You are currently viewing أبو الحسن الهراسي ونبذه عن سيرته الطيبة

أبو الحسن الهراسي ونبذه عن سيرته الطيبة

أبو الحسن عماد الدين علي بن محمد بن علي الطبري، ولد عام 450 هجريا وتلقي العلم في الفقه في نيسابور على يد إمام الحرمين، وكان دائما مبتسم الوجه وذكي وكانت أخلاقه جيدة جدا، لذلك سوف نتعرف على حياة أبو الحسن الهراسي ونبذه عن سيرته العطرة.

نشأة أبو الحسن الهراسي

ولد أبو الحسن الهراسي في يوم 5 ذي القعدة عام 450 هجري في مدينة طبرستان، وقد انتقل للسكن في بغداد من أجل التعلم في المدرسة النظامية، ثم ذهب عن طبرستان وهو في سن الثمانية عشر عاما إلى نيسابور من أجل طلب العلم من إمام الحرمين الجويني.

وقد صاحب إمام الحرمين وتعلم منه أصول الفقه، ثم انتقل إلى بيهق ودرس بها لفترة وتعلم بها الكثير من علوم الدين.

وقد تولى أبو الحسن التدريس في النظامية ببغداد، وكان يتسم بالاجتهاد في عمله، وكان يتعلم في مدرسة سرهنك في نيسابور وكان بجوارها قناة لها سبعون درجة وكان يحفظ الدروس عليه هو ينزل ويصعد في القناه، وكان يفعل كل هذا في جميع دروسه.

كما كان يتصف أيضا أنه من العلماء الفصاح، ولقد كتب الكثير من التصنيفات، وقد قال ذات مرة: إذا جالت فرسان الأحاديث في ميادين الكفاح، طارت رؤوس المقاييس في مهاب الريح.

سيرته

لقد تعلم أبو الحسن في بيهق لفترة زمنية ثم رجع إلى بغداد، كما أنه اتصل بملك بركياروق بن ملك شاه السلجوقي وقد أخذ منه المال ورفع شأنه، وقد تولى منصب في القضاء وكان لديه معرفة كبيرة في علوم الحديث وقد وصل الى مرتبة محدث.

وكان عندما يدخل في المناظرات أو المجالس كان يستعمل الأحاديث، وقد مسك رئاسة النظامية عاما واحدا سنة 493 هجرية، وكان يتميز الهراسي أنه كان ذكيا جدا وقد تميز في الفقه وأصوله، وقد كان يبحث كثير عن المعلومات وصوته كان جهورا وجه دائما مبتسما.

قد أصبح أبو الحسن من خطباء السلطان محمد بعد الصلح بين الجانب الغربي والجانب الشرق، وقد كان يحضر الوزير سعد الدولة الدروس للهراسي وكان الناس في ذلك الوقت ترغب في العالم.

في الثامن من رجب قد تبن من هم أهل الذمة الذين كانوا في صحبته في سنة أربع وثمانين وأربعمائة، وكان السلطان بركيارق يستمع إلى الهراسي كثير، حين بعثه السلطان لم يكن لديه اي أموال او السعاده في الدنيا وقال حينها: رأيت شيئا عجيبا، وقد وعظه بحديث لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا.

شيوخه

لقد تعلم الهراسي على يد أحسن الشيوخ وهم:

  • إمام الحرمين الجويني.
  • أبو الفضل، زيد بن صالح الآملي الطبري.
  • أبو علي، الحسن بن محمد الصفار.

تلاميذه

لقد تعلم من الهراسي الكثير من الأئمة الكبار الذين استفادوا من دروسه وهو:

  • سعد الخير بن محمد الأنصاري.
  • محمد المهدي ابن تومرت الصنهاجي.
  • عبد الواحد بن الحسن بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم.
  • أبو العباس نصر بن خضر بن نصر الإربلي الشيخ الفقيه الشافعي
  • يوسف بن عبد العزيز أبو الحجاج المنصوري.

أقوال علماء المسلمين عن أبو الحسن الهراسي

كان الهراسي يتميز بمكانة كبيرة جدا عند العلماء الذين عاصروه وقد قالوا عنه الكثير من الأشياء وهي:

  • كما قال الحافظ عبد الغافر الفارسي: إلكيا الهراسي، أبوالحسن، الإمام البالغ في النظر مبلغ الفحول.
  • قال ابن الأثير عنه: لقد كان أبو الحسن من أعيان فقهاء الشافعية.
  • كام قال السبكي: الإمام هو شمس الإسلام، أبو الحسن إلكيا الهراسي، الملقب عماد الدين، أحد فحول العلماء ورؤوس الأئمة فقها وأصولا وجدلا وحفظ متون أحاديث الأحكام.
  • قال الأسنوي عنه: لقد كان إماما نظارا، قوي البحث دقيق الفكر.
  • كما قال ابن كثير عنه: كان من أكابر العلماء، وسادات الفقهاء أحد الفقهاء الكبار، من رؤوس الشافعية.
  • كما قال السلفي: سمعت الفقهاء يقولون:كان الجويني يقول في تلامذته إذا ناظروا: التحقيق للخوافي، والجريان للغزالي، والبيان لكيا.
  • قال ابن خلكان عنه: كان حسن الوجه كما كان جهوري الصوت فصيح العبارة، حلو الكلام.
  • قال عنه الذهبي عنه: كان مليح الوجه، جهوري الصوت فصيحا، مطبوع الحركات، زكي الأخلاق، إلكيا العلامة، شيخ الشافعية، ومدرس النظامية.
  • قد رثاه ابن الدامغاني بقوله: وما تغني النوادي والبواكي*** وقد أصبحت مثل حديث أمس.
  • قد قال الزينبي في شاعره عنه: عقم النساء فما يلدن شبيهه*** إن النساء بمثله عقيـم.

إنجازاته في خدمة الإسلام

آراؤه الفقهية:

لقد كان للهراسي الكثير من الآراء الفقهية، وقد ورد من تلك الآراء في تفسيره للقرآن الكريم في كتاب أحكام القرآن وهو يعتبر تفسير فقهي من الدرجة الأولى، وكان الهراسي من الأئمة في الفقه الشافعي وأعيانهم.

وقد قال في أحكام القرآن: فإني لما تأملت مذاهب القدماء المعتبرين، والعلماء المتقدمين والمتأخرين، واختبرت مذاهبهم وآرائهم، ولاحظت مطالبهم وأبحاثهم، رأيت مذهب الشافعي أسدها، وأقومها، وأرشدهم، وأحكمها، حتى كان نظره في كبر آرائه، ومعظم أبحاثه يترقى عن حد الظن والتخمين، إلى درجة الحق واليقين.

وكان له آراء مختلفة في مسأله تقليد المذاهب يختار الإلزام و قال الشوكاني: اختلف المجوزون للتقليد هل يجب على العامي التزام مذهب معين، فقال جماعة: يلزمه، واختاره إلكيا الهراسي. وقال آخرون: لا يلزمه ورجحه ابن برهان والنووي وهو مذهب الحنابلة.

وقال إلكيا: وإن لم يكن بد من تقليد الصحابة فالواجب أن لا يفصل بين أن يختلفوا أو لأ، لأن ففد معرفة الخلاف لا ينتهض إجماعا.

آراؤه في العقيدة:

كان في كتاب الهراسي التراجم أنه كان مدافعا كثيرا في الآراء العقدية ولكن ينقل الكثير من أقوال، وكان الهراسي قد درس في النظامية في بغداد وكان يوقظ الناس في مذهب الأشعري وثارت الكثير من الفتن في هذا الوقت.

واتهم الهراسي انه تبع مذهب الباطنية وقد أراد السلطان قتله بسبب هذا فتدخل الخليفة أبو العباس أحمد المستظهر بالله فخرج الهراسي وحصل على البراءة.

وقد كان يتناول الكثير من مسائل الاعتقاد والأحاديث نقل الزركشي أن الغزالي والهراسي قالوا: وأما أحاديث الصفات، فكل ما صح تطرق التأويل إليه ولو على بعد قبل، وما لا يؤول وأوهم فهو مردود.

وقد تكلم الهراسي عن الأحداث التي تتواجد في هذا العرض وتحدث عن الأعراض التي أشتهر بها المعتزلة وقال الهراسي: فأما الركن الرابع وفيه المعركة والتشاجر عنده يحصل وهو إثبات استحالة حوادث لا أول لها وقد أطبق المليون وأتباع الأنبياء كلهم على استحالة حوادث لا أول لها وقال ملحدة الفلاسفة إثبات حوادث لا أول لها.

وقد تحدث الهراسي في مسألة حلول الحوادث في كلام الكرامية قال الهراسي: واعلم أن المشبهة أيضا يقولون إن الحوادث تقوم به وإن لم يصرحوا به فهم والكرامية في إثبات الجهة وقيام الحوادث بذات القديم على حد سواء وذلك أنهم يجوزون على الله الجيئة والذهاب والنزول والصعود والانتقال فيقولون: هذه الأشياء لم تكن فكانت وهذا هو الحادث ثم أثبتوا له التحيز وذلك لا يقوم إلا متحيز. وقال أيضا:وقد أثبتوا حوادث لا أول لها.

وقال الهراسي عن آراء الملحده: ولا تصول الملحدة إلا بهذا وقد دللنا على بطلانه وأنه لا يتم القول بحدوث العالم إلى إبطاله، و كان الهراسي يشير إلى الكافر أنه يكون بالفعل وليس القول.

غزارة علم أبو الحسن الهراسي

اشتهر الهراسي بكثير المؤلفات في كل العلوم وهذا يدل على أنه لديه الكثير من المعرفة، فهو يمتلك الكثير من العلم فقد تتلمذ على يد الكثير من العلماء وكبار الشيوخ في عصره، كما تتلمذ على يده الكثير من الشباب الذين أصبحوا من كبار العلماء، فهو عالم حديث وفقه عظيم.

قد يهمك أيضا: القاسم بن محمد ( علمه – مواقف من حياته – انجازاته في الإسلام)

مؤلفاته

أبو الحسن الهراسي قدم الكثير من المؤلفات ومن أهمها:

  • أحكام القرآن وأنه كتاب في تفسير القرآن الفقهي.
  • التعليق في أصول الفقه.
  • تلويح مدارك الأحكام.
  • مطالع الأحكام.
  • شفاء المسترشدين في مباحث المجتهدين.
  • لوامع الدلائل في زاويا المسائل.

قد ألف كتبا في الرد علي ما قاله الإمام أحمد ابن حنبل في المسائل الاجتهادية عن الائمة الثلاثة، وقال الذهبي: إنه لم ينصف فيه.

قد يهمك أيضا: الإمام الزهري التابعي (علمه – ثناء العلماء عليه – انجازاته )

وفاته

لقد توفى الهراسي في يوم الخميس في شهر محرم عام 504 هجريا في بغداد، ولكن عمره ثلاث وخمسون سنه وشهرين، وقد لقب الهراسي بشمس الإسلام.

قد يهمك أيضا: ابان بن عثمان (علمه – حياته – انجازاته – مرضه ووفاته)

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

اترك تعليقاً