أبو ثور إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي هو فقيه من فقهاء بغداد، وكان صديق الإمام الشافعي وكان ناقل لأقواله القديمة، وهو يعد من علماء الدين المأخوذ برأيه في عصره، لذلك علينا التعرف على سيرته وحياته بالتفصيل.
سيرته
أبو الثور هو إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي هو الأمام الحافظ الحجة، أيضا المجتهد فهو مفتي العراق وفقيهم كنيته هي أبو ثور أو أبا عبد الله، ولد في عام 170 هجرية، فحين ذهب الإمام الشافعي إلى العراق أخذ عنه الكثير، ويقال أنه رفض مذهبه الأول واتبع مذهب الشافعي حتى وفاته.
لقد في بيئة دينية وعلمية حيث غرست بداخله جبه للعلم وطلبه منذ كان في سن صغير، فقد كان يبحث عن العلم وكان يسعى إلى حلقات الدروس في المساجد، فكان يأخذ العلم من العلماء ومن الفقهاء وغيرهم.
صفات أبو ثور إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي
بالتأكيد صفاته كانت تدل على أنه فقيه وعالم كبير، فكانت صفاته تعبر عن مكارم الأخلاق وأجلها قدرا، فهي كانت تدرج تحت مسمى الفضائل والأخلاق، فكانت أحواله جميلة وكانت مناقيه الظاهرة ومحاسنه رائعة، فكانت أكثر من أن تحصى وأشهر من أن تنشر.
فقد اتفق العلماء أنه كان يحمل صفات لا تجد في براعتها وجمالها وهذا ما قاله الإمام النووي، فهو كان إمام وفقيه فاصلا وخيرا، فهو كان من أهم حفظة أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من المدافعين عن السنة، وبالتحديد في المنطقة التي كان يعيش فيها حيث انتشر بها مذاهب أهل الشيعة والمذاهب الإلحادية والمعتزلة، فكانت له وقفة عظيمة دفاعا عن السنة وقام بتأليف كتب كثيرة فيها.
عصره
في عصره انتشر علوم ما تسمى بالعلوم الإنسانية وتم تنميتها، كما كان هناك تطور ملحوظ في كل جوانب الحياة منها:
الحياة السياسية: فكان أبو ثور يعيش في العصر العباسي الأول حيث ينقسم هذا العصر إلى قسمين، الأول كان من عام 132 هجرية حتى 232 هجرية وكان هذا العصر يتميز بالقوة والازدهار.
لكن العصر العباسي الثاني يمتد حتى 656 هجرية وكان يبدأ بخلافة المتوكل وكان يتميز هذا العصر بالفتن وتفتيت وتفكك وحدة الدولة، وأصبح هناك دول منفصلة مثل:
الدولة الفاطمية في مصر والدولة الأموية في الأندلس، ودولة الأغالبة في تونس، والإمارة الظاهرية في خراسان، وقد عاصر الكثير من الخلفاء وهم أبو جعفر المنصور، المهدي والرشيد والأمين والهادي والمأمون والمعتصم والواثق وأخيرا المتوكل.
أما الحياة الاجتماعية: فقد أصبحت الحياة في ذلك العصر متنوعة في أجناس الناس وعقائدهم في الدولة العباسية، لكن كان المسلمون هم الأكثرية والأغلبية، لكن كان هناك فرس وأتراك وبربر وعرب، كما قد ظهرت حفلات ومجالس الغناء والترف، كما ازدهر العمران في ذلك العصر وقد سميت بغداد في ذلك الوقت بمدينة القصور، وقد أنشأ مدن بغداد وسامراء.
كما قد تطور الألبسة وكانت مميزة للغاية فكان هناك ألبسة للقادة وهناك للعلماء وهناك للتجار وهناك أيضا للكتاب، كما قد تم إنشاء المستشفيات وزاد عدد الأطباء، كما زاد عدد الحمامات فكان في شرق بغداد ما يقرب من 5 آلاف حمام.
غزارة علمه
كان إبراهيم بن خالد لديه الكثير كتب الفقه فهو كان مفتيا في بغداد، وكان أحد الأئمة المجتهدين وكان أحد فقهاء الأعلام، كما أنه كان قوى الإدراك وسريع الحفظ فكان من كبار حفاظ الحديث، كما أنه كان سريع البديهة، كما أنه كان مخلص في طلب الحقائق في كل أدوار طلبه للعلم، فكان معجب كثيرا بالإمام الشافعي.
ولم يستطع أنه يخالفه الرأي فكان العلماء في ذلك الوقت يتحاورون ويختلفون ويتفقون، وكل هذا ابتغاء وجه الله وعند اتفاقهم يزدادون حبا في الله، كما أن اخلافهم لا يغير ما في قلوبهم، ولم يذكر أنه قد رحل وذهب خارج العراق، لكن هناك رحلة وحيدة كانت للحجاز والسبب هو لتلقي العلم من العلماء في شتى المجالات.
شيوخ أبو ثور إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي
كان من بينهم أسباط بن ميسرة وإسماعيل بن علية والأسود بن شاذان، كما أنه قد تلقى الفقه على يد الإمام محمد بن الحسن الشيباني، كان إمام الحنفية في ذلك الوقت، كما تلقى أيضا العلم على يد الإمام الشافعي وكان من أفضل تلاميذه فكان من أشد المعجبين به، فقد نشأ في بغداد فكان له أثر كبير في جمع الفقه وتكوين مدرسة لتعليم الفقه في ذلك الوقت.
إنجازاته في الإسلام
لقد قدم أبو ثور الكثير للدين الإسلامي بالتحديد في إقامته في العراق، فهو كان من أكثر الفقهاء المدافعين عن الدين الإسلامي وعن أهل السنة، فهو كان يجلس في مكان ملئ بالشيعة بكل مذاهبها وأيضا مذاهب الإلحاد، فهو كان يحارب بكل ما أوتى من قوة في سبيل نشر الدين الإسلامي الصحيح.
أقوال العلماء عنه
لقد حدثنا عنه أبو داود وابن ماجه، حيث قال: إن مسلما روى عنه في مقدمة صحيحه، وإنما روى عن إبراهيم بن خالج وهو آخر إن شاء الله، كما قد روى عنه قاسم بن زكريا المطرز وأحمد بن الحسن الصوفي، وأيضا أبو القاسم البغوي، ومحمد بن إسحاق السراج، ومحمد بن صالح بن ذريح العكبري.
كما قد قال أبو بكر الأعين: أنه قد سأل أحمد بن حنبل عن إبراهيم بن خالد فقال: أعرفه بالسنة منذ 50 سنة، وهو عندي في مسلاخ سفيان الثوري.
كما قال النسائي عنه: أن أبو ثور إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي هو فقيه ثقة مأمون فكان من أهم الفقهاء في عصره.
كما قال أبو حاتم بن حبان: أن إبراهيم بن خالد كان أحد الأئمة في الدنيا فكان فقيه وورعا وفضلا، فقد صنف الكتب وفرع على السنن وذب عنها رحمة الله عليه، كما ذكره الخطيب وأثنى عليه فقال عنه: أنه قد توفي في عام 240 هجرية.
كما قيل عنه: سأل أحمد عن مسألة فقال للسائل: سل غيرنا، فقال سل الفقهاء سل أبو ثور.
كما قال بدر بن مجاهد أن سليمان الشاذكوني قد قال له: أكتب رأي الشافعي وقد أخرج إلى أبو ثور ولا يفوتنك بنفسه.
كما قال خطيب عن أبي ثور: أنه كان يفق معه بالرأي أولا، ثم يذهب إلى العراقيين، ذلك حتى قدم الشافعي فاختلف إليه، ورجع عن الرأي إلى الحديث.
ولقد قال أبو حاتم وهو يتكلم عن الرأي، حيث يخطئ ويصيب وليس محله وحل المسمعين في الحديث.
روى عن
لقد أخذ الفقه عن الشافعي وأحمد بن حنبل، كما أنه روى عن مشايخ الإمام أحمد.
قد يهمك أيضا: القاسم بن محمد ( علمه – مواقف من حياته – انجازاته في الإسلام)
روى عنه
أبو داود، ابن ماجه، مسلم في غير متابه الصحيح، خلق، أبو حاتم الرازي، وقد أثنى عليه الائمة.
قد يهمك أيضا: سالم بن عبدالله بن عمر (علمه – انجازاته في خدمة الإسلام)
وفاة أبو ثور إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي
لقد توفي إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي في يوم 27 صفر عام 246 هجرية، وكان ذلك الموافق 22 مايو من عام 960 ميلادي، كما أنه دفن في مقبرة تسمى بباب الكناس.
قد عاش ما يقرب من 70 عام هذه الفترة أكثرها قد عاشها كانت لتلقي العلم من الإمام الشافعي، كما أن تلك الفترة هي ذاتها التي عاش فيها الإمام أحمد بن حنبل.
قد يهمك أيضا: سعيد بن المسيب ( نسبه – طلبه للعلم -انجازاته – وفاته)
https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=2147&bk_no=60&flag=1