أبو يعلي الخليلي بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن الخليل القزويني، كان من أهم رجال الدين وعلم الحديث والجرح والتعديل عند أهل السنة، كما كان قاضيا وأهل ثقة وحافظا، وعارف بالرجال بالعلل وكان عالي الإسناد، لذلك سوف نتعرف بالتفصيل عن حياة أبو يعلى الخليلي، وأهم انجازاته في خدمة الإسلام.
سيرة أبو يعلي الخليلي
لقد نشأ الحافظ الخليلي في بيت كله علم وصلاح في الدين، لذلك أحب هذا الشأن فقد كان يحضر ويجلس في مجالس العلم في سن صغير، كما أنه تقدم وبدأ في سماع العلم وهو في سن صغير عند أو شيخ تتلمذ على يده، وكان عمره في ذلك الوقت لا يتعدى 5 سنوات،
فكان في تلك الفترة هناك نضج فكري في قزوين، وبسبب هذا أدى إلى وجود تحصيله كبيرة من العلم في شتى مجالات الدين، مع وجوده في أسرة وهبت حياتها للعلم فهو ترعرع من خلال توجيهات والده وأيضا جده وأعمامه، وهذا ما جعله يبلغ مكانه كبيرة من العلم فقد تم الإشارة إليه بالبنان.
غزارة علمه
أبو يعلي الخليلي يمتلك من العلم الكثير بسبب تلقيه للعلم منذ سن صغير، كما استفاد العلماء من مؤلفاته ومصنفاته، لكن لم يبقى في العصر الحالي سوى كتاب الإرشاد في معرفة علماء الحديث، فهذا يعد من أهم مصنفاته وأكثرها تداول وشهرة.
الخليلي قد سافر لبلاد كثيرة لتلقي العلم وكان له تأثير كبير في تلك البلاد، فقد تلقى العلم هناك على يد كبار الشيوخ وبدأ في نشر هذه العلوم بين المسلمين، فقد بدأ رحلته في طلب العلم منذ صغره وتواصل مع العالم الحافظ أبي عبد الله الحاكم النيسابوري ولازمه فترة.
كما سأله على كافة المسائل ولمعرفة العلل فاستفاد منه استفادة كبيرة، كما أنه تتلمذ على يد عدد كبير من شيوخ خراسان، فهو لم يدرك شيخ معروف وله شهرة في عصره إلى وقد ذهب له تلقى من علمه لذلك جمع علم غزير في كافة علوم الفقه والحديث.
شيوخه
- الحافظ أبي عبد الله الحاكم النيسابوري.
- محمد بن إسحاق الكيساني.
- محمد بن سليمان بن يزيد الفامي.
- القاسم بن علقمة.
- علي بن عمر القصار.
تلاميذه
- إسماعيل بن عبد الجبار بن ماكي.
- أبو بكر بن لال ووالده أبو زيد واقد بن الخليل.
مؤلفاته
لقد قام أبو يعلى الخليلي بكتابة عدد كبير من المؤلفات والمصنفات لكن ما ظل حتى الآن هو كتاب يسمى الإرشاد في معرفة علماء الحديث، وهذا الكتاب هو من أشهر الكتب في علم الجرح والتعديل، فهو كتاب كبير قد تم التحدث فيه عن المحدثين وغيرهم وذلك على ترتيب البلاد إلى زمانه، قام أبو يعلى الخليلي: خليل بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الخليل القزويني بتأليف هذا الكتاب، وقد تحقق منه الدكتور محمد سعيد عمر إدريس، وتم نشر الكتاب في العصر الحالي في مكتبة الرشد الرياض.
وعن كتاب الإرشاد
- قسم عن الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتم تقسيمه إلى عدة أقسام منها: الأحاديث الصحيحة والمتفق عليه، وصحيح معلول والصحيح المختلف فيه، وأيضا الشواذ والأفراد وما أخطأ فيه الإمام، وأيضا الأحاديث التي قد أخطأ فيها سيء الحفظ وهذا يضعفه وأيضا وضعه من لا دين له.
- تحدث عن الأحاديث الصحيحة المعلول، فالعلة قد تقع الأحاديث في جوانب وأنحاء شتى ولا يمكنك أن تحصرها، فمنها أن يروي الثقات حديثا مرسلا، وقد ينفرد به ثقة مسندا فإن كان السند صحيح وحجة فلا تضره علة الإرسال.
- قام بتوضيح بمعرفة الشاذ وأما الشواذ: فقد قال الإمام الشافعي وأيضا جامعة أهل الحجاز أن الشاذ عندنا ما يرويه الثقات بلفظ واحد كما يرويه ثقة خلافه زائدا أو ناقصا، والذي عليه أن يحفظ الحديث هو ما ليس له إسناد واحد يشذ وبذلك شيخ ثقة أو بغير ثقة فما كان من غير ثقة.
- كما تحدث عن أهل المدينة وذلك لأنها مكان هجرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كما أنها المدينة التي تم دفنه فيها، كما دفن فيها الكثير من الصحابة، المدينة تمتلك عدد كبير من الفقهاء وأكثر الصحابة من أهل المدينة، مثل: سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير بن العوام، عبيد الله بن عبد الله بن عتبة.
- تحدث عن عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب عالم ومتفق عليه ومخرج.
- تحدث أيضا عن أخوه عبد الله بن عمر بن حفص فهو ثقة كما أنه من الحفاظ لم يرضوا حفظه، لم يخرج ذلك في الصحيحين.
- وأيضا تحدث عن فليح بن سليمان المدني وأخرج أحاديثه البخاري في الصحيح وأيضا أكثر عنه وقد تحدث عن البخاري وعن الحفاظ.
إنجازاته في الإسلام
قد أبو يعلى الخليلي الكثير للإسلام والمسلمين، نشأته في اسرة محبة للعلم وللدين غرس فيه كل تعاليم الدين الإسلامي الصحيح، لذلك أفاد المسلمين منذ كان عمره صغير، تعلم على يد عدد كبير من الشيوخ لذلك أصبح فقيه وعالم بعلم الحديث والإسناد والجرح والتعديل، كما أنه عمل كقاضي لفترة بسبب أنه يمتلك حكمة وذكاء عالي عن شباب عصره.
قد يهمك أيضا: ابو سلمه بن عبد الرحمن بن عوف
أقوال العلماء عن أبو يعلي الخليلي
لقد أخبرنا الحسن بن علي اليونسي وأخبرنا جعفر بن علي، أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ، وأخبرنا أيضا إسماعيل بن عبد الجبار يقزوين، وأخبرنا أبو يعلى الخليلي، وأحمد بن محمد الزاهد وعبد الملك بن عدي، لقد حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح والشافعي ويحيى بن سليم، أن عن عبيد الله بن عمر عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى بهن صلاة الكسوف ركعتين، كل ركعة بركوعين وسجدتين.
أبي يعلي الخليلي قال: لقد أخبرنا الحسن بن عبد الرزاق وحدثنا علي بن إبراهيم بن سلمة القزويني، وحدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني سليمان بن دواد الهاشمي، حدثنا الشافعي وقد تفرد به الإمام الشافعي، والإمام أحمد قد أخذ عن يحيى بن سليم الطائفي فقد روى هنا عن رجل.
كما حدثنا أحمد بن محمد بم عمر الزاهد بنيسابور، وقد حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي، وقد حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( صلاة الرجل في الجماعة تزيد على صلاته وحده سبعا وعشرين درجة) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا متفق عليه بتعديل الرواة غلى آخره من أوله، لقد أخرجه البخاري عن التنيسي عن مالك وقد اتفق عليه ثقات أصحاب مالك: الشافعي واقرانه كان قياس الموضوع على هذا الإسناد.
قد يهمك أيضا: سالم بن عبدالله بن عمر (علمه – انجازاته في خدمة الإسلام)
وفاة أبو يعلي الخليلي
لقد توفي أبو يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن الخليل القزويني عام 446 هجرية في مدينة قزوين، وقد اتفق العلماء على ذلك وأيضا المؤرخون وكان عمره حوالي 80 عام، وبذلك توفي العالم الجليل أبو يعلى الخليلي وترك لنا علم كبير في علم الحديث وفي علم الفقه والإسناد والجرح والتعديل.
قد يهمك أيضا: القاسم بن محمد ( علمه – مواقف من حياته – انجازاته في الإسلام)
المصادر:
الأعلام – خير الدين الزركلي
الوافي بالوفيات – صلاح الدين خليل بن أيبك
سير أعلام النبلاء – شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي
الإكمال
