الدكتور علي الربيعي كذب وإيمان لا يجتمعان بالطبع للصدق منزلة كبيرة. تميز أهل الإيمان عن أهل النفاق، وقد وردت العديد من الآيات التي تحث على التحلي بالصدق والأخلاق الحميدة، كما أخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام أن المؤمن لا يكذب. لأنه لا يجتمع الإيمان والكذب في قلب المسلم ومن أشهر وأهم أنواع الصدق. الصدق مع الله سبحانه وتعالى في كل الأمور وسوف نتعرف في هذا المقال على علامات الصدق وكل ما يتعلق به من معلومات.
الدكتور علي الربيعي كذب وإيمان لا يجتمعان
الصدق من صفات المؤمنين وعلى العكس، فالكذب يعد صفة من صفات المنافقين. قال الله سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُون). وقال النبي عليه الصلاة والسلام: «يطْبَعْ المؤمن على كلِّ خلقٍ ليسَ الخيانةَ والكذبَ»، وقال صل الله عليه وسلم: «إنما بُعِثْتُ لأتمم مكارم الأخلاق».
أخبرنا الدكتور علي الربيعي أن الله سبحانه وتعالى بين في كتابه الكريم أن الكذب ليس من سمات المؤمنين. ففي الأصل ينبغي أن يكون المؤمن صادقًا ولا يكذب. وأن يكون أمينًا لا يخون، وأن يقتدي بالنبي عليه الصلاة والسلام، حيث كان يلقبه قومه بالصادق الأمين ولم يتهم بالكذب أبدًا، كما قال الله عز وجل: (فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ).
وقال أحد أحبار اليهود في الماضي عبد الله بن سلام رضي الله عنه: «لمَّا قَدِمَ النبي صل الله عليه وسلم المدينة كنت فيمن انْجَفلَ [أي ذهبوا بسرعة] فلمَّا تبينتُ وَجْهَهُ عرفتُ أنَّ وَجْهَهُ ليس بوجه كذاب».
ولقد أخبرنا النبي صل الله عليه وسلم عن شيوع الكذب في القرون التالية. فقال: «أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي ثُمّ الّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمّ الّذِينَ يَلُونَهُمُ ثُمّ يَفْشُو الْكَذِبُ [أي ينتشر] حَتّى يَحْلِفَ الرّجُلُ وَلاَ يُسْتَحْلَفُ، وَيَشْهَدَ الشّاهِدُ وَلاَ يُسْتَشْهَدُ..».
الدكتور علي الربيعي يوضح الآثار السلبية للكذب
وضح الدكتور علي الربيعي الآثار السلبية للكذب. وقال أن الكذب يحول بين العبد وبين اكتمال الإيمان. (وعن صفوان بن سليم قال: قيل يا رسول الله أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: نعم، قيل له: أيكون المؤمن بخيلًا؟ قال: نعم، قيل له: أيكون المؤمن كذابًا؟ قال: لا).
وقد حذر النبي صل عليه وسلم من الكذب بشكل واضح وبالنفي القاطع عن الكذب بكل أشكاله وأنواعه. حيث لا يجتمع الإيمان
والكذب في قلب المسلم. وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: «ما كان خلق أبغض إلى رسول الله صل الله عليه وسلم من الكذب. ولقد كان الرجل يحدِّث عند النبي صل الله عليه وسلم بالكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أن قد أحدث منها توبة».
اقرأ أيضا: مقطتفات وفيديوهات من دورة إنعاش العقل
الدكتور علي الربيعي أشد أنواع الكذب
لقد حدثنا الدكتور علي الربيعي عن أشد أنواع الكذب والتي حذر الإسلام منها. وهي الكذب على الله سبحانه وتعالى في التحليل والتحريم بلا دليل، قال الله سبحانه وتعالى: (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ).
وأيضًا قال تعالى: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أو كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ).
والكذب على النبي عليه الصلاة والسلام يعد من أشد أنواع الكذب فإنه يورد صاحبه النار وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
قال: قال النبي صل الله عليه وسلم : «لا تكذبوا علي؛ فإنه من كذب علي فليلج النار»، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال: «من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار».
ومن أشد أنواع الكذب في الإسلام الأيمانُ الكاذبة عند بيع السلعة، وعَنْ أَبِي ذَر رضي الله عنه عَنِ النّبِيّ صل الله عليه وسلم قَالَ: «ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلّمُهُمُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلاَ يُزَكّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» قَالَ: فقالها رَسُولُ اللّهِ صل الله عليه وسلم ثَلاَثَ مِرَارٍ، قَالَ أَبُو ذَرَ: خَابُوا وَخَسِرُوا، مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللّهِ؟ قَالَ: «الْمُسْبِلُ إِزَارَهُ وَالْمَنّانُ وَالْمُنَفّقُ سِلْعَتَهُ بالحلف الكاذب».
والكذب عند المزاح يعد من أكثر أشكال الكذب انتشارًا. حيث يعتقد البعض أنه يجوز له الكذب عند المازح وهو العذر الذي يجعل الإنسان يستبيح الكذب وذلك خطأ شائع ولا يوجد له أصل في الشرع المطهَّر.
ومن الجدير بالذكر أن الكذب حرام سواء كان صاحبه مازحًا أو جادًا. وعن بن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صل الله عليه وسلم : «إني لأمزح ولا أقول إلا حقًا». وعن أبي هريرة قال: قالوا يا رسول الله إنك تداعبنا، قال: «إني لا أقول إلا حقًا».
الدكتور علي الربيعي الصدق مع الله سبحانه وتعالى
يخبرنا الدكتور علي الربيعي أن الكثير منا يعرف الصدق بمفهومه الضيق وهو أن يقول الإنسان ما رأى أو قول الحقيقة. وأن لا يقول باطلًا. ولكن للصدق معنى آخر أخبرنا به النبي صل الله عليه وسلم لتوضيح الصدق بمفهومه الدقيق:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا ))،[أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود].
وهناك نوع آخر من الصدق وهو صدق الإنسان في طلب الحقيقة. أي صدق العبد في طلب الجنة، وأن يصدق الإنسان في طلبه مرضاة الله عز وجل.
وبهذا الصدق يكون الإنسان مؤمنًا، فإما أن يكون الإنسان صادقًا في طلبه. وإما أن يكون الشخص كاذبًا في طلبه، فالصادق يمكنه مواجهة كل العقبات التي تقف أمامه. ويمكنه تجاوزها بعون الله سبحانه. وأما الكاذب فيعود من أول عقبة تظهر أمامه في الطريق.
الدكتور علي الربيعي علامات الصدق
يوضح لنا الدكتور علي الربيعي علامات الصدق في السطور التالية:
طُمأنينة القلب واستقراره
يورث الصدق السكينة والطمأنينة في القلب والنفس ويشعر الإنسان الصادق براحة الضمير؛ ولا يشعر بالريبة والتردد أو الاضطراب.
فإذا امتثل العبد الصادق لأمر الله سبحانه وتعالى امتثل له بلا توتر أو شك.
بل أنه مسلم لأمر الله سبحانه؛ وعندما يتعامل مع الناس يتعامل بلا خوف من لومة أو مسبة أو بلا معرة أو بلا لومة لائم لأنه
إنسان صادق. قال النبي صل الله عليه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك؛ فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة).
الزهد في الدنيا والتأهب للقاء الله سبحانه وتعالى
فلإنسان الصادق يسلم كل أموره لله بعدما ينشرح صدره بصدق الإيمان واكتمال الإسلام. فقد سئل النبي صل الله عليه وسلم عن الطمأنينة وشرح الصدر.
فقال الصادق الأمين: (نور يقذفه الله في قلب المؤمن فينشرح له وينفسح) قيل: فهل لذلك أمارة؟ قال: (نعم؛ الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور؛ والاستعداد للموت قبل نزول الموت).
اخفاء الأعمال الصالحة
الصادقون لا يتحدثون عن أعمالهم الصالحة بل يخفونها ويكرهون الظهور. وقد كان علي بن الإمام الحسين رضي الله عنهما يحمل
على ظهره جراب الخبز بالليل ليتصدق على الفقراء واليتامى فلم يشعروا بما فعله حتى مات. حيث فقدوا الشخص المتصدق فعرفوا بعد موته أنه هو.
والعبد الصادق الذي يخشى على عمله من الرياء كلما قام بعمل صالح لا يحب أن يخبر به أحد إلا الله سبحانه لأنه لا يخفى عليه أي شيء يحدث في الأرض أو في السماء.
وعن عبد الله بن المبارك عن الحسن قال:(إن كان الرجل -أي على عهد السلف- لقد جمع القرآن وما يشعر به الناس؛ وإن كان
الرجل لقد فقه الفقه وما يشعر به الناس؛ وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته وعنده الزوار -أي الضيوف- وما يشعرون به).
اقرأ أيضا: دورة انعاش العقل د.علي الربيعي
الشعور بالتقصير
من صفات الصادقين الشعور الدائم بالتقصير بالإضافة إلى محاولة إصلاح النفس ونقدها كثيرًا أكثر من القيام بنقد الآخرين؛ ومن أخطر ما يصيب النفس أن ينشغل الإنسان بنقد غيره وتقويم غيره، وينسى ذاته والتفتيش عن بها من عيوب.
ومع الأسف يكثر ذلك الأمر في زماننا؛ ومن مؤشرات صدق المؤمن مع الله عز وجل ومع نفسه أن انشغاله بإصلاحها وتقويمها؛ وإذا
وجدت تلك الصفة في الإنسان ترتب عليها محاسبة للنفس وتقويمها والتزكية لها.
وأيضًا ينتج عن هذا الأمر احتقار النفس والنظر لها بعين التقصير في طاعة الله وبذلك تنتفي عن العبد صفة الغرور والعجب وهي
صفة منافية للصدق؛ وبذلك يتطهر قلب المؤمن من الغل والحقد على المسلمين وعدم التصيّد لأخطائهم، ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾، [سورة الأحزاب الآية:23]
علامة أخرى من علامات الصدق
وهناك علامات أخرى للصدق وهي طلب الحق سواء كان في الرخاء أو في الشدة، وفي المرض والصحة. وفي الفقر والغنى، وفي الخوف والأمن. وفي إقبال الدنيا وعند إدبارها، في كل أحواله.
حيث لا تؤثر كل تلك الأحوال على طلبه للحق، بينما الشخص الكاذب إذا جاءه الخير شعر بالاطمئنان، وإذا كان غير ذلك سخط وانقلب بعدها على وجهه، فيطلب الحق فقط في الرخاء وفي الشدة يستغنى عنه، يطلب الحق فقط في الفقر ويقوم بالاستغناء عنه في الغنى.
الدكتور علي الربيعي تعريف الكذب
يعرف الدكتور علي الربيعي الكذب بأنّه صفة نقيضة للصدق، وهو أن يقول الإنسان ما يخالف الحقيقةَ التي يعلم بها، ولقد حذر الله
سبحانه وتعالى من الكذب في كتابه الكريم بصورة واضحة ومباشرة، فقال الله سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ).
كما نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الكذب، وصنّفه كأحد صفات المنافقين في الكثير من الأحاديث الشريفة؛ وذلك لكي ينبه
المسلمين من عاقبة الكذب وشره، حيث قال الرسول صل الله عليه وسلم: (أربع خلالٍ من كنَ فيه كان منافقًا خالصًا: من إذا حدَّث كذَب).
كما سئل النبي صل الله عليه وسلم- عن صفات المؤمن بصورة عامة، فأخبر صل الله عليه وسلم أنّ المؤمن لا يكذب، ولقد قال الماوردي عليه رحمه الله:(والكذب جماع كلّ شرٍّ، وأصل كلّ ذمٍّ لسوء عواقبه، وخبث نتائجه).
الدكتور علي الربيعي أضرار الكذب
نعلم جميعًا أن الله سبحانه وتعالى لم ينهَ عن أمر أو أنكره؛ إلّا وكان ذلك الفعل قبيح، أو للضرر الذي يلحق بصاحبه، وهذا أيضًا
ينطبق على صفة الكذب وصاحبه، والأسوأ أن الكاذب قد اتصف بأحد صفات المنافقين وهي الكذب، ومن الجدير بالذكر أن أضرار
الكذب التي تعود على صاحبه كثيرةٌ سواء في الدنيا وفي الآخرة، وإليك أهمها في السطور التالية:
الشيخ علي الربيعي أضرار الكذب
- عدم الشعور بالطمأنينة والأمن في الدنيا، لأن الصدق طمأنينةٌ، والكذب شك وترقّبٌ واضطرابٌ، وشعور بالخوفٌ من ظهور الحقيقة التي حاول إخفائها بكذبه.
- الكذب يجعل القلب مريض، ويعاني صاحبه من الضغط النفسي.
- كذلك الكذب يقلل البركة، وينقص من الرزق؛ والدليل على ذلك قول النبي صل الله عليه وسلّم: (فإن صَدَقَا وبَيَّنَا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما، وإنْ كَتَمَا وكَذَّبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بيَعْهِمَا)، والكذب والتدليس والخداع سبب من أسباب محق الله سبحانه وتعالى البركة، حتى إذا كان البيع رابحًا.
- الكذب يبعد عنك الملائكة، والدليل على ذلك قول الرسول صلّ الله عليه وسلّم: (إذا كذب العبدُ تباعد الملَكُ عنه مِيلًا من نتنِ ما جاء به).
- الكذب أيضًا أحد أسباب بغض الناس، وهو سبب لسقوط الشخص الكاذب من أفعاله عن أعين الناس، وضياع هيبته بين الناس، وزهدهم فيه وهوانه عليهم.
- يحرم الكذب صاحبه من هداية الله سبحانه وتعالى- وتوفيقه، والدليل قول الله سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ).
- الكذب يحلل اللعنة على أهله، وتكون النتيجة أن يطرد الكاذب من رحمة الله سبحانه وتعالى، والدليل قوله: (ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِين).
- يؤدي الكذب بأهله إلى الفجور؛ ويميل العبد الكاذب عن الحق، الكذب يؤدي أيضًا إلى سوء الخاتمة، نتيجة لتلك العادة السيئة التي اتصف بها صاحبها باستمرار. فتكون عاقبة الكاذب سوء الجزاء والخاتمة لقبح فعله. كما توصل هذه الدلالات إلى خاتمة العذاب أيضًا في الآخرة، فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (وإنَّ الكذِبَ يَهدي إلى الفُجورِ، وإنَّ الفجورَ يَهدي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ ليَكذِبُ، حتَّى يُكتَبَ عندَ اللَّهِ كذَّابًا).
- لا يكلم الله سبحانه وتعالى الإنسان الكاذب يوم القيامة ولا ينظر إليه؛ لقبيح صنيعه وبغضه. والدليل على ذلك قول الله سبحانه وتعالى: (ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهم اللهُ يومَ القيامةِ، ولا ينظرُ إليهم: رجلٌ حلف على سلعةٍ لقد أعطى بها أكثرَ مما أعطى وهو كاذبٌ، ورجلٌ حلف على يمينٍ كاذبةٍ بعد العصرِ ليقتطعَ بها مالَ امرئٍ مسلمٍ).
الدكتور علي الربيعي أنواع الكذب
لقد بين لنا الدكتور علي الربيعي أنواع الكذب في السطور التالية:
- من أعظم أنواع الكذب وأشدها عند الله سبحانه وتعالى؛ الكذب على الله سبحانه، أو الكذب على الرسول عليه الصلاة والسلام، أو كتاب الله؛ وهذا لأنّه تضليل للحق وتشويهٌ للدين، وتجرّؤٌ من العبد على شرع الله سبحانه وتعالى، والدليل قول الله سبحانه وتعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ)، وفيما يلي بيان أنواع الكذب المختلفة:
- الاحتيال والخداع. والتملق بالباطل، وقد يكون السبب في ذلك هو الوصول لمصالح شخصية. أو محاولة للإفساد بين الناس وذات البين، ولقد نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن هذا النوع من أنواع الكذب، حيث قال صل الله عليه وسلم: (إنَّ شرَّ الناسِ ذو الوجهَينِ الذي يأتي هؤلاءِ بوجهٍ وهؤلاءِ بوجهٍ).
- الكذب عند البيع والشراء؛ من أجل تسويق سلعةٍ، أو لكسب ربحٍ بلا وجه حقٍ. وقد ذكر الكثير في ما يبين عظم هذا النوع من أنواع الكذب وتحريمه.
الشيخ علي الربيعي أنواع الكذب
- شهادة الزور بالمحاكم. تعد من أشد وأخطر أنواع الكذب؛ لأن هذه الشهادة ينتج عنها إصدار الأحكام على الأشخاص. لأنها قد تبرئ مجرم أو تجرم بريئًا. ويمكن أن يقلب الباطل والظلم حقًا. ولقد اعتبر النبي عليه الصلاة والسلام أن هذا النوع من أنواع الكذب يعتبر من أكبر الكبائر التي يمكن أن يأتيها المرء.
- كذب الحاكم أو ولي الأمر على رعيته. وعدم توضيح الأمور أمامهم بواقعها. مما يؤدي إلى وقوع الشعوب في الشائعات والفتن التي تضر بأحوالهم ومصالحهم. وبهذا يكون الحاكم غاشم وظالم. وقد حذر الرسول صل الله عليه وسلم ولاة أمور المسلمين من هذا الكذب والغش، وقال: (ما مِن عبدٍ يَسترعيهِ اللَّهُ رعيَّةً يموتُ يومَ يموتُ وَهوَ غاشٌّ لرعيَّتِهِ إلَّا حرَّمَ اللَّهُ علَيهِ الجنَّةَ).
- الكذب في الأحلام والرؤيا، حيث يروي بعض الناس رؤيا كاذبة، وهذا محرم في دين الإسلام؛ لأنه بذلك يكون كذب على الله سبحانه وتعالى، والرؤيا الصادقة المبشرة هي رؤى المؤمنين والصالحين، فهي تعتبر جزء من ٤٦ جزء من أجزاء النبوة، ولا يجوز لشخص أن يتأولها، لعدم رؤيتها، والدليل على ذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (إنَّ من أَفْرَى الفِرَى أن يُرِي عينَه ما لم تَرَ).
الدكتور علي الربيعي تعريف الصدق
لقد عرف الدكتور علي الربيعي الصدق كما عرفه فقهاء وعلماء الدين الإسلامي حيث قال أن الصدق يعني قول الحق وأن يطابق الكلام للواقع.
وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالصدق في العديد من آيات القرآن الكريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)، والصدق
عكس الكذب، من صَدَقَ يَصْدُقُ، صَدْقًا، وصِدْقًا، تَصْداقًا، صَدَّقه: وصدَقَه بالحديث: أي أَنبأَه بالصِّدْق، كما يقال أيضًا: صَدَقْتُ القوم، أي: قلت الصِدْق لهم وتصادقًا في المودة والحديث.
الدكتور علي الربيعي أهمية الصدق
لقد بين لنا الشيخ الدكتور علي الربيعي أن الصدق منجاة لصاحبه وهو أول طرق الخير للعبد، وهو من صفات الأنبياء والمؤمنين
والصالحين، ولقد امتدح الله عز وجل الصدق، كما ذكره في سمات أهل الجنة، وأمر به العباد، كما جاء في الكثير من الأحاديث
النبوية الشريفة ما يحث على صفة الصدق، لأن فيه الكثير من الخير.
كما أخبرنا النبي صل الله عليه وسلم بأن الصدق طريق للبر، ونعرف أن النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام لقب بــ “الصادق
الأمين”، وبذلك يكون التحلي بصفة الصدق اقتداء بأخلاق النبي صل الله عليه وسلم.
الدكتور علي الربيعي ثمرات الصدق
لقد حدثنا الدكتور علي الربيعي عن ثمرات الصدق والفوائد التي تعود على العبد الصادق، وجاءت كما يلي:
- تحقيق العبودية واتباع أوامر الله سبحانه وتعالى بالإخلاص له في القول والعمل. واتباع النبي عليه الصلاة والسلام والاقتداء بأخلاقه وصفاته.
- حسن العاقبة لصاحبه في الدنيا وفي الآخرة. لقوله عليه الصلاة والسلام: إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِّرِّ، وِإِنَّ البِّرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ.
- استحضار مراقبة الله سبحانه وتعالى للعبد، لقوله صل الله عليه وسلم: وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ.
- الثناء على أهل الصدق في الملأ الأعلى، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا.
- الثناء على أهل الصدق في الدنيا. لقول الحق سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ.
- حصول البركة وزيادة الرزق عاجلًا وآجلًا، لقول الرسول صل الله عليه وسلم: فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بورك لهما في بيعهما.
- عِظَم القَدْر، وعلو المكانة في المجتمع. فالشخص الذي يتحلى بصفة الصدق يرتفع قَدْره، وترتفع منزلته في المجتمع بين الناس؛ لاعتقادهم أنه قد فعل ذلك لحسن سيرته. ونقاء سريرته، ولكمال عقله.
- الطمأنينة والشعور بالراحة النفسية، ويتخلص من المُكَدِّرات والقلق عند تعامله مع الأشخاص الآخرين،(وعن أبي الحوراء قال: قلت للحسن بن علي : ما حفظتَ مِن رسول الله ﷺ؟ قال: حفظتُ مِن رسول الله ﷺ: دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقِ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ).
- تيسير عوامل الهداية للحق. والدليل على ذلك قوله تعالى:(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)، قال الطبري: لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا أي: لنوفقنهم للسير في الطريق المستقيمة. ويعني هذا الأمر السير الصحيح على دين الله سبحانه وتعالى وهو الدين الإسلامي الذي بعث به الله النبي محمد عليه الصلاة والسلام.
ثمرات الصدق للشيخ علي الربيعي
- دوام صلة العبد الصادق بالله عز وجل بالتضرع والدعاء وطلب الثبات من الله على الإيمان. لقول النبي عليه الصلاة والسلام: إِنَّ الإيمانَ لَيخلَقُ في جَوفِ أحدكم كما يَخلقُ الثوب، فاسألوا الله تعالى أن يُجدد الإيمانَ في قلوبكم.
- العبد الصادق يلتزم بالعهد. لقوله سبحانه وتعالى: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ.
- عاقبة الصدق هي خير والفلاح في الدنيا والآخرة، لقوله سبحانه وتعالى: فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ.
- الصدق فيه نجاة لأهله، كما جاء في قصة الصحابي كعب بن مالك عندما تخلف عن الذهاب إلى غزوة تبوك.
- أدراك الكثير من الأجور من الله سبحانه وتعالى حتى إذا عجز الشخص عن العمل، والدليل قول النبي صل الله عليه وسلم: مَنْ طَلَبَ الشَّهَادَةَ صَادِقًا أُعْطِيَهَا وَلَوْ لَمْ تُصِبْهُ.
- التوفيق وحسن الخاتمة، وذلك لقول الرسول صل الله عليه وسلم: وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا.
- حسن الثواب في الآخرة، لالتزامهم بما أمرهم الله سبحانه وتعالى ولتحريهم الصدق إخلاصًا وتعبدًا لله عز وجل، لقول الحق سبحانه وتعالى:(قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) وقال القرطبي أن ذلك يعني: صِدْقُهم بالدنيا، ولكن في الآخرة فلا ينفع ذلك الصدق.
ويحتمل أن يكون صدقهم في الدنيا هو الصدق في العمل لله سبحانه. ويحتمل أيضًا أن يكون لتركهم صفة الكذب على الله وعلى رسله. حيث ينفعهم الصدق في هذا اليوم وهو أيضًا يكون نافعًا لهم في جميع الأيام بسبب وقوع الجزاء به.
اقرأ أيضا: ما هو الحفظ الاستدلالي وما صفاته الشيخ الدكتور علي الربيعي ؟
الدكتور علي الربيعي كيفية التخلص من الكذب
الكذب صفة مذمومة ينبغي التخلي عنها، وقد وضح الدكتور علي الربيعي طرق التخلص من الكذب في السطور التالية:
التوقف عن الكذب تدريجيًا
في بعض الأحيان يظن الشخص أنه إذا قرر التوقف عن الكذب ينبغي القيام بذلك الأمر على مرة واحدة. لكن ذلك الظن غير
واقعي ولا يمكن أن يحدث بهذه السهولة. لذلك ينبغي إجراء ذلك التغيير بالتدريج. فقد يضطر الإنسان للكذب بعد أن يتخذ قراره
بالتخلص من صفة الكذب، فحينها ينبغي ألّا يفقد الشخص الأمل. ولا يشعر بالإحباط والخيبة. التقليل من التوتر
قد يلجأ الإنسان إلى الكذب كردِّ فعل عن شعوره بحالة التوتر والقلق دون الإدراك بأنه يكذب. يمكن أن يكون بسبب الإرهاق من
العمل، أو لتعرض الشخص للعديد من الضغوطات التي تسبب له التعب النفسي. وتؤثّر عليه بصورة سلبية، فلا يمكنه التفكير جيدًا، لذلك ينبغي تجنب التوتر والقلق قدر المستطاع.
إدراك أهمية الصدق ينبغي أن يدرك الفرد أهمية الصدق لكي يتخلص من عادة الكذب ويصبح شخصًا صادقًا مع نفسه ومع
الأشخاص من حوله حتى ولو كان من حوله يكذبون. والاقتناع بأن الصدق والحقيقة أمر واحد ولا يختلف تفاصيله مهما مر من وقت.
إلى هنا نصل إلى نهاية موضوع اليوم عن الدكتور علي الربيعي كذب وإيمان لا يجتمعان حيث تم تعريف الصدق وعلاماته، وعاقبة
الصادق في الدنيا والآخرة، كما تعرفنا على كيفية التخلص من الكذب كما بينها الدكتور علي الربيعي.
