تقنيات الحفظ السريع ، مشكلة النسيان أصبحت مشكلة تؤرق الكثيرين وخصوصاً الشباب وعدم قدرتهم على الإستيعاب والتذكر بسبب الضغوطات النفسية ومشاكل العصر المتوالية وأصبح النسيان ينتشر بسرعة بين الشباب وليس كبار السن فقط، ولكنها مشكلة من السهل حلها إذا أتبعنا الطرق الصحيحة للحفظ مع التركيز مع أنفسنا وعدم ترك مجريات الحياة تؤثر فينا، فالإمام الشافعي رضي الله عنه حفظ موطأ الإمام مالك وهما مجلدين وعدد أحاديثهم 3069 حديثاً بالأسانيد في 3 ليال، والإمام أبو حنيفة حفظ القرآن كاملاً في جمعة واحدة وكان يختم القرآن كاملاً في الليلة الواحدة 3 ختمات.
وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يختم القرآن كاملاً في ركعة واحدة، كما كان تميم بن أوس الداري رضي الله عنه يختم القرآن كاملاً في ركعة واحدة، المؤرخ والمفسر هشام الكلبي حفظ القرآن كاملاً في 3 ليال، أبن تيمية رحمة الله عليه كان يحفظ مجلداً ضخماً في ساعات وليس يوم، الجاحظ كان يحفظ مجلداً ضخماً من أول نظرة بدون تكرار، فقدرات العقل مهولة وقادرة على الحفظ والتذكر بسرعة كبيرة فهؤلاء ليسوا خارقين للطبيعة ولكنهم أتخذوا منهج للحفظ والتذكر وعملوا عليه بمنتهى الجد والأخلاص غير حافلين بالأوضاع من حولهم وغير عابئين بمشاكل الحياة، وفي هذا المقال سوف نتطرق إلي تقنيات الحفظ السريع.
تقنيات الحفظ السريع
في البداية سوف نستعرض بعض الطرق لكي نقوم بتمرين وتنشيط الدماغ لكي يكون واعياً وقادراً على الأستيعاب بقدرة أكبر.
- مارس عادة الحفظ والأسنرجاع بشكل يومي حتى تدرب عقلك على الحفظ.
مثلاً تقوم بحفظ أرقام الهواتف المخزنة في هاتفك وتسترجعها وتتذكرها في كل مره تقوم بالأتصال بهذه الأرقام، في البداية سيكون حفظك بطيئاً مع الوقت قدراتك ستزيد بشكل كبير، كما يمكنك حفظ وإسترجاع كلمات مرور حسابات التواصل الأجتماعي وغيرها من الأشياء.
- مارس نشاطات جديدة ومختلفة كل يوم.
فالدماغ يشبه الطيار الآلي بشكل كبير فعندما تمشي بطريق ما بسيارتك ذهبت إليه من قبل يقوم الدماغ بتوجيهك بطريقه تلقائية لتخزينه الأتجاهات والمحاور في هذا الطريق، ولتدريب دماغك على الحفظ بصفة مستمرة خذ طريقاً مختلفاً في كل مرة حتى توجه دماغك على الأنتباه الدائم للتفاصيل لذلك يجب أن تمارس نشاطات جديده مثل الجلوس في أماكن مختلفة وقراءة كتب متنوعة وليس في مجال واحد بدلاً من عمل أمور روتينية يومية لكي تقصر جزئية الطيار الآلي.
- أكتب باليد الأخرى لكي تمرن فصي دماغك الأيمن والأيسر.
يمكنك القيام بذلك فإذا كنت ايمناً قم بالكتابة باليد اليسرى وإن كنت أعسراً كم بالكتابة باليد اليمنى، وذلك لأن الشقين يتحكمون ببعضهم البعض ولذلك انت تجبر دماغك بأستخدام الشقين وتساعد بتطويره كذلك، كل ما عليك الجلوس والكتابة باليد الأخرى لمدة عشر دقائق.
تقنيات الحفظ السريع الأخرى
- التحضير.
ينصح بأختيار البيئة المناسبة التي تساعد على الحفظ بعيداً عن أي مصدر للألهاء وصرف الأنتباه عن الحفظ، والكثيرين يختارون البيئة الهادئة البعيدة عن مصادر الضوضاء.
- الحفظ عن ظهر غيب.
عملية تتضمن تكرار المعلومات حتى تقوم بإستدعائها شفهياً حرفياً، وغالباً ما تستخدم هذه الطريقة من قبل الممثلين والمغنيين لكي يتقنون أدوارهم وكلمات الأغاني، وتستخدم هذه الطريقة أيضاً عند طلاب المدارس لحفظ الدروس والأملاء وتعريف المصطلحات وحفظ جدول الضرب وغيرهم من الأمور.
- إنشاء شجرة الذاكرة.
وقد تم إعتماد هذه الطريقة منذ عام 1950 م، وهذه الطريقة هي الأنسب من حيث الحفظ والتحصيل لحفظ كمية كبيرة من المعلومات بسرعة كبيرة، وهذه التقنية تتم عن طريق ربط المعلومات ببعضها البعض على شكل شجرة، وتوضع المعلومات الرئيسية في أول الشجرة ثم يتم إخراج فروع تتضمن معلومات فرعية وهذه الطريقة ممتازة لحفظ المعلومات وعدم نسيانها.
- الدراسة بعد فترة الظهيرة.
أثبتت الدراسات أن الدراسة بعد فترة الظهيرة، تساعد على التركيز على المهام والحفظ السريع مقارنة بأي وقت أخر.
- ربط المعلومات ببعضها البعض.
وفقاً إلى لوما ليندا من الكلية الجامعية الطبية فقد قالت ربط المعلومات الجديدة مع المعلومات القديمة التي لها علاقة بالمعلومات الجديدة تساعد بشكل كبير جداً على عمليات الحفظ، وتعتبر هذه الطريقة هي التقنية التي يتبعها الدماغ في حفظ المعلومات.
من تقنيات الحفظ السريع
- التسجيل.
تعد هذه من أحد الطرق المثلى من تقنيات الحفظ السريع، وهذه الطريقة تتم عن طريق تسجيل المحاضرات أو الشيء المراد حفظه بالمسجل، ومن ثم إعادة تشغيلها والأستماع لها أكثر من مرة من أجل حفظها.
- الكتابة.
ينصح بكتابة المعلومات مراراً وتكراراً من أجل حفظها حيث أن التكرار يساعد على تثبيت المعلومة مع قولها شفهياً.
- عمل ملخصات للأشياء المراد حفظها.
فعمل ملخصات للأمور المراد حفظها يسهل عملية الحفظ بشكل كبير، ويتم هذا الأمر من خلال قراءة فقرة وفهمها من ثم القيام بتلخيصها، ذلك يساعد بشكل كبير على عملية الأستذكار.
- التنويع في المناخ الدراسي.
حيث أن الروتين في عملية الحفظ لا يساعد على الحفظ بشكل كبير فمثلاً تغيير الأماكن يحفز الدماغ على الأنتباه و التركيز.
- الثقة بالنفس.
الثقة بالنفس من العوامل المهمة جداً لتسريع عملية الحفظ والتذكر، حيث تساعد على بذل الكثير من الجهد بالأضافة الى التحدي لأثبات النفس.
- كتابة المعلومات الرئيسية.
كتابة المعلومات الرئيسية في هيئة عناوين من ثم فهم محتوى العناوين تساعد على عملية الحفظ والتذكر.
- شم نوع معين من العطور لربط المعلومات.
عند أستذكار معلومة معينة قم بربطها بعطر معين تقوم بتذكر تلك المعلومة به.
- القيام بتجربة خوض الأختبار.
القيام بالجلوس ومحاولة تذكر المعلومة سواء شفهياً أو كتابتاً لتنشيط الذاكرة، ومحاولة صياغة أسئلة متعلقة بتلك المعلومات.
- ممارسة الرياضة.
ممارسة الرياضة تساعد على تنشيط الدورة الدموية ومن ثم تنشيط خلايا الدماغ للحفظ.
- التغذية الجيدة.
التغذية الجيدة والصحية من العوامل الرئيسية للحصول على ذاكرة قوية فتناول طعام مضاد للأكسدة يساعد على تنشيط الدورة الدموية للدماغ.
بالإضافة إلى كل تلك التقنيات للحفظ السريع لا يحصل المتدرب على القدرة على الحفظ السريع بدون الحصول على تدريبات كثيرة.
حيث يجب على الشخص خوض العديد من الأختبارات لتقوية الذاكرة وتقنيات الحفظ السريع يجب خوض العديد من المهارات لأنعاش العقل وأكتساب المهارات، من الممكن القيام بالعمليات الحسابية أو لعب لعبة الشطرنج أو عد أحد الحروف الأبجدية في قصة ما لتنشيط الذاكرة من ضعف إلى عدة أضعاف.
كما يجب شرب الكثير من الماء والحصول على القدر الكافي من النوم وممارسة الرياضات المختلفة وتغيير الروتين اليومي لتقوية الذاكرة.
قد يهمك أيضا: رحلة التدوين ، من المحبرة إلى المطبعة
المصادر: