You are currently viewing الطبراني وسيرته العطرة وأهم مؤلفاته

الطبراني وسيرته العطرة وأهم مؤلفاته

يعتبر الطبراني واحداً من أبرز هؤلاء الفقهاء الذين اهتموا بعلم الحديث وحدثوا عن كثير من الأئمة وأبدعوا في دراسة الدين الحنيف بكافة علومه، وخلال هذه المقالة سنتطرق إلى حياة الطبراني وسنناقش ما قدمه من علم وانجازات للدين الإسلامي.

الطبراني ونسبه وألقابه

هو أبو القاسم، سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللَّخمي الشامي الطبراني، ولقب بالطبراني نسبة إلى طبرية بالشام ، لقب بألقاب عدة خلال مسيرته الدينية والذي كان أهمها الإمام، أبو القاسم، الرحال الجوال، محدِّث الإسلام، صاحب المعاجم الثلاثة، الحافظ، الثقة، علَمُ المعمَّرين ولقب الطبراني بهذه الألقاب التكريمية نظراً لما قدمه من علم جليل على مدار حياته في خدمة الدين الإسلامي.

 مولده ونشأته

ولد الطبراني عام 260 هـ / 821م بعكا في فلسطين، نشأ الطبراني نشأة دينية خالصة فأحب العلم وقدره منذ صغره وحداثته ونشأ في بيت محب للعلم ومقدره له فكان أبوه متيماً بالأحاديث النبوية الشريفة ورأي في ابنه حب الحديث النبوي الشريف فارتحل به أبوه، وحرص عليه وعلى تعليمه الحديث وصحيحه، وذلك لأنه كان من أصحاب الحديث ومن محبي قراءته وتدبره، فكان أوَّل ارتحاله لطلب العلم عام ثلاث وسبعين ومائتين أي كان صاحب ثلاثة عشر عاماً فقط وقتها، فظل في ارتحال دائم لطلب العلم ولقي الرجال خلال مسيرته الدينية ستة عشر سنة فكونت كل هذه اللحظات شخصية الطبراني الدينية وساهمت في رفعته الدينية وازدياد شوقه بالعلم والعلماء، تعلم الطبراني علي يد الكثير من الأئمة والفقهاء في عصره إذ أخذ عنهم الكثير من الحكمة والبراعة وحب العلم والاجتهاد في طلبه، بالإضافة إلي ذلك فقد أخذ منهم أيضاً الكثير من الصفات والخصال الحميدة، كما حفظ الطبراني القرآن الكريم صغيراً وأحب العلوم الدينية الأخرى كافة كعلم التفسير والفقه فسمع للعديد من الفقهاء والمشايخ، وكتب عمّن أتي وذهب، وبرع في الكتابة الدينية والفقهية، وصنف الكتب وجمع المعلومات الدينية القيمة ، وعمّر أعواماً طويلة في خدمة العلم والدين فازدحم عليه الفقهاء والمحدثون، ورحلوا إليه من كافة أقطار الدنيا.

علم الطبراني

تعلم الطبراني العلم صغيراً، فنهل من العلوم الدينية فأحب دراسة التفسير وتعمق في دراسة الفقه وتفقه في كلاً منهما حتى صار علامة فيها فخطب في الناس وألقي عليهم الدروس وصعد المنابر حتي كان واحداً ممن يلتف حولهم التلاميذ ليأخذوا عنهم العلم، بالإضافة إلى ذلك فقد كان الطبراني أعظم دراسة للحديث النبوي الشريف إذ أغرم بحفظ الأحاديث وروايتها وأبدع أيضاً في جمعها فكان حافظاً متقناً لا يخطئ في رواية الحديث، وكان عارفاً بالمتن والسند حتي قيل عنه بحق أنه من أحفظ محدثي عصره، وكان الطبراني أيضاً مُلماً بعلوم اللغة العربية فكان متفقهاً في النحو والأدب والبلاغة والبديع، وتظهر اجتهاداته في تعلم اللغة العربية في مؤلفاته الذي تركها والذي يستفاد بها المجتهدون في طلب العلم إلي يومنا هذا، وكل هذه وأكثر قد ساهم في تكوين شخصية الطبراني الدينية حيث قدم علماً غزيرا تعلمه من شيوخه كما تعلم منهم الأدب والأخلاق الحميدة.

أقوال العلماء فيه

  • قال فيه الذهبي في كتابه “تاريخ الإسلام “: ” إنه هو الحافظ المشهور مُسْنَد الدنيا فقد كان الطبراني من فرسان هذا الشأن واتصف أيضاً بالصدق والأمانة والكثير من الصفات الحميدة”
  • وقال عنه الذهبي أيضاً في كتابه ” سير أعلام النبلاء “: ” إن الطبراني هو الإمام، الرحال الجوال، الحافظ، الثقة، محدث الإسلام”، وقال: ” مازال حديث الطبراني رائجاً، مرغوباً فيه حتي يومنا هذا “
  • وقال أبو بكر بن أبي علي المعدل عنه: ” إن الطبراني هو أشهر من أن يدل على كثرة فضله وسعة علمه، فقد كان واسع العلم وكثير المؤلفات والتصانيف “
  • وقال عن أبو نعيم: “سمعت أحمد بن بندار يوماً ما يقول: حضرت مجلس عبدان يوماً ما حين دخلت العسكر سنة ثمان وثمانين ومائتين، فأقبل أبو القاسم الطبراني بعد ساعة وقد جاءت نحو عشرين نفساً من شتي بلدان الدنيا حتى يسمعوا منه الحديث ويستفادوا بعلمه الجليل، فقد كان الطبراني بحراً في العلم “
  • وقال عنه أبو بكر بن أبي علي: ” سأل والدي يوماً ما الطبراني عن كثرة حديثه فقال: ” لقد كنت أنام علي الحصير لمدة ثلاثين سنه “
  • وقال عنه أبو الحسين أحمد بن فارس اللغوي: ” سمعت الأستاذ ابن العميد يقول: “لم أكن أظن أن هناك في الدنيا حلاوة ألذ من الوزارة والرئاسة التي أنا فيها حتى حضرت مذاكرة أبي القاسم الطبراني وأبي بكر الجعابي ، فكان الطبراني هو الغالب بكثرة حفظه للحديث النبوي الشريف، وكان أبو بكر هو الغالب بذكاءه العال وفطنته حتى ارتفعت أصواتهما في الحديث، واقترب أحدهما أن يغلب صاحبه، فقال الجعابي واثقاً: ” لدي حديث شريف ليس في الدنيا عند أحد غيري، فقال: هات حديثك، فقال الجعابي: حدثنا أبو خليفة الجمحي عن سليمان بن أيوب، وحدث بحديث، فقال الطبراني مستطرداً واثقاً مكملاً: فقد أخبرنا سليمان بن أيوب، ومني سمعه أبو خليفة، فاسمع مني أنت أيضاً حتى يعلو فيه إسنادك، وأكمل الإسناد فخجل أبو بكر الجعابي، وأدركت حينها أن الرئاسة والوزارة التي كنت فيها لم تكن شئ

إنجازاته في خدمة الإسلام

قدم الطبراني للإسلام العديد من الإنجازات التي خدم بها دين الله – عز وجل – فروي الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة بمسند صحيح واعتمد عليه الكثير من رواة الأحاديث لدقته في رواية الأحاديث النبوية الشريفة وتبيانه، كما ترك الطبراني العديد من المؤلفات الثمينة والتي لازالت تفيد المجتهدين والمسلمين كافة إلي يومنا هذا، فقد كانت مؤلفات الطبراني شاملة وجمعت الكثير من العلوم وتحدثت فيها كافة، بالإضافة إلي ذلك فقد كون جيلاً من المحدثين ممن أخذوا عنه الحديث من تلاميذه إذ كانوا متبينين صادقين فيما ينقلون عنه.

مؤلفات الطبراني

أنجز الطبراني العديد من المؤلفات ثمينة المعلومات في خدمة الدين الإسلامي حيث يزيد عددها عن سبع وعشرين مؤلفاً ما بين كافة العلوم الدينية كالحديث والتفسير وغيرها من العلوم، فقد كان الطبراني عالماً شاملاً في كافة علوم الدين وأبدع في علم الفقه والتفسير كما أبدع في الحديث وروايته، ومن بعض المؤلفات الثمينة الذي تركها في كافة علوم الدين:

  • كتاب حديث الشاميين ويعرف كذلك بـمسانيد الشاميين
  • كتاب المناسك
  • كتاب الدعاء
  • المعجم الكبير
  • المعجم الأوسط
  • كتاب عشرة النسا

بعض شيوخه

تعلم علي يد الكثير من الأئمة والفقهاء في عصره إذ أخذ عنهم الكثير من الحكمة والبراعة وحب العلم والاجتهاد في طلبه، بالإضافة إلي ذلك فقد أخذ منهم أيضاً الكثير من الصفات والخصال الحميدة ومن بعض هؤلاء الذين أثروا فيه:

  • أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي
  • إدريس العطار
  • أبو علي بشر بن موسى الأسدي
  • بشر بن موسى
  • علي بن عبد العزيز
  • حفص بن عمر

قد يهمك أيضا: القاسم بن محمد ( علمه – مواقف من حياته – انجازاته في الإسلام)

بعض تلاميذه

تتلمذ علي يده الكثير من الأئمة والفقهاء وروي منهم عنه الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة فأخلصوا في روايتها وأبدعوا في الاجتهاد في طلبها وحفظها، ومن بعض هؤلاء الذين تعلموا علي يده ورووا عنه الأحاديث:

  • الفقيه أبو عمر محمد بن الحسين البسطامي
  • أبو الحسين بن فادشاه
  • أحمد بن محمد الصحاف
  • أبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي
  • الحسين بن أحمد بن المرزبان
  • أبو بكر بن أبي علي الذكواني

قد يهمك أيضا: سالم بن عبدالله بن عمر (علمه – انجازاته في خدمة الإسلام)

  1. وفاة الطبراني

أصيب الطبراني بالعمى في آخر أيامه فكان يقول دوماً: الزنادقة سحرتني، حتى توفي عام 360 هـ / 918م بأصفهان، عن عمر يناهز مائة عام وعشرة أشهر.

قد يهمك أيضا: ابو سلمه بن عبد الرحمن بن عوف

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

مصدر 5

المصدر 6

مصدر 7

مصدر 8

اترك تعليقاً