

تتلمذ على يده الكثيرين من طلاب العلم الذين سعوا إليه من جميع البلدان ليتتلمذوا على يديه، ومن هؤلاء التلاميذ.

  1. محمد بن إسماعيل البخاري.
  2. مسلم بن حجاج النيسابوري.
  3. وأبو عيسى محمد الترمذي.
  4. ابن ماجة.

وغيرهم الكثيرون من التلاميذ المشهورين مما يعكس المكانة العلمية التي حظى بها هذا العالم الجليل في زمانه.

إنجازاته في خدمة الأسلام

حظى هذا العالم الجليل بمكانة علمية كبيرة فقد تعلم على يد الكثير من الشيوخ الثقات المشهورين، كان عالماً بالفرائض والسنن، وكان متبحراً في علوم الحديث، كان ثقة مأمون يروي عن الثقات، وأشتهر بعلمه وزهده في شتى الأمصار فسعى الكثيرين من طلبة العلم لطلب العلم منه، فهو لم يبخل بعلمه عن أحد فتتلمذ على يده وخرج من تحت يده الكثيرين من الشيوخ المشهورين وعلماء الحديث، وبالرغم من عدم زواجه إلا أنه ظل محل تقدير العلماء والشيوخ في عصره.

وقام هذا العالم الجليل الزاهد عن أمور الدنيا كلها بتأليف كتاب الزهد وهو من أشهر الكتب التي تتحدث عن فضل العبادة.

مؤلفات هناد بن السري

  • كتاب الزهد، وهو أهم كتاب له كما أن له العديد من المصنفات الأخرى ولكن لم يصل إلينا سوى هذا الكتاب.

محتوى كتاب الزهد

يحتوى هذا الكتاب على حوالي 110 باب يتحدث فيه عن، صفات حور العين وصفات نساء الجنة وصفات أهل الجنة وصور أهل الجنة وطعام أهل الجنة وشرابهم وتكأ أهل الجنة ومراتب أهل الجنة وجماع أهل الجنة وأنهار أهل الجنة ونخل أهل الجنة وثمار أهل الجنة وشجر أهل الجنة وطير الجنة وقصور أهل الجنة وما جاء في الكوثر وكسوة أهل الجنة ومنازل الأنبياء ومنازل الشهداء وباب قوله للذين أحسنوا الحسنى وزيادة وباب دخول الجنة وباب الشفاعة وباب في عدة المسلمين في الكفار وباب في أصحاب الأعراف وباب الخروج من النار .

وباب في الخلود في النار نعوذ بالله منه وباب في ورود النار وباب في صفة حر النار وباب في صفة النار وقعرها وباب ما أعد الله لأهل النار من عذاب وباب في أودية جهنم وباب في البرزخ وباب في الصراط وباب في يوم القيامة وما أعد فيه وباب في كلام القبر وباب في عذاب القبر وباب في قوله تعالى معيشة ضنكا وباب في الثناء على الميت وباب الصبر على البلاء وباب التوكل وباب الزهد وما يكفي من الدنيا.

وباب عن شدة بلاء المؤمن وباب في حط الخطايا وباب سؤال الله العافية وباب من قال ليتني لم أخلق وباب البكاء وباب المتحابين وباب في خطبة النبي وباب في خطبة أبي بكر رضي الله عنه وباب في الموعظة وباب في الزهد وما يكفي من الدنيا وباب للتفرغ للعبادة وغيرهم من الأبواب.

قد يهمك أيضا: ابان بن عثمان (علمه – حياته – انجازاته – مرضه ووفاته)

أقوال السلف والعلماء فيه

  • مدحه الذهبي فقال عنه: ((الإمام الحجة القدوة زين العابدين)).
  • وقال أبو حامد الأسفراييني: سمعت أحمد بن حنبل حيث سئل عمن نكتب منه بالكوفى فقال: (( عليكم بهناد)).
  • وقال المروزي قال أحمد بن حنبل: (( ما بالكوفة مثل هناد هو شيخهم)).
  • وقد قال قتيبة بن سعيد: (( ما رأيت وكيع يعظم أحداً مثل تعظيمه لهناد)).
  • وأيضاً قال أحمد بن سلمة النيسابوري: (( كان هناد كثير البكاء والخشوع في الصلاة فرغ يوماً من القراءة لنا فتوضأ وجاء إلى المسجد فصلى إلى الزوال وأنا معه في المسجد ثم رجع إلى منزله فتوضأ وجاء فصلى بنا الظهرثم قام على رجليه ليصلي بنا العصر وأخذ يرفع صوته في القراءة والبكاء كثيراً ثم قام ليقرأ بالمصحف حتى صلاة المغرب)).
  • قال عنه أبو حاتم الرازي: (( صدوق )).
  • أيضاً قال عنه أبو حاتم بن حبان البستي: ذكره من ((الثقات)).
  • قال عنه أحمد بن شعيب النسائي: (( ثقة)).
  • قال عنه ابن الحجر العسقلاني : ((ثقة)).
  • وقال عنه الذهبي: (( الحافظ الزاهد)).
  • وكان وكيع بن الجراح لم يعظم أحداً مثل تعظيمه لهناد.

قد يهمك أيضا: الإمام الزهري التابعي (علمه – ثناء العلماء عليه – انجازاته )

وفاة هناد بن السري

كان هناد بن السري أحد أعلام رواية الحديث وكان شديد الزهد فلم يتزوج قط في حياته لذا أطلق عليه لقب راهب الكوفة وكانت العبادة أحب إليه من الدنيا وما فيها ظل حياته عابداً عاكفاً حتى توفي عام 243 هجرياً عن عمر يناهز الواحد والتسعون عاماً لم يهمه طوال عمره شيئاً من أمور الدنيا جعل حياته منبراً للعلم والدين وكان محل أهتمام وتقدير العلماء في عصره، رحمة الله تعالى على هناد بن السري.

قد يهمك أيضا: القاسم بن محمد ( علمه – مواقف من حياته – انجازاته في الإسلام)

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

مصدر 5

المصدر 6

سير أعلام النبلاء للذهبي

اترك تعليقاً