You are currently viewing عطاء بن أبي مسلم الخراساني (عقيدته – علمه )

عطاء بن أبي مسلم الخراساني (عقيدته – علمه )

عطاء بن أبي مسلم الخراساني هو أحد رواة الحديث النبوي، ولد في بلخ سنة 60 هجرية، وكان مولى المهلب بن أبي صفرة، وأصبح قاضيا في خراسان وطلب العلم وسافر إلى بلاد الشام وسكن في دمشق واشتهر بالعبادة والخروج في المعارك.

وذهب إلى المدينة المنورة وطلب التفسير على يد زيد بن أسلم الذي كان له اهتمام كبير بتفسير القرآن، وروي الحديث عنه عدد كبير من تابعي التابعين وحديثه في صحيح مسلم والسنن الأربعة.

سيرة عطاء بن أبي مسلم الخراساني

هو عطاء بن أبي مسلم الخراساني ولقبه أبو أيوب ويقال عنه أبو عثمان، و أبو محمد، و أبو صالح، مر بالعراق وسكن دمشق طالبا بالعلم، ورجع العراق وكان رديء الحفظ وكثير الوهم وقال ابنه إن أبي كان يجلس مع المساكين يعلمهم ويحدثهم.

رحلاته لطلب العلم

انتقل من خراسان ومر على العراق والبصرة ثم رحل إلى دمشق واستقر بالقدس وألتقى مكحول الهذلي، وثم ذهب إلى مدينة المنورة في خلافة الوليد بن عبد الملك وطلب التفسير على يد زيد بن أسلم،وذهب إلي الحج ورحل إلي أريحا وتوفي بها.

انجازاته في الإسلام

روى عن عطاء الكثير من الاهتمام في تفسير القرآن، وأهتم بأسباب النزول وتفسير الآيات، وتنزيل القرآن، وترتيب القرآن وبيان المكي والمدني، وكان عالما بالقراءات العشر، واعتمد في تفسير القرآن بالقرآن و تفسير بالأحاديث النبوية، الاعتماد على لغة العرب.

والاستشهاد بأقوال الصحابة خاصة أقوال عبد الله بن عباس، والاجتهاد و الاستشهاد بالإسرائيليات في تفسير الآيات، كما يستخدم التفسير بالمثل او القصة، وتفسير الأمثال في القرآن.

وقد أخرج الكثير من اصحاب التفسير المسندة مثل: كعبد الله بن وهب وعبد الرازق الصنعاني وابن المنذر النيسابوري ومحمد بن جرير الطبري وأبن أبي حاتم وما يروى عن عطاء الخراساني في التفسير ابع انصاف:

  • الصنف الأول: ما يرسله عن الصحابة كابن عباس وغيره.
  • الصنف الثاني: ما يرويه عمن سمع منهم من التابعين سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وعكرمة مولى ابن عباس،وعاصم بن ضمرة.
  • والصنف الثالث: ما يرسله من الإسرائيليات.
  • الصنف الرابع: أقواله في التفسير.

ظل عطاء الخراساني أثرا طويلا في ترتيب السور من حيث نزوله، و بين السور المكية والمدنية، يوجد اختلاف في ترتيب السور، حيث ذكر أن أول السور نزولا هي سورة الفاتحة، والأشهر أنها سورة العلق، وقد ذكر ابن عاشور قد يكون الترتيب حسب أول سورة نزلت كاملة أي غير منجمة.

روى عن 

  • الحسن البصري.
  • سعيد بن جبير.
  • سعيد بن المسيب.
  • عبد الله بن السعدي.
  • عبد الرحمن بن أبي ليلى.
  • عروة بن الزبير.

روي عنه

  • مسلم بن الحجاج.
  • أصحاب السنن الأربعة.

قال عنه حكماء المسلمين

قال عنه الترمذي في علله قال البخاري: ماأعرف لمالك رجلا يروي عنه يستحق أن يترك حديثه في عطاء الخراساني، قلت: ما شأنه؟ قال: عامة أحاديثه مقلوبة، ثم قال الترمذي: هو ثقه، روي عنه مثل مالك ومعمر ولم أسمع أحد من المتقدمين تكلم عنه.

قال ابن جبان: أصله من بلخ و عداده في البصرين إنما قيل عنه الخراساني لأنه دخل إلى خراسان وأقام، ثم رجع إلى العراق، وكان من خيار عباد الله، غير أنه كان ردئ الحفظ، كثير الوهم فلما كثر ذلك في روايته، بطل الاحتجاج به.

قال عثمان بن عطاء عن أبيه: أوثق عملي في نفسي نشر العلم، وكان أبي يجلس مع المساكين في علمهم ويحدثهم.

قال يزيد بن سمرة: سمعت عطاء الخراساني يقول: إن المجالس الذكر هي مجالس الحلال والحرام.

قال إسماعيل بن عياش : قلت لعطاء الخراساني: من أين معاشك؟ قال: من صلة الإخوان، وجوائز السلطان

عقيدة عطاء بن أبي مسلم الخراساني

كان يجادل القدية والحرورية، تناوع مع أحد المحدثين وهو ثور بن يزيد لكلامه في القدر ونهى عن مجالسته وقال لا تجالسوا ثور بن يزيد وإنه كان قدريا)، وقال ثلاثة لم تكن منهم واحدة في أصحاب الرسول الله (صلي الله علية وسلم) لم يحلف أحد منهم علي قسامة ولم يكن فيهم حروري ولم يكن فيهم مكذب القدر.

وكان يحذر الناس من البدع وكان يحث الجماعة فيقول: ثلاث لاتنفع اثنتان دون الثالثة: الإيمان والصلاة والجماعة، وذكر ابن تيمية أنه كان ممن يعتقد أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.

عبادته

يعرف عنه أكثر قيام الليل، وكان يقول قيام الليل وصيام النهار أيسر من شرب الصديد ولبس الحديد وأكل الزقوم، يقول ايضا قيام الليل محياة للبدن ونور القلب وضياء في ابصر وقوة في الجوارح.

وان الرجل إذا قام من الليل مجتهدا اصبح فرحا يجد لذلك فرحا في قلبه، إذا غلبته عيناه فنام أصبح لذلك حزينا منكسر القلب كأنه فقد شيئا وقد فقد أعظم الامور له نفعا.

وكان يحث على الذكر فيقول: الساعة بين المغرب والعشاء، فإنها ساعة الغفلة وهي صلاة الأوابين ومن جمع القرآن فقرأه من أوله إلى آخره في الصلاة كان في رياض الجنة، وكان يعتبر مجالس الذكر فيقول: مجالس الذكر هي مجالس الحلال والحرام.

غزارة علمه ومؤلفاته

لم يؤلف عطاء الكتب بنفسه، ولم يكن التأليف منتشر في هذا العصر، أما الكتب التي تنسب إليه قام بجمعها أحد العلماء بالإسناد عنه، ومن هذه المؤلفات:

التفسير ذكره شمس الدين الداودي في طبقات المفسرين وهو مفقود وتوجد منه أوراق مخطوطة في دار الكتب الظاهرية في دمشق رواها عنه محمد بن نصر الرملي، وجمعها في أوراق متفرقة ثم نسبت له.

وقد ذكر أبوإسحاق الثعلبي في مصادر تفسيره تفسير عطاء الخراساني وذكر أنه أخذ إجازة برواية تفسير الناسخ والمنسوخ في كتاب الله، ذكره شمس الدين الداودي في طبقات المفسرين وحصل الخطيب البغدادي علي إجازة بروايته وتوجد نسخة منه في مكتبة الأسد بدمشق.

وذكر المستشرق الألماني كارل بروكلمان أن نقولا من هذا الكتاب بقيت في التفاسير المتأخرة، رواه عنه يونس بن راشد الحرني وتنزيل القرآن ذكره شمس الدين الداودي في طبقات المفسرين وهو مفقود.

قد يهمك أيضا: سالم بن عبدالله بن عمر (علمه – انجازاته في خدمة الإسلام)

فقه عطاء بن أبي مسلم الخراساني

ذكر عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وعبد الرحمن بن أبي ليلى أنه كان فقيه خراسان فقال مات العبادلة: عبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص.

صار الفقه في كل البلدان إلى الموالي فقيه مكة عطاء، فقيه اليمن طاوس، فقيه اليمامة يحيي بن أبي كثير، فقيه البصرة الحسن، فقيه الكوفة إبراهيم النخعي، فقيه الشام مكحول، وفقيه خراسان عطاء الخراساني.

إلا المدينة فإن الله تعالى خصها بقرشي فقيه غير مدافع سعيد بن المسيب وذكره أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء في خراسان الكبرى، وذكر فقهه عدد العلماء، قال أبو نعيم الأصبهاني كان فقيها كاملا وواعظا وعاملا تزود للارتحال وتيقنوا للانتقال.

وقال يعقوب بن شيبة عطاء الخراساني مشهور له فضائل وعلم معروف بالفوي والجهاد، وقال ابن عبد البر أحد العلماء الفضلاء وله أخبار طيبة عجيبة في فضائله، قال ابن الجوزي كان من أهل العلم والصلاح.

قد يهمك أيضا: الإمام الزهري التابعي (علمه – ثناء العلماء عليه – انجازاته )

وفاة عطاء بن أبي مسلم الخراساني ووصيته

توفي في أريحا ودفن في بيت المقدس سنة 135 هجرية وقيل 133 هجرية، وأوصى بوصيه طويلة: إني لا أوصيكم بدنياكم أنتم مستوصون وأنتم عليا حراص، إنما أوصيكم بآخرتكموتعلمن أنه لن يعتق عبد وإن كان في شرف والمال، إن قال أنا فلان ابن فلان، حتى يعتقه الله تعالى في النار.

فمن أعتقه الله من النار عتق، ومن لم يعتقه الله من النار كان في أشد هلكة أحد قط، فجدوا في دار المعتمل لدار الثواب، وجدوا في دار الفناء لدار البقاء.

قد يهمك أيضا: سعيد بن المسيب ( نسبه – طلبه للعلم -انجازاته – وفاته)

المصادر:

مصدر 1

اترك تعليقاً