في هذه المقالة سوف نتحدث عن أحد أئمة الأسلام في الجرح والتعديل الذين أخذوا على عاتقهم كشف الكاذبين والمندسين الذين يريدوا تدنيس علم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من أئمة الذين حفظوا وحافظوا على أحاديث الرسول الكريم من الضياع وتحروا الصدق فيه، هو الإمام الحافظ الورع صاحب الفضل الإمام يحيى بن معين .
سوف نتحدث في هذه المقاله عن مولده ونشأته أنجازاته في الأسلام.
يحيى بن معين
هو يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام وكنيته أبو زكريا، ولد سنة 158 هجرياً كان صديقاً للإمام أحمد بن حنبل، ولد في عهد الخليفة أبي جعفر المنصور، أصوله من نبط العراق من مدينة الأنبار، نشأ وتربي في بغداد، تعلم مع أساتذة كبار ونشأ معهم أمثال أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وإسحاق بن راهوية، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو خيثمة.
كانوا يتعلمون معه ويعترفون ويشيدون به، كان صديقاً ملازماً للإمام أحمد بن حنبل فقد لزم مجلسه وأخذ من علمه وتعلم منه الكثير، كما أنه كان ثقة صادقاً مأمون وكان متمكناً في علم الرجال والجرح والتعديل، وكان الكثيرون يطلبون أن يتعلموا لديه.
فهو الإمام الحافظ سيد الحافظين كان والده من نبلاء الكُتاب لدى عبد الله بن مالك على خراج الري، ترك له ثروة كبيرة وهي ألف ألف درهم، ولكنه أنفقها كلها على تحصيل الحديث حتى ماتبقى لديه نعل يلبسه، رحل يحيى بن معين إلى أماكن عدة لتحصيل العلم كالحجاز ومصر واليمن والشام ولازم شيوخ أفاضل تعلم منهم الكثير، فقد طلب العلم وهو عمره عشر سنوات، كان مصابراً في تلقي العلم مجتهداً وداؤوب.
كان يحيى بن معين من العباد الورعين محافظاً على الصلاة وكان غيوراً على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حافظاً للسنن والفرائض.
تتلمذ على يد
تتلمذ على يد الكثيرون فقد عاصر علماء عظماء في زمانهم وتتلمذ علي يدهم وأستمد منهم علمه، منهم
- وكيع بن الجراح بن مليح بن عدى بن فرس.
- محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع.
- مالك بن أنس بن مالك.
- ليث بن سعد بن عبد الرحمن.
وغيرهم الكثيرون تعلم منهم وتعلموا منه وكانوا من أصحابه الذين تأدبوا معه.
تتلمذ على يده
تتلمذ على يده الكثير منهم أصحابوا الذين درسوا معه ونشأوا معه ومنهم من كان يطلبونه لتلقي العلم لديه، ومن هؤلاء التلاميذ.
- الإمام أحمد بن حنبل كان يسأله في المسألة فيكتبها.
- عبد الله بن يوسف.
- عبد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ.
- محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة.
وغيرهم الكثيرون تلاميذ أفادوا الأمة الأسلامية بعلمهم سمعوا منه وأستمدوا علمهم منه.
انجازاته في خدمة الأسلام
كتب الإمام يحيى بن معين أكثر من ألف ألف حديث، وكانت رحلاته التي قام بها مغذية لنا بالعلم والحديث.
كان إمامنا من أئمة الإسلام في زمانه ودراسته في علم الجرح والتعديل وكتاباته في أحوال رجال الحديث الضعفاء منهم وأصحاب الثقة، أفاد علماء الحديث من بعده في الحجج المأخوذة عنه وفي ترك الأحاديث المندسة والمغلوطة.
كما يفهم من هذا الكلام أنه كان من العباد الزاهدين الورعين ترك المال لتلقي العلم وكان غيوراً على الأسلام من الضعفاء في الحديث الذين يقولون على رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب.
أخذ منه الكثيرون من علماء الأحاديث وكانوا يسألون في صحة الأحاديث منهم الإمام أحمد بن حنبل كان يسأله في صحة الأحاديث وكان يدون الأحاديث من وراء قوله.
كان صادقاً مأموناً عند كل علماء الأحاديث كان يفتش عن الرجال وإخراج الضعيف منهم من الثقة.
مؤلفات يحيى بن معين
له العديد من المترجمات في الكتب التالية.
- الطبقات الكبرى.
- تاريخ بغداد.
- وفيات الأعيان.
- تهذيب الكمال.
- تذكرة الحفاظ.
- تهذيب التهذيب.
- النجوم الزاهرة.
- تهذيب الأسماء واللغات.
- الأنساب.
- سير أعلام النبلاء.
كان يحيى بن معين صاحب مكانة علمية كبيرة عند العلماء من بعده فقد قال أبو حاتم الرازي: إذا رأيت البغدادي يحب أحمد بن حنبل فأعرف إنه صاحب سنة وإذا رأيته يبغض يحيى بن معين فأعرف إنه كذاب.
فقد كان يحيى بن معين أكثر من كتب في أحاديث رسول الله وأكثر من تقصى وتحرى في صحتها في زمانه.
أحواله وفضائله غير معدودة رحمة الله عليه.
قد يهمك أيضا: القاسم بن محمد ( علمه – مواقف من حياته – انجازاته في الإسلام)
أقوال العلماء والسلف فيه
- مدحه الإمام أبو حاتم الرازي فقال عنه (( إماماً ، إذا رأيت البغدادي يبغض يحيى بن معين فأعلم إنه كذاب)).
- كما قال عنه أبو حاتم بن حبان البستي (( علم يقتدى به في الأخبار وإمام يرجع إليه في الأثار)).
- أيضاً قال أبو داود السجستاني عنه (( عالم بالرجال )).
- أيضاً مدحه أبو سعد السمعاني فقال(( كان إماماً ربانياً وعالماً حافظاً ثبتاً متقناً مرجوعاً إليه في الجرح والتعديل)).
- وأيضاً مدحه أبو سعيد الحداد فقال (( الناس عيال في الحديث على يحيى بن معين )).
- أبو عبد الله الحاكم النيسابوري قال عن بن معين (( إمام أهل الحديث ، ومزكي الرواة بلا مدافعة)).
- مدحه أحمد بن حنبل مرات عدة فقال فيه (( كان أعلمنا بالرجال ))، وقال أيضاً مرة أخرى: (( رجل خلقه الله لهذا الشأن يظهر كذب الكذابين))، وأيضاً قال أحمد بن حنبل: (( كل حديث لا يعرفه فليس هو بحديث )).
- مدحه أحمد بن شعيب النسائي فقال: (( هو أبو زكريا الثقة المأمون أحد الأئمة في الحديث)).
- كما مدحه أحمد بن صالح الجيلي فقال: (( ما خلق الله من أحداً أعلم بحديث رسول الله مثل يحيى بن معين)).
- قال أيضاً ابن حجر العسقلاني: (( إمام الجرح والتعديل ثقة حافظ مشهور)).
- مدحه الخطيب البغدادي فقال : (( إمام رباني عالم حافظ ثبت متقن)).
- مدحه الذهبي فقال: (( الحافظ إمام المحدثين)) كما قال عنه مرة أخرى (( إمام الجرح والتعديل ثقة حافظ مشهور)).
- قال عنه المزي : (( إمام أهل الحديث في زمانه والمشار إليه بين أقرانه )).
- كما مدحه صالح بن محمد جزرة فقال عنه : (( أعلم من أدركت بتصحيف المشايخ )) كما قال عنه مرة أخرى : (( أعلم بالرجال والكنى من الإمام أحمد بن حنبل )).
- مدحه عبد الله بن محمد الرومي فقال : (( مافي الدنيا أحد مثله سبق الناس إلى هذا الباب الذي هو فيه لم يسبقه إليه أحد)) وقال مرة أخرى : (( ما رأيت من أحد يقول الحق في المشايخ غير يحيى بن معين وغيره كان يتجامل بالقول)) وفال مرة أخرى : (( يعرف الخطأ )).
- قال أيضاً عمرو بن علي الفلاس : (( ما كان في أصحابنا أعلم بالإسناد منه ماقدر أحداً يقلب عليه إسناداً قط ))
- مدحه محمد بن إسماعيل البخاري فقال : (( ما إستصغرت نفسي إلا عند يحيى بن معين )).
- مدحه يحيى بن سعيد القطان فقال فيه : (( ما قدم علينا مثله )).
قد يهمك أيضا: ابان بن عثمان (علمه – حياته – انجازاته – مرضه ووفاته)
وفاة يحيى بن معين
توفي الإمام يحيى بن معين في المدينة عام 233 هجرياً وقيل إنه غسل على السرير الذي غسل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قد يهمك أيضا: الإمام الزهري التابعي (علمه – ثناء العلماء عليه – انجازاته )
المصادر:
- تاريخ بغداد للخطيب البغدادي.
- سير أعلام النبلاء للذهبي.
- تذكرة الحفاظ للذهبي.
- الهداية والإرشاد للكلاباذي