نعرفكم في السطور التالية على مجاهد ابن جبر ، الأمام، وشيخ المفسرين، ومولى للسائب أبن أبي السائب، كما يقولون عنه أنه مولى عبد الله بن ابي السائب، الذي أعطى حياته كلها للقرآن وتفسيره، وقد كان قد آتاه الله العلم على يد بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبهذا أصبح يصنف من التابعين الأفاضل.
ويقال عنه أحيانا مولى الحارس بن قيس المخزومي.
مولد مجاهد ابن جبر
ولد عام ٢١ للهجرة وعاصر على بن أبي طالب كرم الله وجهه وأبن عباس وأبو هريرة وعاصر عظماء الصحابة والتابعين.
علمه
كان عالما بتفسير القرآن، وعالما بالحديث النبوي، وعالما أيضا بالفقه الإسلامي، وكذلك قرائه القرآن.
تلقى العلم على يد عدد من الصحابة والتابعين رحمهم الله جميعا، وكان قد أخذ كثيراً من علم أبن عباس رضي الله عنه فتعلم على يده القرآن الكريم، أضافة لما تعلمه من الحديث والسيرة، كان قد نهل أيضاً من علم هؤلاء الأفاضل المذكورة اسمائهم في الفقرة التالية.
ومن شهادات مجاهد بن جبر على أنه تعلم القرآن الكريم على يد عبد الله هو رواية الأنصاري التي قال فيها: (قال الأنصاري حدثنا الفضل بن ميمون أنه سمع مجاهد أبن جبر رضي الله عنهما يقول: عرضت القرآن على أبن عباس ثلاثين مره)
تتلمذ على يد
من العلماء الأجلاء الذين تتلمذ على يدهم، هم الأشخاص الآتي ذكر أسمائهم:
- عبد الله أبن عباس أبن عبد المطلب.
- أبي هريرة.
- عائشة بنت أبي بكر الصديق.
- سعد أبن أبي وقاص.
- عبد الله أبن عمرو.
- أبي سعيد الخدري.
والعديد من العلماء الأفاضل الآخرين.
تتلمذ على يد من أثناء حفظ القرآن الكريم ؟
تلى عليه من القرآن الكريم شيخنا الأمام أبن كثير، وأبن الداري، وأبو عمرو أبن علاء، وأبن محيصن، رحمهم الله جميعاً، ورضي الله عنهم وأرضاهم.
كما شهد هو على نفسه أنه حفظ القرآن على يد أبن عباس ثلاثين مرة.
قال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا الشافعي عن أسماعيل أبن عبد الله أبن قسطنطين قال: قرأت القرآن على شبل أبن عباد، وقرأ على أبن كثير، وقرأ أبن كثير عن مجاهد، وقرأ مجاهد عن أبن عباس.
أقوال مجاهد ابن جبر
قال حبيب ابن صالح استفرغ علمي القرآن.
وقال مجاهد أبن جبر صحبت أبن عمر بغرض أن أخدمه فكان يخدمني.
قال أيضا: لو كنت قرأت القرآن قرائة أبن مسعود ما كنت احتجت أن اسأل ابن عباس عن كثيراً من الأشياء التي سألتهُ عنها.
وورد عنه أيضا أنه قال: لا أدري ما هي النعمة الأفضل من هاتين النعمتين العظيمتين، الأولي عندما هداني الله لدين الأسلام فهي النعمة الأولى، واما النعمة الثانية فهي أن الله عز وجل قد عافاني من بلاء الأهواء، فكلتا هاتين النعمتين هي أعظم من الأخرى.
وقد قال مجاهد ابن جبر أنه ذات مرة كان يمشي مع عبد الله بن عمر قال له عبد الله قم بنداء هذا الطلل (بيت منهدم)، فنادي بالفعل جبر قائلاً يا خراب أين أهلك ذهبوا، وهنا رد عليه عبد الله قائلاً إن أهل الخراب قد ذهبوا ولكن بقيت أعمالهم.
قال مجاهد أنه ذات مره قام بسؤال عبد الله بن عمر من هو أفضل الحجاج وأعلى الحجاج اجراً، فرد عبد الله هو الحاج الذي كان ماله حلالاً، وكانت نيته خالصةً لله، وكان أيضاً يتميز بالعقل فهذا هو أفضل حاج، وقال: سألت عبد ابن عباس بن عبد المطلب عن هذا الأمر فيما بعد فقام بالتصديق على كلامه.
من أجمل أقواله هو قوله: إن الله جل وعلى يصلح بصلاح العبد ولده وولد ولده.
قال مجاهد: عندما قمنا بطلب العلم لم نكن ننوي أن ننال به رزق من الله، ولكن الله قد رزقنا منه بعد أن أتيناه.
وقال: إن أي شخص مؤمن يموت تقوم الأرض بالبكاء عليه اربعين صباحاً.
أقوال عن مجاهد ابن جبر
روى الأعمش عن مجاهد أبن جبر: أنه كان مجاهد كأنه حمال عندما كان يتكلم وكأنه كان يخرج من فمه اللؤلؤ والمرجان عندما كان يتحدث.
وكان أيضاً جريج يقول: لأن أكون سمعت عن مجاهد فأقول سمعت عن مجاهد هذا يكون أحب ألي من مالي ومن أهلي.
قال الحافظ بن عبد الغني: أن هناك عند المصريين مجاهد آخر.
وقيل أنه ذهب إلى بابل ليبحث عن هاروت وماروت والله أعلم بصحتها.
وقال حميد الأعرج: أن مجاهد كان حمالاً فإذا تحدث خرج من فمه اللؤلؤ.
قال عنه الثوري: مجاهد مولى لبني الزهرة.
وقول الأمام أحمد أبن حنبل متشابه قليلا حيث أنه قال في ابن جبر أنه ولي لعبد الله أبن السائب.
وقال البخاري وأحمد كقول الأمام أحمد أبن حنبل.
قال عنه أبن سعد: أن ابن جبر مولى لقيس.
كما كان يقول قيس هو مولى عبد الله ابن السائب، كما قال أكثر من شخص نفس الكلام.
قال منصور عن مجاهد: لا تنوهوا بي في الخلق.
أبرز ما قيل فيه كان من سفيان الثوري حيث أنه قال: خذو القرآن عن مجاهد أبن جبر، وعن سعيد أبن جبير، وعكرمة، والضحاك.
قال خصيف أن مجاهد أبن جبر أعلمهم بالتفسير.
وقال أبن قتاده ان ابن جبر هو أعلم من بقي بالتفسير.
قال أبن عياش: قلت للأعمش: ما بالهم يتقون تفسير مجاهد ؟ فرد عليه لأنهم كانوا يرونه يسأل أهل الكتاب.
قال عنه أبن خراش: أحاديث مجاهد بن جبر بينه وبين سيدنا على كرم الله وجهه، وأمنا عائشة رضي الله عنها، كان بالمراسلة.
روى أبن أسحاق عن أبان أبن صالح عن مجاهد أنه قال: عرضت القرآن، ثلاث مرات على أبن عباس، وكنت في كل مرة من الثلاث عندما أعرضه عليه كنت أستوقفه واسأله عن كل أية متى نزلت وفيما نزلت وكيف كانت.
قال أبن المديني قد سمع مجاهد بن جبر من عائشة، وقال يحيى القطان: لم يسمع عنها، فقال المديني بل سمع لكنه سمع شيئاً يسيراً.
قد يهمك أيضا: الإمام الزهري التابعي (علمه – ثناء العلماء عليه – انجازاته )
الأشخاص الذين وثقوا مجاهد ابن جبر
قال فيه يحيى ابن معين أن مجاهد ثقة.
وقال فيه أبن سعد: مجاهد ثقة وهو أيضاً، عالم، وكثير رواية الأحاديث، وكذلك، وهو أيضاً فقيه.
قال فيه سلمه أبن كهيل ما رأيت من أحد يريد وجه الله بما لديه من علم إلا هؤلاء الثلاثة: (مجاهد ، وطاووس، وعطاء)
قد يهمك أيضا: القاسم بن محمد ( علمه – مواقف من حياته – انجازاته في الإسلام)
وفاته
توفي سنة 104 للهجرة أي أمه مات في سن ال 83 سنة.
ويذكر أنه عاش معظم فترة حياته تحت حكم دولة الخلافة الإسلامية الأموية، رحمه الله وغفر لنا وله وألحقنا به في جنة الخلد أجمعين.
قد يهمك أيضا: ابو سلمه بن عبد الرحمن بن عوف
المصادر
