الشيخ علي الربيعي يرد على الشُّبهات العقائدية لقد انتشرت مؤخرًا بعض الفتاوى المتطرفة والتي لا يوجد أصل أو دليل لها في الفقه الصحيح المعتدل. ومع الأسف ينجرف عدد كبير من الناس البسطاء وراء ذلك التيار بالرغم من وجود خطباء معتدلين لا يوافقون على تلك الفتاوى المتطرفة والتي سوف نوضحها في هذا المقال بشكل تفصيلي.
الشيخ علي الربيعي يرد على الشُّبهات العقائدية
يرد الشيخ علي الربيعي على الشُّبهات العقائدية ومنها السؤال التالي هل الاستغاثة والتبرك بالأنبياء والصالحين والأولياء سواء الأموات أو الغائبين يعد كفر أكبر؟ الجواب: هو أن الاستغاثة بالأنبياء أو الأولياء والصالحين يعد شرك أكبر وهو فعل يخرج صاحبه من ملة الإسلام.
وذلك لقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ[١١٧]﴾ [المؤمنون: 117]، وقوله سبحانه: ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ[١٣] إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ[١٤]﴾ [فاطر: 13 – 14].
وهناك سؤال أخر هل تجوز السفر بنية زيارة القبور الخاصة بالأنبياء والصالحين، وهل تكون الزيارة شرعية أم لا؟ وهنا الجواب يكون لا يجوز أن يشد الرحال إلى زيارة القبور سواء للأنبياء أو الصالحين أو غيرهم.
ويعد ذلك الأمر بدعة، والدليل قول النبي عليه الصلاة والسلام: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام،
ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى»، وقال أيضًا النبي عليه الصلاة والسلام: «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد»، ولكن
زيارتهم بلا شد الرحال فهو سنة، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: «زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة» أخرجه مسلم في صحيحه.
اقرأ أيضٌا: الدكتور علي الربيعي ويكيبيديا اسرار وحقائق
الشيخ علي الربيعي الرد على سؤال هل يجوز الحلف بغير الله
ومن الأسئلة الشائعة هل يجوز أن يتم الحلف بغير الحق الله سبحانه؟ وما هو حكم قول: “والنبي اعمل كذا”؟ وهل يدخل ذلكفي حلف الشخص بغير الله؟ الجواب: أن كل هذا حرام وشرك؛ حيث لا يجوز أن يحلف الإنسان بغير الله، لقوله صل الله عليه وسلم: «ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت» متفق عليه.
وهناك رواية أخرى لأبي داود والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «لا تحلفوا بآبائكم وأمهاتكم، ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون»،
وقد روى أبو داود والترمذي بإسناد صحيح أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك».يعتقد المسلم أن العبادة لا يجوز أن تصرف إلا لله سبحانه وحده، ويعتقد المشرك جواز صرف العبادة لغير الله سبحانه وتعالى. فإذا وجدنا المسلم يصدر منه فعل لغير الله سبحانه ما يحتمل العبادة ونحوها وجب أن يحمل فعله الذي قام به على ما يلائم اعتقاده كمسلم؛ وهذا لأن من ثبت أنه عقد الإسلام بإيمان ويقين لم يزل عنه الأمر بالاحتمال والشك.
ولذلك لما قام معاذ بن جبل رضي الله عنه بالسجود للنبي عليه الصلاة والسلام – رواه ابن ماجه وصححه ابن حبان– وقد نهاه النبي عليه الصلاة والسلام عن ذلك الأمر، إلا أنه لم يصف ما قام به بالكفر أو الشرك. ومن المعروف أن معاذ رضي الله عنه كان أعلم الأمة وقتها بالحلال والحرام– حيث لم يجهل معاذ أن السجود عبادة ولا يجوز صرف العبادة لغير الله، إلا أن السجود يحتمل معنى آخر غير معنى عبادة المسجود له حيث لم يجز أن حمله كذلك على العبادة في حال صدر من المسلم أو تم تكفيره بحال.
ويقول الحافظ الذهبي في ذلك: “ألا ترى الصحابة من فرط حبهم للنبي صل الله عليه وآله وسلم قالوا: ألا نسجد لك؟ فقال: لا،
فلو أذن لهم لسجدوا سجود إجلال وتوقير لا سجود عبادة، كما قد سجد إخوة يوسف عليه السلام ليوسف، وكذلك القول في سجود المسلم لقبر النبي صل الله عليه وآله وسلم على سبيل التعظيم والتبجيل لا يكفر به أصلا. بل يكون عاصيا، فلـيعرف أن هذا منهي عنه، وكذلك الصلاة إلى القبر” اهـ (من معجم الشيوخ للإمام الذهبي ص56).
الشيخ علي الربيعي تعريف الشرك
الشرك هو صرف شيء أو أمر من العبادة إلى غير الله سبحانه على الوجه الذي لا يتم إلا لله سبحانه وتعالى. حتى وإذا كان ذلك بهدف التقرب إلى الله سبحانه كما قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ [الزمر: 3].
وإنما يقول: “على الوجه الذي لا يجب إلا لله سبحانه وتعالى” لإخراج جميع ما خالف العبادة في أسمها وإن وافقها ذلك في ظاهر اسمها؛ لأن الدعاء يمكن أن يكون عبادة لذلك المدعو ﴿إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا[١١٧]﴾ [النساء: 117]، ويمكن ألا يكون ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾ [النور: 63].
والسؤال يمكن أن يكون أيضًا عبادة للمسئول ﴿وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النساء: 32]، ويمكن ألا يكون ﴿لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ[٢٥]﴾ [المعارج: 25]،
وكذلك الاستعاذة يمكن أن تصبح عبادة للمستعاذ به ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ[٩٨]﴾ [النحل: 98]
ويمكن ألا تكون؛ كما جاء في صحيح مسلم من الحديث الذي رواه أبي مسعود البدري رضي الله عنه حيث كان يقوم بضرب غلامه. فقال حينها: أعوذ برسول الله، فتركه، فقال النبي صل الله عليه وسلم: «والله لله أقدر عليك منك عليه»، فأعتقه. وأيضًا قد تكون الاستعانة عبادة للمستعان به ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[٥]﴾ [الفاتحة: 5]، ويمكن ألا تكون ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾ [البقرة: 45].
والاستغاثة أيضًا يمكن أن تكون عبارة عن عبادة للمستغاث به ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ[٩]﴾ [الأنفال: 9] ويمكن ألا تكون ﴿فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ[١٥]﴾ [القصص: 15]، والقنوت يمكن أن يكون أيضًا عبادة للمقنوت له ويمكن ألا يكون وهكذا.
ويعني ذلك أن الشرك يكون في التعظيم كتعظيم الله سبحانه تعالى كما قال سبحانه وتعالى: ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 22]، وأيضًا قال سبحانه: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ [البقرة: 165].
إلى هنا نصل إلى نهاية موضوع اليوم عن الشيخ علي الربيعي يرد على الشُّبهات العقائدية من خلال بالاستعانة بالمراجع حيث تم التعرف علـى بعض الأسئلة الشائعة بين الناس والإجابة عنها بشكل مبسط يسهل فهمه على عوام الناس.