أبو بكر بن مردوية هو الشيخ العلامة أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك بن موسى بن جعفر الأصبهاني، أحد رواة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكان من الرواة الثقات وكان من الحفاظ أيضًا، ولد في عام ثلاثمائة وثلاث وعشرين من الهجرة، وسوف نعرض لكم في هذا المقال حياته وعلمه ومؤلفاته بالتفصيل.
أبو بكر بن مردوية
هو مؤلف كتاب التفسير الكبير، والتاريخ والأمالي وغيرهم، يقال له أبو مردويه نسبةً إلى جده الأول، ويقال له بن فورك نسبةً إلى جده الثاني، وأيضًا يلقب بأبو مردويه الكبير للتفرقة بينه وبين حفيده، وتشترك كنيته ابن فورك مع إثنين غيره من العلماء هما، محمد بن الحسن بن فورك الأصفهاني، الذي توفى في عام 405 من الهجرة، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن فورك بن عطاء الأصفهاني، الذي توفى في عام 370 من الهجرة.
أسرته
نشأ والده في بيت يملئه العلم والفضل، وظهر تأثير ذلك على ابن مردويه في حياته وتعلمه.
أما شقيقه، أبو عمران، موسى بن مردويه بن فورك بن موسى بن جعفر الفوركي، فقد ذكره ابنه أبو بكر ابن مردويه في كتاب تاريخ أصبهان وقال عنه (والدي كان يجالس إبراهيم بن معاويه، وسمع منه الكثير، لم أحفظ منه إلا حديثاً واحدًا قرأته عليه لفظاً، توفي في عام 356 من الهجرة).
مذهبه
يعتبر أبو بكر بن مردويه من أهم علماء ومحدثي أهل السنة والجماعة، ولكنه لم يأتي ذكره في كتب المذاهب المعروفة، ولم تذكره النصوص المسجلة في كتب الرجال والتراجم إلي نسبته لايً من هذه المذاهب، أو ما يبين انه يميل لأحد منها.
ويتبين ذلك فيما رواه ابن مردويه في كلاً من الحديث والتفسير، وتجميعه لمختلف الآثار والأقوال، وإبداعه في التوفيق بينهما، وبسبب ذلك قد أصبحت أقواله مرجعاً يرجع إليه علماء جميع المذاهب الإسلامية على اختلافها.
اشتباه و توهم
قال الاربلي في ترجمته:(وقد رأيت مدحه من كتاب معجم البلدان لياقوت بن عبدالله الحموي، في ترجمة اسكاف هذا لفظه، وممن ينسب إليها أبو بكر بن مردويه، ومات بإسكاف سنة 352 من الهجرة وكان ثقة).
وأيد الاربلي علي هذا الشيخ البحراني والشيخ عباس القمني وقال:الصحيح ليس كذلك، فقد أورد ياقوت الحموي في ترجمة إسكاف ما نصه:
(وممن ينسب إليها أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي، روى عنه الدارقطني، وأبو بكر بن مردويه، توفى بإسكاف عام 352 من الهجرة).
قال العلامة السيد المرعشي في ترجمة:(الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى الإصفهاني العلامة في الحديث والرجال، الشهير بابن مردويه المتوفى سنة 410 من الهجرة، فما عن بعض الأجلة من ضبط وفاته سنة 352 من الهجرة كان بسبب الشراكه في الإثم ، واشتباهه بأحمد بن موسى الإصفهاني المحدث المتوفى سنة 352 من الهجرة مؤلف كتاب مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم)
قال ولم نستدل بعد على استقصاء المظان من كتب الرجال والترجمة علي من أورده الشيخ المرعشي في تصحيحه ما نسبه الأجلة، وإن مقصده من هذا مرادان .
الأول: أنه ارد بذلك أحمد بن محمد بن موسى المروزي، أبو العباس السمسار المعروف بمردويه المتوفى عام 235 هجريًا، ويحتمل أنه نسب إلي جده فيقال:أحمد بن موسى.
الثاني: أن المراد هو أبو بكر بن محمد بن محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي المتوفى في عام 352هجرياً
غزارة علم أبو بكر بن مردوية
كان فاهمًا وعالمًا متيقناً من علمه، كما كان يعرف عنه الورع والتقوى والزهد في الدنيا، أحب الحديث فأكثر روايته، وداوم على حفظه بإتقان.
أقوال العلماء في أبو بكر بن مردوية
- قال عنه أبو موسى في ترجمة ابن مردويه (سمعت أبي يحكي عما سمع أبا بكر بن مردويه يقول ما كتبته بعد العصر شيئًا قط، وعميت و قبل كل أحد يعني من أقرانه، وسمعت أنه كان يملي حفظًا بعد ما عمي..وسمعت الإمام إسماعيل يقول لو كان ابن مردويه خراسانيًا كان صيته أكثر من صيام الحاكم)،
- قال أبو بكر بن أبي علي وذكر أبا بكر ابن مردويه (هو اكبر من ان ندل عليه وعلى فضله، وعلمه وسيره وأشهر بالكثرة والثقة من أن يوصف حديثه ألقاه الله ومتعه بمحاسنه).
- وأجاز لي أبو نعيم الحداد: قال سمعت أبا بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه يقول: رأيت من أحوال جدي من الديانة في الرواية ما قضيت منه العجب من تثبته وإتقانه، وأهدى له كبير حلاوة فقال إن قبلتها، فلا آذن لك بعد في دخول داري وإن ترجع به، تزد علي كرامه.
وقيل عنه أيضا:
- قال الذهبي: وروى عن أبي سهل بن زياد القطان، وميمون بن إسحاق وعبد الله بن إسحاق الخراساني، ومحمد بن على الكوفي، ومحمد بن عبد الله بن علم الصفار، وإسماعيل بن علي الخطبي، ومحمد بن علي بن دحيم الشيباني الكوفي، وأبي بكر محمد بن عبيد الله الشافعي، وأحمد بن عبد الله بن دليل، ومحمد بن أحمد بن علي الأسواري، وأحمد بن عيسى الخفاف، وأحمد بندار الشعار، وأحمد بن محمد بن عاصم الكراني، وأبي أحمد العسال، وأبي إسحاق بن حمزة، وسليمان الطبراني وخلق كثير) وقال عنه أنه (الحافظ الموجود العلامة، محدث أصبهان).
- قال الذهبي في ترجمة الحافظ الطبراني، (سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني، الحافظ الثبت المعمر أبو القاسم لا ينكر له التفرد في سعة ما روي، لينه الحافظ أبو بكر بن مردويه لكونه غلط أو نسي فمن ذلك أنه وهم وحدث في المغازي عن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي وإنما أراد عبد الرحيم أخاه فتوهم أن شيخه عبد الرحيم إسمه أحمد واستمر على هذا يروى عنه ويسميه أحمد وقد مات أحمد قبل دخول الطبراني إلى مصر بعشر سنين أو أكثر.
إنجازاته في خدمة الإسلام
لقد عاش ابن مردويه حياة علمية تتلمذ على يده الكثير من التابعين، ونقلوا عنه علمه وتواتر حتى وصل إلينا في يومنا هذا، قام بتأليف العديد من الكتب القيمة المليئة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمليئة أيضًا بالعلم النبوي وتفريق صحيحه من ضعيفه.
مؤلفات أبو بكر بن مردوية
- المستخرج على صحيح البخاري.
- حديث الطير ذكره ابن كثير في النهاية والبداية.
- حديث السبيل ذكره ابن كثير في تفسيره.
- تفسير القرآن في سبع مجلدات ذكره الذهبي.
- أولاد المحدثين، ذكره ابن حجر في تقريب التهذيب.
- التاريخ، ذكره ابن حجر في لسان الميزان.
بعض شيوخه
- أبيه أبي عمران بحديث أخذه من إبراهيم بن متويه، ثم مات أبوه في عام ثلاثمائة وست وخمسين من الهجرة.
- أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم اليمابرتي.
- أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الرفاعي.
- أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن أحمد الكيال المؤدي.
قد يهمك أيضا: سليمان بن يسار (علمه – انجازاته – مواقف من حياته)
بعض تلاميذه
- أبو بكر محمد بن إبراهيم المستملي العطار.
- وأبو الخير محمد بن أحمد بن ررا.
- والقاضي أبو منصور بن شكرويه.
- وأبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن سليم.
قد يهمك أيضا: ابو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أحد فقهاء المدينة
وفاته
توفي في السادس من رمضان لعام 410 من الهجرة، عن عمر يناهز ال87 سنة.
والنهاية فقد عرضنا لكم بعض المعلومات عن الإمام العلامة المحدث أبو بكر بن مردويه، أحد التابعين رواة الحديث الثقات، والحفاظ المتان، وهو من أهل الورع، المتقين الزاهدين في الدنيا طيب الله ثراه.
قد يهمك أيضا: خارجه بن زيد ( علمه وفضله – انجازاته – ثناء العلماء عليه )
المصادر:
سير أعلام النبلاء المكتبة الإسلامية .