You are currently viewing ابو بكر الجعابي ونبذه عن سيرته العطرة

ابو بكر الجعابي ونبذه عن سيرته العطرة

لقد أنعم الله عز وجل على الأمة الإسلامية بالكثير من الفقهاء والعلماء الذين أفادوا العلم والدين بأعظم فائدة، حيث قدم هؤلاء العلماء الأجلاء الكثير من العلم فأحبوا الدين وانخرطوا في دراسته والإلمام به، ويعتبر أبو بكر الجعابي واحداً من هؤلاء الذين أحبوا العلم الديني وخاصة علم الحديث النبوي الشريف، فتعلم العلم وأبدع في تعلمه وجالس الكثير من المشايخ والعلماء، وخلال هذه المقالة سنتعرف علي شخصية ابو بكر الجعابي وما قدمه للدين الإسلامي من علم جليل.

ابو بكر الجعابي

هو الحافظ والبارع والعلامة وقاضي الموصل محمّد بن عمر بن محمّد بن سالم بن البراء بن سبرة بن سيار التميمي والمعروف بالجعابي حيث عين قاضياً لأنه كان من أعلام الموصل حينها وكان معروف عنه العدل والحكمة وامتلك كثيراً من الصفات الحميدة.

 مولده ونشأته

ولد أبو بكر الجعابي في صفر سنة أربع وثمانين ومائتين بالموصل نشأ أبو بكر الجعابي نشأة دينية فحفظ القرآن الكريم منذ حداثته وارتبط بالعلم الديني منذ صغره ارتباطاً وثيقاً فسعي في طلب العلم وهو صغير ولازم الكثير من الأئمة والمشايخ والعلماء في وقته فكان ذو علم غزير وثقافة واسعة منذ صغره، فسمع أبو بكر الجعابي للكثير من الأئمة والمشايخ في زمانه وارتبط علي وجه الخصوص بأبي العباس بن عقدة، فأخذ عنه علم الحديث النبوي الشريف فحفظ الكثير منه و أخذ منه أيضاً شيئاً من التشيع، وكان أبو بكر الجعابي حافظاً مكثراً منذ نشأته، فيقال‏:‏ إنه كان يحفظ أربعمائة ألف حديث بمتونها وأسانيدها، ويذاكر بستمائة ألف حديث ويحفظ من المقاطيع والمراسيل والحكايات قريباً من هذا العدد، و قد كان أبو بكر الجعابي أيضاً يحفظ أسماء الرجال وجرحهم وتعديلهم، ومذاهبهم وأوقات وفياتهم، حتى تقدم في العلم على أهل زمانه فكان ذو فكر متفتح وعقل واسع كما اتصف منذ نشأته بالإخلاص للعلم والحكمة والصدق فيما يقول وينقل فأصبح أبو بكر الجعابي ممن يعتمد عليهم في كافة علوم الدين وخاصة علم الحديث.

علم ابو بكر الجعابي

تعلم أبو بكر الجعابي الكثير من العلوم الدينية واجتهد في تعلمها، فتعلم الحديث وهنا كانت ذروة علمه حيث حفظ الألاف من الأحاديث النبوية الشريفة ورواها، بالإضافة إلي ذلك فقد تعلم التفسير والفقه فكان علامة في الدين حيث لم يقتصر علمه فقط علي علم الحديث، برع أبو بكر الجعابي أيضاً في علوم اللغة فعرف أبعاد اللغة العربية نحواً وبلاغةً وظهر ذلك واضحاً في الأدب الذي كتبه حيث صنف الكثير من المصنفات والتي أوضحت مدي قوته في الأدب والبلاغة وعلوم اللغة العربية.

أقوال العلماء فيه

لقد كانت شخصية أبو بكر الجعابي شخصية جديرة بالحديث، فبعض الناس رأوا فيه عالماً ومحدثاً مخلصاً والبعض الأخر رأي فيه غير ذلك، ومن بعض ما قيل في شخصية أبو بكر الجعابي:

  • قال عنه ابن النديم: ” لقد كان أبو بكر الجعابي من أفاضل الشيعة “
  • وقال عنه أبو القاسم التنوخي : لقد تقلد ابن الجعابي القضاء في الموصل فلم يحمد في ولايته حين ولي
  • قال عنه الخطيب : ” سمعت ابن رزقويه يقول : كان أبو بكر الجعابي يمتلئ مجلسه، ويمتلئ الطريق الذي كان يملي فيه، ويحضر ابن المظفر والدارقطني، ويملي من حفظه
  • قال عنه ابن شاهين : ” دخلت أنا، والدارقطني وابن المظفر على ابو بكر الجعابي وهو مريض يحتضر، فقلت له : هل تعرفني؟ فقال: ألستم فلانا وفلانا ؟ و ذكرنا بأسماؤنا، فخرجنا ومشينا خطوات معدودة، فسمعنا الصائح يصيح بموته، ورأينا كتبه كتل رماد
  • وأضاف عنه الخطيب: ” لقد كان أبو بكر الجعابي كان أحد الحفّاظ الموجودين في زمانه حيث صَحِب أبا العبّاس بن عُقدة وأخذ الحفظ عنه، وله الكثير من التصانيف في الشيوخ والأبواب، ومعرفة الإخوة والأخوات، وتواريخ الأمصار، وكان ذا مذهب معروف في التشيع بالإضافة إلي أنه كان كثير الغرائب “
  • ونقل الخطيب عنه أنّه يقول: ” أحفظ أربعمائة ألف حديث، وأذاكر بستمائة ألف حديث  وبعد ذلك عدّد كُتبه “
  • وقال فيه الدارقطني حين سُئل عنه:‏ ” خلط‏ “‏
  • وقال عنه أبو بكر البرقاني‏:‏ لقد كان صاحب غرائب، و كان مذهبه في التشيع معروف، وحكى عنه قلة دين وشرب للخمر فالله أعلم‏‏
  • وقال فيه أبو علي التنوخي : ” ما شاهدنا في حياتنا أحداً أحفظ من أبي بكر بن الجعابي، وسمعت من يقول عنه أنه يحفظ أكثر من مائتي ألف حديث، ويجيب في مثلها ،وبالرغم من ذلك فقد كان يفضل أن الحفاظ بأنه كان دوماً يسوق المتون بألفاظها، وكان أكثر الحفاظ في زمانه يتسمحون في ذلك، فقد كان أبو بكر الجعابي إماما في علم الرجال والعلل ومعرفة تواريخهم، ولم يوجد في زمانه من يتقدمه.

إنجازاته في خدمة الإسلام

تعتبر إنجازات أبو بكر الجعابي في الإسلام مقتصرة علي العديد من الأحاديث النبوية الذي رواها، إذ أنه ورغم كتابته العديد من المصنفات والمؤلفات التي كانت تفيد الدين بشكل أو بآخر فإنه قد أوصي بحرقها جميعاً ولم يتبق منها شئ وكانت تلك الكتب والمصنفات تتحدث في علم الرجال وكافة علوم الدين ولكن مابقي هو الأحاديث الذي رواها الأخرون عنه.

مؤلفات ابو بكر الجعابي

قدم أبو بكر الجعابي خلال حياته العديد من المؤلفات والمصنفات في علم الرجال، وبالرغم من ذلك فلم يبق شئ من هذه المصنفات فحين اقتربت وفاته أوصي بحرق كتبه كُلها فحُرقت، وحرقت العديد من الكتب التي كانت عنده لمشايخ أخري، ومن بعض مؤلفاته:

  • كتاب ذكر مَن روى مؤاخاة النبي لأمير المؤمنين
  • كتاب أخبار آل أبي طالب
  • كتاب مَن روى حديث غدير خُم
  • كتاب أخبار بغداد وطبقات أصحاب الحديث فيها. كل ذلك ذكره النجاشي في ترجمته
  • كتاب الشيعة مِن أصحاب الحديث وطبقاتهم
  • كتاب مَن روى الحديث مِن بني هاشم ومواليهم
  • طرق مِن روى عن أمير المؤمنين
  • كتاب موالي الأشراف وطبقاتهم

بعض شيوخه

تعلم أبو بكر الجعابي علي يد الكثير من الأئمة والفقهاء، بالإضافة إلي ذلك فقد حدث عن الكثير منهم ونقل عنهم الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة الذي حفظها، ومن بعض هؤلاء الذين نقل عنهم الحديث:

  • أبي خليفة الفضل بن الحباب
  • وعبد الله بن محمد البلخي
  • محمد بن يحيى المروزي
  • يحيى بن محمد الحنائي
  • ويوسف بن يعقوب القاضي
  • محمد بن حبان بن الأزهر

قد يهمك أيضا: القاسم بن محمد ( علمه – مواقف من حياته – انجازاته في الإسلام)

بعض تلاميذه

حدث عن أبو بكر الجعابي خلق كثير إذ نقل الكثير منهم الأحاديث النبوية الشريفة عنه ومن بعض هؤلاء الذين تعلموا علي يديه أو نقلوا عنه الحديث النبوي الشريف:

  • أبو حفص بن شاهين
  • ابن رزقويه
  • ومحمد بن الحسين بن الفضل القطان
  • القاضي أبو عمر الهاشمي البصري
  • أبو نعيم الحافظ
  • أبو الحسن الدارقطني

قد يهمك أيضا: سالم بن عبدالله بن عمر (علمه – انجازاته في خدمة الإسلام)

وفاته

مات أبو بكر الجعابي في شهر رجب عام خمس وخمسين وثلاثمائة وحين احتضر أوصى أن تحرق جميع كتبه فحرقت، وأوصي أيضاً بحرق العديد من الكتب الذي كانت عنده لمشايخ أخري فأُحرقت كذلك، ولما خرجت جنازته كانت نائحة الرافضة ” سكينة ” تنوح عليه حين مات.

قد يهمك أيضا: ابو سلمه بن عبد الرحمن بن عوف

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

الفهرست لابن النديم ص337.

تاريخ بغداد ج3 ص236 و 238

اترك تعليقاً