You are currently viewing أبو أحمد الحاكم ونبذه عن سيرته العطرة

أبو أحمد الحاكم ونبذه عن سيرته العطرة

لقد جاء علي ديننا الإسلامي الكثير من الأئمة والعلماء والفقهاء الذين ساهموا في رفعة الدين الإسلامي وأفادوه بإنجازاتهم العظيمة أجل إفادة، فكان هؤلاء العلماء شمعة مضيئة تنير الطريق لكافة المسلمين والمجتهدين في طلب العلم فكانوا يأخذون عن كتبهم وأعمالهم الكثير، وفي هذا المقال سنتعرف علي واحداً من أبرز هؤلاء العلماء الذين أناروا الطريق لكثير من المسلمين والمجتهدين في طلب الحديث ألا وهو أبو أحمد الحاكم حيث كان أبو أحد واحداً من أبرز العلماء الذين قدموا الكثير للعلم والدين .

أبو أحمد الحاكم

هو الإمام والمحدث والعلامة وصاحب التصانيف محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق، إشتهر بأبي أحمد النيسابوري وكان نسبه الكرابيسي أيضاً، كان هو محدث خراسان في عصره، كما تقلد منصب القضاء في الكثير من المدن كالشاش، حيث تقلد منصب القضاء في الشاش لمدة أربع سنين، ثم بعد ذلك تقلد هذا المنصب في طوس وبعدها عاد إلي بلدته نيسابور عام 345 ه فأقبل علي التأليف والعبادة وتفرغ للدين.

 مولده ونشأته

ولد عام 285 هـ، 898 م بنيسابور  ونشأ نشأة دينية فتعلم العلم الديني منذ حداثته فأبدع في تعلمه، ولازم شيوخه وفقهاؤه فأخذ عنهم علماً وافراً حيث حفظ أبو أحمد الحاكم القرآن الكريم صغيراً  كما برع في دراسة كافة العلوم الدينية كالتفسير بالإضافة إلي دراسته لقواعد اللغة العربية منذ نشأته، فكان أبو أحمد الحاكم من طلاب الإسلام المجتهدين والمحبين لدراسة العلم، وبالإضافة لهذه العلوم فقد درس أبو أحمد الحاكم الحديث وهنا كانت ذروة إبداعه في العلم الديني فعرف السند والمتن وجالس كبار المحدثين فحفظ عنهم الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة وظهر حفظه المتقن فيما رواه من حديث بعد ذلك فكان من أفضل من رووا الحديث النبوي الشريف وأكثر العلماء علماً واجتهاداً، فكانت نشأة أبو أحمد الحاكم الدينية دافعاً عظيماً له ليستمر في علم الحديث والعلوم الدينية كافة، كما شغل منصب القضاة لعلمه الغزير فكان فاصلاً بين الناس بقوله وحكمه.

علم أبو أحمد الحاكم

كان من أكثر الناس علماً وأدباً فقد كان طالباً إسلامياً شاملاً إذ جمع الكثير من علوم الدين في عقله، فحفظ القرآن الكريم حفظاً متقنا ولم يكتفي بذلك فدرس تفسيره دراسة متقنة كما درس أبو أحمد الحاكم الفقه أيضاً واطلع علي علومه كاملة فجالس الكثير من الفقهاء والعلماء وسمع لهم، أما علم الحديث فقد كان هو العلم الذي أبدع في دراسته أشد الإبداع إذ عرف أبو أحمد الحاكم السند والمتن وحفظ الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة فأحسن الحفظ والفهم والتدبر فكان علامة بحكم الكثير ممن عاصروه أو قرأوا عنه، كما برع أيضاً في تعلم علوم اللغة العربية وظهر ذلك واضحاً فيما قدمه من مصنفات ثمينة لازالت تفيد الدارسين والمجتهدين في طلب العلم الي يومنا هذا، وكانت هذه نبذة عن علمه.

أقوال العلماء فيه

  • قال فيه الحاكم ابن البيع: لقد كان أبو أحمد الحاكم هو إمام عصره صنعة الحديث النبوي الشريف، فكان كثير التصنيف ، وكان مقدم في معرفة شروط الصحيح والكني والأسامي فكان نعم العالم كما طلب أبو أحمد الحاكم الحديث وهو ابن نيف وعشرين سنة وقال فيه الكثير إلى أن قال : لكن أبو أحمد الحاكم لم يدخل مصر، فكان مقدما أولاً في العدالة وبعد ذلك ولي القضاء في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وبعدها قلد قضاء الشاش، فحكم في الشاش أربع سنين وبضعة أشهر، وبعدها عين في قضاء طوس، وحين كنت أدخل عليه فأجده ممسكاً بالمصنفات في يديه ويقبلها ويحكم ، وفي عام خمس وأربعين أتى إلي نيسابور، ولزم منزله ومسجده مفيداً وأقبل علي التصنيف والعبادة إقبالاً شديداً، ثم توفي وأنا غائب .
  • وقال الحاكم فيه أيضا : ” كان أبو أحمد واحداً من الصالحين الثابتين على السلف وسننه، وكان من أكثر الناس إنصافاً فيما نعتقده في أهل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم كما قلد القضاء في أماكن عديدة
  • وقال عنه أبو عبد الرحمن السلمي : ” لقد سمعت أبا أحمد الحافظ يوماً ما يقول : لقد حضرت مع الشيوخ عند نوح بن نصر أمير خراسان، فقال لي وللجالسين: من منكم يحفظ حديث أبي بكر في الصدقات ؟ ولم يكن أحداً من الجالسين يحفظه، فقلت لوزيره : أنا أحفظ الحديث وقد كنت حينها في حداثتي فقال الوزير: ها هنا فتي من نيسابور يحفظ حديث أبي بكر في الصدقات، فرويت الحديث، وحينها قال الأمير: لا يضيع مثل هذا وولاني قضاء الشاش حينها
  • وقد قال عنه ابن البيع : ” لقد سمعت أبا أحمد يقول : سمعت يوماً ما أبا الحسين الغازي يقول : سمعت عمرو بن علي، سمعت يحيى بن سعيد يقول : ياللعجب من أيوب السختياني فإنه يدع ثابتا البناني ولا يكتب عنه شئ ” وقد قيل إن بعض العلماء نازعه في عمرو بن زرارة النيسابوري وعمر بن زرارة أيضاً، وقال أبو عبد الله بن البيع: إنهما واحد، فقلت أنا لأبي أحمد الحاكم: ما تقول يا أبو أحمد فيمن جعلهما واحدا؟ فقال أبو أحمد الحاكم: من هذا الطبل؟ “
  • وقال السائل أنهم قالوا له يوماً : إنك يا أبا أحمد لم تدخل مصر، قال : فأنتم قد دخلتم مصر فاذكروا ما فاتني بها ، فقالوا: حديث الليث في قصة الغار، فقال : هذا قد فاتني.

إنجازاته في خدمة الإسلام

قدم العديد من الإنجازات في خدمة الدين الإسلامي إذ تعتبر روايته للحديث النبوي الشريف هي أعظم ما قدمه من إنجاز مهم فعلمه بالمتن والسند قد خدم الحديث النبوي الشريف وكان معياراً لصحة ما ينقل من حديث، بالإضافة إلي ذلك فقد قدم أبو أحمد الحاكم العديد من المصنفات والمؤلفات الثمينة والتى لازالت تفيد كل مجتهد في طلب العلم الديني عامةً وعلم الحديث خاصة لما فيها من أصول ومعايير سليمة، كما قدم أبو أحمد الحاكم للإسلام أيضاً الكثير من العلماء والفقهاء والمحدثين الذين خدموا هم أيضاً صحيح الدين لما قدموه من علم غزير فكان نعم محدثاً وإماماً ومعلماً.

بعض مؤلفاته

  • الأسماء والكنى
  • المخرج على كتاب المزني
  • الشيوخ والابواب
  • العلل
  • شعار أصحاب الحديث
  • عوالي مالك
  • فوائد أبي أحمد الحاكم

بعض شيوخه

  • عبد الله بن زيدان البجلي
  • أبا بكر محمد بن محمد الباغندي
  • أبا العباس السراج
  • أحمد بن محمد الماسرجسي
  • إمام الأئمة ابن خزيمة
  • محمد بن شادل

قد يهمك أيضا: ابو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أحد فقهاء المدينة

بعض تلاميذه

  • محمد بن علي الأصبهاني الجصاص
  • محمد بن أحمد الجارودي
  • أبو عبد الله الحاكم
  • أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه
  • أبو عبد الرحمن السلمي
  • أبو حفص بن سرور

قد يهمك أيضا: خارجه بن زيد ( علمه وفضله – انجازاته – ثناء العلماء عليه )

وفاة أبو أحمد الحاكم

توفي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة في ربيع الأول منه عن عمر يناهز ثلاث وتسعون سنة، تاركاً الكثير من الإنجازات الذي قدمها لدين الله عز وجل فكان نعم عالم ومحدث وفقيه وقاض، وظل اسمه يذكر بالخير حتي يومنا هذا.

قد يهمك أيضا: سعيد بن المسيب ( نسبه – طلبه للعلم -انجازاته – وفاته)

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

مصدر 5

اترك تعليقاً