You are currently viewing النووي المحدث الحافظ كبير أئمة الفقه

النووي المحدث الحافظ كبير أئمة الفقه

النووي هو المحدث الحافظ، والعالم المسلم والفقيه، والبارع في علوم اللغة، وهو أيضًا من أهم علماء المذهب الشافعي، حيث أنه وصف بمحرر الشافعية، الإمام أبو زكريا يحيى بن شرف الحزامي النووي الشافعي، وسنتعرف معكم في هذا المقال على علمه، وكتبه، وسيرة حياته بالتفصيل.

النووي

هو الإمام أبي زكريا يحيى بن الإمام يحيى شرف بن مري بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حزام الحزامي النووي.

أما نسبته الحزامي، فقد إدعى البعض في حينها أنها نسبة إلى “حزام بن خويلد” الصحابي الجليل، ولكن الإمام النووي قد صحح هذا القول وقال: أن بعض أشخاص من عائلته ادعوا أن هذه النسبة ترجع إلى الصحابي حزام أبي حكيم وهذا خطأ.

والنووي: هي نسبة إلى بلدة صغيرة في سوريا تسمى نوَّى.

لقبه ومولده

قد ورد أنه كان له لقب يكره أن ينادى به وهو “محيي الدين”،لأن دين الله عز وجل ليس بحاجة أحد لكي يحييه، فهو محيى ومحفوظ وقائم بأمر من الله عز وجل، فلا يحتاج لشخص يحييه.

وقد ذكر أبو العباس الإشبيلي أن الإمام النووي قال “لا أجعل في حل من لقبني محيي الدين”.

لقد تمت ولادة الشيخ النووي في قرية نوى، في أول عشرة أيام من شهر محرم، ورأي آخر قال كانت ثاني عشرة أيام من نفس الشهر، لعام 631 من الهجرة.

نشأته

نشأ الإمام النووي في بيت فضل وخير، كان والده ميَسَر الأحوال، لدية بركة في ماله، فقد عاش في ستر وعفة وبركة، وقد روي أن الإمام الذهبي قال، حينما وصل النووي الى عمر سبع سنين كان في ليله ينام بجوار والده وقد قيل أن هذه الليله كانت السبع والعشرين من رمضان، استيقظ في منتصف الليل وقال والده:( انه ايقظه أيضًا وقال له يا ابتي ما هذا النور الذي قد امتلأت به الدار؟، وبعدها استيقظ أهل البيت جميعًا فلم نرا كلنا شيئاً قال والده فعلمت أنها ليلة القدر).

وعندما وصل الإمام إلى عمر العشر سنوات جعله والده يعمل في دكان، فأصبح الشيخ لا ينشغل بعمله، عن قراءة القران الكريم وتعلمه، وفي عام من الأعوام ذهب الشيخ ياسين ابن يوسف المراكشي إلى بلده نوى فوجد الإمام النووي وهو في عمر العشر سنين، والفتيان في عمره يجبرونه على اللعب معهم، وهو يذهب عنهم ويبكي لإجبارهم له، وفي حالته هذه يستمر بقراءة القران، يقول الشيخ ياسين لقد أحببته وذهبت إلى معلم القران في البلدة، وأوصيته عليه، وقلت له هذا الفتى يرجو أن يكون أعلم أهل عصره، وأزهدهم، وأن ينتفع الناس من علمه، فقال لي “أمنجم أنت” فقلت له وإنما أنطقني الله بذلك، فذكرذلك لابوه، فاهتم به وبحفظه للقران، إلى أن قام بختمه، وهو في عمر البلوغ، وجلس الإمام النووي في قرية نوى إلى عمر الثمانية عشر وبعد ذلك رحل الى دمشق.

رحلته إلى دمشق

عندما كان الإمام النووي في عمر الثمانية عشر سنة، ذهب به والده إلى مدينة دمشق، وكانت حينها أحد الأقطار العلميه في بلاد الإسلام، وكانت مجمعًا للعلماء المسلمين في وقتها، فلم يكن أمام والده خيار أفضل من هذه المدينة، لكي يستكمل فيها الإمام رحلته العلمية، وكان النووي مشتعلًا برغبته في طلب العلم، ولقاء الشيوخ والسماع منهم والأخذ من خيرهم، وعلمهم، فذهب به والده إليها في عام 649 من الهجرة.

حينما وصل النووي إلى دمشق كان مقصده الأول أن يجد عالمًا يرافقه ويسمع منه، ويأخذ عنه العلم وأن يجد له مكان لكي يأوي إليه، وعندما وصل ذهب إلى الجامع الأموي، فوجد فيه خطيبه وإمامه العالم جمال الدين عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي الرابعي الدمشقي، ثم تقرب منه وعرض عليه رغبته، وإرادته في التعلم، وأخذ العلم فذهب به الشيخ إلى مجلس مفتي تاج الدين عبد الرحمن بن إبراهيم ابن ضياء الفزاري، الذي اشتهر باسم ابن الفركاح، فلازمه الإمام النووي وكان هذا أول عالم يرافقه.

ولم يكن له مأوى يسكن إليه مثل أقرانه من تلاميذ العلم، حيث كان لهم مدارس في دمشق يسكنون فيها فطلب النووي من شيخه ابن الفركاح مكان يؤوي إليه، فقال له شيخه أن يذهب إلى الشيخ كمال اسحاق بن احمد المغربي، بمدرسه تدعي الرواحية، فذهب إليه النووي ورافقه وأخذ منه العلم ثم أعطي إليه الشيخ مكان يسكنه في هذه المدرسة فجلس فيها النووي إلى آخر حياته.

بقى الإمام في دمشق ما يقرب من الثماني والعشرين عامًا، ولم يخرج منها إلا لكي يقوم بشعيرة الحج، أو لزيارة قريته نوى لكي يصل رحمه.

علم النووي

طلب الإمام النووي العلم بكل ما أوتي من قوة، عندما استقر وضعه وسكن في المدرسه الروحية، فقد قال الإمام عن نفسه (لقد بقيت عامين لم أضع جانبي على الأرض) وقد ذكر أيضاً الإمام الذهبي (انه كان يجتهد في اكتساب العلمي صباحا ومساء وذهب عنه النوم إلا عن ضروره ونظم وقته والتزم بمجالس العلمي و إعطاء الدروس اغو تأليف المصنفات، أو الذهاب إلى العلماء، وقد ورد  أيضًا أن الإمام كان لا يهدر الوقت في نهاراٍ اول ليلٍ، إلا في عملا أو طلب العلم، حيث ذكر أيضاً أنه كان في وقت مشيه في الطريق وعودته، يستمر في مراجعة محفوظ أو الإطلاع على أشياء جديدة، وقد استمر على ذلك حتى الست سنوات.

وقيل أن الشيخ بدر الدين ابن جماعه سأل عن راحة الإمام النووي وكيف يكون نومه قال له (إنني إذا اشتد على النوم أسند على الكتب لمدة قصيرة، وبعدها أنتبه، وذكر الإمام في مؤلفه” روضةالطالبين وعمدة المفتين” أن الإهتمام بطلب العلم هو أفضل الأعمال وأعلى الطاعات، وهو من أجمل أنواع العبادات، وهو أهم ما تذهب فيه أغلى الأوقات، وقد اجتهد في معرفته وإدراكه أهل النفوس الطائرات، ولقد إجتهد الإمام في طلبه للعلم من السنة الأولى، فقد حفظ مؤلف التنبيه للشيخ ابي إسحاق الشيرازي، في ما يقرب من 4 شهور، وأيضاً استطاع حفظ ما يقرب من ربع العبادات، من كتاب المهذب للشيخ أبو إسحاق كذلك، في ما تبقى من نفس العام، وأيضاً كان يقوم بقراءة إثنى عشر درسًا في كل يوم على العلماء ويقوم بشرحهم وتصحيهم أيضاً.

أقوال العلماء فيه

لقد مدح كثير من العلماء والشيوخ الإمام النووي، حيث قال عنه الشيخ أبو عبد الرحيم محمد الإخميمي، أن الإمام محي الدين طيب الله ثراه كان متمسكًا بمنهج الصحابه رضوان الله عليهم، ولا يوجد شخصًا في وقتنا هذا متمسكا بنهجهم غيره،

وقال فيه الإمام الذهبي وأيضًا أن الإمام النووي، كان قدوة، وكان حافظًا و تقيًا، وعابدًا لله ومجتهدًا،  وأنه يستحق لقب شيخ الإسلام.

كما أن الإمام ابن كثير قال عن الشيخ النوي كان عالماً علامة، وحافظًا فقيهًا، كاتب مذهبه ومنظمه وهو من أفضل العابدين، والشيوخ الزاهدين، المتقين كما أنه كان على قدر عالٍ من المعرفة، والإطلاع والعلم، وكان لديه زهد وتنظيم في معيشته، وأيضًا كان صابرًا على تعب العيش، كما كان ورعاً لم يصل أحد في عصره إلى مدى ورعه وتقشفه.

كما قال عنه أيضًا الإمام شمس الدين ابن الفخم كان شيخًا بارعًا وفاهمًا، ومتقن للعلوم جميعها، وألف مؤلفات كثيرة، وكان صاحب تقى وزهد وكذلك كان يترك طعامه للراغبين إلا الكعك والتين الذي كان يبعثه له والده.

إنجازاته في خدمة الإسلام

إن الإمام النووي له فضل كبير في وصول العلم إلينا، فقد كان عالمًا ومحدثًا، نشر علمه في مؤلفات وكتب حتى تواترت إلينا في عصرنا هذا، فقد جمع بين الفقه والحديث حتى لقب بفقيه الأمه.

وقد قام الإمام النووي بعمل العظيم حيث روى كلًا من كتب السنن الأربعة، والنسائي والدرامي، وابي يعلى، و ابن ماجة ومسند أحمد، ومسند الشافعي، والدراقطني، بالسند العالي إلى أئمة المحدثين.

وأيضًا قد قام بشرح كتاب السنة ومعالم التنزيل، للإمام البغوي، وقام بشرح مؤلف الانساب للزبير بن بكار.

مؤلفات النووي

لقد قام الإمام النووي بتأليف الكثير والعديد من المؤلفات والكتب القيمة والنافعة والمليئة بالعلم، نذكر منها ما يلي:

  • المناهج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج.
  • الفتاوى أو المسائل المنثورة.
  • التبيان في آداب حملة القرآن.
  • الإضاح في المناسك.
  • الأربعون النووية.

قد يهمك أيضا: خارجه بن زيد ( علمه وفضله – انجازاته – ثناء العلماء عليه )

شيوخه

سمع الإمام من الكثير من الشيوخ وأخذ العلم منهم نذكر منهم ما يلي:

  • أبو إبراهيم اسغحاق بن أحمد بن عثمان المغربي.
  • أبو الفتح عمر بن بندار بن عمر بن علي بن محمد الشافعي.
  • أحمد بن سالم المصري.
  • إبراهيم بن عيسى المراد الأندلسي. المصري الدمشقي.

قد يهمك أيضا: سعيد بن المسيب ( نسبه – طلبه للعلم -انجازاته – وفاته)

وفاته

إنتقل الإمام طيب الله ثراه إلى الرفيق الأعلى في الرابع والعشرين من شهر رجب لعام 676 من الهجرة.

وفي نهايه هذا المقال فقد عرضنا لكم بعض الترجمة للإمام النووي العالم الفقيه المحدث، وكيف كانت حياته وكيف بدأ طلبه للعلم، وما الذي قدمه للعلم والإسلام وقد ذكرنا بعض من مؤلفاته الكثيرة، والقيمة التي وصلت إلينا في يومنا هذا ونسأل لله العظيم أن يكون هذا العمل خالصا لوجهه الكريم.

قد يهمك أيضا: ابو سلمه بن عبد الرحمن بن عوف

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

مصدر 5

المصدر 6

مصدر 7

مصدر 8

اترك تعليقاً