You are currently viewing مسلم أحد أئمة الإسلام مؤلف صحيح مسلم

مسلم أحد أئمة الإسلام مؤلف صحيح مسلم

في هذه المقالة سوف نتحدث عن أحد أئمة الأسلام  والحديث وصاحب تاني أصح كتاب في الحديث من بعد صحيح البخاري، هو أحد الأئمة الثقات أصحاب الفضل في جمع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعالم للفقه والعلوم الشرعية صاحب الكتب والمؤلفات الكثيرة الذاخرة بالمسائل الشرعية والفقهية إمام المسلمين بالحديث، وهو الإمام مسلم رحمة الله عليه.

في هذه المقالة سوف نتناول مولده ونشأته وسيرته ورحلاته وأنجازاته في الأسلام.

مسلم ومولده ونشأته

هو مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيري النيسابوري، وكنيته أبو الحسين، ولد الإمام مسلم بنيسابور عام 206 هجرياً، ونيسابور أجمل مدن خراسان وأذخرها بالعلم والعلماء وقد أشتهرت هذه المدينة بعلو أسانيدها فوصفها السخاوي (( بمدينة العلم والعوالي)) ، وقشير هو أسم قبيلة مشهورة في العرب، نشأ الإمام مسلم في بيت علم ودين فقد كان والده الحجاج بن مسلم شيخاً معلماً ممن يترددون على حلقات ومجالس العلم، كما أن الطلاب كانوا يقصدون والده لتحصيل العلم، فأثر ذلك على نشأة الإمام مسلم وتربيته فأصبح محباً للعلم مجتهداً في تحصيله.

نشأته

كان من عادة الناس في هذا الزمن أرسال أولادهم للكتاب لحفظ القرآن الكريم، وكان الإمام مسلم رحمة الله عليه ممن نشأ على حفظ القرآن الكريم وعلوم اللغة العربية والشرعية، وكان لوالده الفضل عليه في تعليمه العلم الشرعي، مما جعل الإمام مسلم ساعياً لطلب العلم والحديث.

كنيته كانت أبي الحسين مما يعني أنه كان متزوجاً فما ذكره المؤرخون وأهل السير عن أسرته كان قليلاً، ولكن ذكر أن زوجته كانت أبنة عبد الواحد الصفار، وبالرغم من أنه كان يكنى له بأبي الحسين إلا أنه لم يكن له ولد فقد كانت كل أسرته من الأناث.

كان الإمام مسلم يعمل بالتجارة فقد ظل طوال حياته يكسب من عمل يده، فقد كان له متجراً يبيع به الأقمشة مثل البز والكتان الناعم، وكان متجره بخان محمش، بالأضافة إلا أنه كان يمتلك ثروة ضخمة وبالرغم من عمله بالتجارة إلا أن ذلك لم يمنعه من طلب الحديث، فقد كان يوافق بين التجارة وطلب الحديث النبوي، فقد كان يستغل رحلاته التجارية لطلب الحديث فيها، وكان يحدث الناس في متجره بالعلوم والحديث.

فقد وصفه حاكم نيسابور فقال عنه:(( كان تام القامة أبيض الرأس واللحية يرخي طرف عمامته بين كتفيه)).

وقال أيضاً عن أبي عبد الرحمن السلمي: (( رأيت شيخاً حسن الوجه والثياب عليه رداء حسن وعمامة قد أرخاها بين كتفيه، فقيل هذا مسلم، فتقدم أصحاب السلطان، فقالوا: قد أمر أمير المؤمنين أن يكون المسلم بن الحجاج إمام المسلمين، فقدموه في الجامع، فكبر وصلى بالناس)).

عرف الإمام مسلم بحسن المظهر والثياب، وكان إمام للمصليين بجامع نيسابور، وكان حسن الخلق لايغتاب أحداً ولا يدخل بمعارك مع أحد كما كان محسناً كريماً، حتى سماه الذهبي بمحسن نيسابور، وقال عنه أيضاً عبد العزيز الدهلوي في بستان المحدثين: (( إنه ما أغتاب أحداً في حياته ولا ضرب ولا شتم)).

علاقته بشيخه البخاري

كان مسلم من تلاميذ البخاري وكان يحترمه ويقدره، فقد قال محمد بن يعقوب الحافظ: (( رأيت مسلم بن الحجاج بين يدي البخاري يسأله سؤال الصبي))، فقد كان يذهب إليه ويقبل ما بين عينيه ويقول له: (( دعني أقبل رجليك)).

وكان مسلم يقول للبخاري: (( لا يبغضك إلا حاسدٌ، وأشهد أن ليس في الدنيا مثلك)).

وقد ربطته علاقة وطيدة بشيخه ومعلمه الشيخ البخاري رحمة الله تعالى عليه، ولما زار الإمام البخاري نيسابور ظل ملازماً له طوال فترة بقاءه بها وظل يتعلم منه ويأخذ منه الأحاديث النبوية، وأيضاً وقف بجانبه في محنته وظل يسانده بين الناس، كما أنه خاصم معلمه محمد بن يحيى الذهلي والذي كان سبباً في محنة الإمام البخاري، حتى طرد حاكم نيسابور البخاري.

وقد أشار العلماء أن الإمام مسلم أخذ منهج الإمام البخاري وجاء مكمل لما كتبه الإمام البخاري في الجامع الصحيح، وبالرغم من ذلك لم يروي الإمام مسلم في صحيحه عن البخاري، لأنه لازمه بعد أتمام صحيحه.

رحلات مسلم العلمية

بدأ الإمام مسلم حياته العلمية في نيسابور فسمع من شيوخ بلاده أولاً، بدايته في طلب العلم كانت عام 218 هجرياً بخراسان، فسمع من شيوخ نيسابور وخراسان، فسمع من يحيى بن يحيى التميمي وإسحاق بن راهوية وأخرين ثم أرتحل إلى شتى الأمصار لطلب الحديث، فقد وصفه الإمام النووي أنه أحد الرحالين في طلب الحديث إلى أئمة الأقطار والبلدان.

أرتحل الإمام مسلم إلى الري وسمع من محمد بن مهران الجمال وأبي غسان ومحمد بن عمرو زنيجا، وكانت رحلاته الخارجية قد بدأت بأداء فريضة الحج عام 220 هجرياً، وكان عمره حينها أربعة عشر عاماً، فذهب إلى المدينة المنورة وسمع هناك من إسماعيل بن أبي أويس ثم سمع في مكة من شيخه القعنبي وهو أكبر شيوخه، وسمع أيضاً من سعيد بن منصور وأبي مصعب الزهري.

بعد أن أدى فريضة الحج سمع من شيوخ البلاد التي مر بها، ثم أرتحل إلى بلخ والعراق وكان رفيقه في هذه الرحلة أحمد بن سلمه النيسابوري، فذهب إلى البصرة ثم بغداد وهناك سمع من أحمد بن حنبل وعبد الله بن مسلمة القعنبي ويحيى بن صاعد ومحمد بن مخلد.

ثم أرتحل إلى الكوفة وهناك سمع من أحمد بن يونس وعمر بن حفص بن غياث.

عاد الإمام مسلم إلى بلدته وبعد عدة سنين بدأ رحلاته مرة أخرى.

أرتحل إلى الشام فسمع من محمد بن خالد السكسكي، ثم ذهب إلى مصر عام 250 هجرياً وهناك سمع من عمرو بن سواد وحرملة بن يحيى، ثم عاود الذهاب إلى الري  بعد عام 250 هجرياً وهناك ألتقى بأبي زرعة الرازي ولكنه أنكر عليه روايته لأسباط بن نصر.

لم تكن رحلاته لطلب الحديث فقط بل كان يدرس العلماء ويعلم الناس ما تعلمه.

تتلمذ على يد

تتلمذ الإمام مسلم على يد الكثيرين من العلماء فقد كانت رحلاته العلمية ذاخرة بالعلم من كبار شيوخ تلك البلدان، فقد سمع من الكثيرين وتعلم لدى الكثيرين لكن سنذكر أشهر الشيوخ الذي تعلم لديهم وهم.

  1. محمد بن إسماعيل البخاري.
  2. أحمد بن حنبل.
  3. إسحاق بن راهوية.
  4. يحيى بن معين.
  5. القعنبي.
  6. أبي زرعة الرازي.

وغيرهم الكثيرون من كبار الشيوخ والأئمة المشهورين في عصره أنذاك.

تتلمذ على يده

تتلمذ على يده الكثير من الأئمة المشهورين حيث كان منبراً للعلم وكان لا يبخل بعلمه عن أحد فجاء إليه الطلاب من شتى الأمصار ليسمعوا منه الحديث، ومن الأئمة المشهورين الذين تتلمذوا على يديه.

  1. أحمد بن سلمة النيسابوري فقد كان رفيق لرحلته وتعلم منه الكثير.
  2. أبو عيسى الترمذي وقد روى له حديث في سنن الترمذي.
  3. عبد الرحمن بن أبي حاتم.
  4. أبو بكر بن خزيمة.
  5. صالح بن محمد جزرة.
  6. سعيد بن عمرو البرذعي.

وغيرهم الكثيرين من كبار الأئمة.

انجازاته في خدمة الأسلام

كان الإمام مسلم رحمة الله عليه خبيراً في علم الحديث وعلله وكان عالماً بالعلوم الشرعية منذ صغره، كان الإمام مسلم نابغاً  يمتلك ذاكرة قوية للحفظ، ذهب لشتى الأمصار لتحصيل العلم من كل الشيوخ الذي سمع بهم، وكان يميز الحديث الصحيح من الحديث الموضوع وكان يدرس العلماء في كل بلد، ويختلف عن العلماء في الروايات التي يراها غير صحيحة، كما أنه كان عالماً بعلم الرجال وإماماً للجرح والتعديل، ولم يأخذ من كل الشيوخ الذين قابلهم أحاديث في صحيحه بل كان يتحرى ويتقصى ويرجع لأصل الرواية حتى يتأكد من صحتها وصدقها، وكان الإمام مسلم بالرغم من مهنته بالتجارة إلا أنه كان يتميز بترتيبه لوقته مابين مهنته ومابين طلبه للعلم وتدريسه للطلاب الذين قصدوه، كان الإمام مسلم منبراً للعلم في كل بلد يقصده وتوافد عليه الحشود من طلبة الحديث فكانوا يتجمعون حوله ويسعون إليه من شتى البلدان لسماع الحديث منه.

وكان إماماً لمسجد نيسابور فكان يقيم جلسات للعلم فيتوافد من حوله الطلاب لتلقي العلم، فقد كان حافظاً من الثقات صدوقاً لا يروي إلا عن الثقات وكان تلميذ الإمام البخاري فعاش على نفس نهجه وأسلوبه في أختيار الرواية والتقصي عن أصحابها.

قام الإمام مسلم بالعديد من الإنجازات فقد وضع ماتعلمه ورحلاته العلمية في كتب لتكون مرجعاً للأمة الأسلامية وحفظ تراث رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجهال والمدنسين، فقد أتى لنا بالعديد من المؤلفات الفقهية والعلمية يوجد منها ما هو مطبوع وأيضاً يوجد ماهو فقد ولاكن تناول العلماء والتابعين من بعده ذكره وترجمته، ومن مؤلفات الإمام مسلم رحمة الله عليه.

مؤلفات مسلم

  • صحيح مسلم

وهو من أشهرالكتب عند أهل السنة والجماعة جمع به أمهات الحديث من أصل ثلاثمائة ألف حديث، فهو ثاني الصحيحين بعد صحيح البخاري وأحد الكتب الستة، ولم يروي فيه الإمام مسلم إلا الأحاديث التي أجمع عليها علماء السنة والجماعة.

فقد قال الدهلوي: (( توخى تجريد الصحاح المجمع عليها بين المحدثين المتصلة المرفوعة)).

فقد تميز الكتاب بصناعة الأسانيد وفق منهج مبتكر، حيث جمع بين الأختصار والأستيعاب، فكان أسهل تناولاً، حيث جعل لكل حديث موضعاً يذكر فيه كل الجوانب والطرق التي يريد ذكرها، فجاء هذا الكتاب مرتباً، فسهل ذلك على الباحثين في علم الحديث أستخراج الأسانيد والمتن.

ولقد صرح الإمام مسلم في مقدمة صحيحه أنه أستجاب لطلب أصحابه، فوضع هذا الكتاب ليكون حصناً للناس حتى يصونهم من القصاص وجهلة المتصوفة وكانوا هؤلاء يحاولون أشغال الناس بالمناكير والأساطير ويتركون الأحاديث والأخبار الصحيحة، فأراد الإمام مسلم محاربة الباطل بوضع الصواب بدلاً منه.

وقد جمع في هذا الكتاب طائفة من الأحاديث المتصلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تجمع أحكام الدين وسنن رسول الله لتكون مرجعاً سهلاً للأستدلال بها في مسائل الفقه والشريعة.

ويبدوا أن صحيح البخاري لم يكن وافياً في نظر الإمام مسلم في هذا الغرض، لانه فرق الأحاديث في أبواب متعددة في صحيحه فجاء صعباً في البحث العلمي، وخصوصاً عند محاولة تعريف الروايات المتعددة لأجل المقارنة.

وبالنسبة لموضوع الكتاب

أولاً الحديث فقد جاء بكل الأحاديث التي أجمع العلماء بصحتها.

ثانياً الفقه لقد ظهر أعتناء الإمام مسلم بأمور الفقه بشكل عام وجاء ذلك واضحاً من حيث ترتيبه للأحاديث من حيث المسائل الفقهية حتى يسهل الأستدلال بهذا الكتاب في المسائل الشرعية، وأن دل ذلك فقد دل على دقة دراسته للمسائل الشرعية وتبحره في علوم الفقه والشريعه.

ثالثاً الصناعة الأسنادية حيث أستطاع أن يجمع بين الأختصار والأستيعاب بطريقة مبتكرة.

وعدد أحاديث صحيح مسلم أربعة ألاف حديث غير مقرر وعشرة ألاف حديث مكرر من أصل ثلاثمائة ألف حديث قد حفظهم.

وقد عمل الإمام مسلم على مراجعة كتابه وتنقيحه وعرضه على كبار العلماء والشيوخ منهم الإمام أبو زرعة الرازي وهو أحد أشهر أئمة الجرح والتعديل وعلوم الحديث، فقال الإمام مسلم رحمة الله عليه: (( عرضت كتابي هذا على أبي زرعة الرازي، فكل ما أشار أن له علة تركته، وكل ما قال إنه صحيح وليس له علة خرجته )).

وقد قال الإمام مسلم رحمة الله عليه ما خرجت حديث بصحيحي إلا بحجة.

  • كتاب الكنى والأسماء

ذكر فيه أسماء التابعين والصحابة وكناهم.

  • كتاب التمييز

كتاب يذكر فيه المنهج الذي أتخذه المحدثين في أنتقاد الحديث، وفقد من هذا الكتاب جزء كبير، أما الجزء المتبقي فقد طبع بتحقيق مصطفى الأعظمي.

  • كتاب رجال عروة بن الزبير وجماعة من التابعين

  • كتاب المنفردات والوحدان

ويذكر من روى عنه رجل كان أو أمرأة ممن حفظوا شيئاً عن النبي من قول أو فعل.

  • كتاب الطبقات أو طبقات مسلم

وهناك العديد والعديد من الكتب المفقودة للإمام مسلم رحمة الله عليه سنذكر بعضها.

  • الإخوة والأخوات، حيث ذكره المالكي في تسمية ما ورد به الخطيب البغدادي.
  • أسماء الرجال ذكره النووي في كتابه.
  • الأفراد.
  • الأقران، ومعني الأقران هم المتقاربون من خلال السن أو الأسناد.
  • الأوحاد.
  • أولاد الصحابة ومن بعدهم من المحدثين.
  • أوهام المحدثين.
  • التاريخ وذكره الخطيب البغدادي وابن نديم.
  • ذكر أولاد الحسين.
  • سؤالات أحمد بن حنبل.
  • رواة الأعتبار.
  • طبقات التابعين.
  • العلل.
  • طبقات الرواة.
  • مسند حديث مالك.
  • المفرد ذكره ابن النديم في الفهرست.

وغيرهم الكثيرون من الكتب المفقوده والتي تحتوي على أمور فقهيه كبيرة.

قد يهمك أيضا: سالم بن عبدالله بن عمر (علمه – انجازاته في خدمة الإسلام)

أقوال السلف والعلماء في الإمام مسلم رحمة الله عليه

كان الإمام مسلم محل ثناء وتقدير العلماء فأجتمع العلماء والشيوخ على أخلاقه وسعة حفظه وفهمه للعلوم الفقهية وعلوم الحديث فقال عنه العلماء.

  • قال عنه شيخه محمد بن عبد الوهاب الفراء: (( كان مسلم من علماء الناس وأوعية العلم، ما علمته إلا خيراً)).
  • أيضاً قال عنه ابن الصلاح: (( رفعه الله تبارك وتعالى بكتابه الصحيح إلى مناط النجوم، وصارإماماً حجة يبدأ ذكره ويُعاد في علم الحديث، وغيره من العلوم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)).
  • كما قال عنه بندار: (( الحفاظ أربعة، أبو زرعة الرازي والدارمي ومحمد بن إسماعيل البخاري ومسلم )).
  • كما قال أبو علي الحسين بن علي النيسابوري: (( ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم بن الحجاج في علم الحديث)).
  • كما قال أيضاً أحمد بن سلمة النيسابوري: (( رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما)).
  • قال أيضاً ابن الحجر العسقلاني: (( حصل لمسلم في كتابه حظ عظيم مفرط لم يحصل لأحد مثله بحيث أن بعض الناس كان يفضله على صحيح محمد بن إسماعيل البخاري، فسبحان المعطي الوهاب)).

أقوال أخرى ف العلامة مسلم

  • قال عنه مسلمة بن القاسم الأندلسي: (( ثقة جليل القدر من الأئمة)).
  • أيضاً قال المزي : قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ : قرأت بخط أبي عمرو المستلمي : أملى علينا إسحاق بن منصور سنة مائتين وأحدى وخمسين، ومسلم بن الحجاج ينتخب عليه وأنا أستملى، فنظر إسحاق بن منصور إلى مسلم، وقال: (( لن نعدم الخير ما أبقاك الله للمسلمين)).
  • وأيضاً مدحه يحيى بن شرف النووي فقال: (( أحد أعلام أئمة هذا الشأن وكبار المبرزين فيه وأهل الحفظ والأتقان والرحالين في طلبه إلى أئمة الأقطار والبلدان والمعترف له بالتقدم فيه بلا أختلاف عند أهل الحذق والعرفان)).
  • وقال أيضاً ابن عبد البر: (( أجمعوا على جلالته وإمامته وعلو مرتبته، وأكبر الدلائل على ذلك كتابه الصحيح الذي لم يوجد في كتاب قبله ولا بعده من حسن الترتيب وتلخيص طرق الحديث)).
  • وقال محمد بن صديق خان فيه أيضاً: (( والإمام مسلم بن الحجاج القشيري البغدادي أحد أئمة الحفاظ وأعلم المحدثين، إمام خراسان في الحديث بعد البخاري)).
  • قال النووي أيضاً في الصحيحان: (( أتفق العلماء رحمهم الله  على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري ومسلم وتلقتهما الأمة بالقبول)).

قد يهمك أيضا: ابو سلمه بن عبد الرحمن بن عوف

وفاة الإمام مسلم رحمة الله عليه

توفي الإمام مسلم رحمة الله عليه يوم الخامس والعشرين من شهر رجب وكان يوافق يوم الأحد عام 261 هجرياً عن عمر يناهز الخمس وخمسين عام ودفن في مقبرته برأس ميدان زياد في نصر أباد بظاهر نيسابور حيث دفن يوم الأثنين الموافق السادس والعشرين من رجب، وكانت ذريته من النساء حسب ما قال حاكم نيسابور، وفي سبب وفاته قد ذكروا أنه قد سئل في حديث أثناء مجلسه بنيسابور، فلم يعلمه وعندما رجع إلى بيته قام بالبحث عنه وأوقد سراجه وظل يبحث عنه وفي ذلك الوقت جاء أحد ملازميه بأناء كبير به تمر، وأثناء بحثه عن هذا الحديث ظل يأكل من هذا التمر المهداة إليه حتى طلوع الفجر، وما أن أتم أكل التمر كله حتى عثر على الحديث ثم مات، ولربما أكله الكثير للتمر سبب مرضاً ما أدى إلى وفاته.

وقد قال الذهبي رحمة الله عليه: (( عقد لأبي الحسين مسلم بن الحجاج مجلس للمذاكرة، فذكر حديث لم يعرفه، فأنصرف إلى منزله وأوقد سراجه، وقال لمن في الدار: لا يدخل أحد منكم هذا البيت، فقيل له: أهديت لنا سلة فيها تمر، فقال: قدموها إلي فقدموها إليه فكان يطلب الحديث ويأخذ تمرة تمرة فيمضغها فأصبح وقد فني التمر ووجد الحديث))، وقال الحاكم: (( زادني الثقة من أصحابنا أنه منها مات )).

رحمة الله تعالى على الإمام مسلم إمام الأمة الأسلامية في الحديث ومنبر العلم والعلماء.

قد يهمك أيضا: سعيد بن المسيب ( نسبه – طلبه للعلم -انجازاته – وفاته)

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

  • تهذيب الأسماء واللغات للإمام النووي.
  • سير أعلام النبلاء للذهبي.
  • تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني.
  • فتح الملهم شرح صحيح مسلم لشبير أحمد العثماني الديوبندي.
  • تاريخ دمشق لأبن عساكر.
  • تهذيب الكمال في أسماء الرجال للمزي.
  • علوم الحديث لأبن الصلاح.
  • الفهرست لأبن النديم.

اترك تعليقاً