لقد أنعم الله عز وجل على الأمة الإسلامية بالكثير من العلماء والفقهاء الذين أفادوا العلم أجل وأعظم فائدة، فأبدع الكثير من هؤلاء العلماء في تقديم العلوم الدينية وتعليمها، واتصفوا بحسن الخلق والطباع فكانوا قدوة للعديد من التلاميذ والمجتهدين فأفادوا هم أيضاً العلم والدين بما قدموه من إنجازات عظيمة، وخلال هذه المقالة سنتعرف علي شخصية حمزة الكناني وسنتطرق إلي ما قدمه من علم وأدب.
حمزة الكناني
هو الإمام الحافظ والمحدث الحافظ حمزة الجنابي الكناني كان أحد رواة الحديث النبوي الشريف ومن أكثر من رووا الحديث النبوي الشريف فأبدع في حفظه وروايته ، اسمه هو أبو القاسم حمزة بن محمد بن علي بن العباس من بني جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر وهو من قبيلة كلب القضاعية وهو صاحب مجلس البطاقة.
مولده ونشأته
ولد المحدث حمزة الكناني سنة خمس وسبعين ومائتين ونشأ نشأة دينية منذ صغره فأحب العلم وسعي في طلبه منذ نشأته، فطلب الكثير من العلوم الدينية كعلم التفسير والفقه وأخذ عن علماؤه فيهم الكثير من العلم والثقافة فكانت نشأته نشأة ثقافية دينية اتسمت بالكثير من العلم والأدب والكثير من الإخلاص فيما يقدم من علم، بالإضافة إلى ذلك فقد كانت ذروة إخلاص حمزة الكناني في طلب العلم لعلم الحديث.
إذ حفظ حمزة الكناني منذ نشأته الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة وأخذ عن كثير من العلماء الذي جالسهم علي مدار حداثته فكانت نشأة حمزة الكناني في علم الحديث تحديداً نشأة سليمة متصفة بالحب والإخلاص للحديث النبوي الشريف فهو ما نقل عن رسول الله وهو مكمل شرائع القرآن الكريم، وجالس خلال نشأته الكثير من العلماء والمشايخ فحفظ وسمع وتدبر وأخذ عنهم ما أخذه القليل من الدارسين فتميز وكان مجتهداً في طلب العلم ودراسته كما جمع في نشأته الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة.
علم حمزة الكناني
كان حمزة الكناني ممن تعلموا العلم فأبدع في تعلمه وأخلص له، إذ تعلم حمزه الكناني علم الحديث وكان هو العلم الذي اجتهد أكثر ما يكون في تعلمه، بالإضافة إلي ذلك فقد تعلم أيضاً التفسير والفقه وكانت له العديد من الجلسات الذي يدرس فيها كلاً منهما، فبالرغم من تخصصه في علم الحديث كان حمزه الكناني من هؤلاء الذين تعلموا علماً دينياً شاملاً ليفيدوا به المجتهدين في تعلم الدين والمسلمين كافة بعد ذلك.
أقوال العلماء فيه
لقد كانت أعمال حمزة الكناني في الدين جديرة بالثناء، فقد كرمه العلماء قولاً وفعلاً وقالوا فيه الكثير، ومن بعض ما قيل عنه وعلمه:
- قال عنه أبو عبد الله الحاكم : ” إن حمزة المصري بالرغم من تقدمه في معرفة الحديث هو واحد ممن يُذكرن بالزهد والعبادة والورع فقد سمع أبا خليفة والنسائي وأقرانهما بالعراقين والحجاز “
- وقال عنه محمد بن علي الصوري :” لقد سمعت عبد الغني الحافظ وقد تم ذكر حمزة بن محمد فقال : ارتبطت حياته بالرقم خمس فقد كان كل شيء له في سنة خمس حيث ولد سنة خمس وسبعين ، وأول سماعه ودراسته في عام خمس وتسعين، ورحل إلى العراق عام خمس وثلاثمائة “
- وقال الصوري فيه: لقد كان حمزة ب محمد حافظاً ثبتاً.
- قال عنه ابن زولاق : قال الحافظ محدثاً: ” حين رحلت سنة خمس دخلت حلب وقاضيها أبو عبد الله بن عبدة ، فسمعت له وكتبت عنه ، فكان دوماً يقول لي: ” لو عرفتك بمصر لامتلأت ركائبك ذهبا ، فيقال أنه أعطاه مائتي دينار ليرحل بها إلى العراق “
أقوال أخرى عنه
- قال عنه أبو عمر بن عبد البر : ” لقد سمعت عبد الله بن محمد بن أسد حيث سمع حمزة الكناني يقول : خرجت حديثا واحدا من نحو مائتي طريق عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ففرحت لذلك فرحاً ليس بقليل ، وأعجبت بذلك إعجاباً شديداً ، فجائني يحي بن معين في المنام، فقلت له: يا أبا زكريا ، خرجت حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم من مائتي طريق، فسكت ساعة عني، ثم قال لي : أخشى أن تدخل تحت ألهاكم التكاثر “
- وقال أبو عبد الله بن منده : ” سمعت حمزة بن محمد يقول : لقد كنت أكتب الحديث ، فلا أكتب ” وسلم ” بعد صلى الله عليه، فجاءني النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وقال لي: ” أما تختم علي الصلاة في كتابك “
- أنبأنا الخضر بن حمويه عن كثير سمعوا حمزة بن محمد الحافظ ، وقد جاءه غريب ، فقال له: ” يا حمزة إن عسكر أبي تميم قد وصلوا إلى الإسكندرية اليوم، فقال داعياً : اللهم لا تحيني حتى أري الرايات الصفر فمات حمزة ووصل عسكرهم بعد موته بتلاثة أيام فقلت: ” هؤلاء هم عسكر المعز العبيدي الإسماعيلية ، والذين تملكوا مصر في ذاك الوقت، وبنوا مدينة القاهرة المعزية حينها فأماتوا السنة النبوية الشريفة وأظهروا الرفض لها وللدين، وظلت دولتهم قائمة على ما يزيد عن مائتي عام، حتى أبادهم السلطان صلاح الدين الأيوبي ونسبهم إلى علي – رضي الله عنه – غير صحيح
إنجازاته في خدمة الإسلام
لحمزة الكناني الكثير من الإنجازات في خدمة الدين الإسلامي، إذ روي الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة فكان مرجعاً مهماً لدارسي الحديث النبوي الشريف وللمسلمين كافه، فعمل حمزة الكناني علي توضيح الكثير من الأمور في الدين والتي كان مشكوك فيها في السنة النبوية واتضح ذلك في الكثير من الأحاديث الذي رواها بعدما تبين المسند والمتن فكان حمزة الكناني واحداً من حدثي الثقة الذين تبينوا فيما ينقلون وأبدعوا في الحفظ، فكان حفظ حمزة الكناني للكثير من الأحاديث مرجعاً مفيداً له ولغيره.
بالإضافة إلي ذلك فإن حمزة الكناني يعد من أصحاب التصانيف الذين تركو ا في الدين والحديث الكثير من الكتب والمؤلفات والتي لازال يعتمد عليها، وبالرغم من ذلك فلم ينشر له إلا كتاباً واحداً وهو كتاب جزء البطاقة والذي صنفه قبل موته بتسعة أشهر، حيث تخصص هذا الكتاب في علم الحديث فساق فيه بإسناده أحد عشر من أهم أحاديث النبي في مواضيع مختلفة مما اختُلف عليه، وقد ساق حمزة الكناني في بداية كتابه السند الذي روى منه هذه الأحاديث النبوية الشريفة عن النبي، ثم نقل بعده كل الأحاديث النبوية الشريفة.
بعض شيوخه
- الحسن بن أحمد بن الصيقل
- أبا عبد الرحمن النسائي
- أبا يعقوب المنجنيقي
- عمران بن موسى الطبيب
- ومحمد بن سعيد السراج
- سعيد بن عثمان الحراني
قد يهمك أيضا: ابو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أحد فقهاء المدينة
بعض تلاميذه
- إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمر بن النحاس
- عبد الغني بن سعيد
- عبد الرحمن بن عمر بن نصر
- علي بن حمصة الحراني
- تمام بن محمد الرازي
- شعيب بن المنهال
قد يهمك أيضا: خارجه بن زيد ( علمه وفضله – انجازاته – ثناء العلماء عليه )
وفاة حمزة الكناني
مات حمزة الكناني في عام سبع وخمسين وثلاثمائة في شهر ذي الحجة عن بضع وثمانين عام.
قد يهمك أيضا: سعيد بن المسيب ( نسبه – طلبه للعلم -انجازاته – وفاته)
المصادر:
سير أعلام النبلاء للذهبي