You are currently viewing أبو حفص النيسابوري ونبذه عن غزارة علمه

أبو حفص النيسابوري ونبذه عن غزارة علمه

يعتبر أبو حفص النيسابوري هو من أشهر وأكفء علماء الدين والمهتمين بالسنة النبوية، حيث أنه ينضم إلى فكرة أعلام التصوف السني وكان ذلك في العام الثالث الهجري، فهو يسمى أبوحفص عمرو بن سَلَمة النيسابوري، حيث أنه ولد في قرية كورداباذ عند بلاد بخاري، كان يتصف بالاصلاح والتقوى وشديد التقرب إلى الله فأنه يكون قدوى لاي شيخ وتعلم على يده معظم المشايخ الصوفين والغير صوفين فإنه كان يحب أن يفتخر بكل أعماله ويشعر انه خدم الناس من خلالها وكانت بدلته أكثر تعلقا به فكانوا يستشيرونه في كل أمر يصعب عليهم ويقوم بحله على الفور بالاعتماد على السنة النبوية الشريفة ويأخذ الرسول قدوة له في كل أمور حياته وحياة من حوله.

أبو حفص النيسابوري

نجد أن ابو حفص النيسابوري تعلم على يد نخبة من علماء الدين والحديث ولكنه سلك مسلك الصوفيين وكان من أهم وأكثر المشايخ ملازمة له هو الشيخ الفاضل أحمد بن خضرويه حيث أنه تأثر به لأكبر درجه، و تأثر بعلمه ومعرفته ونال منه الكثير، وكان العديد من مشايخه الذي تعلم على يدهم يطلقون على أبوحفص النيسابوري بعض الأسماء المختلفة ومنها أنه الإمام القدوة الرباني  وأيضا شيخ خراسان، أو يسمونه بأسمه وهو  أبو حفص ، وأحيانا ينادى بإسم عمرو بن سلم ، وقيل أيضا بأنه عمر ، و عمرو بن سلمة ، النيسابوري الزاهد.

تتلمذ على يده

لقد أخرج من تحت يده مجموعة من أعظم المشايخ وأشهرهم وأكثر المشايخ جهدا وإجتهادا في البحث حول أصول الدين ومعرفة كل الجواهر الكامنة داخل كل علم ولا نصل إليها بكل سهولة ومن هذه التلاميذ مايلي : الشيخ الفاضل حمدون القصار وهو من أكثر تلاميذ أبو حفص حبا له وتعلقا به.

انجازاته في خدمة الاسلام

لقد قدم العديد من الأعمال الطيبة التي تخدم كل المسلمين والإسلام حيث أنه قام بتوضيح وتسهيل الأحاديث النبوية على كل المسلمين ووضح بعض الامور الغامضة المستصعب فهمها حتى يأخذ الناس السنة النبوية طريقة لحل كل مايمرون به وأن يكونوا ذات صلة كبيرة بها، حيث أنه كتب الأحاديث النبوية الأربعين ودافع كثيرا عن الطريقة الصوفية التي يتبعها وقام بخدمتها وتوضيح أهدافها.

أقوال أبو حفص النيسابوري

نجد أن للشيخ أبوحفص النيسابوري أقوال عديدة ومنها عندما قال متحدثا عن الفقر والاستعانة باالله في كل الامور قائلا :

  • ” ما أعز الفقر إلى الله، و أذل الفقر إلى الأشكال. و ما أحسن الاستغناء بالله، و أقبح الاستغناء باللئام “..
  • وقال أيضا :  بلغني أن مشايخ بغداد اجتمعوا عند أبي حفص، و سألوه عن الفتوة. فقال: ” تكلموا أنتم، فإن لكم العبارة و اللسان. فقال الجنيد: الفتوة اسقاط الرؤية، و ترك النسبة. فقال أبو حفص: ما أحسن ما قلت! و لكن الفتوة عندي أداء الإنصاف، و ترك مطالبة الإنصاف. فقال الجنيد: قوموا يا أصحابنا! فقد زاد أبو حفص على آدم و ذريته ” .
  • ومن أقواله أيضا :  ” بلغني أنه لما أراد أبو حفص الخروج من بغداد، شيعه من بها من المشايخ و الفتيان؛ فلما أرادوا أن يرجعوا، قال له بعضهم: دلنا على الفتوة، ما هي؟. فقال: الفتوة تؤخذ استعمالا و معاملة، لا نطقا. فتعجبوا من كلامه ” .
  • ومن أشهر الأقوال له هى :” هل للفتى من علامة؟. قال: نعم! من يرى الفتيان، و لا يستحي منهم في شمائله، و أفعاله، فهو فتى ” .

قد يهمك أيضا: ابو سلمه بن عبد الرحمن بن عوف

أقوال العلماء عنه

هناك العديد من الاقوال المعروفة عنه التي قالها بعض المشايخ بل أكثرهم ويقولونها مدح له ويصفونه بكل صفاته الجميلة والعفيفة فإنه خير الصالحين والمبشرين بالجنة ومن أشهر وأهم هذه الأقوال مايلي :

  • قال أبو نعيم : حدثنا أبو عمرو بن حمدان ، حدثنا أبي قال : قال الأستاذ أبو حفص : المعاصي بريد الكفر ، كما أن الحمى بريد الموت .
  • وثم قال وحدثنا أبو عمرو بن حمدان قال : كان أبو حفص حدادا ، فكان غلامه ينفخ عليه الكير مرة ، فأدخل أبو حفص يده ، فأخرج الحديد من النار ، [ ص: 511 ] فغشي على الغلام ، فترك أبو حفص الحانوت ، وأقبل على أمره .
  • وقيل عنه في وصفه بالصبر والتحمل الشديد أثناء مرضه بأنه : إن أبا حفص دخل على مريض ، فقال المريض : آه ، فقال أبو حفص : ممن؟ فسكت . فقال أبو حفص : مع من؟ قال : فكيف أقول؟ قال : لا يكن أنينك شكوى ، ولا سكوتك تجلدا ، ولكن بين ذلك.
  • وعن أبي حفص قال : حرست قلبي عشرين سنة ، ثم حرسني عشرين سنة ، ثم وردت علي وعليه حالة صرنا محروسين جميعا .
  • قيل لأبي حفص : من الولي ؟ قال : من أيد بالكرامات ، وغيب عنها .
  • قال الخلدي سمعت الجنيد ذكر أبا حفص النيسابوري ، فقال صاحب للحلاج : نعم يا أبا القاسم ، كانت له حال إذا لبسته مكث اليومين والثلاثة ، لا يمكن أحد أن ينظر إليه ، فكانوا يدعونه حتى يزول ذلك عنه .
  • وبلغني أنه أنفد في يوم واحد بضعة عشر ألف دينار يفتك بها أسرى ، فلما أمسى لم يكن له عشاء .
  • قال المرتعش : دخلت مع أبي حفص على مريض ، فقال : ما تشتهي ؟ قال : أن أبرأ . فقال لأصحابه : احملوا عنه . فقام معنا ، وأصبحنا نعاد في الفرش .
  • قال السلمي : أبو حفص كان حدادا ، وهو أول من أظهر طريقة التصوف بنيسابور . [ ص: 512 ]
  • سمعت عبد الله بن علي ، سمعت أبا عمرو بن علوان ، وسألته : هل رأيت أبا حفص عند الجنيد ؟ فقال : كنت غائبا ، لكن سمعت الجنيد يقول : أقام أبو حفص عندي سنة مع ثمانية ، فكنت أطعمهم طعاما طيبا -وذكر أشياء من الثياب- فلما أرادوا السفر كسوتهم . فقال لي : لو جئت إلى نيسابور علمناك السخاء والفتوة . ثم قال : عملك كان فيه تكلف ، إذا جاء الفقراء فكن معهم بلا تكلف ، إن جعت جاعوا ، وإن شبعت شبعوا.

قد يهمك أيضا: سعيد بن المسيب ( نسبه – طلبه للعلم -انجازاته – وفاته)

وفاة أبو حفص النيسابوري

ولقد توفي الشيخ الفاضل أبوحفص في سنه 264ه، وهناك رأي أخر انه توفي في سنة 265ه.

قد يهمك أيضا: خارجه بن زيد ( علمه وفضله – انجازاته – ثناء العلماء عليه )

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

طبقات الصوفية

سير أعلام النبلاء، تأليف: الذهبي

طبقات الأولياء

اترك تعليقاً