You are currently viewing ابن بشكوال القرطبي وأقوال العماء فيه

ابن بشكوال القرطبي وأقوال العماء فيه

ابن بشكوال القرطبي هو القاسم خلف الأنصاري الخزرجي بن عبد الملك الأندلسي القرطبي، ولقد عمل قاضي وكان مؤرخ أندلسي، ولد في عام 494 هجريا و 1101 ميلاديا، وعاش في قرطبة حتى توفي في نفس البلد،  وله العديد من المؤلفات أكثر من خمسين كتاب، ومن أشهر كتبه هو كتاب الصلة الذي جمع فيها كل تراجم أعيان الأندلس ولقد رتب أسماؤهم ابجديا، لذلك سوف نتحدث بالتفصيل عن حياة ابن بشكوال القرطبي.

سيرة ابن بشكوال القرطبي

الإمام ابن بشكوال هو الإمام الحافظ المؤرخ الفقيه الناقد محدث الأندلس، ويعد ابن بشكوال واحد من أهم المؤرخين وأصحاب الأخبار الحقيقة في العصر المرابطي، وهو: أبو القاسم الخزرجي الأندلسي ابن بشكوال القاضي المالكي الزاهد، وكان لقبه هو ابن بشكوال القرطبي.

ولد في قرطبة يوم الاثنين الثالث من ذي الحجة سنة 494 هجريا، وأما لقبه بشكوال هو كلمه إسبانية تشير إلى بسكا ومعناه هو عيد الفصح.

لقد تحدث ابن الآبار في الكثير من المؤلفات أن ابن بشكوال ألف كتب مثل أخبار قضاة قرطبة، وكتاب الفوائد المنتخبة والحكايات المستغربة وكان هذا الكتاب يعد اختصارا لكتاب المنتخب الذي يدون فيه تاريخ الرؤساء الفقهاء والقضاة لأبي جعفر بن مطاهر، وله العديد من الكتب الأخرى لا نعرف عنها أي معلومات.

إنجازاته في الإسلام

تولي ابن بشكوال عقد الشروط في البلدة الذي كان فيها، وقد عمل في القضاء في بعض الأماكن في إشبيليه تحت القاضي أبي بكر بن العربي، ولكن لم يكن يعيرها الاهتمام الكبير لأنه كان منشغل في تحصيل العلم وتأليف الكتب والرسائل.

رحلة ابن بشكوال القرطبي في تحصيل العلم

لقد بدأ ابن بشكوال الحياة في العلم منذ كان عمره سنة واحدة فقط، ويعود ذلك إلى أن والده أبو مروان كان من علماء الفقه والقراءات، وكان أخوه أبا عبد الله محمد بن عبد الملك أيضا من العلماء الكبار في الرواية والفقه، وأنهما كانا تلاميذ لدى والدهم وتعلموا منه الكثير من العلوم.

وذهب ابن بشكوال إلى قرطبة وإشبيلية من أجل تعلم علوم الحديث والفقه، ولم يرحل من الاندلس وفضل البقاء فيها من أجل التعلم من الشيوخ الكبار وكان له حوالي مائة من الشيوخ.

ولقد عمل ابن بشكوال في القضاء لمدة قصيرة في بعض المناطق في إشبيلية نيابه عن أبي بكر ابن العربي، وقد عمل أيضا في عقد الوثائق في قرطبة، ولكنه كما قلنا لم يهتم بهذه الأعمال لأنه كان يسعى في تطوير نفسه في العلوم والدروس والتأليف والتاريخ.

وقد نال ابن بشكوال الكثير من المعرفة المتميزة في الحديث الذي كان يرويه أو يسنده، وإن ابن الأبار وصف ابن بشكوال أنه كان من أهم العلماء في الحديث في قرطبة، وايضا كان يحب التاريخ لذلك أصبح من أهم المؤرخين في التاريخ، ولذلك قالوا عليه أنه لم يكن له مثيل في التاريخ الأندلسي سواء في التاريخ الماضي أو الحديث.

أساتذة ابن بشكوال القرطبي

كما قلنا من قبل أن ابن بشكوال كان يحب العلم وتلقي تعليمه في قرطبة وإشبيلية وتعلم على يد أكثر من مائة من العلماء ومنهم:

  • أبو بكر يحيى بن خلف
  • بن زكريا الفهرس القرطبي
  • أبو الوليد بن رشد الكبير الفقيه المالكي قاضي الجماعة في قرطبة
  • أبي بكر بن العربي
  • أبا محمد بن عتاب ويعتبر الشيخ الأفضل لدي ابن بشكوال
  • أبي بحر بن العاص وتعلم الكثير من طبقاته
  • أبو علي الصدفي
  • ابن رشد
  • أبي بحر الأسدي.

تلاميذ ابن بشكوال

تعلم الكثير من التلاميذ من ابن بشكوال وهما:

  • الإمام البارع الحافظ المتقن ابن خير
  • الحافظ ابن القنطري
  • الإمام ابن لقي بن خلد وهو قاضي الجماعة في مراكش
  • ابن السراج
  • أبي الحسن بن الضحاك
  • أبي بكر بن سمحون

وقال ابن الأبار في ذلك: والرواة عنه لعلو الإسناد وسَعَة المسموع لا يُحْصَوْن كثرة.

أقوال العلماء عنه

كان الائمه يمدحون بكثرة ابن بشكوال ويقولون عنه أنه صدق البصر ولا يعرف التهاون وأنه كان جاد في العلم وأنه يتميز بحسن النية.

  • قال ابن الأبار عنه: بقية المُسْنِدين بقُرطبة، والمسلّم له في حفظ أخبارها ومعرفة رجالها وكان رحمه االله متسعَ الرواية، شديد العناية هبا، عارفًا بوجوهها، حجة فيما يرويه ويسنده، مقلَّدًا فيما يُلقيه ويُسمعه، مقدَّمًا على أهل وقته في هذا الشأن، معروفًا بذلك، حافظًا، حافلًا، أخباريًا مُمَتَّعًا، تاريخيًا مفيدًا. ذاكرًا أخبار الأندلس القديمة والحديثة، وخصوصًا لما كان بقُرطبة، حاشدًا مكثرًا، روى عن الكبار والصغار، وسمع العالي والنازل، وكتببخطه علمًا كثيرًا.
  • ، وأسند عن شيوخه نَيِّفًا وأربع مئة كتاب بين كبير وصغير وعُمِّر طويلًا، فرحل الناس إليه، وأخذوا عنه، وانتفعوا به، ورغبوا فيه، وحدثنا عنه جماعة من شيوخنا الجِلّة، ووصفوها بصلاح الدِّخْلة، وسلامة الباطن، وصحة التواضع، وصدق الصبر للراحلين إليه، ولين الجانب، وطول الاحتمال في الكَبْرَة للإستماع رجاء المثوبة.
  • وقد ذكر ابن الأبار كل هذه الجمل والثناء في أحاديثه عن ابن بشكوال في كتابته، ولم يستطيع اي شخص ان يقول عكس ذلك او أن ابن الأبار كذاب، وقد عاش حتى عمر الثمانين، وانه كان يكره بشدة السؤال عن مولده وكان يقول في ذلك: أقبل على شأنك، ليس من مروءة الرجل أن يخبر بسنة.

غزارة علم ابن بشكوال القرطبي

يمتلك ابن بشكوال القرطبي الكثير من العلم الواسع والغزير في علم الحديث، فكما وصفه العلماء أنه آخر حجة في علم الحديث بقرطبة، كما أنه قد اكتسب معرفة غزيرة بسبب تاريخ وطنه، فلم يكن له مثيل في تاريخ الأندلس إن كان في العصر القديم أو الحديث.

قد يهمك أيضا: ابو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أحد فقهاء المدينة

مؤلفاته

تمتع ابن بشكوال بأسلوب ممتع جدا في تأليف الكتب كما أنه كان يؤلف الكثير من الكتب، ولدينا معرفة ببعض الأسماء الخاصة بكتبه، والبعض الاخر لا نعرف عنها شيء ومن هذه الكتب التي نعرفها هي:

  • الصلة في علماء الأندلس.
  • غواص الأسماء المبهمة.
  • كتاب المعرفة العلماء الأفاضل.
  • اختصار تاريخ أبي بكر القشي.
  • أخبار سفيان بن عيينة.
  • قضاة المغرب.
  • طرق الحديث المغفر.

قد يهمك أيضا: خارجه بن زيد ( علمه وفضله – انجازاته – ثناء العلماء عليه )

وفاة بن بشكوال القرطبي

تعد حياة ابن بشكوال حياة مليئة بالعطاء والتعلم، وقد توفي ابن بشكوال رحمة الله تعالي في قرطبة يوم الأربعاء في شهر رمضان سنة 578 هجرية و 1183 ميلاديا، وكان قد بلغ من العمر ثلاث وثمانون سنة وتسعة أشهر وخمسة أيام، وتم دفنه في مقبرة في قرطبة بجوار قبر الإمام الفقيه يحيى بن يحيى بن كثير الليثي تلميذ الإمام مالك بن أنس رحمهم الله جميعا.

قد يهمك أيضا: سعيد بن المسيب ( نسبه – طلبه للعلم -انجازاته – وفاته)

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

مصدر 5

المصدر 6

مصدر 7

اترك تعليقاً