ابن الأخرم النيسابوري ونبذه عن سيرته العطرة - موقع الدكتور علي الربيعي الرسمي

يعتبر ابن الأخرم النيسابوري واحداً من أعظم المحدثين وعلماء الإسلام الذين حدثوا عن كثير من الأئمة والفقهاء الذي أنعم الله عز وجل بهم على الدين الإسلامي، إذ قدم كسائر علماء الدين الكثير من الخدمات الجليلة التى أفادت الدين والعلوم الدينية ، بالإضافة إلي ذلك فقد اتصف بحسن الخلق والعديد من الصفات الحميدة والتي ميزت شيوخ الإسلام والمجتهدين فيه عمن سواهم.

ابن الأخرم النيسابوري

هو الإمام والمحدث والعلامة أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني النيسابوري بن الأخرم، وقد كان يعرف قديمًا بابن الكرماني، وهو إمام كبير من أئمة المسلمين ، ومن أكثر المحدثين ثقة وإبداعاً في رواية الحديث فحفظ الكثير من الأحاديث وجمع الكثير منها، وبالرغم من ذلك فلم يرحل عن بلده في طلب الحديث بل أفاد واستفاد بعلم بلاده في الحديث.

مولده ونشأته

ولد ابن الأخرم النيسابوري عام 250 من الهجرة بنيسابور ونشأ على صحيح الدين وأخلاقه الحميدة، فتعلم الحديث منذ حداثته وحفظ الكثير منه، كما حفظ القرآن الكريم وسعي لطلب العلم فأحبه العلم، جالس الكثير من معلميه منذ نشأته فكانت نشأته نشأة دينية سليمة، فسمع لشيوخه ومعلميه وأخذ عنهم الكثير من العلم والثقافة الدينية وأثر كل هذا في شخصيته الدينية فكونت شخصية مبدعة وعظيمة ومنجزة في الدين الإسلامي، بالإضافة إلي ذلك فقد نشأ ابن الأخرم النيسابوري علي عادات نيسابور الحميدة كالصدق والإخلاص والأمانة وقد أفاد ذلك في دراسته، للحديث فكان في نقله أميناً صادقاً متبيناً وقد شهد جنازة الإمام محمد بن يحيى الذهلي في نشأته وصلى عليه، وكان هذا هو المعروف عن نشأته الذي تناقلها الجميع فكانت خير نشأة على العلم والأدب الديني وساهمت فيما قدم من علم جليل وفيما روي من حديث نبوي شريف متصف بالصحة فيما بعد.

علم ابن الأخرم النيسابوري

تعلم ابن الأخرم النيسابوري العلم الديني فاجتهد في تعلمه، فحفظ القرآن الكريم في بداية رحلته العلمية ودرس الفقه واطلع عليه وجالس كبار أساتذته من الفقهاء ، ثم اتجه ابن الأخرم لدراسة الحديث النبوي الشريف فجالس كبار المحدثين واستمع لهم وحفظ عنهم فكان حافظاً متقناً كما روي ابن الأخرم النيسابوري عن كثير من الأئمة والفقهاء والمحدثين الكثير من الأحاديث النبوية الشريف، كما تعلم من شيوخه الكثير من العلم فلازمهم وكتب عنهم الكثير وفهم عنهم الكثير أيضاً، كما أخذ عنهم صفات الإسلام الحميدة، وكانت رحلته العلمية مليئة بالمواقف الإنسانية فأخذ عنها حسن الخصال والطباع فكان معروفاً بإنسانيته وحبه للعلم، واشتهر أيضاً ابن الأخرم بالكثير من صفاته الحميدة كالصدق والأمانة والتي ظهرت فيما ينقل عن حديث صحيح المسند والمتن فكان شغوفاً في مجمل الأمر بالعلم، محباً للاطلاع، متفقهاً في العلوم الدينية كافة ولأنه لم يرحل عن بلدته نيسابور فقد استفاد أجل إفادة بعلومها الغزيرة حيث كانت من البلاد الرائدة في العلوم الدينية في وقته.

أقوال العلماء فيه

كانت خدمات ابن الأخرم الجليلة للدين محل تقدير واهتمام بين العلماء فقيل عنه وعن علمه:

قال عنه أبو عبد الله الحاكم النيسابوري : لقد كان ابن الأخرم النيسابورى صدر أهل الحديث ببلدنا بعد ابن الشرقي، فكان يفهم ويحفظ ويتدبر و قد صنف أيضاً كتاب ” المستخرج على الصحيحين ” وصنف كتاب ” المسند الكبير ” وحين سأله أبو العباس السراج ليخرج كتاباً له على صحيح مسلم ففعل
وأضاف الحاكم أنه سمع أبا عبد الله بن الأخرم غير مرة ، يقول : لقد ذهب عمري وأنا أجمع هذا الكتاب –وكان يقصد كتاب المستخرج وسمعه يتندم على تصنيفه ” المختصر الصحيح “، و كان يقول : إنه لمن حقنا أن نجهد في زيادة صحيح الحديث النبوي الشريف وكان أبو عبد الله ابن الأخرم من أنحى الناس وأكثرها أدباً وعلماً واحتراماً، فلم يؤخذ عليه لحن قط، وله كلام حسن في علم الرجال والعلل.
وقال الحاكم : لقد حضرنا مجلس الصبغي ذات مرة ، وحضر ابن الأخرم و أبو علي الحافظ ، ، فأملى الصبغي عن إبراهيم الهسنجاني عن أبي الطاهر عن ابن وهب عن يونس عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا : ” من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدركها ” فرد ابن الأخرم : من قال فيه يا أبا علي ” قد أدركها كلها؟ “
فقال : هذا لا نحفظه إلا من حديث عبيد الله بن عمر ، الذي رواه عن الزهري
فرد عليه أبو عبد الله ابن الأخرم قائلاً : ” بلى فقد كان ذلك في حديث حرملة الذي رواه عن ابن وهب عن يونس أن من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدركها كلها فقال له أبو علي : ” حدثناه ابن قتيبة ، عن حرملة ، ولم يقل ” قد أدركها كلها “
وقال عنه الذهبي : ” إن ابن الأخرم هو الإمام الحافظ المتقن الحجة “
وقال فيه عبد الحي بن العماد الحنبلي : ” إن ابن الأخرم هو الحافظ ومحدث نيسابور “
وقال عنه محمد بن إسحاق بن خزيمة : ” لقد كان يقدم ابن الأخرم على أقرانه “

إنجازاته في خدمة الإسلام

لابن الأخرم النيسابوري العديد من الانجازات في خدمة الدين الإسلامي، إذ نقل وروي الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة عن العديد من رواة الحديث قبله، فكتب وحفظ عنهم ليروي حديثاً صحيح المسند، كما ألف كتابه الوحيد ” المسند ” والذي جمع فيه الكثير من الأحاديث الصحيحة الذي رواها عن المحدثين من قبله وكان هذا الكتاب من مراجع الأحاديث الهامة لمدة طويلة من الزمن، أفاد الإسلام أيضاً بفقهه وبراعته في تدريس العلم فأسس جيلاً من المحدثين الذين نقلوا الحديث النبوي الشريف بصدق وإخلاص، وكان من العلماء التي أفادت نيسابور بعلمها الغزير وثقافتها الواسعة، بالإضافة إلي ذلك فقد كان ابن الأخرم واحداً من الفقهاء الذين يخطبون في الناس ويعلمونهم أمور الدين والدنيا فكان من المسموعين الأتقياء، وكان علمه فذاً فكان الشيخ والإمام والمحدث وصاحب التصنيف ابن الأخرم النيسابوري.

بعض شيوخه

روي ابن الأخرم النيسابوري عن كثير من الأئمة والفقهاء والمحدثين الكثير من الأحاديث النبوية الشريف، كما تعلم من شيوخه الكثير من العلم فلازمهم وكتب عنهم الكثير وفهم عنهم الكثير أيضاً، كما أخذ عنهم صفات الإسلام الحميدة، ومن أبرز هؤلاء الذين أثروا في شخصية ابن الأخرم الدينية:

ضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم بن الضحاك
ربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل
إسحاق بن إبراهيم بن عباد
علي بن حرب بن محمد بن علي بن حيان
محمد بن إسماعيل بن مسلم بن دينار
محمد بن النضر بن عبد الوهاب

قد يهمك أيضا: عروة بن الزبير (علمه – مواقف من حياته – انجازاته – وفاته)

بعض تلاميذه

تتلمذ علي يد ابن الأخرم النيسابوري الكثير من الأئمة والعلماء والفقهاء والمحدثين، إذ أبدع الكثير منهم في النقل عنه فأخذوا منه علم الحديث ورووه عنه بدقة وإخلاص، وأخذوا عنه أيضاً العديد من الصفات الحميدة الذي اتصف ابن الأخرم بها، ومن أبرز هؤلاء العلماء والمحدثين الذين أخذوا العلم عن ابن الأخرم أو رووا عنه الحديث النبوي الشريف فكانوا من الثقات: