الإمام الطبري ( كتبه ومؤلفاته - أقوال العلماء عنه ) - موقع الدكتور علي الربيعي الرسمي

دعوني أعرفكم يا سادة على إمام الحديث، وإمام التاريخ، صاحب التصانيف، شيخ الإسلام، مفتي الأنام، بل وشيخ المفسرين، الإمام محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الشهير بإسم الإمام الطبري ، المولود الخارج من الرحم المبارك بإذن الله عام مائتين و أربعة وعشرين من هجرة النبي العدنان صلى الله عليه وسلم المتوفى عام من ثلاثمائة وعشرة من هجرة النبي المصطفى عليه وعلى آله أصدق السلام.

من هو الإمام الطبري

إن الإمام الطبري يا سادة ليس كأي عالمٍ من علماء الإسلام، فإنه الفقيه الألمعي، المفسر الذي بتفسيره بكت العيون بالأدمعي، المؤرخ الذي في التاريخ قد نال خير المطلعِ، فلقبه العلماء بإمام المفسرين.

وبدأ الإمام الطبري حياته في مدينة آمل بولاية طبرستان ونشأ إمامنا الطبري وكبر وترعرع في هذه البلاد في كنف والده ورعايته الذي شمله بكل الاهتمام والنصح والإرشاد.

وقد رأى فيه والده همةً لطلب العلم، وذكاءً في أمور الحياة، فأخذه وأرشده لحفظ القرآن الكريم وتعلمه، حتى حفظ القرآن الكريم رحمه الله وهو ابن سبع، وصلى بالناس وهو ابن ثمان وكتب الحديث وهو ابن تسع.

محنة الإمام الطبري

ألف الإمام الطبري كتاباً أسماه اختلاف الفقهاء، ذكر فيه الكثير من الفقهاء ولم يذكر الإمام أحمد بن حنبل، فلما سُئل رحمه الله عن سبب عدم ذكره للإمام أحمد بن حنبل قال أنه رحمه الله لم يكن فقيهاً بل كان محدثاً لذلك لم يذكره في كتاب يتناول الفقهاء.

وهذا القول وهذا الفعل دفع الحنابلة ورؤوسهم إلى الغيظ والغضب من الإمام الطبري، فشنعوا عليه، ومنعوا عنه الناس، وسوؤا سمعته حتى ينفض الناس عنه، وبالفعل حُصِر الإمام الطبري بعد هذا التضييق في بيته كما أنهم رموه رحمه الله بالتشيع والرفض، فكان هذا أدعى لانصراف الناس عنه.

وكل ما حصل للإمام الطبري كان باطلاً فهو رحمه الله لم يخطئ في حق الإمام أحمد بن حنبل، بل لقد ذكر الإمام أحمد بن حنبل في كتابه صريح السنة وقال أنه الإمام المُقتدى به ولا يجوز القول بقول غير قوله، وأنه فيه الكفاية وهو الإمام المتبع، ثم ترحم عليه، رحم الله الإمام الطبري.

أقوال العلماء في الإمام الطبري

قال عنه الإمام أبو يعلى الخليلي “أشهر من أن يُذكر جامع في العلوم إمام”.

وقال عنه الإمام أحمد بن محمد الإسفراتيني “لو سافر أحد إلى الصين حتى يحصل تفسير ابن جرير لم يكن كثيراً”

قال عنه الإمام ابن خلكان رحمه الله “كان إماماً في فنون كثيرة وكان ثقة في نقله”.

وقال عنه الإمام الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى “كان عالماً بالسنن وطرقها، صحيحها وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، عارفاً بأقوال الصحابة و التابعين، وعارفاً بمسائل الحلال والحرام”.

قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله تعالى “ثقة صادق، فيه تشيع يسير، من كبار أئمة الإسلام المعتمدين”.

وقال عنه الإمام القفطي رحمه الله تعالى “الإمام العالم العلامة، أوحد الدهر، وفريد العصر”

قال عنه الإمام المبارك بن أثير الجزري “أوثق من نقل التاريخ”.

وقال عنه الإمام جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى “إمام حافظ”.

قال عنه الإمام خليل بن أبيك الصفدي “ثقةٌ في نقله وتاريخه، أوثق من نقل التاريخ، كان إماماً في فنون كثيرة”.

وقال عنه الإمام سبط بن العجمي “شيخ الإسلام ثقة صدوق”.

قال عنه الإمام عبد الوهاب السبكي رحمه الله تعالى “الإمام العلم”.

وقال عنه الإمام عماد الدين بن. كثير الدمشقي “أحد أئمة الإسلام”.

قال عنه الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله تعالى “ما أعلم على أديم الأرض أعلم منه”.

وقال عنه الإمام محمد بن الجزري المقرئ رحمه الله تعالى “أحد الأعلام”.

قال عنه الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى “وأما التفاسير التي في أيدي الناس فأصحها تفسير محمد بن جرير الطبري، فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة، وليس فيه بدعة، ولا ينقل عن المتهمين”.

وقال عنه الإمام بن تغري بردي رحمه الله تعالى “وهو أحد أئمة العلم يُحكم بقوله، ويرجع إلى رأيه، وكان متفنناً في علوم كثيرة، وكان واحد عصره”.