أبو مسلم الخرساني هو عبد الرحمن أبن مسلم الخرساني، وهو الرجل صاحب الدعوة العباسية في دولة خراسان وهو أيضا من أصبح فيما بعد واليا لخراسان بأكملها، ووصف على لسان المأمون بأنه واحد من أجل ملوك الأرض، كما كان يعرف بسفكة للدماء فلربما كان أكثر سفكاً للدماء من الحجاج بن يوسف الثقفي.
كما كان عالما جليلا مهد له علمه فتح البلاد وجعله محبوبا ومقبولا عند الكثير من الناس، ونستعرض لكم في هذا المقال أجمل المعلومات عن سيرته العطره وأقوال العلماء عنه.
من هو أبو مسلم الخرساني ؟
أسمه هو أبراهيم بن خلكان وذلك حسب الروايات، حيث قيل فيه أن أبو مسلم الخراساني هو واحد من أحفاد أخر أكاسرة الفرس، وهذه الرواية ليست أكيدة وتنافيها روايات أخري مذكورة في هذا المقال.
وجده هذا المسمى يزدجر الذي هو أخر أكاسرة الفرس قد تنبأ بعودة الحكم لأحد من أحفاده أو أولاده وتحققت النبوءة.
حيث عندما حيث أنه عندما وصل إلى يزدجر خبر وقوع القادسية من يد الفرس وطرد الفرس منها وجائه ما كان من خبر وزيره رستم ظن يزدجر بن شهريار أن وزيرة رستم قد هلك، حتى جائه فيما بعد خبر يوم القادسية وما حصل فيها من الكوارث والبلاء ووقوع خمسون الفاً من الفرس ما كان منه إلا أن أخذ أهله ولاذ بالفرار هاربا.
ولكنه قبل أن يبادر بالهرب وقف والتفت في الأيوان وقال: السلام عليك يا أيها الأيوان ها أنا ذا سوف أذهب ولكن سوف أعود أليك أنا أو أحد من ولدي لم يئن أوانه ولم يأتي زمانه، قال هذا ثم ذهب وقد تحققت نبوءته بتولي عبد الرحمن بن مسلم الخرساني.
نشأته وبداية ظهوره
ولد أبو مسلم الخراساني في منطقة باه في مدينة البصرة التي تلي أصبهان، عند عيسى ومعقل وهما أخوين أبناء رجل يدعى إدريس العجلي فربياه إلى أن شب وكبر فكان فتىً سراجاً قوياً.
أتصل أبو مسلم الخراساني وقتها بشخص يدعى أبراهيم بن الإمام محمد وهو شخص من بني العباس وأصبح عندها حاضراً في خدمته إلى أن قام بأرساله إلى قام بأرساله كداعية إلى خراسان بعد أن أنس فيه الشجاعة والحماس والقوة والعلم ال والولاء رغم أنه مازال في فترة حداثته، رأى من المناسب أرساله إلى خراسان ونتيجة لأرساله أصبح أبو مسلم الخرساني أكبر داعية عباسي في خراسان رغم صغر سنة.
وكانت النتيجة أنه أستمال أهلها وهم بكرماني والي بنيسابور فقام بقتله والسيطرة على نيسابور بالكامل.
وسار أبو مسلم الخراساني ببناء جيش قوي، وسار به إلى مروان بن محمد أخر ملوك بني أمية، وهزم جيشة ففر مروان بن محمد إلى مصر ولكنهم قد تبعوه وعرفوا مكانه ووجدوه وتم قتلة في منطقة بوصيري وهنا تنتهي الدولة الأموية عام ١٣٢ للهجرة.
وتم تأسيس الدولة العباسية عام 123 وأما هو فقد أستمر فوق منابر الدولة العباسية حتى بعد أن مات الأمام.
التف حوله الفرس والموالي عندما علموا أنه من أحفاد ملوك الفرس فتقربوا منه وجميعهم أعجب بشخصية الفتى وأتبعوا أبو مسلم الخراساني على الرغم من صغر سنه.
وكان يشتهر بكثرة قتلاه في حروبه ومعاركة.
أقوال أبو مسلم الخرساني
إن ديني هو الأسلام وولائي آل محمد وأنا على الطريق الصحيح، وكان يقصد بهذا القول أنه يريد أن يوقف الكلام الذي يتحدث عن أصله في الكثير من الروايات.
أقوال عن أبو مسلم الخرساني
قال فيه أحد الشعراء بيت من الشعر الحسن وهو الشاعر نصيف بن سيار.
وكان الفرس والعجم يقولون عنه أنه شديد الكرم والهيئة وهذا كان سبب التفاف الناس حوله.
وقال فيه المؤرخين أنه كان يقتل إذا ظن مجرد ظن بالشر من أحد.
وأتهمه المؤرخين أيضا بأنه قد كان يقتل كل من يخالف سلطانه،
وقالوا عنه أنه لم يكن له صاحب أو مؤتمن أبداً ولم تظهر على وجهه أبدا علامات الابتسامة والسرور وكان لا يضحك أبداً.
كان ذات مرة قد زاحم موكب الفتى الخراساني أبا مسلم موكب أبو جعفر المنصور لذلك أسرها أبو جعفر المنصور للفتى في قلبه وأصر على الانتقام وحقق مبتغاة بالانتقام منه فيما بعد عندما تأمر لقتله.
يقوم بعض المؤرخين بتشبيهه ابو مسلم بالسفاح الحجاج بن يوسف الثقفي.
فقد أشتهر بأنه مثل الحجاج بن يوسف الثقفي في كثرة القتل وسفك الدماء.
كما قيل عنه أيضاً أنه كان بليغاً قليل الكلام وليس بالمكثر.
وكان هناك فريقان هم اليمنية والقادسية وكان بينهم خلاف فلما رأوا أن جميع الناس قد قاموا بالالتفاف حولة قد أتفق كلٍ منهما على ضرب دعوة أبو مسلم الخراساني وهي مازالت في مهدها ولكن الفتي بحنكته وبدهائه قام بضرب الجماعتين ببعضهما البعض وخلص نفسه من شرهما.
قال عنه الخليفة المأمون: أجل ملوك الأرض ثلاثة والذين قاموا بتحويل الدولة ونقلها وهؤلاء الثلاثة هم الإسكندر الأكبر وأورد شير وأبو مسلم الخراساني.
واحدى الروايات تقول أنه من قرية صغيرة قريبة من أصبهان وهي قرية ماه البصرة وأن أمه عربية وأبوة فارسي.
وقيل عنه أن أصله عربي، وقيل أن أمه كانت جارية وأن والده أضطر لبيعها وهي حامل لعيسى العجلي، كما قيل عنه أنه حفيد أخر الأكاسرة.
إنجازاته في خدمة الأسلام
كان له فضل عظيم جدا في قيام دولة الخلافة العباسية، حيث مهد لها الطريق ليتم تأسيسها على أنقاض ما تم هدمه من دولة الخلافة الأموية حيث كان ذا مهمه دعوية حيث أكبر داعية في خراسان حتى سيطر على البلاد كما تنبأ جده أخر ملوك الفرس.
فلولا مهمته الدعوية وكسبه الناس والتفافهم حوله في مهمته ربما لم تكن دولة الخلافة العباسية قامت.
قد يهمك أيضا: ابو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أحد فقهاء المدينة
علمه
كان عالما بالقرآن الكريم فقد تعلمه مبكراً عندما كان في صغره وفي حداثته، كان فقيها جيدا، ولكنه لم يكن يبرع ويتفوق في مثل هذه العلوم الدينية وإنما كان ما لديه من العلم يقتصر على العلوم العسكرية وباقي الأمور التي تتعلق بالحروب والغزوات والفتوحات.
وكان فقيهاً وداعياً وكان لديه حظ من العلم، كان قد تلقى علمه على يد كلٍ من شخص يدعى عيسى بن إدريس العجيلي، مع أخ له يدعى معقل، قد تولى مسؤولية تربيته بالإضافة إلى تعليمه، وتثقيفه في أمور الدعوة.
قد يهمك أيضا: ابان بن عثمان (علمه – حياته – انجازاته – مرضه ووفاته)
وفاته
تعددت الأقوال حول عمر وفاته حيث قيل فيه أنه قد مات في سن 32 عاما ويقول البعض ٣٥ ويرجح البعض أنه كان لدية 37 سنة عند يوم وفاته.
كانت وفاته مؤامرة من أبو جعفر المنصور فبعد موت العباس السفاح وتسلم أبو جعفر المنصور الحكم من بعده وأمسك بزمام الأمور رأى أن أبو مسلم الخرساني قد التف الناس حولة ولو اراد السلطة لاستطاع أن ينالها أو ينتزعها من يد أبو جعفر بفضل قربة من الناس لاستطاع ذلك وما كان من أبو جعفر المنصور الذي كان خائفاً من أن يطمع أبو مسلم في السلطة فتآمر عليه لقتلة، وعندما خرجت ثورة عارمة على وفاة أبو مسلم الخراساني ولكن ما كان من أبو جعفر المنصور إلا أن قال للناس أيها الناس لا تخرجوا من أنس الطاعة إلى وحشة المعصية ولا تسروا غش الأئمة وكان هذا هو الرد الشهير لأبو منصور.
لكن لماذا لم يقتله سابقا ؟
كان الحاكم من قبلة هو أبو العباس السفاح مؤسس الدولة العباسية وأول حاكم لها في البداية وكان يأمن للخراساني.
أما بعد وفاة أبو العباس السفاح وبعد أن أصبح أبو جعفر المنصور هو الحاكم كان الناس الذين من حوله أقل وازدادت مكانه وقرب أبي مسلم من الناس أكثر وازداد نفوذه كثيرا علاوةً على أن علاقته مع أبي مسلم ليست جيدة كعلاقة أبو العباس السفاح مما أضطره لقتل ابو مسلم.
وقُتل ابو مسلم في عام 137 للهجرة في رومة المدائن بعد وفاة أبي العباس السفاح عام ١٣٦ للهجرة.
وكانت الثورة التي اشتعلت بسبب قتل ابو مسلم المدبر على يد أبي جعفر المنصور كانت على يد سنباذ.
قد يهمك أيضا: سعيد بن المسيب ( نسبه – طلبه للعلم -انجازاته – وفاته)
المصادر: